مقالات سياسية

إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً***لم تحافظ عليه مثل الرجال!!

إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً***لم تحافظ عليه مثل الرجال!!
بكري الصايغ
[email protected]

1-
***- ما أشبه الليلة ( 7 يوليو 2011 ) في جوبا ببارحة سقوط غرناطة في ( 3 يناير من عام 1491 ميلادية).

وتقول اصل القصة القديمة التي وقعت بالأندلس :
***- ( امتطى ابو عبدالله الصغير صهوة فرسه مولياً ظهره لقصر الحمراء الشهير في يوم بارد من ايام كانون الثاني 1492م. علت وجه أبي عبدالله سحابة كثيرة من الحزن وخيم على الركب الصغير صمت طويل ينبئ عما يكتنف قلوب هذا الركب من غم شديد. سار ابو عبدالله تتبعه امه وبعض من اهله وصحبه في ذلك الطريق الملتوي الطويل الذي يمر بين شعاب غرناطه وجبالها متجهاً إلى منفاه ليفارق غرناطة إلى الابد.

كانت الشمس قد آذنت بالغروب واخذت تعكس باشعتها الذهبية على جدران قصر الحمراء لتكسي حجارته بصبغة حمراء باهتة فتضفي عليه سحراً وجاذبية.

توقف أبو عبدالله قليلاً عند تلة صغيرة تُشرف على وادي غرناطة المكتظ ببيوته البيضاء ليلقي نظرة وداع اخيرة على مدينته الحزينة التي يتوسطها قصره الشهير.. تسارعت في ذهن أبي عبدالله ذكريات الصبا وأيامه الجميلة التي قضاها في صالات وأروقة هذا القصر وفي حدائقه الفناء الواسعة كان ابو عبدالله يعرف ان تلك الوقفة سوف تكون الاخيرة وان تلك النظرة ستكون النهائية اذ ليس يأمل ابداً بأن يرى مدينته المحبوبة ثانية، تمنى ابو عبدالله لو تطول تلك الوقفة لعله يستطيع ان يملأ عينيه بتلك المناظر الساحرة التي تثير في نفسه ذكريات الصبا، إلاّ ان الحزن الذي يعتصر قلبه سرعان ما استحوذ على عينيه وإذا بهما تنهمران دمعاً ساخناً حاول جاهداً ان يخفيه عن نظرات امه الحادة التي عاجلته بلسانها الذرب: ” إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً***لم تحافظ عليه مثل الرجال”!!

2-
***- ان المقولة العربية المشهورة “إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال” ، والتي قالتها عائشة ام ابو عبدالله الصغير اخر ملوك غرناطة قبل ان تسقط نهائيآ في يد فرديناند وينهي حكم المسلميين فيها، هي مقولة موجهه اليوم بصورة مباشرة لعمر البشير وحزبه الفاسد واعضاء بطانته النتنة علي ضياع الجنوب وخراب الشمال.

***-واعرف سلفآ انهم سلفآ انهم لن يبكوا علي ضياع هذا الجزء الجنوبي العزيز الغالي من الوطن، فهم لم يبكوا من قبل علي منطقة “حلايب وشلاتين”..ولاذرفوا دمعة علي “الفشقة” المحتلة بالقوة من اثيوبيآ… ولاندموا علي فقدان السودان لـ(مثلث ليمي) المغتصبة من القوات الكينية،…ولن يحزنوا ان ضاعت “ابيـئ” او دارفور!!

3-
***- البشير اعضاء حزبه الفاسدين وبطانته النتنة لن ولن يذرفوا دمعة حزن علي ضياع اي جزء عزيز من تراب الوطن. فهم لم يبكوا علي دخول القوات الدولية التي توسعت في حماية السكان من الاعتداءات فوصل حجم مساحة الاراضي التي هم عليها الأن بما يعادل مساحة فرنسا، ولابكوا علي خصـخصة الشركات والبنوك التي كانت رابحة، ولاعلي هجمة الشركات العربية الأستثمارية الوهمية التي استحوذت علي ملايين من الفداديين الخصبة بلا خبرة يمتلكونها وما قصة “دريم لاند” ببعيدة عن الاذهان ، والملياردير السعودي جمعة الجمعة!!،

***- ومابكوا ايضآ علي ضياع “سودانير” او الخطوط البحرية، ولا علي الاراضي التي اقيمت عليها الفلل الرئاسية، وبيع حديقة الحيوانات، ومستشفي العيون، وحديقة ميدان الأسرةبالخرطوم جنوب، ومستشفي الخرطوم، والسوق الحر، حتي غابة “السنط” لم تسلم من الضياع والبيع بتراب الفلوس، ومنتزة المقرن!!

4-
***- لن يبكوا “مشروع الجزيرة”، بل ونكاية في المواطنيين قرر “الحزب الحاكم” اسجلاب 10 ملايين مصري!!، وراحت صحفهم واعلامهم المسيس وتطبل ليل نهار علي قرار حزبهم الخائب وتفرد المساحات الكبيرة بالصفحات الأولي لهذا الخبر، والغريب في الامر ان الصحف المصرية سخرت من قرار الخرطوم علق احد الساخرين في مصر فقال:
(الله هم السودانيين عاوزين يحسنوا نسلهم ولاايه?)!!!

5-
***- لن يبكي البشير ولا احدآ من اعضاء بطانته علي هجرة الكفاءات السودانية واصحاب الخبرات النادرة، وسيتم استبدالهم (كما تم من قبل) بالبنغالة والسريلانكيين والهنود والاثيوبيين، والذين هم اصلآ طردوا من دول الخليج لاسباب صحية او اخلالهم بالقوانيين وارتكابهم لجرائم الاغتصابات والسرقات والسطو المسلح!!

6-
***- لن يبكي احدآ من كبار “الحزب الحاكم”علي ضياع بلدهم حتي وان اصبح السودان غاب قوسين او ادني من ” خراب سوبا”…

7-
***- بالأمس 7 يوليو 2011 ، ودع عمر البشير نهائيآ الجنوب، والغريب انه لم يذرف الدمع مثل ابو عبدالله الصغير، ولا التفت خلفه يودع الوداع الاخير بنظره الجزء العزيز الغالي، ولابكي ولااعترته الحالة الهستيريـا كالتي جاءته بجامع والده بكافوري عندما واجهوه بفساده واخوانه وبطانته، ولا حتي اهتم بعلم بلده الذي انزل من علي سارية مكان الاحتفال بجوبا وتركها لسلفاكير الذي سيضع العلم بمتحف جوبا!!

تعليق واحد

  1. ودع عمر البشير نهائيآ الجنوب، والغريب انه لم يذرف الدمع مثل ابو عبدالله الصغير، ولا التفت خلفه يودع الوداع الاخير بنظره الجزء العزيز الغالي، ولابكي ولااعترته الحالة الهستيريـا >>>
    >>>>>>>>>>>>>>>>
    طالما أنه لم يبك من مثل هكذا موقف يمكننا أن نقول عليه ( خربها وجلس علي تلتها) هذا البشير المدمر فصل الجنوب وبدون حياءاً ذهب ليحتفل معهم هذه المناسبة … هؤلاء انتزعت من أفئدتهم الرحمة وكل المشاعر الإنسانية فهم عذبوا وأبادوا وقتلوا وسجنوا وطردوا وهجروا واغتصبوا فكيف لهم البكاء في مثل هكذا يوم!!!!…
    ليتهم كانوا مثل أبو عبد الله الصغير صاحب القصة أعلاه الذي كان في قلبه القليل من مشاعر الندم والحسرة .

  2. من كل الحكام الطغاة الذين حكموا السودان و زال حكمهم و ذهبوا لمزبلة التاريخ فإن هذا الرئيس الدلدول سيذهب بإذن الله ذليلا و مستحقرا إلى أسوأ مصير لن يحيد عنه مهما فعل من إرضاء للإمريكان و الغرب ولن يجد الثناء إلا من إسرائيل التى حقق لها مجانا ما لم تكن تحلم بتحقيقه لو صرفت المليارات.

  3. أستاذ بكرى ….لك التحية

    أبت نفسى إلا وأن أشاركك شجونك ولقد إقتبست عنوان مقالك لأعبر بما يعصف بى من عاصفٍ أشعلتَهُ أَنْت…فقلت:

    إبك مثل النساء…ملكاً مضاعاً..لم تحافظ عليه مثل الرجال

    فلقد ضاع ثلث بلادنا…مابين عمى..إبن أختٍ ..وحقد خـال

    فإن تك ترجو..من بعد ذاك منفعةٌ..فدوام الحال من المُحال

  4. اللهم يا جبار السماوات والارض يا قوي يا عزيز ارينا في بني كوز يوم اسودا تشفي فيه صدور الشعب السوداني ضد من قسموا البلاد واذلوا العباد.

  5. الأستاذ الفاضل بكرى الصائغ لك التحية::
    قالهاالبشير من قبل (أنه لن يفرط فى شبر من أرض الوطن),, وها قد صدق قوله ( فهو لم يفرط فى شبر بل فى ثلث الوطن),,

  6. اتقدم بشكري العميق لكل من شارك وساهم في هذا الموضوع المحبـط.

    ***- وصلتني اربعة مكالمات من اخوة اعزاء يقيمون بعدة دول يشاركون فيها بتعليقاتهم، فلهم الشكر والأمتنان.

    1-
    المكالمة الأولي من دولة قطر:
    *************************
    ***- ياأخي الكريم، اذا كان البشير بضرب امه وسبق لها (والدته) ان صرحت من قبل بضرب ابنها (البشير) لها، ونشرت بعض الصحف والمواقع الألكترونية التي تهتم بالشأن السوداني تصريحها هذا… فهل تتوقع من زول متحـجر زي ده يبكي ولا يذرف دمعة علي ضياع الجنوب والفشقة وحلايب ومثلث ليمي وابيئ ووجود قوات دولية بمناطق سودانية خرجت من السيادة واصبحت تحت مراقبة الأمم المتحدة?!!

    2-
    المقالة الثانية من المانيا:
    **************************
    ***- والله ياصايغ موضوعك بجد محزن، واكتر حاجة مؤلمة في مقالتك انو ومباشرة بعد انفصال الجنوب، جاتنا سخريات المصريين وتعليقاتهم المرة الحامضة علينا.

    ***- بالله ياصايغ قلت لي المصريين سخروا من حكاية قرار البشير توطين 10 مليون مصري بالسودان وقالوا السودانيون عاوزين يحسنوا نسلهم بالمصريين بعد التوطين? !!…بالله في مهانة اكتر من كده?!!، يعني البشير وجماعته مازالوا يعتقدون بان السودان هو الحديقة الخلفية لمصر!!…يعني الجنوب انفصل… والشمال يسخر…والغرب تحت الوصاية الدولية…والشرق من زمان بقي ملك لتل ابيب!!…والنسل السوداني الجاي حيكون مهجن!!

    ***- الله يتقم لنا من البشير وجاعته.

    المكالمة الثالثة من المانيا:
    **************************
    ***- لا البشير وناس نظامه، ولا الاحزاب العلمانية والدينية، ولا منظمات المجتمع، ولا المعارضة في الداخل وبالخارج بكت علي انفصال الجنوب. يعني كلنا شعبآ وحكومة واحزاب ومعارضة مشاركون كلنا وبالاجماع في فصل الجنوب وتردي الاوضاع في السودان الموحد سابقآ!!

    4-
    المكالمة الرابعة من موسكو:
    *************************
    ***- تهانينا الحارة للأخوات والأخوة الجنوبيين بوطنهم الديمقراطي العلماني الجديد، وســدد الله تعالي خطاهم ووفقهم لما فيه الخير والسؤدد، ونؤكد لهم اننا نكن لهم كل المؤدة والحب والاحترام، ونحترم بتقدير قرار انفصال الجنوب، ويفرحنا فرحهم باعلان دولتهم الجديدة.

  7. ***- مع الأسف فان الذي طالع ماجاء بالصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الأحد 10 يوليو 2011 يجـدها قد خلت تمامآ من نقل مشاعر الجنوبيين بالشمال، ولاقامت جريدة واحدة محلية برصد رأي الاجانب وخاصة الدبلوماسيين ورأيهم في السودان الشمالي بعد الانفصال وماذا يتوقعون من احداث مستقبلية ستقع فيه. ماوجدت صحيفة محلية واحدة قد التقت بالجنوبيين المقيمون بالخرطوم ورفضوا الهجرة والانتقال للدولة الجديدة، كنت اتوقع اليوم وان اطالع لقاءات صحفية مع بعض الجنوبيين الذين لهم وزن سياسي مثل ابيل الير، جوزيف لاقو، بونا ملوال ورأيهم الخاص في مايجري بالسودان، كنت اتوقع ايضآ وان اقرأ هل فعلآ سيسري وابتداءآ من اليوم اعلان الجنوبيين اجانب …ولن يحصل الجنوبي علي "حقنة" لو مرض او المت به وعكة، خلت الصحف من احصائيات بعدد الجنوبيين الذين مازالوا بالشمال وان كانوا سيبقون بالبلاد بصفة نهائية كاجانب ام يستعدون مستقبلآ الرحيل من بلدآ ماعاد بلدهم!!

    ***-
    ***- كنت اتوقع ان اطالع مواضيع حية ودسمة اعددتها ادارات هذه الصحف المحلية وقبيل يوم 9 مايو الحالي، ولكن مع الآسف الشديد (واكررها للمرة الثانية).. جاءت كلها باخبار ومواضيع مكررة ومملة ولاجـديد فيها علي الاطلاق!!

  8. رسالة ادارية ليسـت للنشـر
    ***************************

    الأخوات والاخوة الأعزاء بإدارة جريديدة "الـراكوبة" الـموقرة،

    تحياتي ومودتي الصادقة،

    ***- يبدو لي انه وفي غمرة مشغولياتكم الكثيرة وتدفق الأخبار والتعيقات عليكم قد نسيتم ان تدرجوا مقالتي الأخيرة بطرفكم ( إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً***لم تحافظ عليه مثل الرجال) (بمكتبة المقالات: سياسة). وهو شيئ هام حتي يبقي موثقآ للمستقبل.

    ***- وهناك ايضآ شيئ اخر، لااعرف ماذا تقصدون بكلمة (اهداء) التي اجدها احيانآ بمكتبة المقالات?

    ***- واكون شاكرآ لكم لو قمتم بوضع اسمي علي مقالاتي اثناء تنزيلها (بمكتبة المقالات) بدلآ عن صورةالورقة والقلم.

    ***- اكرر لكم جميعآ مودتي الخالصة.

  9. ***- وصلتني مكالمة من أخت عزيزة من دولة الجنوب الجديدة وتقيم بالقاهرة تقول فيها:

    ***- حتي الأن نقيم نحن بنات وابناء جنوب السودان (سابقآ) بالقاهرة بالجواز السوداني (الشمالي)، ووضعنا اصبح صعبآ في ظل وهناك من تود وان تبقي جنوبية بالشمال السوداني وتحتفظ بجوازها السوداني، ولكن السفارة السودانية لاتعترف بمن هو جنوبي حتي وان ابوه وامه ولدا بالسودان الشمالي!!.

    ***- اري انه من حقي وان اكون سودانية من الشمال حتي وان كان اسمي جنوبي وسحنتي وملامحي غير عربية بحكم الاقامة الطويلة بالشمال والتأقلم بها ومعرفتي باللغة العربية،

    ***- شيئ مؤسف للغاية ان تمنح الجنسية السودانية للاعبي كرة القدم الاجانب الذين قدموا من بعض البلدان الافريقية لايجيدون لغة البلد ولايعرون عادات اهلها..ويحرموني منها لالشيئ الا لان اسمـي (انجليكا) ولوني داكن!!

  10. ***- انزلت المصرية العلم السوداني من علي سارية المجلس البلدي في حلايب عام 1995، وعاوزين نعرف وين راح العلم ده بعد نزوله المهين?!!…وليه وقتها ماعملت حكومة القاهرة حفل رسمي كبير بحضور شخصيات دولية زي ماعملت حكومة الجنوب يوم 9 يوليو وعزمت البشير لتسلم علم بلده?…يعني من مصر لانلقي حلايب …ولاتعويضات غرق الاراضي النوبية…ولا العلم?!!

    ***- نفس الكلام ينطبق علي حالة نزول العلم السوداني في "الفشقة" "ومثلث ليمي"!!

  11. ابك مثل النساء ملكا مضاعاً
    ******************************
    صوفيا حسـن
    [email protected]
    —————————————-
    وصلنى على بريدى الإلكترونى عدة رسائل تستنكر عبارة " ابك مثل النساء " وإعتراضهم هو إستخدام البعض للجندر إشارة إلى مافعله البشير حيال إنسلاخ جنوب السودان عن الوطن الأم مكونا وطنا مستقلا ! أنا شخصيا لم أراه يبكى الفقد ، بل رأيته وإبتسامة بلهاء تعبر عن شخص متبلد الإحساس ! أعلم أن تلك الإبتسامة كان يحاول معها أن يخفى شعوره بالحرج أمام كاميرات العالم التى حضرت لتوثق لميلاد قطر جديد . أنا أجد العذر لمن إستخدم تلك العبارة فليس بالإمكان إلغاء الجندر من قاموسنا العربى ! وبالرغم من إعتراضى على إسناد البكاء للنساء فقط ومواراة بكاء الرجال بعبارة " ضحك الرجال بكا " فهذا يجعلنا أن نعود بذاكرتنا إلى أصل تلك العبارة التى قالتها والدة أبا عبدالله وهى تراه يقف على تلة يرقب غرناطة التى هجرها مجبرا تحت ضربات القوات الغازية . فوقفت أمه تلومه وهى تشاهد الدمع ينساب من عينيه قائلة:
    ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً … لم تحافظ عليه مثل الرجال
    هل كان للبشير ذلك الإحساس بإنه قد فقد جزءً من وطن تسلمه بمساحة مليون ميل مربع ! أشك فى ذلك ، فربما كان يفكر فى كيفية الإستقبال الذى سيلقاه من الخال الرئاسى خاصة بعد عودته سليما من رحلة الأدغال التى صورها له والتى ربما سيلقى فيها حتفه الشئ الذى سينفطر عليه قلب أمه ! كنت أتمنى أن يحدث له ماكان يخاف منه الخال الرئاسى لتلحقه به الجماهير فى غضبتها المكبوتة . ولكن خاب رجائى كما خاب أمل ملايين السودانيين فى بقاء السودان موحدا .
    نعود لتلك العبارة " الجندرية " وأجد أن خير تصوير لها قد رصدته الروائية احلام مستغانمى فى روايتها " ذاكرة الجسد " حيث كتبت:
    هناك مدن كالنساء .. تهزمك أسماؤها مسبقاً .. تغريك وتربكك .. تملأك وتفرغك .. وتجردك ذاكرتها من كل مشاريعك .. ليصبح الحب كل برنامجك .
    هناك مدن .. لم تخلق لتزورها بمفردك .. لتتجول وتنام وتقوم فيها .. وتتناول فطور الصباح وحيداً
    هناك مدن جمبلة كذكرى .. قريبة كدمعة .. موجعة كحسرة .
    هناك مدن كم تشبهك!
    فهل يمكن أن أنساك فى مدينة إسمها .. غرناطة؟
    . . . . . . . . . . .
    مر الزمن .. وصوتك مازال يأتى كصدى نوافير المياه وقت السحر .. فى ذاكرة القصور العربية المهجورة …
    عندما يفاجئ المساء غرناطة .. وتفاجئ غرناطة نفسها عاشقة لملك عربى غادرها لتوه ..
    كان إسمه " أبا عبد الله " وكان آخر عاشق عربى قبـّلها !
    ترانى كنت ذلك الملك الذى لم يعرف كبف يحافظ على عرشه ؟
    ترانى أضعتك بحماقة أبى عبد الله .. وسأبكيك يوما مثله ؟
    كانت أمه قد قالت له يوما وغرناطة تسقط فى غفلة منه
    "ابك مثل النساء ملكا مضاعاً .. لم تحافظ عليه مثل الرجال "
    وتواصل أحلام سردهامتسائلة :
    هل هناك ملك عربى واحد .. حاكم عربى واحد .. لم يبك منذ أبى عبدالله مدينة ما ؟
    " إنتهى "
    ونتساءل نحن: هل بكى البشير فراق ذلك الجزء الغالى من الوطن ؟! هل بكى لحظة إنزال علم السودان من على السارية ؟!!
    يالقسوة اللحظات وتبا له إن بكى أو لم يبكى . وسيسطر التاريخ مافعله الأبالسة فى البلاد ، فقط مطلوب من كل سودانى أن يلبس ثياب الحداد ولايخلعها إلا مع زوال حكم هؤلاء .. أراذل القوم وعلى الأسر السودانية ان تعلم أطفالها سيرة من رفعوا علم السودان بجانب سيرة من أنزلوه وأن يحفظوا ذلك عن ظهر قلب مع سورة " تبت يدا أبى لهب وتب "
    ———————————–
    نشر بتاريخ 11-07-2011

    Copyright © 2008 http://www.alrakoba.net – All rights reserved

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..