أهلاً رمضان

ساخر سبيل

أهلاً رمضان

الفاتح يوسف جبرا

شهر رمضان المبارك على الأبواب.. ما أن يهل هذا الشهر الكريم حتى تزدحم الأسواق بالمواطنين وكأن رمضان قد جاء (فجأتن) كما (الخريف) الذى يأتى (عندنا) كذلك، عندما تشاهد (الناس) في الأسواق تعتقد للوهلة الأولى أن حرباً وشيكة سوف تندلع وأنهم يشترون كل هذه الأطنان من مختلف المواد الغذائية لتخزينها (كتموين) للتزود به أثناء فترة (الحرب)، وبناء على نظرية (العرض والطلب) يجدها التجار (الشطار) فرصة لرفع الأسعار (الأصلها فى السماء) وتنظيف جيوب المواطنين التى تمت نظافتها (قبل أسابيع قلائل) بواسطة (مجانية التعليم) ومستلزمات المدارس .
يبدأ شهر رمضان ومن أول يوم تتحول الأفواه إلى (مسدسات سريعة الطلقات) فما أن تتحدث مع أحدهم إلا و(يرشك بى مجموعة) من ألألفاظ التى لا تخطر على بالك (ما هو صائم وروحو محرقاهو وكده)، لو قدر لك أن تتأخر فى العمل وتتجه نحو منزلك قبل آذان المغرب بقليل (ففيها تصل وفيها ما تصل) إذ أن الشوارع تنقلب إلى (رالى سباق) لا يستطيع بطل الراليات (شوماخر) أن ينافس فيه ويمكنك بكل سهولة أن تحدد أيهما أسرع (الأكسنت) أم (البرادو) أم (الأسكودا) أم (التايوتا)، وتصبح إشارات المرور مجرد (أنوار زينة) من العبط والسخف الإلتزام به .
أما بالنسبة للأكل و(السفسفة) فشهر رمضان يمسك فيه معظم الصائمين عن شهوة (البطن) قبل الفطور (فقط) أما أثناءه وبعده فتمتلئ أمعاؤهم حتى التخمة بأصناف من المأكولات (الشهية) والعصائر (النقية) والفواكة ( البهية) والحلويات (الشامية) ثم الشاى والقهوة (لزوم الهضم) وتنشيط (الكبد) والغدد (الليمفاوية) على إفراز عصارات لهضم هذه الكتل من (الجمادات والسوائل والغازات) غير المتجانسة والتى تترك أرتالاً من بقاياها (على الموائد) لترمى بعد ذلك فى أكياس (النفايات) بينما هنالك من يبحثون عن (لقمة خبز) يسدون بها رمقهم!
أما التلفزيون والقنوات الفضائية (فده كوم تااانى) فلكل قناة فضائية او (أرضية) جمهور متفرغ، جاحظ العينين و(مسمر) أمام الشاشة (على مدار اليوم)، حيث يتم الإعداد (للمسلسلات) والبرامج (الرمضانية) منذ وقت مبكر وكأن هذا الشهر الفضيل (شهر تسلية)، (وتكسير وكت) وهاك يا إسكيتشات، ويا كاميرا خفية، وبرامج سطحية لا تعالج أى قضايا تمس جوهر وكيان وواقع الإنسان العربي (المسلم)، ومسلسلات تطالعك أناء الليل وأطراف النهار وما بينهما حتى بات المشاهد يحتاج إلى ذاكرة إضافية Memory Card لكى يستوعب ويتتبع أحداث كل هذا العدد المهول من المسلسلات التى تبثها هذه القنوات شي مسلسلات (مصرية) وشي (سورية) وشي (خليجية) وشي ما عارف شنو؟
أما (دولاب العمل) فيتم قفله (بالضبة والمفتاح) وتتحول المكاتب إلى (عنابر نوم) يتسابق فيها الجميع على كسر الرقم القياسى (لموسوعة جينيس) وهم (يشخرون) تحت برودة أجهزة التكييف (المركزية) واللا (مركزية) حتى إذا إستيقظوا قبل صلاة المغرب بقليل وأذن آذان المغرب أفطروا قائلين : اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت (ايه التعب ده كلو)؟
نعم لم يعد (رمضان) ذلك الشهر الذي نعرفه، الذي كان يتميز بالروحانية والتقرب إلى الله تعالى والهدوء والسماحة وتطهير النفس من الذنوب والإبتعاد عن الانغماس في الملذات، ذلك الشهر الذى (تربط) فيه شياطين الجن و(تخجل) فيه شياطن الأنس! وكلو كوم وبرامج (المسابقات) كوم تااانى .. نفسى بس أعرف أيه علاقة برامج المسابقات بهذا الشهر الفضيل !
للأسف الشديد أصبح شهر رمضان شهراً لمتابعة المسلسلات واللهو والترفيه والتبضع والتسوق والولائم وكثرة النوم، شهراً يعمل فيه (شياطين الأنس) كبدل فاقد (لشياطين الجن).
كسرة :
هذا المقال ينشر سنوياً فى هذا التوقيت (أملاً) فى تدارك هذه السلوكيات والمظاهرالسالبة المصاحبة لهذا الشهر الفضيل ! لكن (حكمة الله) القصة ماشة زايدة !

الرأي العام

تعليق واحد

  1. التخمه وتكديس الماكولات دا كان زمان ياجبره

    هسى الناس مفلسه و السنه كوووولها بقت رمضان

    ناس الانقاذ نشفو البلد ونشفو رمضان زاتو…… اهو لقيت ليك ناس يساعدوك علي تلافي السلبيات الاقثصاديه المذكوره

    تقوول لي تخمه!!!??

  2. الاستاذ \ جبره
    لك التحيه
    لقد تبدل حال المسلمين ، فقد كانت أغلب الفتوحات الاسلاميه في شهر رمضان حيث لم يكن هنالك مكيفات مركزيه ولا اكسنت ولا براد ولا يحزنون ، والان اصبح شهر رمضان نهاره للنوم وليله للتلفزيون والكوتشينه وهلمجرا، وبالكتير كده صلاه التراويح . فيخرج الواحد من صلاه التراويح وكأنه ادى ماعليه والان جاء دور اللعب واللهو .
    ;( 😡 😡 😡

  3. يا أستاذ جبرا يا ريت المسلمين فى رمضان بدل كل يوم افطارات فخمه يتبادلها الاغنياء بالتباهى بالاصناف فى الافطار …عليهم بالذهاب فى اطراف العاصمه ودعم هؤلاء الفقراء لكى يستطيعوا ان يؤدوا هذه الفريضه ويعرفوا ما يدور فى بلادهم احسن من السخف فى هذا الشهر الكريم ويكون شهرا للتواصل الاجتماعى 😡

  4. اقتباس :…"أما أثناءه وبعده فتمتلئ أمعاؤهم حتى التخمة بأصناف من المأكولات (الشهية) والعصائر (النقية) والفواكة ( البهية) والحلويات (الشامية) ثم الشاى والقهوة (لزوم الهضم) وتنشيط (الكبد) والغدد (الليمفاوية) على إفراز عصارات لهضم هذه الكتل من (الجمادات والسوائل والغازات) غير المتجانسة والتى تترك أرتالاً من بقاياها (على الموائد) لترمى بعد ذلك فى أكياس (النفايات) بينما هنالك من يبحثون عن (لقمة خبز) يسدون بها رمقهم!
    عن من تتكلم يا ابو جبرا..ان 90% من الشعب السوداني الفضل لم تمتليئ معدته منذ مجيئ الانقاذ وفي هذا الشهر سيشربون (الموية) التي هي عبارة عن طين مخلوط بي شويييية موية!!!!وسيشكرون الله على النعمة؟؟وسنترك لكم الفقرة التي ذكرتها ! كسرة : المعدة والمأكولات يعني شنو ؟

  5. ياجبرا ىارائع ىامبدع :من زماااااااااااااان بسأل نفسي عن الآذان في مالطة ومالقيت لي اجابة الا في( كسرتك)مش كسرة الوزير

  6. السلام عليكم ورحمة الله ..الاستاذ جبرا,,انا طالب جامعي وحترم كتاباتك جدا ولك التحيه والتقدير..وتقريبا متابع مواضيعك كلها..وكلها جميله وتمس الواقع ميه الميه..وربنا يديك الصحه والعافيه…تحياتي….

  7. الأستاذ جبرا كل رمضان انت والشعب السودانى بخير
    كان عندي النية اصومو معاكم . قالوا ? تعال جيبك مليان قلت عديلة .
    قالوا?جيب معاك مكيفك . قلت حاضر
    قالوا ?جيب سكرك معاك.قلت إنشاء اللة .
    قالوا?جيب مويتك معاك.قلت ليهم ربنا يسهل علينا وعليكم
    ياخوي جبرا عندي سؤال?الرفاهية دي جات بعد ماغيرنا راينا ولاشنو !!!
    ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( ) ( )

  8. يا جبرة انت انحرفت فكريا ؟؟ تتحدث عن كتل الجمادات والسوائل والغازات..جمادات غير موجودة …سوائل موية وانقطعت فمن اين تأتى الغازات هذا اذا لم تكن تتحدث عن السامة وهذه موجودة بكثرة بفعل البليلة الحرقتنى..يا جبرة نحن قوم لا نأكل حتى نسرق ولا نسرق الا فى حال انسحاب الحرامية الكبار وانت عارفهم وكان ماع عارفهم فالمصيبة اعظم

  9. يا أستاذى الجليل كل سنه وانت طيب و الشعب الفضل طيب يصوموا رمضان ويفطرو على خير

    بس فى مقالك ما ذكرتا ظاهرة المطاعم البقت مفتوحه بحجه الناس المريضه ولا ذكرتا المظهر

    العام للبنات فى اللبس والمساحيق وكأننا فى الفالنتاين (عيد الحب ياجبره عشان ماتقول

    ليا ماسمعتا بيهو ) اختفت الحلقات الرمضانيه واختفت ظاهرة الفطور فى الشارع الناس ديل

    انتهو مننا ومن دينا وعقيدتنا وعاداتنا الحلوه

  10. و رمضان شهر الخير و البركات و هو يتيح فرصة ذهبية للجماعة اياهم بتوع هي لله للتنعم بخيرات الشهر الكريم بما يتم لهطه من السمسرة في " اكياس رمضان" و "افطارات البركة" و الذي منه

  11. يا( شيخ ) جبرا

    فى مقالك (القصة ما بروجيكتورات) أنا ساهمت بإقتراح لى عمنا بتاع التأصيل والتفصيل داك..يعينك عضو فى هيئة علماء مسلمين السودان الشمالى.وأهو ممكن تكون خطيب من الدرجة الأولى والبلد مقدمة على تطبيق الشريعة (الما خمج)..

    الليلة بمقالك ده …زادت ثقتى فى إمكانياتك ( الخُطَبِية ) أى التمكن فى صياغة الخطب
    وعليه أصر إلحاحاً على مقترحى بتلك التوصية ..

    ولكنك نسيت المسلسلات التركية …و(النفخ) بعد الفطور

    ورمضان كريم

  12. يعني نا تكلمت على الكهربا القاطعة في بورسودان ودرجة الحرارة فوق الخمسين ، والناس بيدفعو خمسة ألاف في اليوم عشان يرطب جوة تلاجات الموز ، يعني لازم تاكلو موز؟
    أحسن خلي الناس يرطبو شوية
    والرد السد
    فيك يا مروي شفت كل جميل
    لفتة لبوريتسودا ، خلي جماعتنا يصومو ليهم يوم في بورتسودان

  13. الاخ جبره تحياتى وكل عام وكل السودان بخير …..اسف قصدى الباقى من السودان بخير… طبعن كانت التبريكات تاتى عفوية. ولكن تغير الحال يعني ممكن فجاتن نصحي الصباح نلقى باقى السودان مافى ..ولا شالو ناس تانى ولا باعو الجماعة لمستثمر اجنبى المهم ياخي .دة موضوع طويل جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا بالنسبة لرمضان وكدة باعترافك انه ساخر سبيل بتاعت رمضان دى بايتة ليها سنين لانو الحال البتقولو دة حال السرور كان كدى…ياخي العندو قرش يهوب بيهو ناحية السوق منو. ومالز وطاب ونوم واكل ياخى دة كان زمان زى كانك مافى السودان نحن بحال شبة مجاعة يا عزيزى فايتين الصومال بالصبر وفايتانا سننة فى تصنيف افشل دول العالم واكثرها فسادا..يعني عندما يكدح الانسان طول يومة ثم لا يستطيع سد رمقة وجوعة لنفسة وعيالة دي ما مجاعة ولا انا كضاب………………….. داير زول يديني تعريف المجاعة ممكن يا جبرة يا بطل تقدر؟ ثم كل احترامى وتقديرى لك وحبي العظيم لوطني…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..