التعايش

زمان مثل هذا
التعايش (1)
الصادق المهدي الشريف
? انتقلت الحكومة في تعاملها مع الفقر من اصطلاحٍ إلى آخر، فبدأت بـ (القضاء على الفقر) ثمّ أدركت أنّه لا يمكن القضاء عليه فقالت (مكافحة الفقر) ولما صعُب الأمر عليها قالت (التقليل من حدة الفقر) ثمّ جاءت أخيراً بمصطلح (دعم الأسر الفقيرة) بعد أن عجزت عن تقليل حدَّته.. ونخشى مصطلح (التعايش مع الفقر). ? وها هي الحكومة.. تبدأ رحلة جديدة في تعاملها مع الفساد.. لم تبدأها بـ(القضاء على الفساد).. بل أنشأت آلية لـ(مكافحة) الفساد. ? ولو صعب الأمر عليها.. فلا ترى بأساً في ذلك إلا إذا زادت الهمسات الشعبية و الضغوط الصحفية.. عندها قد تنتقل الحكومة إلى المرحلة التالية (التقليل من حِدّة الفساد).. تمهيداً للمرحلة الأخيرة (دعم الأسر غير المفسدة) حتى تستطيع أن تبقى على قيد الحياة.. ذات الحياة التي تعيشها الأسر/ العائلات المفسدة.. ونخشى أيضاً (التعايش مع الفساد). (2)هم و نحن ? قال ثري أوربي لثري عربي: هل ترى ذلك البرج؟؟.. ? قال: نعم. ? قال الأوربي: لقد اغتنيت بعد أن (لبعت) ربع ميزانية بنائه. ? تلك الأريحية الأوربية شجعت العربي على البوح. ? فقال: هل رأيت ذلك البرج الذي يقبع بالميدان الرئيسي لعاصمتنا؟؟. ? قال الأوربي: لا.. أين هو؟؟ ? قال: تلك المساحة الخالية التي رأيتَها.. كان من المفترض أن يُشيد فيها برج.. لكنّه لم ير النور.. لأنّني (لبعت) كل ميزانيته. (3) وكيل فما دون ? إنشاء آلية مكافحة الفساد لم تشغل الناس كثيراً.. فقبلها تمّ تكوين مفوضيات.. ومفوضيات.. ولم تنجز أكثر من تصريحاتٍ متباعدة من حينٍ لآخر. ? هذه المفوضية.. يترأسها السيّد أبوقناية.. وبحكم موقعه السابق والحالي.. سيجلس الرجل لامتحانين عسيرين.. ? الامتحان الأول: هو أنّ السيّد أبوقناية كان وكيل وزارة المالية.. وبهذا فهو يعرف أكثر مما يعرفه الآخرون عن الفساد والمفسدين.. الامتحان هو هل يستطيع أن ينقل معرفته تلك إلى دهاليز القضاء؟؟. ? والامتحان الثاني: بحكم وكالته الوزارية.. هل سيكون هذا هو السقف الذي سوف تتحرك دونه آليته؟؟ أن تبحث عن الفساد.. وتُحاسب.. وتقاضي.. كلّ من هو في درجة وكيل وزارة أو أقل؟؟. ? لكنّ القطط السمان.. أرفع درجة من وكلاء الوزارات.. درجة (لن) تطالها آلية أبو قناية.. حتى لو كانت مسنودة بتبعيتها لرئاسة الجمهورية. (4) من يسرق ? في آخر الليل دار حوارٌ بين الولد (الممثل المصري/ أحمد حلمي) وأمه. ? الولد: إنتي بتكدبي علىَّ ليه يا ماما؟؟ ? أكدب عليك؟؟ في إيش يابني؟؟. ? الولد: قلت ال بيسرق بيروح النار!!. ? الأم: طبعاً بيروح النار.. ومّال بيروح فين؟؟. ? الولد: بيروح مارينا يا ماما.. وبيروح شرم الشيخ.
التيار