يوم أن أهتز الضمير الإنساني

اليوم الثامن عشر من يناير عام 1985 اهتز الضمير الإنساني والعقل السليم في السودان اهتز ضمير الذين يدركون بشاعة أن يحاكم الفكر في اطار معطيات التقلبات السياسية.
كان من المخجل والمؤسف أن يدمغ بالكفر من يحاول ممارسة الفكر وان يكون التكفير هو عقاب التفكير وهو مخجل في اي مجتمع وتحت اي نظام وفي اي لحظة تاريخية.
وقبل اثنين وثلاثين عاما حدث هذا في السودان وإبان فترة ثورة مايو وكانت الخطيئة الكبرى لذاك النظام والنقطة السوداء بالرغم من ايجابياته الكثيرة في مجالات اخرى.
كان الاستاذ محمود محمد طه يمارس فضيلة التفكير والتأمل المسؤول في الشأن الإنساني والشأن السوداني بسبر غور الدين الاسلامي الرسالة الخاتمة رسالة ان يعم الخير ويسود العدل.
في صحيفة الوطن التقت الصحافية امينة محمد علي الاستاذ خالد الحاج عبد المحمود حسن احد قيادات الاخوان الجمهوريين برفاعة سألته قائلة: في ذكرى محمود محمد طه ما هي الكلمة التي تود قولها للاخوان الجمهوريين؟
اقول للاخوان الجمهوريين احذروا كل الحذر من ان تنحرفوا بالفكرة عن الدين إلى السياسة وقد حذر الاستاذ محمود من احتمال هذا الانحراف كما حذر من تشويه الدعوة من خارجها او من داخلها باسمها وهذا التشويه الاخير هو الاخطر استنادا إلى مقولة الاستاذ محمود محمد طه الشهيرة الجمهوريين حيث وجدوا عليهم ان يعدوا انفسهم الاعداد التام حيث يكونون حراسا للفكرة وذلك عندما يحصل التحريف من النوع الآخر وهو تحريف من ينتسب للجمهوريين ومن الاصدقاء وهذا اسوأ انواع التحريف. وهذا الانحراف يجري بالفعل من البعض. وقد حذرنا الاستاذ خاصة من التحريف الذي يأتي من الداخل وباسم الفكرة سواء من بعض الذين ينتمون إليها أو بعض الاصدقاء وواصلت امينة سؤالها قائلة:
٭ ما هي رؤيتك حول اقدام مجموعة من الجمهوريين لتسجيل حزب سياسي؟
اجابته كانت كالآتي:
هذا هو الانحراف الذي حذر منه الاستاذ محمود كما اسلفت وهذا انحراف بالفكرة إلى السياسة وهؤلاء لن يحققوا اي شئ ومن المستحيل ان يطبقوا الفكرة حتى لو اصبح جميع السودانيين جمهوريين وهذا لا يؤدي إلى تطبيق الاسلام فالتطبيق مقترن بالاذن الالهي المأذون وليس من حق اي احد من البشر واي محاولة للتطبيق هي اسلام سياسي لا يختلف في شئ من عمل الاخوان المسلمين وهي محاولة في غير وقتها لان الاسلام السياسي قد وصل في العالم الاسلامي جميعا إلى نهايته ومصير من يسير على طريقه ان يصل إلى هذه النتيجة نفسها.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..