هوامش إبراهيم دقش

هوامش إبراهيم دقش
صلاح يوسف
[email][email protected][/email]
أتابع منذ فترة طويلة هوامش بقلم الرصاص التي يكتبها أسبوعياً الدكتور ابراهيم دقش، لا لأنها تطل علينا من أخيرة هذه الصحيفة ولكن لأنها، بشهادة الكثير من القراء الذين أعرفهم وخاصة في بلاد الغربة، تمثل مزيجاً بين القضايا السياسية والثقافية العامة والاجتماعية الخاصة بأسلوب جاذب يتدفق سيلاً من نبع السهل الممتنع الذي لا يتأتى لكل كاتب، وبحسبانها هوامش تلبي حاجة قارئ الصحيفة اليومية دون عناء يذكر وتتناول الوقائع والأحداث دون هالة من البريق اللغوي الفضفاض والبلاغة الموغلة في الإطناب التي يستخدمها بعض الكتاب على حساب إيصال الفكرة أو المعلومة0 وبما أن قراء الصحيفة اليومية يتفاوتون من حيث الوعي والاهتمام ويتفاوت عندهم طول حبل الصبر على قراءة المادة المطوّلة أو الصفحة الكاملة، فإنهم عادة ما ينصرفون إلى المادة الخفيفة الظل والقصيرة المقتضبة، إلا إذا اتبع كاتبها التنويع وتقديمها على جرعات نافذة ومبلوعة بيسر0 وقد لاحظت في تقارير واستطلاعات بعض الصحف، بما في ذلك السياسية والاجتماعية، أسلوباً تحريراً يقسم المادة المطوّلة إلى أجزاء ذات عناوين متعددة ومشوّقة وترقيم يوحي للقارئ بأن كل جزء منها قائم بذاته فيلتهمها بلا مشقة0
ولعل الذي دعاني للكتابة عن الهوامش هو ما جاء يوم الأحد الماضي من تساؤل تحت عنوان (من غنى لمن؟) والمقصود بين السطور كما فهمت هو التعرف على مكانة المغني ومكانة الشاعر أكثر من ترديد اسمه محايداً، وللتذكير فقد أورد دكتور إبراهيم دقش، معتمداً على الذاكرة كما قال، نماذج من روائع الأغنيات التي شكلت وجداننا، نحن جيل الخمسينات والستينات والسبعينات، بل لا زالت تحتل مساحة كبيرة في دائرة اهتمامنا بالكلمة الرصينة والمعالجة الراقية وبالذات تلك التي كتبها شعراء عرب أو سودانيون ضالعون في متون اللغة ونالت حظها من الذيوع والانتشار وحركت فينا مشاعر الطرب لأن الفنانين الذين عالجوها كانوا على قدر من المسئولية والوعي بانتقاء ونفاذ الكلمة الساحرة حين تحظى بنغم أصيل وأداء جميل0 ولعل هذا الموضوع يقبل التوسع ويستحق التعمق في شكل دراسة تستوفي كل جوانبه الإبداعية استكمالاً لدائرة المعرفة والمتعة، فليت هناك من يلتقط الفكرة ويعدها في سلسلة برامج خاصة يتوقف فيها عند تحليل القصائد والتعرض لمهارات الملحنين والمغنيين ويدعم ذلك بقراءة متأنية للكلمات مع تقديمها كاملة في طبقها اللحني البديع0 ولا يفوتني هنا ذكر برنامج كان وربما لا زال يقدمه المذيع شيبة الحمد بعنوان مختارات من الأغاني على ما أعتقد إذ يمكن أن يستوعب هذه الفكرة ويتوسع فيها لأن إزاحة الغبار عن الأعمال الخالدة وإعادة بثها مع إلقاء الضوء على محاسنها الكلامية واللحنية والأدائية يبعث فيها الروح لتأخذ مكانتها اللائقة وتفرض وجودها أسوة بما حدث لأغاني حقيبة الفن التي تجد رواجاً حتى هذه الأيام0 وإذا اعتبرنا فترة أغاني الحقيبة محطة أولى لقطار الطرب، فإن ما جاء بعدها من روائع بعد دخول الآلات الإيقاعية والوترية والنحاسية والاليكترونية يعتبر محطة ثانية لابد من ترسيخها لتصبح أساساً لانطلاق مطربي المستقبل إن أرادوا الارتقاء بالذائقة الفنية0
ومن نافلة القول إن تسليط الضوء على الأعمال التي حظيت بالقبول سيحد من انتشار الغث الفطير والسهل المطير المنهمر عبر وسائط الأثير والفضائيات وصالات الأفراح واحتفاليات التخريج والذي أرى إنه كبضاعة سريعة الذبول وعديمة المدلول يسوق لها جيل من الشباب المولعين بالجري وراء الزخم الموسيقي الناشز والنظم السوقي العاجز بحجة تسارع وتيرة الزمن والحاجة لوجبة سريعة الإعداد وإن كانت رخيصة الثمن0
الاستاذ دقش ضل قلمه في صحيفة الباقر كسار التلج ولو لا الاستاذ دقش وياسر عبدالفتاح اين هو هما الملح والشطه فقط لدي ملاحظات عن دقش في كتاباته عن بعض طبقات المجتمع وبلاط السلاطين هذه النقطة السودا ولو لاهم لكانت اختفت الخرطوم من زمن اتفاق جده والطباعة في الداخل ومن يمول هذه الصحيفة اعرف عكاظ السعوديه كانت تطبعها حين كان معرضا المهم كتابات دقش ونسه لذيذه ويا حبذا ذكرياته في حنتوب وبخت الرضا بذكرنا هذا الامدرماني بالسودان القديم كاحيا امرمان القديمة عليه الخروج وتسخير قلمه لتستفيد الاجيال الحالية والقادمه ويسعد الحرس القديم واتمني اوجة له دعوة بزيارتنا هنا في الراكوبه ادقشها يا دقش👃💪👀👂