تعليق على كذبة الثورة المهدية (2-2)

تعليق على كذبة الثورة المهدية (2 ــ 2)
لمعرفة هل كانت المهدية انتكاسة أم ثورة أخذت المجتمع للأمام ، يلزم أن نلقي نظرة على المستوى الذي وصلت إليه الإنسانية إبان المهدية ، و المستوى الذي وصل إليه ما يعرف بالسودان وقتها . نعرف أن المهدي ولد قبيل منتصف القرن التاسع عشر (1944م) و أنه ادعى أن الرسول (ص) زاره مرارا (يقظة لا مناما) كما يقول ، و أخبره أنه المهدي المنتظر و ذلك بحضور أبوبكر الصديق و نبي الله الخضر ، و في كثير من منشوراته يذكر أنه مؤيد بالملائكة و أن من لا يؤمن بمهديته كافر دمه و ماله حلال ، و طبق ما قاله حين اتيحت له الفرصة فقتل المخالفين و نهب أموالهم و سبى نساءهم . كانت البشرية حينها قد قطعت أشواطا في مسيرتها في أوربا و أمريكا ، مرت بعصر التنوير في القرن الثامن عشر و كما عرفه إيمانويل كانت :” إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد.” كما عرَّف القصور العقلي على أنه “التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا.” تخطت البشرية قتل المخالف في العقيدة أي مرحلة : (إما أن تترك أفكارك التي تعتقدها و تعتنق أفكاري التي لا تعرفها أو جزاؤك السيف أو أن تدفع لي مالا مرغما و تقبل بشروطي التي أمليها عليك لتتوافق حياتك مع ما أراه صحيحا) … عبرت البشرية عهد الرق فقد استهجنته طلائعها و نشرت وعيا ببؤس الرق و لاإنسانيته ، بين قطاعات كبيرة من شعوبها ، و سنت القوانين التي تحرمه و تجرمه رغم مقاومة القوى الدينية التي استندت للنصوص في مقاومة إلغاء الرق ، فألغت الدنمارك تجارة الرقيق و جرمتها عام 1792م ، و تبعتها برطانيا ثم أمريكا و سارت البشرية بخطى حثيثة لتتعاهد أوربا في مؤتمر فيينا 1814 م على منع و تجريم ممارسة العبودية و وقعت على تلك المعاهدة . أهم ما في الأمر هو إدانة تلك الأجيال لما قام به أسلافهم من ممارسات العبودية و التبرؤ منها و المناداة بأن الناس سواسية … من المؤكد أن المبادئ لا تتجسد على أرض الواقع بين يوم و ليلة (نعرف الآن أنه في كل يوم يمر ، تجسّد الإنسانية شيئا من أحلامها، صحيح أنها تتعثر هنا و هناك ، صحيح أنها عانت من الفصل العنصري بعد العبودية لكنها تخطته و ستتخطى كل العقبات التي تبدو كؤودة) أهم ما في الأمر هو إدانة السلوك الخاطئ و التبرؤ منه (لا كما يفعل قومنا بإدعاء أنهم سبقوا أوربا بالدعوة للحرية و لكنهم لا يدينون الرق ماضيا و لا حاضرا ، بل لا زال أغلب أهل الثقافة الإسلاموية ينظرون لإخوانهم في الإنسانية نظرة دونية ، هنا أو في بقية العالم الإسلامي خاصة العربي… هذا داء ثقافة تستحق المراجعة) .
في السودان كانت السلطات المحتلة (لا ننسى أنها كانت باسم السلطنة العثمانية المسلمة فمحمد علي باشا و أبناؤه كانوا يدينون بالولاء لتركيا) كانت تلك السلطات تحت ضغط دولي لتحريم تجارة الرقيق . و رغم مظالمها خاصة في بداياتها أيام الدفتردار ، فإنها لم تفرض على أحد أن يبدل اعتقاده أو مذهبه أو طريقة تفكيره في حياته الخاصة . كانت سلطة جباية لكنها و الحق يقال أدخلت نظم الإدارة الحديثة و نواة التعليم النظامي و مؤسسات الدولة . الغالبية أيدت المهدية حين قيامها ، كما أسلفنا فقد كانت الثورة كامنة تحتاج لمن يقدح شرارتها و كانت الأيدلوجية السائدة حينها هي أيدلوجية انتظار المخلص (المهدي المنتظر) . انتصرت المهدية على المحتل لكنها كأي فكر يرى أن القيمة للمعتقد لا للإنسان ، فقد اتخذت في مواجهة قومها عقيدة (إما أن تترك أفكارك التي تعتقدها و تعتنق أفكاري أو جزاؤك السيف و نهب الأموال و سبي النساء) . في عهدها انتشرت أسواق الرقيق و تم تقنين تجارته . أما الإدارة الحديثة للدولة فقد حطمتها و أقامت مكانها إدارة متخلفة عنها بمراحل . الفكر الديني المهدوي قام على الديكتاتورية ، فلا أحد يرى ما لا يراه المهدي إذ أنه موحى له من الله عبر النبي (ص) ، و تبعه خليفته (حتى الخليفة عبد الله ادعى أكثر من مرة أنه حصلت له حضرة نبوية ،أولها حضرته تلك التي بايعه فيها الجني (ماشي) الذي غير اسمه ليصبح (خاشي) لأنه (خش) الإسلام ، و اسم قبيلته من الجن (العرضيون) و ذهب ليأتي بأهله من الجن ، و كيف بعد بيعته بايعه عدد كبير من الجن و هم يهللون .. ثم جاءه الخضر و عندما سأله عن سبب انقطاعه عنه قال له الخضر كما روى : “كنت خافرا شعرة من شعر المهدي أمّن أحمد سليمان عليها ، لكنه كان يكشفها أحيانا و يبكي عند رؤيتها فخشيت أن يخطفها الريح أو تقع في محل وسخ تضيع فيه فبعد أن بلعتها أنت أمس استرحت و سري عني …” ذلك عام 1302 هـ ! … و هاهو بعد 20 يوما على صلح الأشراف بعد تمردهم الشهير و رغم عهد الأمان و المواثيق يقبض على مجموعة منهم و يرسلهم للزاكي طمل الذي قام بقتلهم ضربا حسب إيحاء الخليفة له ، و قام الخليفة بتبرير ذلك بقوله الذي نقتطف منه : ” … ثم في ضحوة هذا اليوم الموافق 14 الجاري حصلت لي حضرة اجتمعت فيها بالنبي (ص) و المهدي عليه السلام …. ثم قال لي المهدي عليه السلام : إن أحمد سليمان و أحمد النور و أحمد محمد خير و سعيد محمد فرح و فوزي و أحمدي و صالح سوار الدهب فليكن حبسهم قلت للمهدي عليه السلام إن أهل الظاهر ينكرون علي ذلك و يقولون عفا عنهم ثم حبسهم ، فقال لي المهدي عليه السلام إن الحق معك و أهل الباطن معك فاحبسهم و اتل على الأصحاب المنشور المحرر منا …. و هذا ما لزم الاعلام به و العلم لله و السلام 14 جمادى الأولى 1309هـ 16 ديسمبر 1891م .” … انتهت الدولة الحديثة التي مهما قلت عنها لكنها كانت عقلانية ، و قامت دولة يحكم أهلها بمناشير من السماء و يبايعهم الجن … بعد زمن سيكرر النميري الهلوسات برؤى أقل ما يقال عنها إنها مضحكة . طريقة الوصول للسلطة تحدد سلوك الحكام ، فالاستيلاء بالقهر على السلطة و الإدعاء بقدسيتها الدينية ، يولّد سلطة غاشمة باطشة و حاشية خانعة تتلمس رأي الزعيم لتشير عليه بما يوافق مزاجه ــ نظام الشورى ــ لأنها تخشى العقاب أو على الأقل ذهاب الحظوة ، و قد أغنانا الطيب مصطفى خال الرئيس بالإيضاح لما يحدث لسلطة مماثلة فوصف حال ابن اخته و حاشيته بما هو منشور بالراكوبة بتاريخ 24 نوفمبر 2013 حيث ورد (الخال الرئاسي يصف النائب الأول والنافع والأخرين ب”البهائم” ولايتم اعتقاله!!) … سلطة من هذا النوع تقود قومها للاقتتال فيما بينهم و تنشر الفقر و المجاعات ــ قدر بعض المؤرخين ضحايا المهدية و أغلبهم ماتوا بالجوع بأكثر من 45% و بعضهم قدر العدد بـ 75% من السكان ـــ و يوم يأتيها غازيا فسينفض من حولها الكثيريون ، إذ يرون أن الغريب أرحم بهم ممن يستبيح دماءهم يسبي نساءهم و يقطعهم من خلاف كما حدث مع كثير من القبائل … أترك للقارئ الإجابة على السؤال : هل كانت المهدية ثورة أم انتكاسة في مسيرة تاريخنا ؟
سرحان ماجد
[email][email protected][/email]
كانت انتكاسة واستغلت الدين لاغراضخا
انتفاضة وانتكاسة
كلام مفكك الاوصال عاري عن المراجع يدل على سطحية صاحبه
إدعاء المهدية في إفريقيا المسلمة في شمالها وغربها وشرقها إدعاء قديم ، فهناك مهدي السنغال ، ومهدي الصومال ، أما المغرب اللأقصي ، حيث جبل “ماسة” الحقيقي، فظهر فيها مهدويون كثر ،إشتهر منهم المهدي بن تومرت ، ومحمد الشيخ المهدي السعدي ، وابن أبي محلي. أما في السودان فذكرهم الأستاذ عثمان رزق في مقال له “بسودانايل”وهذه قائمتهم:
– حمد النحلان ود الترابي (المهدي المنتظر) (الجزيرة) (عاش بين 1600 -1700م)
2- محمد أحمد بن عبد الله (المهدي المنتظر) (النيل الأبيض) (توفي في عام 1885)
3- الفكي أبو جميزة (النبي عيسى) (دارفور) (توفي بالجدري في عام 1888)
4- علي عبد الكريم (النبي عيسى) (امدرمان) (تمّ نفيه وسجن أتباعه في عام 1900)
5- الفكي محمد الحرين البرناوي (المهدي المنتظر) (دارفور) (أعدم في عام 1902)
6- محمد الأمين الجعلي (النبي عيسى) (كردفان) (أعدم في عام 1903)
7- محمود آدم (النبي عيسى) (النيل الأزرق – سنجا) (قتل محاربا في عام 1904)
8- محمد ود آدم الدنقلاوي (النبي عيسى) (النيل الأزرق – سنار) (قتل محاربا في عام 1904)
9- موسى أحمد البرقاوي (النبي عيسى) (كسلا) (سجن في عام 1906)
10- سليمان ود البشير (النبي عيسى) (الجزيرة – مدني) (سجن في عام 1906)
11- عبد الله فضل (المهدي المنتظر) (كردفان – جبال النوبة) (سجن في عام 1909)
12- الفكي نجم الدين (النبي عيسى) (النيل الأزرق – سنار) (أعدم في عام 1910)
13- الفكي مدني (النبي عيسى) (النيل الأبيض) (سجن في عام 1910)
14- مختار ود الشريف هاشم الشنبلاوي (المهدي المنتظر) (أعدم في عام 1910)
15- الفكي عكاشة أحمد من أتباع ود حبوبة (المهدي المنتظر) (الجزيرة) (قتل محاربا في عام 1912)
16- أحمد عمر الفلاتي (المهدي المنتظر) (دارفور) (أعدم في عام 1915)
17- محمد الحاج سانبو (المهدي المنتظر) (كسلا) (1918)
18- محمد السيّد حامد (النبي عيسى) (النيل الأزرق) (أعدم في عام 1919)
19- الفكي عبد الله السحيني (النبي عيسى) (دارفور- نيلا) (أعدم في عام 1921)
20- ابوبكر خاطر (النبي عيسى) (امدرمان) (1951)
21- محمود محمد طه (الرسالة الثانية) (امدرمان) (أعدم في 1985)
22- سليمان أبو القاسم (النبي عيسى ) (الخرطوم) (سجن في عام 2012)
لقد أورد السيد أحمد الأزهري ابن الشيخ إسماعيل الولي الكردفاني 11 جحة تدحض فيها دعوة مهدي السودان . يمكن الرجوع إليه في كتاب نعوم شقير “تاريخ السودان” الذي حققه البروف محمد إبراهيم أبو سليم.
هل يؤمن السيد الصادق المهدي اليوم (وهو في طريقه لملاقاة ربه) ان جده كان فعلا مهديا (مرسلا من السماء)!!?? وهل ماورد في منشورات المهدية و(الموثقة تاريخيا) والتي يكثر فيها من ربط قراراته السياسية باوامر سماوية من من (يدعمها ويصدقها) من ال المهدي الحاليين من (مدعي التنوير والثقافة) كالدكتورة مريم الصادق المهدي!!?? وهل لال المهدي والخليفة الذي تبعه اي (حقيقية) يستند عليها!!?? من (يسأل) القوم ليجيبنا!!??
كلام مفكك الاوصال عاري عن المراجع يدل على سطحية صاحبه وخواءه الفكري
المهدية جنون كامل الاركان
والمهدى مات من كثرة النسوان
والصادق كمان
وعبدالرحمن
الله لاعادة
الدراويش المهاويس
صدق عمر البشير مره واحدة فى حياتو لمن قال:-
نحن امتداد للثورة المهدية
نحن دراويش القرن العشرين او كما قال المعتوه
لاحظ ..
سرحان ماجد ، رستم صفوان ، بماذا تُوحي لك الأسماء …. وبعد داك دعونا نتناقش في المهدية او غيرها .
يا هؤلاء لم يُقصد من المهدي الذي ادعاه محمد احمد بن عبدالله ، المهدي المنتظر حسب ادعاء (الشيعة) بفروعها
بل قصد بها الرجل ، المهدي الذي يهدي الناس ، وقد كان هذا الاسم منتشراً في ذلك الزمان وكان يطلق على الدعاة والصالحين ورجال الدين .
اما احاديث نعوم شقير وسلاطين فهي مدسوسة و بها الكثير من الغرض والتحريف والقصص المختلقة ، يجب ان لا نذهب خلفها كثيراً .
بعدين يجب قرادة التاريخ لا محاكمته .
ويجب عدم قياس ذاك الزمن الغابر ، بزماننا هذا والذي وصلت فيه الحقوق المدنية لاعلى درجاتها ، طبعاً بعد ان قطعت رحلة طويلة من المجاهدات والنضال .