مرثية الطوفان

عمار حمد
حدث رماد القلب عن ثكلى توشح عطرها عبق الدماء …
وأدت وليدا .. في حنايا جوفها المكلوم صبرا كالسياط ..
حدث رفاة النار عن شوك البطولات العقيمة والكليمة ..
عن صحارى الانتصار … وافراح الهزيمة والشكيمة ..
حدث حفاة الروح عن وعر الفيافي والنزوح …
عن حرقة الاسفلت والفسفور .. في جمر الحذاء ..
عن احتراق الشمس في سنجة …
وعن مدني التي نامت بها الاحلام …. كي تصحو … على كابوسها المصلوب في صدر العساكر … نجمة من عار ..
وانهارا من الدم المسفوك اوسمة .. ونيشانا على كتف المشير
حدث مساكين السفينة عن هموم كالنبال ..
وعن ملكا تسلط فوق اعناق الخلائق والحقائق والجبال …
يأخذ كل سفينة غصبا ومأثمة
فاركب بها واخرق … واغرق بها واحرق …
وليخترق سهم الحريق بكارة الخشب القديم
حدث عراة الفلك عن موج الجبال… …
اني ارى التوتيل ينظر من عل… فاقبل بها … واصعد بها ذاك الطريق ..
هل ما زال نوح في الركاب .. ام غادر الركب الغريق …
اين استوت …. انى ارى التاكا المهيب صلابة ومهابة ..
فانزل به يا نوح منجى من غرق ..
والق المراسي في بخور القهوة السمراء .. في كسلا ..
معشوقة التوفيق والاسحق …
والجودي قافية القوارير الصريعة … والنزوح.
هل ما زال في الروح السقيمة متسع …
هل تتحمل الأشلاء مسغبة النهار ..
ماذا لديك الان كي نفنى به ..
فالقبر اضحى باح مدرسة … واشواق الفصول تكفن الاموات بالطبشور …
فاقبل فلا عار اشد من النزوح ..
وارجع فلا اشواق اكبر من وطن.
رائع ، رائع ورب الكعبة.