مقالات سياسية

السيناريو القادم !

* انتشرت في الميديا كتابات كثيرة تعبر عن وصول اليأس الى قمته بين أوساط الشعب والترويج للحاكم القادم بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والصراع بين المكون العسكري وحلفائه الجدد مع وتحالف قحت، واستعار الخلافات الحزبية حول دمج  اتفاق جوبا في الوثيقة الدستورية ..إلخ، وحظي المقال أدناه تحت عنوان (السيناريو القادم) الذي لا يحمل توقيعاً بانتشار واسع جداً، أحببت أن انشره كنموذج لحالة اليأس التي وصل إليها الناس والواقع المتردي للبلاد الذي يتطلب اليقظة والحذر والتحرك العاجل من القوى المدنية لتغييره حتى لا نصبح ذات يوم ونجد انفسنا تحت رحمة  السيناريو القادم!

* اتوقع رفع الدعم عن الوقود .. وخروج الشارع واشتعال الميديا ضد حمدوك وقحت والدعوة لإسقاطهم ..كل ذلك سيتم بشغل ممنهج تقوده اللجنة الأمنية وجهاز المخابرات وبالذات حميدتي!

* ستسقط حكومة حمدوك وقحت، ويظهر المنقذ للشعب (حميدتي) الذي سيأتي بأحد قادة التحالف الجديد (الحركات المسلحة) وتسليمه رئاسة الوزراء وتكوين حكومة جديدة تخضع بالكامل لسيطرته ورغباته!

* سيصدر المنقذ قرارات بإعادة الدعم ولو جزئياً، وتتوفر كل السلع المعدومة بالذات الرغيف والمواصلات ودعمها بواسطة اللجنة الأمنية وتعود الكهرباء، وأساسا ستكون الظروف مواتية في موسم الشتاء حيث تستقر الاسعار وينتعش سوق المحاصيل  ويزداد العرض في السوق، وستفرج دول التحالف العربي عن المساعدات وينساب البترول مقابل تحقيق مصالحهم في موانئ السودان وحرب اليمن وليبيا الخ.. ويحس الشعب بالراحة في معاشه بعد الركض والتعب واللهث..  ويتم التطبيع مع اسرائيل وتُرفع العقوبات وكل ما فشلت فيه الحكومة المدنية سيتحقق بواسطة المنقذ!

* ستُستغل الآلة الاعلامية بكثافة للترويج للقادمين الجدد ومسح الارض بمن قادوا الثورة الشعبية، واستخدام الدين ومنابر المساجد وعبدالحي والجزولي وكل العمائم واللحى المؤيدة للنظام البائد لتأييد الحاكم الجديد !

* جزء كبير جدا من الشعب سينحاز للقادمين الجدد، وسيهتف باسم المنقذ وضد المدنية، ويتحالف معهم الفلول واصحاب المصالح وكل المرتشين والفاسدين والانتهازيين والآكلين في كل الموائد ..إلخ، وتنتهي لجنة فض الاعتصام ولجنة ازالة التمكين ولجان المقاومة، وتفتح ابواب المعتقلات لخروج فلول النظام  وتفتح بواباتها للثوار، ويسدل الستار على أعظم ثورة قادها الشعب السوداني وباعتها أحزابه المأجورة وسيتم في المرحلة الجديدة  تكريس ديكتاتورية العسكر وتحصينهم تماما من اي تساؤلات قانونية تتعلق بمجزرة القيادة وغيرها من الجرائم  خاصة ما حدث في دارفور في اعوام 2003 و2004 وما بعدهما !

* ورويدا رويدا .. سنجد أنفسنا في دكتاتورية رابعة لا يعلم إلا الله كم من الوقت ستحكم وتتحكم فينا، وهل سيظل السودان بخريطته الحالية أم بخريطة جديدة وحروب أهلية جديدة تشتعل هذه المرة في أماكن جديدة تحت حركات مسلحة جديدة، وتستمر الآلة الحربية والظلم والبلادة تطحن في الشعب والوطن الى ما لا نهاية، إن بقي لنا وطن !

* أتمنى أن أكون مخطئاً، ولكن هذه هي الحقيقة المرة والمؤامرة التي بدأت منذ وقت بعيد لاستهداف الثورة بفض الاعتصام وقفل الأبواب بواسطة العسكر والفلول أمام حل الأزمة الاقتصادية، وإزكاء الصراعات القبلية وتنظيم الاضرابات المهنية وأخيراً توقيع اتفاق جوبا والتحالف بين العسكر وحميدتي والحركات المسلحة التي ستصبح الحاضنة الجديدة وتشكّل الحكومة بدلاً عن قوى الحرية والتغيير التي أضاعت الوقت في الخلافات والصراعات واختارت حكومة ضعيفة عجزت عن التصدي لمهام الفترة الانتقالية وظلت تنتظر مقدم البعثة الدولية وكأنها المعجزة التي ستحل كل أزمات البلاد بدون ان تفكر ولو ليوم واحد في التصدي للمشاكل بالاستعانة بالشعب واستغلال الموارد المتاحة، فانتهى انتظارها وضعفها وعدم ثقتها في نفسها وفي الشعب وإخفاء الحقائق عنه الى خراب، وسقطت المدنية بأسرع مما حلم بها وتصورها الاعداء!

الجريدة

‫8 تعليقات

  1. للاسف الكل يبرر الاوضاع الحالية سواء الاقتصادية والسياسية والفتن القبلية لحكومة حمدوك وهى حكومة لم تحكم ةتتحكم فى مفاصل الدولة الى الان والسبب بسيط هو فض اعتصام القيادة العامة وماتلاة رئيس المجلس العسكرى او اللجنة الامنية للكيزان كان واضح اتجاههم ولكن للاسف احزاب ومنظمات الهبوط من كانوا يعولون للاشتراك فى انتخابات البشير 2020 و من كان على بعد اسبوع قبل سقوط النظام للقبول بمنصب رئيس الوزراء قبلو شروط اللجنة الامنية للاخوان متمثلا فى الوثيقة الدستورية المعيبة وهم مازالو وفولول النظام مسيطرين على مفاصل الدولة وتوليهم عملية السلام بدلا من رئاسة الوزراء،، لو تابعتم ماسمي بالموتمر الاقتصادى صرح مصدر من جهة عسكرية على كميات كبيرة من الدقيق والمواد البترولية تهرب لدول الجوار ،الم يكن شرطهم للمشاركة فى الحكم هو امن البلاد اين هم من عمليات التهريب الممنهج والفتن القبلية التى انتشرت، وعلية ليس العيب فى حكومة لا تحكم والعيب فى من وافق على هذة الشراكة المختلة

  2. هذا عشم ابليس في الجنة!!! …صدقني لا البرهان ولا حميدتي ولا غيرهما يستطيعون كسر إرادة هذا الشعب!!!…علي كل حال كلام الفلول هذا لا بداية له ولا نهاية ويسعون بكل السبل الخبيثة لتعويق الثورة ولكن هيهات!!!. …،بالنسبة لي انا شخصيا انكشاف غشاوة كانت أمام عيني حيث كنت أظن انك انت من انصار الثورة!!!..،ولكن مع الأسف اتضح انك اشد عداوة لها من فلول الإنقاذ !!!!..،الان اصبح إعلام الفلول يضع مقالاتك ضمن إعلامه الكاذب وحتي بدون تعليق !! الان انت و الإنقاذ في خندق واحد ضد الثورة و سنري من سينتصر!!!

  3. لن ولم يحكم العسكر حتي ولو ادي الي قتل نصف الشارع فهذا مخطط حيواني كيزاني وطالما بري موجوده عباسيه موجوده بانت موجوده شعبيه موجوده صحافه وكلاكله.وجريف وامابده والمزاد والثورة صدقني ما في عسكري ح انط فيها الشارع موجوووووود يا حميدتي وفي ناس في قياده كويسين

  4. يا زهير السراج عشان بقي عندك جنسية كندية بقيت تتمني لينا السقوط في الهاوية الشعب السوداني الذي فجر الثورة وخلع اعتي الديكتاتوريات في افريقيا والشرق الأوسط بكل ماتملك من امن عام وامن طلابي وكتائب ظل وامن ثورة وكل هذه البلاوي استطاع الشعب السوداني البطل ان يرمي بالكيزان وارزقيتهم الي مزبلة التاريخ عشان كده سيناريرهاتك دي احتفظ بيها لنفسك بني ادم محبط.

  5. يا ثورجي بري
    خليك واقعي والامور تحكم بالعقل
    اذا تفاقم الجوع والمرض ولم يستطع الناس الحياة صدقني ستحدث ثورة جياع يمكن يجوا ياكلوكم انتو ذاتكم في بري اذا انتو ما اكلتو الناس الجنبكم!
    هدف حديث دكتور زهير التبصير بالوضع والتنبيه للمخاطر، وحب الثورة لا يعني أن تنافقها بل تنصحها وهذا من أهم سمات الديموقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..