(عمق) الدولة وجراحاتها

من هم الذين عناهم السيد وزير المالية بدر الدين محمود في محاولاته لاستكشاف البؤر والتكوينات الداخلية التي سعت لاجهاض مشروعه المالي في التحصيل الالكتروني وماذا تعني مفردة الدولة “العميقة” ؟ التي اطلقها قبل ايام وهو يحاول الانتصار للذات العليا في الدولة صونا لقرارها واعادة لهيبتها وسلطانها علي الحق العام ..كان علي السيد وزير المالية ان يجتهد كثيرا وبكل شفافية في تفكيك مكونات هذه الدولة العميقة وكشف اساليبها وحيلها لابطال مشروع التحصيل الالكتروني ..ورغم ان الحكومة ظلت تستخدم كل عمليات الساتر لتغطية كل شبهات الفساد واهدار المال في مرافعاتها ضد منسوبيها الا ان هذا المشروع الالكتروني الجديد يكشف بجلاء حقيقة فساد اجهزة الدولة وبالاخص جهازها التنفيذي وكيف انه يقاوم ويصارع كل محاولات تحجيمه واخراجه من دورة المال العام فالحكومة اقرت وبعظمة لسانها بان هناك من يستخدمون فقه ” العضة” داخل اجهزتها وبالتالي فان المشروع الالكتروني هذا في التحصيل يوقف ظاهرة “العضة” في المال العام طبقا لحديث النائب الاول لرئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي الاخير . ولكن تبقي الحقيقة بائنة بان ما اسماه السيد وزير المالية بالدولة العميقة هي احدي توصيفات ما يشاع عن حكومة الظل او “الدائرة النافذة ” او مجموعة الحظوة او صناع القرار وربما التنظيم الخاص وغيرها من المسميات فكلها مترادفات وتوصيفات الدولة “العميقة” .وهكذا تتعمق الجراحات .
جنود وامبراطورية ..!
رجل في العقد السادس من عمره اقتحم علينا المكتب بمقر الانتباهة وجلس بجواري في ادب و حياء يداه ترتعش وبكفه ورقة بيضاء مسودة ببعض الاسطر مضمونها يحكي قصة مأساة لرجل افني زهرة شبابه في بناء الركائز الاولي لديوان الذكاء بالسودان ..اكثر من 14 عاما قضاها عاملا بكل جد وتجرد في وظيفة سائق لكن اقدار الوظيفة دفعت به الي زمرة المعاشيين ليعول اسرة من خمسة بنات وابن واحد لا يحمل من الدنيا سوي وظيفته المفقودة ومعاشه الفتات .
لم يجد العم عثمان احمد مضوي سند وعضدا من ادارة الديوان فتنكر اليه من كان يخدمهم في وفاء ..غاية ما يرجوه ويتمناه مشروعه “الحلم ” ركشة ليس الا تجود له بفتات من العيش لبناته الخمس وابنه الوحيد فكل تحركاته ومقابلاته باءت بالفشل .
دارت دورة الايام فنهض ديوان الذكاة وتجاوز بداياته العسيرة بفضل عماله الاوائل والاوفياء وتمددت امبراطوريته ولكن هؤلاء العاملين او الجنود القدامي اصبحوا خارج ذاكرة الديوان ونسيا منسيا لا يذكرهم الديوان ولا يتواصل معهم حتي في مناسباته كما لا تصلهم عطاياه وبالاخص في شهر رمضان فهل تستجيب ادارة الديوان وبالاخص امينه العام محمد عبد الرازق لاستغاثة العم عثمان احمد مضوي وتكرمه “بركشة” وهو مطلب متواضع ليس بالعسير علي الديوان ..فهل من مجيب ؟
بركات “سيدي الحسن” ..!
اخر التجليات داخل الحزب الاتحادي الاصل ان آل البيت الميرغني بعثوا بولي صالح الي القصر الجمهوري لفك اسر هذه البلاد واخراجها من محنها واحباطاتها وازماتها في ظرف 181 يوما فقط عبر قدرات ومعجزات السيد محمد الحسن الميرغني مساعد اول رئيس الجمهورية او هكذا تقول رواية القيادية بالاتحادي الاصل الاستاذة عائشة محمد احمد صالح التي تجلس في المقعد الثاني داخل قيادة البرلمان .والرواية ذاتها لازالت تتناقلها العديد من الوسائط الاعلامية والاجتماعية ولاكتها مجالس السياسة بشي من الاندهاش والسخرية والاستنكار خصوصا من اؤليك الذين يقفون علي الضفة الاخري من الحسن الميرغني والذين كان قد نعتهم الميرغني (بالدواعش ) واخرين من داخل الاتحادي الاصل اشفقوا عليه لاعتقادهم بان مثل هذه الهالة او (القداسة الجديدة) ستقود الحزب الي مزيد من التباينات داخل اوصال الحزب وبالاخص بين التيارات السياسية ومجموعات الختمية اصحاب الولاء الديني والروحي لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني .
اللافت في رواية الاستاذة عائشة محمد احمد انها وضعت سقفا زمنا محددا مقداره 181 فقط تتفاعل معها معجزة الحسن الميرغني لانقاذ البلاد واخراجها من عنق الزجاجة هذا يعني ان هذا السقف الزمني او الايام المحسوبة ب(181) تصبح بلا جدوي وبلا فاعلية اذا ذادت يوما او نقصت يوما وهذا هو سر المعجزة وبركة الميرغني “الابن” .وبافتراض ان كان هذا صحيحا ..لماذا بخل علينا “سيدي الحسن” كونه احد اولياء الله في بلادنا بحلوله وعبقرياته ومعجزاته وبركاته حت ظللنا لاكثر من عقدين ونيف من الزمان في رحاب دولة الانقاذ نلهث خلف سراب السلام المستحيل والحوار العقيم فخسرت خزائن الدولة واهدرت مواردها وسكبت انهار من الدماء علي اراضيها البكر عربونا للسلام والتسويات السياسية فبلادنا اذن تحتاج لكل صاحب حل او عبقرية فلياتي بها عاجلا فبلادنا تتدحرج ناحية السيناريوهات “الاسوأ” .
استدعاء المفاهيم القديمة ..!
ما هي الفكرة التي بني عليها السيد نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن مشروعه الجديد لتاصيل الجامعات السودانية ؟ وماذا تعني هذه المفردة من اساسها ؟ هل هي مستمدة من القاموس القديم في مشروع الحركة الاسلامية الحاكمة ؟ ام هي واجهة جديدة تريد الحكومة او بالاحري المؤتمر الوطني للاطلال عبرها علي المجموعات الاسلامية والدينية في السودان ..وهل بالضرورة ان تكون عملية التاصيل هذه للجامعات السودانية ذات مدلولات دينية , ام هي تحتمل ايضا فكرة التمسك بالاصول والقيم والتقاليد السودانية تساؤلات عديدة تطل هنا وتفرض نفسها بكل قوة ومشروعية ولكن يبقي السؤال المحوري .من هم الذين هندسوا هذا المشروع وماذا يريدون منه ؟ .
ثمة افكار او مفاهيم جديدة ربما ذات علاقة ما بما طرحة المفكر الاسلامي الشيخ حسن الترابي قبل اسابيع ماضية باسم “النظام الخالف ” ويبدو واضحا ان هناك رابط قوي بين مشروع الترابي ومشروع الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن ذلك لان مفردة “التاصيل” هي التي تتحرك في فضاءات ومضامين “الفكرتين” .
كل ملامح المشهد السياسي والاسلامي في بلادنا لا تحتمل استدعاء اي مفاهيم قديمة لرسم مشهد حديث تحتشد فيه مكونات فكرية وسياسية ودينية جديدة فاذن المطلوب من الدولة ليس المضي في ذات السكة القديمة فعليها ان تبحث عن مسالك اخري علها تجد ما فيه الاصلاح لقضايا الامة السودانية ولهذا فان الحوار حول المشروع التاصيلي الجديد للجامعات ينبغي ان تتبلور فكرته اولا بمشاركة كل المكونات السياسية والفكرية لا ان يطرح هكذا عبر فكرة واحدة “مرتجلة” حتي لو كانت هي النموذج الامثل والاجدي فالبحث عن اخرين يشاركوننا في النقاش والجدال يجب ان يكون هو سبيل هذه الدولة وسلوكها في ترميم اعطابها واصلاح ذاتها .
تقاطعات اعلامية ..!
كنا قد اتصلنا قبل ايام قليلة بالبروفيسر هشام محمد عباس الامين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات لاستنطاقه حول رؤيتهم فيما يجري من حراك بشان قانون الصحافة وتعديلاته فالرجل ابدي عدم رضاءه من شكل الحراك لمسودة القانون الذي قال انه يتم خارج اسوار مجلس الصحافة الامر الذي يرفضه المجلس وقد حكي لنا البروف هشام حقيقة ما وجده من تقاطعات وتدخلات في مهنية المجلس وسلطاته فيما يلي قانون الصحافة وقضايا التدريب الامر الذي وصفه الامين العام بانه ضد استقلالية المجلس وان محاولاته لممارسة اقصي درجات المهنية جعلته في مواجهة مع بعض الجهات الاعلامية والسياسية والتشريعية وربما بشكل اكبر مع وزير الدولة بالاعلام وربما ايضا عجلت هذه القضايا برحيل البروف هشام من هذا الكرسي والعودة لجامعته “وادي النيل” وبالامس رشحت انباء في بعض الصحف بمغادرة الرجل دون ان تذكر الاسباب الحقيقية التي عجلت برحيله .
اهل الشعطوط يصرخون ..!
مواطنو منطقة “الشعطوط” بولاية شمال كردفان يصرخون ويناشدون الوالي مولانا احمد هارون وجهات الاختصاص الاخري لان الصيدلية الوحيدة بالمنطقة اعتقلها المدير الطبي بمحلية جبرة الشيخ بمعاونة قوات من الشرطة واغلق بوابتها الي اجل غير مسمي بعد ملاسنات حادة مع مديرها وترك المواطنين يبحثون عن دواء ولكن لا دواء والخريف فرصة تتجدد فيه الامراض وتخرج كل ذات “سم قاتل” من جحرها خصوصا ان المنطقة خلوية .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..