ابك مثل النساء ملكا مضاعاً

ابك مثل النساء ملكا مضاعاً
صوفيا حسـن
[email protected]
وصلنى على بريدى الإلكترونى عدة رسائل تستنكر عبارة ” ابك مثل النساء ” وإعتراضهم هو إستخدام البعض للجندر إشارة إلى مافعله البشير حيال إنسلاخ جنوب السودان عن الوطن الأم مكونا وطنا مستقلا ! أنا شخصيا لم أراه يبكى الفقد ، بل رأيته وإبتسامة بلهاء تعبر عن شخص متبلد الإحساس ! أعلم أن تلك الإبتسامة كان يحاول معها أن يخفى شعوره بالحرج أمام كاميرات العالم التى حضرت لتوثق لميلاد قطر جديد . أنا أجد العذر لمن إستخدم تلك العبارة فليس بالإمكان إلغاء الجندر من قاموسنا العربى ! وبالرغم من إعتراضى على إسناد البكاء للنساء فقط ومواراة بكاء الرجال بعبارة ” ضحك الرجال بكا ” فهذا يجعلنا أن نعود بذاكرتنا إلى أصل تلك العبارة التى قالتها والدة أبا عبدالله وهى تراه يقف على تلة يرقب غرناطة التى هجرها مجبرا تحت ضربات القوات الغازية . فوقفت أمه تلومه وهى تشاهد الدمع ينساب من عينيه قائلة:
ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً … لم تحافظ عليه مثل الرجال
هل كان للبشير ذلك الإحساس بإنه قد فقد جزءً من وطن تسلمه بمساحة مليون ميل مربع ! أشك فى ذلك ، فربما كان يفكر فى كيفية الإستقبال الذى سيلقاه من الخال الرئاسى خاصة بعد عودته سليما من رحلة الأدغال التى صورها له والتى ربما سيلقى فيها حتفه الشئ الذى سينفطر عليه قلب أمه ! كنت أتمنى أن يحدث له ماكان يخاف منه الخال الرئاسى لتلحقه به الجماهير فى غضبتها المكبوتة . ولكن خاب رجائى كما خاب أمل ملايين السودانيين فى بقاء السودان موحدا .
نعود لتلك العبارة ” الجندرية ” وأجد أن خير تصوير لها قد رصدته الروائية احلام مستغانمى فى روايتها ” ذاكرة الجسد ” حيث كتبت:
هناك مدن كالنساء .. تهزمك أسماؤها مسبقاً .. تغريك وتربكك .. تملأك وتفرغك .. وتجردك ذاكرتها من كل مشاريعك .. ليصبح الحب كل برنامجك .
هناك مدن .. لم تخلق لتزورها بمفردك .. لتتجول وتنام وتقوم فيها .. وتتناول فطور الصباح وحيداً
هناك مدن جمبلة كذكرى .. قريبة كدمعة .. موجعة كحسرة .
هناك مدن كم تشبهك!
فهل يمكن أن أنساك فى مدينة إسمها .. غرناطة؟
. . . . . . . . . . .
مر الزمن .. وصوتك مازال يأتى كصدى نوافير المياه وقت السحر .. فى ذاكرة القصور العربية المهجورة …
عندما يفاجئ المساء غرناطة .. وتفاجئ غرناطة نفسها عاشقة لملك عربى غادرها لتوه ..
كان إسمه ” أبا عبد الله ” وكان آخر عاشق عربى قبـّلها !
ترانى كنت ذلك الملك الذى لم يعرف كبف يحافظ على عرشه ؟
ترانى أضعتك بحماقة أبى عبد الله .. وسأبكيك يوما مثله ؟
كانت أمه قد قالت له يوما وغرناطة تسقط فى غفلة منه
“ابك مثل النساء ملكا مضاعاً .. لم تحافظ عليه مثل الرجال ”
وتواصل أحلام سردهامتسائلة :
هل هناك ملك عربى واحد .. حاكم عربى واحد .. لم يبك منذ أبى عبدالله مدينة ما ؟
” إنتهى ”
ونتساءل نحن: هل بكى البشير فراق ذلك الجزء الغالى من الوطن ؟! هل بكى لحظة إنزال علم السودان من على السارية ؟!!
يالقسوة اللحظات وتبا له إن بكى أو لم يبكى . وسيسطر التاريخ مافعله الأبالسة فى البلاد ، فقط مطلوب من كل سودانى أن يلبس ثياب الحداد ولايخلعها إلا مع زوال حكم هؤلاء .. أراذل القوم وعلى الأسر السودانية ان تعلم أطفالها سيرة من رفعوا علم السودان بجانب سيرة من أنزلوه وأن يحفظوا ذلك عن ظهر قلب مع سورة ” تبت يدا أبى لهب وتب “
استاذه صوفيا حسن
لك الود والاحترام
الظاهر فعلا التاريخ يعيد نفسه مشهد ضياع الجنوب كلاكيت ثاني مره لضياع اخر معقل عربي اسلامي في الاندلس عندما نفذ ابن الاحمر اخر ملوك غرناطه كل ما طلبته منه الملكه ايزابيل ملكة الفرنجه وهنا البشير نفذ كل ما طلبته منه كوندوليزا من قبل ومدام كلينتون من بعدها وهو يعلم انه لا طاعه للدول الامبرياليه الكبري في معصية ارادة الشعب واضاعة حقوق الامه
الفرق ان ابن الاحمر كان لديه شعور بالذنب والندم جعله ينتحب مما دعي امه لان تقول له تلك المقوله الشهيره وهي لم تكن تقصد ان تحقر بني جنسها لكن كانت تقصد ان الدول يتم الحفاظ عليها بحد السيف وطبعا الحروب يخوضها الرجال
احتمال عدم شعور السيد الرئيس باي نوع من الحسره علي ضياع الجنوب هو اقتناعه بان العاصمه المثلثه تكفيه كما قالها من قبل المستعصم بان بغداد تكفيني وانتهي به المطاف ان قام هولاكو بتعليقه في غراره وتم قتله ركلا بالارجل التتاريه
صوفيا حسن فارسة من بلادي ، حبابك عشرة وانت تحملين قلما جسور مصادما ، حبابك ضمن الكوكبة النيرة ( ناهد .. رشا .. سارة .. رباح …وامل هباني والبقية الرائعة من نساء بلادي ، والبكاء اختي احساس الصادق والنبيل ، وعدم البكاء ليس رجوله ولكن تبلد …. واه ياوطني :cool:
نجن شعب فاشل لذلك تحكمنا حكومة فاشلة، نحن الذين أضعنا السودان بصمتنا وجبننا وخوفنا، لا يكفي أن نرتدي السواد أو نعلن الحداد حتى يتخلص الوطن من مرضه المزمن، ويتعافى، علينا ان نترك الجبن والخوف وأن نواجه حكومة الأوغاد، كما واجهت الشعوب الأخرى حكوماتها وقاومتها حتى هزمتها منهم من انتصر ومنهم من لا يزال يواصل النضال ويواجه الموت ولم يتراجع، ليكن الشعب الليبي قدوة لنا، وليكن الشعب السوري قدوة لنا، يقاتلون ليلهم ونهارهم منذ شهور لم تلن عزيمتهم يوما ولم يتراجعوا عن هدفهم السامي في تخليص بلادهم من تسلط الطغاة، لن يخلصنا التباكي والحداد من فشلنا وهزيمتنا، لابد من تحرك جاد… أسال الله ان ينفخ فينا الروح وأن يعيد لنا شجاعتنا وهيبتنا ونخوتنا التي ضاعت منا….
إستفزنى تعليق "غاضبة" من أننا شعب فاشل لذلك تحكمنا حكومة فاشلة ! أعلم مصدر القلق والغضب ولكن نتمنى ألا تدفعنا الطغمة الحاكمة الفاشلة إلى جلد الذات . نحن شعب تعود على الصبر . تحمل المعاناة عسى أن يعود الحاكم إلى رشده . ولكن من الواضح أن هؤلاء لايفكرون فى حال الشعب ولا يعلمون حجم المعاناة لأن شغلهم الشاغل أن يجعموا من المال ماينوء به الحمل بمقولة "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا" ينطلقون من الضنك الذى عاشوه فى الماضى ، فهم يحملون حقدا على المجتمع ولم يتوقفوا ولو للحظة للبحث فى هل كان العيب فيهم أم فى المجتمعات التى أتوا منها! لذلك سيبقوا كما هم كالبغال يعلفون من قوت الشعب بلا تفكير فى الغد طالما يتواصل النهب بلا رادع . بكل أسف لقد وجدوا من يتعاون معهم فى اللعب من بعض ضعاف النفوس من الذين رموا بحق الوطن خلف ظهورهم . مهلا أيتها الأخت الغاضبة فبعد أيام ستخرج تلك الحكومة بقرارات للتقشف وشد الأحزمة على البطون ! وأعتقد أنه لايفوت عليكم أنه لم يتبقى للشعب بطون كى تشد عليها أحزمة . وبالتالى توقعى ثورة الجياع الذين سيكسروا حاجز الخوف ويكسروا جماجم هؤلاء التى لاتحمل عقلا يهديها إلى الطريق القويم . صبرا ونطلب منك المزيد من الغضب وحتما سيأتى يوم الغضبة الكبرى . لك من الشكر اجزله .
الأستاذ الفاضل/ محمد احمد فضل ? المحترم ، أشكركم كثير الشكر على كلماتكم الرقيقة ونحن قطرة فى نبع نضال شعبنا المستمر وليشرق الصباح دعنا نعمل معاً لكسر حاجز الخوف ونلقى بحجر فى البركة الراكدة وحتما ستشرق الشمس فى بلدنا .
الأستاذ المحترم/ حمزه كلماتكم دائما تحفز للعمل الجاد فى طريق الثورة . أتمنى أن تكون الوالدة بخير كما أتمنى أن تكونوا قد تسلحتم بشحنة كبيرة وأصابتكم عدوى الثورة المصرية وتحملون معكم تلك الشحنة إلى ابناء سوداننا كى يعملوا على إقتلاع هذا السرطان من جسد الأمة . أرى الفجر قد لاح والشعب بعد إنفصال جزء من الوطن قد وصل إلى درجة الغليان والإنفجار قادم قادم . كونوا بخير . مودتى .