القصة ما (بروجيكتورات) اا

ساخر سبيل

القصة ما (بروجيكتورات)

الفاتح يوسف جبرا

على الرغم من أن العبدلله لا يحبذ الحديث في الأمور الدينية بحسبان أن هنالك من هم أعلم منه فى ذلك إلا أن بعض الأمور والمسائل التى تحدث بين الفينة والأخرى تجعل الإنسان غير قادر على كبح جماح ذهنه وقلمه الذى يأبى إلا أن يشارك (وسجن سجن غرامة غرامة) !
طيب شنو الموضوع؟ أقول ليكم :
جاء في الأخبار سادتى بأن خطيب أحد المساجد (بالمنشية) قد قام وللمرة الأولى في تاريخ السودان بالإستعانة بجهاز العرض الضوئي (البروجكتر) لتوصيل المعاني للمصلين عبر الصور الإيضاحية وذلك في خطبة الجمعة التى تناول فيها الإحسان وأهميته بين الناس بشكل يؤدي إلى تكامل المجتمع مع دور الدولة من خلال إعانة المحتاجين مشترطاً مراعاة الدولة للأولويات مركزاً على مشروع منظمة (مجددون) الخيرية في مشروعها الساعي لجمع التبرعات من الخيرين لتوفير وجبة إفطار مجانية لطلاب المدارس الفقراء.
العبدلله يرى أن القصة ما قصة (بروجيكتورات) وأن إدخال التقنيات الحديثة بدعة يمكن أن تضعف رسالة المسجد وتحيله إلى قاعة محاضرات أو (ورشة عمل)، فالمساجد إذا تم فيها إدخال هذه التقنيات من شأن ذلك أن يصرف قلوب المصلين عن الخشوع والتدبر إذ أن القصد من دخول المساجد هو الهرب من التصورات الدنيوية وتفريغ الذهن من زينات الحياة ومغرياتها. وهذا ما نبه إليه عمر رضى الله عنه حينما أمر ببناء مسجد فقال: ( أكنّ الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر، فتفتن الناس) ! فما بالك لو القصة (جابت ليها بروجيكتورات)؟
إن إدخال هذه (التكنولوجيا) مع تسليمنا بإيجابياتها عند إستخدامها في الحياة العامة إلا أن إستخدامها داخل المساجد يعد نوعاً من مظاهر الإغراء الدنيوى الذى يستفز مشاعر الفقراء الذين إلى وقت قريب يجدون فى المساجد ما يعزيهم عن فقرهم إذ الجميع فى مكان يشبههم ويشبه حياتهم التى يعيشونها لا يجدون فيها من المظاهر و(التكنولوجيا) والأجهزة ما يذكرهم بزخرف الدنيا التي حرموها ويشعرهم بالفقر والمسغبة التى يعيشونها .
إن المسجد في المجتمع الإسلامي هو مصدر التوجيه الروحي فهو ساحة للعبادة، ومدرسة للعلم؛ وبرنامج يناقش أحوال الراعى والرعية وقد ارتبطت بفريضة الصلاة أخلاق وتقاليد راسخة أولها البساطة وغنى عن القول أن تزكية النفس وتقويمها وحث المسلمين على الأخلاق الجليلة لا يحتاج إلى (تقنيات) !
ولعل الشئ الجدير بالتأمل هو أنه فى ذات الوقت الذى كانت فيه خطبة الجمعة فى (المنشية) يستخدم فيها البروجيكتور كأداة توضيحية مصاحبة كان عدداًً من مساجد الأحياء الفقيرة تقطع عنها الكهرباء لنفاد ذخيرتها من الجمرة ويطلب أئمتها من المصلين التبرع بالمال لشراء الكهرباء ! فتأمل عزيزى القارئ كيف يكون الناس (كأسنان المشط) والحديث عن دور( للعبادة) !
إن إدخال مثل هذه التقنيات فى رأى العبدلله طريق وعر ومحفوف بالمخاطر التى من شأنها إفساد الصلاة كشعيرة تحتاج إلى الهدوء والطمأنينة والتأمل إذ قريباً سوف نسمع (كما قال أحدهم فى النت ) بتطوير (المسألة) بحيث يتم تسجيل الخطبة مركزياً ووضعها على النت حتى يتسنى تشغيلها في المساجد دون الحاجة (للإمام الخطيب) وذلك بتوزيع (لابتوب) لكل مسجد وبذلك يتم الاستغناء عن (الخطباء) على مستوى السودان الشئ الذى يوفر الكثير من المال ويتواكب مع توجه الحكومة الداعي للتقشف خاصة وان الحكومة لن تستطيع تقليل عدد السياسيين والدستوريين وبدلات اللبس المليونية وبدل العيدين والشنو ما عارف، كما ان نظام (الخطب المسجلة) يمكنه أن يدر من الأموال الكثير وذلك بارغام المساجد والجوامع داخل الأحياء باستخدام الخطب المسجلة على النت على أن يدفع كل مصلي (رسوم استماع) إن شاء الله جنيه- والما عاوز يمشى يشوف ليهو مسجد قدر حالو ما فيهو تقنيات ولا يحزنون !!
وأنت عزيزى القارئ تعايش هذه الأزمة الأخلاقية الحقيقية التى يمر بها مجتمعنا من فساد عم البر والبحر والجو (خط هيثرو وكده) لابد أن لسان حالك يقول لرجال الدين والائمة (القصة ما قصة بروجيكتورات) القصة هي أن تقوموا بدوركم فى توجيه رعاة الأمر الذين بصلاحهم ينصلح حال العباد وبدلاً عن تلك الخطبة (البروجوكتورية) التى ألقاها إمام مسجد (المنشية) عن الإحسان والشنو ما عارف كان أجدى به إلقاء خطبة ( غير بروجيكتورية) مثلاً- عن كيف يكون الفساد فى (هيئة دينية) قام (مديرها) حسب ما تناولته الأخبار مؤخراً بمنح شركة (سودانير) التى تملكها (عارف) مرابحة بملايين الريالات (على أى أساس وكيف ما تعرف) مما جعل أحد الظرفاء يعلق قائلا : الزول ده لو كان مدير مصنع (البيرة) كان عمل شنو؟
كسرة :
حتى يقوم الائمة بدورهم المنوط بهم فى إصلاح حال الراعي والرعية فى إعتقادى إنو القصة ما عاوزة ليها (بروجيكتورات) لكن عاوزة ليها (تضحيات) !

الرأي العام

تعليق واحد

  1. أنا ما مفتي لكن بفهمي البسيط أعتبر هذه البروجيكترات والتراكتورات والترلات والعنتريات والبروتوكولات كل هذه الخزعبلات بدعة
    بدعة
    بدعة
    بدعة وبس

  2. ( يا شيخ ) جبرا

    والله أنا بقترح..على عمنا بتاع التأصيل والتفصيل داك..يعينك عضو فى هيئة علماء مسلمين السودان الشمالى.وأهو ممكن تكون خطيب من الدرجة الأولى وبدون بروجيكتور والبلد مقدمة على تطبيق الشريعة (الما خمج)..وبكونوا عايزين أشكال جديدة وكدة.وبالمناسبة أنا ضد رؤيتك فى عدم جدوى البروجيكترات فى المساجد لأنها ممكن تكون عملية ..بدل يجيك واحد شايل ليهو جريدة أو مجلة يقرا منها مواضيع مملة لناس جايين يأدوا ركن من أركان الإسلام يوم الجمعة الكريمة.

    وبرضها ممكن تنفع إمام مسجد تانى يقوم يعرض فيها لقطات لتوعية المصلين بحرمة مشاهدة الفنانات والممثلات أمثال ( سمية الخشاب ) وطريقة لبسها وخشلعتا ونحنا على أبواب رمضان.

    القصة عاوزة ليها…..مظاهرات

  3. عمنا جبرا الظاهر عليك زول تقليدي وبتحب القديم ، لو تجولت في وجوه المصلين اثناء الخطبة لوجدت اكثرهم في حالة نوم ، استخدام ادوات العصر لتوصيل فكرة الخطبة حاجة كويسة ومعاصرة وحداثة وتطور للطريقة التقلدية المعروفة ، فخليك حداثي ياظريف … مع خالص الاحترام لثوريتك واحساسك العالي بهموم الشعب السوادني الفضل:cool:

  4. هى فكرته كويسه لكن البرجكتور غالى ونحن بلد فقير جدا يعنى الناس ما لاقيه حق الاكل والشراب00وممكن قدام الجامع ده تلقى ليك الف شحاد وشحاده

  5. واي نوط ؟ اذا كان الامام شاب واعي ومتقدم وخفيف الظل مش من النوع البخليك تنعس وتنوم في الحر
    وباستخدام واعي وملتزم مش زي اخونا اللي عاوز يعرض الفنانات المخشلعات ولا اللي عاوز يرجع السودان عشان البيرة .. محم اخر زمن اللهم لا تفتننا في ديننا

  6. انا براى بدل نختلف كده فى استخدام التقنيات فى المسجد فشايف انو نرجع للمسجد يوم الجمعه وامام المصلين نتصل بالمويايل واتمنى يكون بلاك بيرى او بلاك سودانى نتصل بالشيخ القرضاوى والازهر الشريف وعبد الحى يوسف السكت وما افتانه فى اى حاجه من يوم ما ادوه عربيه ليلى علوى هديه من على عثمان والتى لو كان قعد فى بيتو يشوف بجيهو ولا على عثمان بنبسط منو ويديها ليهو ويفتونه شفتو كيف مش حليت ليكم المشكلة ياستاذ جبره هع هع هع هع;) 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉 :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

  7. على ائمة المساجد تقويم الحكام وحثهم على تطبيق شرع الله ونشر العدل بين الرعية مش ابتداع بدع فى الدين.

  8. وجود البروجكتر في المساجد مهم لتبصير الناس بامور دينهم بالصوت والصورة وبالذات في طرق الغسل والجماع اهم شئ يشرحو الجماع بالبرجكتر في المساجد عشان الناس يتثقفو جنسيا ياجبرا في ظل الدولة الرسالية وكما ماتنسى مخاطر الفياجرا و الطريقة المثلة لاستخدام الواقي الذكر عشان بقى مدعوم وصناعة وطنية خاصة دي كدا بالبروجكتر 100%

  9. وجود البروجكتر في المساجد مهم لتبصير الناس بامور دينهم بالصوت والصورة وبالذات في طرق الغسل والجماع اهم شئ يشرحو الجماع بالبرجكتر في المساجد عشان الناس يتثقفو جنسيا ياجبرا في ظل الدولة الرسالية وكما ماتنسى مخاطر الفياجرا و الطريقة المثلة لاستخدام الواقي الذكر عشان بقى مدعوم وصناعة وطنية خاصة دي كدا بالبروجكتر 100%

  10. يا الاخ الفاتح ………….تحية ……..

    فقط تعجبت غاية العجب لما اوردته عن سيدنا عمر رضى الله عنه فى قوله ((….وهذا ما نبه إليه عمر رضى الله عنه حينما أمر ببناء مسجد فقال: ( أكنّ الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر، فتفتن الناس) !))
    ومّـر فى ذهنى اشكال و تشطيبات المساجد فى بلادنا و كيفية تذويقها لدرجة ان البعض يوصفونه بالدرجات مثل الفنادق فيقولون هذا مسجد خمسة نجوم و ذاك ثلاثة نجوم و دواليك فنرجو ايضا ان تتحرى لنا عن جواز ذلك طالما دخلت نفسك فى السكه دى و افادك الله…

  11. يا جبرا انت بقيت رجعي والا شنو يااخي استعمال التقنيات ما فيه اي حاجة والا بعدين حتقولينا المايك و اللمبات النيون ومكيفات الفريون والموكيت بدع خليك جادي شوية

  12. الجمعة الجاية حيجيبوا بروجكتر ويعرضوا فيهو ساحات الفدا والدفاع الشعبى والجهاد فى جنوب كردفان
    اصلو الناس بقت مابتشوف تلفزيون الحكومة احسن يجيبوه فى الجامع عشان الناس غصبا عنها حتشوف

  13. يا اخ جبره الحكومه بقت تغشك خلتك تكتب فى قضيه فاضيه و ولايه الجزيره كلها اصبحت متسوله
    ما فى مطر مافى زراعه فى مشروع الجزيره الاولاد ماتو فى الطريق وهم كرها مع عزة السودا
    اكتبوا فى الحاصل ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..