مقالات سياسية

الي الميرغني و3 مليون سوداني في مصر: والله عيب!!

بكري الصائغ

1-
***- بعد ايام قليلة من الأن، وتحديدآ في يوم الأثنين 30 ديسمبر في هذا الشهر الحالي، تأتي الذكري الثامنة علي المجزرة التي راح ضحيتها 27 من اللاجئيين السودانيين بميدان (مصطفي محمود) بمنطقة المهندسيين في القاهرة، والذين اغتيلوا مع سبق الاصرار من قبل ضباط وشرطة وزارة الداخلية المصرية، وبتوجيهات من وزير الداخلية حبيب العدلي الذي وجه ضباطه بفض اعتصام اللاجئيين بالقوة.

***- وهي الجريمة التي رفض البشير ان يعلق عليها، ولزم السكوت في مهانة شديدة خوفآ من رد مصري ساخن ان ندد بالحادث!!، فقامت وزارة الخارجية في الخرطوم (وياليتها ماقامت)!!باصدار تصريح رسمي مخجل ومقزز قالت فيه ان ماجري للسودانيين في القاهرة وسقوط قتلي وجرحي لهو شأن داخلي يخص المصريين وحدهم!!

2-
***- بعد احدي عشر يومآ من الأن، تجئ ذكري المجزرة التي طالت ارواح 27 من اللاجئيين السودانيين، ولست هنا بصدد فتح ملف مجزرة ميدان (مصطفي محمود) في القاهرة، والتي رفض من يطلقون علي انفسهم قادة (التجمع) السوداني وان يعلقوا عليها ولزموا الصمت المخزي تمامآ ومثل صمت عمر البشير في الخرطوم، خوفآ علي مصالحهم في القاهرة، وايضآ خوفآ ورهبة من غضب وزارة الداخلية المصرية وان تزجرهم او تبعدهم من مصر ان قاموا بالتنديد بما ارتكتبتها الداخلية من سفك دماء، ومازالوا علي صمتهم منذ عام 2005 وحتي اليوم!!

3-
***- ولست بصدد الكلام عن السكوت المخزي الذي صدر من محمد عثمان الميرغني الأمين العام ورئيس (التجمع) الوطني السوداني المعارض في القاهرة، والذي رفض رفضآ تامآ التعليق علي المجزرة..ولا قام بزيارة اسر الضحايا الذين اوتهم الكنائس بمنطقة مصر الجديدة بعد الواقعة.. ولا عاين احوالهم علي الطبيعة وكيف اصبحت احوالهم بعد فقدان الازواج والابناء..ولا ساهم باي مساعدات مالية تفرج كربة الغلابي ..اوقام بالتبرع بشراء الضرورويات من ملابس واغطية للارامل والبان واغذية لليتامي.. ولا حاول ان يكلف نفسه بزيارة المستشفيات التي كانوا بها جرحي المجزرة يتعالجون..ولاترحم علي ارواح الضحايا او كان مشاركآ في تشييعهم!!

4-
***- ولست ايضآ بصدد الحديث عن الدور المخزي والمخجل الذي بدر من اعضاء الجالية السودانية في القاهرة – بصورة خاصة- وباقي الجاليات السودانية بباقي المدن المصرية، وكيف انهم قد تعمدوا التجاهل التام وعدم اكتراثهم بما وقع للاجئيين في الميدان المشئوم وسقوط ضحايا وجرحي!!..وابتعدوا عن مواصلة وزيارة الاسر الدارفورية التي لجأت بعد الحادث للكنائس المصرية التي فتحت لهم الابواب واوتهم وقدمت لهم الغذاء والكساء والعلاج!!..هذه الاسر المكلومة ماوجدت اي عون او هبة .. او اي نوع من انواع المساعدات وجاءتهم من قبل الجاليات السودانية ..او من (تجمع) الميرغني منذ عام وقوع المصيبة في ديسمبر 2005 وحتي اليوم!!

5-
***- ولكني – وبعد امتناعي عن الكلام حول مجزرة عام 2005 -، اود ان اطرح سؤالآ علي السودانيين ومن يهمهم الامر في القاهرة عن حادثة موت الفنان التشكيلي الراحل محمد حسين بهنس والتي هزت بشدة كل من سمع وطالع الخبر المخزن،

***- هل حقآ كان الراحل بلا مأوي ولا سكن ولا حتي (راكوبة) تاويه وتقيه شر زمهرير البرد القارس?!!..وان البعض كانوا يتهربون منه ومن ضيافته واستقباله عندهم?!!

***- وهل حقآ ان غالبية السودانيين في القاهرة كانوا يعرفون ظروفه المزرية وفقره المدقع وحالته المالية البائسة وماوجد العون ولا الاعانة من الجالية حتي مات متجمدآ بالشارع?!!

6-
***- جاء باحدي المواقع التي تهتم بالشأن السوداني وقبل يومين خبرآ يفيد ان خمسة من السودانيين قد ماتوا جوعآ في القاهرة، وان ظاهرة موت السودانيين بسبب الجوع قد اقلقت السلطات المصرية كثيرآ، خصوصآ وان حالات الفقر المدقع والجوع الشديد والفاقة قد اشتدت وتوسعت بشكل كبير بين السودانيين المهمشيين -وبصورة خاصة وسط اللاجئيين من دارفور-!!

7-
موت «بهنسي» يفتح ملف السودانيين
المشردين على أرصفة القاهرة…
********************
المصدر: 2013 iNewsArabia.com-
بتاريخ: GMT 12:08 19/12/2013
————
***- «بهنسي» سادس سوداني يموت
على أرصفة القاهرة خلال نصف عام!!

***- بعد أن تداولت الصحافة، نبأ وفاة الفنان التشكيلي والأديب السوداني، محمد حسين بهنس، المقيم بالعاصمة المصرية، فجر اليوم، متجمدًا من البرد على أحد أرصفة وسط القاهرة، طالب عدد من المثقفين في السودان، حكومة بلادهم بسرعة التدخل لإنقاذ مواطنيهم.

***- وأكد بعضهم وجود كثير من السودانيين بشوارع القاهرة، يعانون من مشاكل نفسية ويحتاجون للرعاية وتقديم أبسط ما يمكن للحفاظ على حياتهم، خاصة أن ?بهنسي? توفي وحالته النفسية والصحية والمادية متدهورة.

***- وقال مثقفون في مناشدة عاجلة: «لكل السودانيين حكومة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني، عار علينا أن نرى إخوة لنا يموتون على الأرصفة ولا نستطيع أن نقدم لهم الرعاية، أو حتى الحفاظ على أرواحهم الغالية علينا، نرجو من الجميع التضافر وإنقاذ حياة إخوة لنا».

***- كما نعى النشطاء ?بهنسي?، قائلين: «عاش مشرد في شوارع القاهرة ووسط المدينة والناس كانت فكراه مجنون مع إنه عمره ما أذى حد ودايمًا في حاله.. بهنس مات من البرد في الشارع علشان ملقاش حد يساعده».

***- فيما تسائل البعض: «لماذا يموتون على الأرصفة؟ ولماذا هم موجودون أساسًا في مصر في مثل هذه الظروف؟»، كل هذه الأسئلة تعلن عن ضرورة فتح ملف قضايا اللاجئين السودانيين في مصر -خاصةً المثقفين منهم- الذين لا يملكون حتى منزلًا للعيش فيه.

***- حيث تشير بعض التقارير الميدانية إلى ارتفاع حالات الوفيات المجهولة الهوية بين السودانيين، التي وصل عددها إلى 5 حالات، خلال الـ6 أشهر الماضية، متوفيين بسبب الجوع القاتل، في حين وجدت حالتين ملقاة على قارعة الطريق، حيث توفى أحدهما بالنجيلة الشهيرة التي تجاور تمثال إبراهيم باشا بالعتبة.

***- وهنا نجد اسم ?بهنسي? ضمن القصص المأساوية التي مرت بظروف نفسية غاية في الخطورة، منذ أكثر من عام عندما دخل القاهرة قادمًا من الخرطوم، كما تعرض صاحب رواية «راحيل» لحادث مروري في نوفمبر الماضي، أدى إلى دخولة في حالة نفسية أسوأ، واليوم بات سادس سوداني يموت على أرصفة القاهرة خلال نصف عام.

8-
***- يا 3 مليون سوداني في مصر!!
***- ياجاليات السودان في مصر!!
***- يامحمد عثمان الميرغني!!
***- يا (التجمع) المعارض!!

شرطتو عينا…الله يكسفكم دنيا وآخرة!!

بكري الصايغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خزي و عار علي جبين كل سوداني بمصر يعلم بحال هذا المبدع و تخاذل عن مد العون له . نسأل الله أن يتغمده برحمته و يبدله داراً خيراً من داره ( إن لله و إن إليه راجعون ) .

  2. محاولة للاصطياد فى الماء العكر

    ما هى مسولئية الميرغنى حتى تطالبه بالاهتمتم بالمشرديين فى شوارع القاهرة

    ونسالك انت ماذا تفعل لمن هم حولك من الجوعى والمشرديين

  3. الله يرحمه بس فكره القاهره دي مادخلت مخي والله متشرد في بلدي احسن مليار مره مره من متشرد في الغربه شنو السفروا مصر ! ! مهما ضاقت والغربه مابترحم احسن وطني ولا شنو يكفي طيبه السوداني اكيد من غيره وفي النهايه قسمه واقدأر رحمه الله

  4. يا صائغ الكلام حياك الله فى هذه الجمعة المباركة ورحم الله (بهنس) وغرفى بحار أستراليا ةجميع المتطلعين نحو أفق بعيد ..ولنرفع أيدينا بالدعاء ونكرره:-اللهم أستر جميع من هجروا من ديارهم فى السودان البلد الفسيح وكسيح ..اللهم أمنحهم ديارا آمنة وأعدهم الى الوطن غانمين وأعد الوطن اليهم ..ولنترحم على شهداء الإغتراب والهجرة واللجوء.اللهم أرحمهم وأسكنهم جناتك فقد سعوا للرزق الحلال فى الأقاصى بعد دمار الوطن..اللهم أرحم هولاءالشهداء .الأحرار .الشرفاء .الذين لم يستنكحوا على حساب شعبك الفقير كالمنتظمين فى أجهزة القمع والجباية والنظام الغاشم.والطائفين.(أقذفهم الى جهنم يا رب العالمين ).اللهم القصاص من مسئولى ضياع أرواحهم.. ناهيك عن بيعها خارج الوطن.. اللهم أقتص من جهازالجباية(المغتربين) ومكتب تخديم السودانين بالخارج .وأجهزة الخارجية. لتقصيرهم وعدم تزويدهم بزاد السفر..من معلومة.وتعاقد. وترحيل .وأيواء. وتأمين أستقرارهم. وعودتهم..اللهم أعد لنا وطننا وأبنائنا بائعى الأعمار بالإغتراب منذ شمولية سئ الذكر المأفون نميرى مرورا بالبعشوم وأد الانتفاضات الصادق المهدى وإلى عصر الظلام الحالى وإنعدام التفكير والتكفير ..المتأسلمين المسيلمة الترابى والبشير.(حامل رتبةالحقير.كسابقيه).وأجعل السودان مقرامستقرا وافر الرزق لآبناءه و(مضيفة) للآخرين .اللهم أسكن شهدائنا الأحياء والأموات مقام الصديقين الأوفياء ..تقبل دعاءونا فى هذا الجمعة المباركة وأرحمنا وأغفر لنا..آمبن.

  5. 3 مليون سوداني في مصر!!
    3 مليون سوداني في مصر!!
    3 مليون سوداني في مصر!!
    كذب كذب كذب كذب كذب
    كذب كذب كذب كذب كذب
    كذب كذب كذب كذب كذب

  6. الله يستر يا استاذ بكري ونسأل الله أن يستر حال الشعب السوداني الذي ظل عزيزا داخل بلده ويلعن الحرب ومؤججوها ،،، صدق المرحوم مصطفى سيد احمد الذي هو كذلك توفي في الغربة عندما غنى طال الليل يا المسافر (( نحن نموت في الغربة ميتة عر يفخروبا))

  7. دعك من الميرغني والجالية فالاول بعيش عاليا فوق ما يحدث للذين يحلم بحكمهم يوما والجالية اغلب افرادها بدو بجرون خلف لقمة العيش . مضي ذلك الزمن الجميل ( بليل الليل وقسمة النبقة ) صارت الدنيا احراشا وكهوفا لاناس ارتدوا ازمنة بعيدة الي الوراء لا تغرنك سيارة الدفع الرباعي فهي جمل من الصحراء لم يلجم ولا المولات ولا الشاهقات فهي خيام ان رأيت خيمتك فيها قد تحول بابها من الشرق الي الغرب فاعلم انك طالق ! مَن من وحوش تلك الغابة ضرب بهنسي في راسه ؟ رحمه الله رحمة واسعة واحسب ان من يلفظه بلده ويغد به من استجار بهم شهيدا باذن الله

  8. الهم ارحمه وادخله فسيح جناتك والله الناس دي بقت منافقه الراجل الله يرحمه كان مالاقي مأؤي والله انا شفتو كم مره ومابعرفو خالص قبل مايموت زيو وزي اي حد ومافي حد شغال بيه والان جاين تقولو اديب وتشكيلي وماعارف ايه بعد مات وياريت لو مات في فراشو او عيان دا مات متجمد من البرد كدي اتخيلو متجمد من البرد يا عالم يا منافقين ادعو ليه بالرحمه

  9. رحم الله الفنان محمد حسين بهنسى .
    لما لا يكون الاعتصام بميدان ابوجنزير .
    لما تقحم الاخرين فى مشاكلك ليس هناك دولة فى العالم ترضى أن يتم إعتصام لاجانب فى اكبر ميادين بلادها.
    بزاك المنظر .منظرهم كان غير حضارى والمصرين قالو ان المعتصمين بيعملوها فى الشارع . بصراحة المصرين صبروا على المعتصمين الزين اساءوا لانفسهم وقضيتهم بدليل استمرارة عدة ايام .
    السودانين بمصر معدمين ليس لهم دخل او عمل جزء منهم يمارس افعال اجرامية حتى يتمكن من البقاءعلى قيد الحياة . اصحاب البلد غالبيتهم فقراء وانت تريد ان تشاركهم فى فقرهم .
    على السفاره السودانية ان تساعد الراغبين فى العودة للبلاد .
    مصر ليس دولة بترولية حتى يتواجد فيها كل هزا العدد .من كان لدية مشكلة يجب ان يناصل لحلها داخل بلدة والمثل يقول (ياغريب كن أديب ).

  10. سيبوا النفاق يا ناس,كفاكم كذب…هو السوداني لم يعد يهتم باخيه السوداني في الغربة,يستكثر على اخيه السوداني السلام ,بل حتى النظرة و تريدون الحكومة ان تهتم بكم؟ما هذه الازدواجية؟؟ اهتموا ببعضكم البعض اولا..ما ان برى السوداني اخيه في الغربة حتى يرفع الموبايل مفتعلا مكالمة وهمية او يغرب وجههة عن السوداني حتى لا يضطر لالقاء السلام عليه.البعض يتحاشي السوداني من شح و بخل في نفسه,يظن انه لو سلم على السوداني سوف يسأله بعض المال…اما البعض الاخر فهو العن و اضل,هؤلاء اغلبهم ممن عاش في الخليج و اكتوى بنيران العنصرية و التهكم على لونه و شعره و لهجته فاصبح لا يطيق رؤية اي سنوي مثله في الغربة لان رؤية السوداني تذكره بمعاناته و عقده النفسية,لذلك تراه يتهرب من السودانيين. و هناك قلة من السودانيين السوذج,هؤلاء هم مستجدي الاغتراب,يتاثرون بالوصاية و الشائعات الكاذبة عن السودانيين من فبيل: اعمل حسابك من السودانيين ,ابتعد عن السودانيين…السودانيين خطريين…الخ.
    وصية اخيرة:اخي السوداني لا تستكثر السلام على اخيك السوداني في الغربة و كن شجاعا بان تقول: ما عندي او لا اذا كلفك ما لا تطيق

  11. تحياتي للمفجوع الصائغ وعزائي للشعب السوداني الأبي في رحيل الشقيق بهنس.. وبما أنك أثرت موضوع يشغلني ولأشهر .. أجدني لا أجد مناص من تذكيركم بأن الراحل قد خدمه حظه بالموت ،، لكن .. نصف العدد الذي ذكرته سيظل يعاني الأمرين “الأولى حالة بهنس” و”الثانية إنظاره لسراب المنظمات .. أو ما عرف الأثاء بطلب اللجوء السياسي” ..ولكي أبرئ ضميري مما وصفتهم عاليه ،، وأقول وبملء الفم على أني نقلت عالية -حرفياً- إلى الأستاذ / محمد جبارة – المستشار الإعلامي للسفارة السودانية بالقاهرة -بمكتبه- وناقشت معه جزء كبيراً من الأمر ،، بل تكنهت قبل “الشقيقين :- عطاف وست البنات ،، لكاتبهما -تحت الطبع- التائهون بالقاهرة” .. ولا عزاء للـ “الجاليات والمعارضين” الذين يتكسبون هنا بإسم السودان .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد ،، ولن أزيد .. والسلام ختام.
    د. عثمان الوجيه / صحفي سوداني مقيم بالقاهرة
    [email protected] – 00201158555909

  12. الله يكون في العون ===يااخ بكري لما هم عاطلين ولايملكون اي شي ولايستطيعون العمل ماذا يفعلون في مصر ولا هي صعلقة وقلة ادب

  13. تعرف ياأخي بكرى أنت عامل زى العينه فى الفيل وبطعن فى ضله.ايه الدخل المرغنى وايه الدخل المعارضة هنا .ياخى ده جيل كامل مشرد ومعذب فى الأرض وانت عارف كويس مين السبب فى ذلك.ياجماعة قولوا النصيحة واتذكروا هادم اللذات.

  14. 1-
    الي من يهمه الأمر:

    2-
    اللاجئون السودانيون يعانون الفقر في مصر
    ***************************
    المصدر: موقع:(مصرنا ©)-
    تحقيق: سارة نور الدين-
    —————–
    ***- السودانيون في الكيلو 4.5 بمدينة نصر يخشون الحديث مع أحد، حتي مع الجيران، كل يغلق بابه عليه وعلي أطفاله خوفا من حدوث أي شيء غير متوقع، ذهبنا ندق باباً غريبا كتب عليه “السودان” لنري كيف يعيش اللاجئون وملتمسو اللجوء من السودانيين في مصر، فتحت لنا طفلة صغيرة عندما رأتنا ظلت واقفة دون حراك، وما لبثت أن جاءت أختها الكبري ووالدهما واطمأنا لنا وأدخلانا المنزل. البيت عبارة عن غرفة واحدة بلا كهرباء أمامها ممر صغير جدا به لمبة واحدة صفراء، لا تكاد تري أي شيء أمامك، يتكدس بداخل تلك الغرفة 9 أشخاص، يذهب أطفال العائلة إلي مدرسة سانت بخيتة القريبة، بينما ترقد والدتهم في سريرها طوال اليوم بسبب المرض.

    ***- خرجت الطفلة لتوصلنا إلي مدرستها وفي الطريق أرشدتنا إلي قهوة سودانية، ذهبنا إليها وطلبنا الحديث مع بعض روادها لكنهم جميعا رفضوا الحديث وقالوا:” لقد تعرضنا لكثير من المضايقات الأمنية بعد حديثنا مع صحفيين أتوا إلي هنا العام الماضي، وبدلا من أن يقف الإعلام معنا ومع قضيتنا، أفسد الكثير من الأمور، وروج صورة اللاجئين علي أنهم متمردون وعصابات وأغلبهم من اللصوص والمنحرفين وهذا الكلام غير صحيح، نحن علي قد حالنا وكلنا غلابة زينا زي المصريين”، واكتفوا بذلك وأمرونا بالرحيل.

    ***- وفي طريق العودة أدراجنا شاهدنا أطفالاً سودانيين يلعبون في إحدي الحارات تحدثنا إلي جوليا التي كانت ترتدي ملابس سودانية وسألناها عن هويتها فقالت جئت عام 2004 من جنوب السودان هربا من القتل والدمار اللذين خلفتهما الحرب هناك، أتت هربا من الموت قتلا أو جوعا، لكن ضيق الحال هنا لم يفارقها، تقول: “جينا مصر بعد ما قتل كثير من عائلتنا في السودان، وبعد اللي حصل في حادثة النجيلة بمصطفي محمود، هربنا مرة أخري إلي الكيلو 4.5 بعيدا عن الدوشة والداخلية، لكن الناس هنا بيستغلونا في الإيجارات، علي الرغم من أنه مفيش شغل عندنا إلا باليومية، ودخل الأسرة السودانية هنا يكفي الإيجار بالعافية، ومفيش أكل زي الناس ولا ملابس كويسة ولاشيء”.

    ***- وأضافت: “الأمم المتحدة تخلت عنا فقد كانت تصرف لنا مساعدات مادية أول ثلاثة شهور فقط، وبعدها لم تعد تقدم لنا مساعدات عينية أو مادية ولم يعد أحد منها يسمع لمشكلاتنا، نتلقي العلاج علي نفقة منظمة كريتاس في حالة إصابتنا بأمراض خطيرة فقط.

    ***- المشكلات المادية كما تقول جوليا تتسبب دائما في انهيار الأسرة، وكثير من حالات الانفصال بين الأزواج حدثت لأسباب مادية، وتضطر المرأة إلي العمل كخادمة باليومية وترك أطفالها في الشوارع دون رعاية وهو ما يتسبب في مشكلات أخطر وأكبر.

    ***- أخذنا صامويل لبيته وقابلتنا والدته توما التي طلبت منا مساعدتها في فضح الظلم الذي تمارسه الأمم المتحدة والحكومة المصرية علي السودانيين- علي حد تعبيرها- وقالت: “لدي 4 أطفال وزوجي أصيب بحروق من الدرجة الأولي أثناء عمله في شركة حلويات كبيرة، لم تتكفل الشركة بعلاجه، فاضطررت للعمل في البيوت وترك أطفالي الصغار”.

    ***- أضافت” فيه مصريين بيعاملونا كويس وفيه لأ، وممكن تلاقي ناس سودانيين ماشيين في حالهم يهجم عليهم شباب مصري يضربهم وياخدوهم القسم ومحدش يرضي يفتح محضر بالحادثة، وكثير من السودانيين حصل معهم الموضوع ده بدون ما حد يرد ليهم حقهم، وأحيانا الضباط يلقون القبض علي شباب ويأمرونهم بالسرقة وبعد أن يحتجزوا في القسم يحصل الضابط علي نصف الذي سرقوه أو حتي نصف ما يحرز مع الشاب سواء من المخدرات أو غيره”.

    ***- أكدت توما مع عدد من اللاجئين الآخرين أن ضباط القسم يهجمون علي بيوتهم ويأخذون الشباب والرجال ليلا إذا حدثت أي واقعة سرقة أو قتل في المكان، فيقول أبوك: “إذا حدث واشتبه بأحد السودانيين أي شيء يأتي الضباط إلي منزله ويأخذون متاعه كما حدث في بيت توما فقد أخذ الضباط جهاز الريسيفر والكمبيوتر واعتقلوا ابنها الكبير مع مجموعة من الشباب الآخرين لكنهم خرجوا بعد 3 شهور وقالوا إنهم لم يعرضوا علي قاض، وتم احتجازهم طوال تلك المدة في قسم الشرطة”. وأضاف: “المفروض نحن تابعون لقسم شرطة مكرم عبيد أول لكننا لما نروح هنا نريد فتح محضر يقولون لنا اذهبوا لقسم زهراء مدينة نصر، نروح يقولوا انتو مش تابعين لنا، وهكذا”.

    ***- تقول سيرينا: “الكل مستفيد من قعدتنا في مصر، فهم يتلقون مساعدات ومنحاً مالية ضخمة ولا تصل إلينا كل هذه المساعدات، ما يصلنا هو قليل منها، وعندما نشتكي تلك الجهات يقولون لنا اللي مش عاجبه يرجع السودان، ونحن بين نارين لا نستطيع الرجوع للسودان بسبب المشاكل اللي هناك، وهم مش موافقين يودونا أي بلد تاني غير مصر لأسباب عارفينها كويس”.وأضافت: “السفارة السودانية ساعدتنا شهرين بس منذ أن جئنا من السودان ودورها معنا في إنهاء إجراءات أي سوداني يريد العودة إلي بلده، كيف نرجع لتلك الحرب؟”.

    ***- «نيلوا وأقدارت» كانتا مع طفليهما في مستشفي العذراء بالكيلو 4.5 تعانيان بشدة من الظروف المادية الصعبة وعدم قدرتهما علي سداد مصاريف علاج الطفلين المصابين بالتهاب رئوي حاد، تقول نيلوا: “أنا من بئر الغزال وجئنا فرارا من الحرب والجفاف الذي أصاب بلادنا سنة 2003، تركني زوجي وعاد إلي السودان وانفصلنا وأصبحت وحيدة مع أطفالي الأربعة هنا، ولن أعود للسودان لأن الحالة هناك سيئة جدا، أريد أن أربي أطفالي جيدا وأعلمهم لكن مشاكلنا هنا كثيرة، الإيجارات غالية والعلاج صعب نحصل عليه، غير المعاملة السيئة من كل الجهات حتي في قسم الشرطة لما نشتكي يقول لنا مش عاجبكم امشوا بلدكم، ومنظمة كريتاس تخلت عنا وكل ما نروح نطلب شيء يقولوا الشهر اللي جاي”.

    ***- يتحدث سكان الكيلو 4.5 عن عمليات تبشيرية واسعة النطاق تجري خاصة بين السودانيين، فتقول إحدي الفتيات العاملات في صيدلية قريبة لتجمع للسودانيين: “فيه كثير من السودانيين كانوا مسلمين أول ما جاءوا للكيلو 4.5 بس فجأة لقينا أعداد كبيرة بأسماء مسيحية غير إنهم بيودوا ولادهم مدارس مسيحية، وكل الناس هنا عارفة اللي حصل وبيتكلموا فيه”.

    ***- يقول الشيخ سامح مدير الجمعية الشرعية بمسجد صهيب الرومي إن حالة السودانيين صعبة، وقد تجد أسرة واحدة بها أخ مسلم لآخر مسيحي. يضيف الشيخ سامح: “تقوم الجمعية الشرعية بتقديم يد العون والمساعدة لأي محتاج، فقدمت مساعداتها في أحداث الدويقة وأحداث غزة وغيرها، لذا تدخلت لغوث السودانيين خاصة بعد حادثة النجيلة بمصطفي محمود، وبدأت تساعد المسلمين وغير المسلمين علي حد سواء، فقد كان شرط الحصول علي المساعدات هو إثبات الجنسية السودانية وهذه المساعدات هي شنطة تموينية ومعونة مادية بالإضافة إلي تقديم دروس في الدين الإسلامي أسبوعية، وكان هم الجمعية الشرعية الأول هو سد الجوع والحاجة”.

    ***- يقول الشيخ سامح إنه في بداية هروب السودانيين للكيلو 4.5 انتشرت بين السودانيين شائعة التنصير وازدادت الأقاويل يوما بعد الآخر، لكن الجمعية الشرعية لم تقم بالرد علي تلك الشائعات واستمرت في عملها الخيري وتقديم المساعدات لمن يطلبها شريطة عدم دخوله المسجد مخموراً، واكتفت بقيام أحد الدعاة بإلقاء خطبة دينية أثناء انتظار السودانيين للحصول علي المساعدات أسبوعيا، وبعدها أصبح شرط الحصول علي الشنطة التموينية هو حضور الدرس الديني والاستماع للخطبة بكاملها!

    ***- يوضح محمد فضل أحد اللاجئين وهو الأمين العام لجمعية أرض الطيبين المشهرة لدي وزارة التضامن لرعاية الأمومة والطفولة بين اللاجئين السودانيين، معاناة الأسرة السودانية اللاجئة ويقول: “أقل أسرة تتكون من 4 أشخاص وأكبرها 10، وأصبح تكتل السودانيين في العشوائيات هو الحل الوحيد لمواجهة غلاء المعيشة والابتعاد عن التعرض للاستغلال، تضطر المرأة للخروج للعمل في البيوت وغيرها للعائد المالي المرتفع نسبيا عن العائد الذي يأخذه الرجل”.

    ***- ويضيف: “السودانيون في مصر ينقسمون إلي جزءين، اللاجئون المعترف بهم، وملتمسو اللجوء وهم الأغلب والأكثر عددا ويقدرون بالمليون، وبحسب الاتفاقيات الدولية فحقوقهم مكفولة لدي الأمم المتحدة أو الحكومة المصرية، لكن علي أرض الواقع لا يوجد من يدعمهم ولا تعترف أي جهة بحقوقهم، فمثلا عندما تحدث وفاة لأحدهم لا يستطيع أهله دفنه وعن طريق التبرعات يتم دفع مصروفات الميت!” وعلي حد قوله فإن منظمة كريتاس تهتم بالحاصلين علي بطاقة اللاجئ صحيا فقط، وتتوقف مساعداتها لهم بعد 3 شهور من قدومهم إلي مصر.

    ***- الأمية والجهل كثيرا ما يرتبطان بانتشار المرض والفقر وكذلك المرض وكما تقول- م.ر- فقد توفي 6 سودانيين في أسبوع واحد بعد أن قضوا شهوراً وأحيانا أسابيع يصارعون أمراض الكبد الوبائي والسل الرئوي، وهؤلاء هم بعض الحالات، فقد أكدت أن هناك ما لا يقل عن 5 سودانيين يموتون شهريا، لدرجة أن كثيرا من اللاجئين عادوا إلي السودان خوفا من انتقال تلك الأمراض بينهم علي الرغم مما يحدث هناك من قتل ومجاعات وإبادة جماعية، وآخرين غادروا منطقة الكيلو 4.5 بحثا عن منطقة أكثر أمانا لهم.

  15. وضع المهاجرين السودانيين في مصر
    *********************
    المصدر:
    المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تشجع تداول المعلومات:
    ——————–
    ***- طبقًا للمكتب الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، والذي يتولى حصرياً تحديد وضع اللاجئين في مصر، فإن 13237 سودانيًا فقط هم الذين تم منحهم صفة لاجئ في مصر حتى نهاية عام 2005. 24 ويمثل هذا الرقم أقلية ضئيلة جدًا بالنسبة لعدد السودانيين المقيمين في مصر، والمقدر في تقرير الحكومة بأن عدده يقع ما بين اثنين وخمسة ملايين نسمة.

    ***- وبينما يشير تقرير الحكومة بشكل صحيح إلى أن وجود المهاجرين السودانيين في مصر “لا يُصنف على أنه طلب لجوء كما يُفهم بالمعنى القانوني والدولي”، فإنه ليس من الدقيق أن ندعي بأن المقيمين السودانيين “يتمتعون بالحريات المنصوص عليها في المعاهدات المبرمة بين كلا البلدين.” وعلى الرغم من المصادقة على اتفاقية “الحريات الأربع” المبرمة بين حكومتي مصر والسودان، ودخولها حيز النفاذ في سبتمبر/أيلول 2004، فإن التقارير تشير بشكل منتظم إلى أن الحكومة المصرية لم تبدأ بعد في تنفيذ نصوص الاتفاقية.25

    ***- فعلى سبيل المثال ما زالت اتفاقية الحريات الأربع غير مطبقة فيما يتعلق بكون المواطنون السودانيون الساعون إلى الدخول إلى مصر مطالبين بالحصول على تأشيرة. وبالمثل، فإن العمال السودانيين لا يزالون يتعرضون لذات المعايير الصارمة التي تُطبق على كافة الأجانب الآخرين الراغبين إلى الحصول على تصريح عمل، بما في ذلك مطالبتهم بإثبات امتلاك مهارات متخصصة تضمن عدم مزاحمة العمالة المصرية.26

    التوصية:
    ——
    ***- يجب على الحكومة أن توضح الوضع القانوني للمهاجرين السودانيين في مصر، بما في ذلك اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية التي تهدف إلى التنفيذ الفاعل لاتفاقية “الحريات الأربع”. ويجب على الحكومة أن ترفع الوعي لدى أرباب العمل وعامة الناس بشأن الوضع الذي يتمتع به المهاجرون السودانيون في مصر بموجب اتفاقية “الحريات الأربع”.

    24- عزام، مصدر سابق، ص 11.
    ——————–
    25- أنظر على سبيل المثال هويدا رومان “الهجرة المؤقتة في مصر”، الاتحاد الأورو-متوسطي للأبحاث التطبيقية في مجال الهجرة الدولية، 2006.

    26- المادة 20 من القرار رقم 700 لسنة 2006، الصادر عن وزارة القوى العاملة والهجرة، تعفي بعض الفئات من مبدأ عدم المنافسة مع العمال المصريين، بما في ذلك الفلسطينيون المقيمين في مصر. إلا أن الإعفاء ذاته لا يسري على المقيمين السودانيين.

  16. طيب وبعدين …..
    توفي بهنس “رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته وربما كان الخالق اكثر رحمة به منا فهو الحنان المنان ملك الجنان”

    المطلوب الان تكوين لجنة عاجلة من الوزارات المعنية اضافةالي السفارة السودانية والملحقيات بمصر
    لحصر عددهم وتقدير اوضاعهم ومحاولة البحث عن حلول لمشاكلهم … والتفاهم مع الوزارات المصرية المعنية بذلك من اجل الخروج بنتائج مفيدة تطبق مباشرة من اجل الحل!!!!
    وذلك للحفاظ على كرامتنا في الخارج ولو في وزارة مصرية محتاجة لضغط او “عين حمراء” مفروض ده يكون دور الدبلوماسية بتاعتنا النايمة دايما…….
    هما دبلوماسيتهم لو في مصري واحد تعرض لاي شئ حتى لو غلطان بيقفوا معاه وده حصل في حادثة الطبيبين المصريين في مستشفي الانصار بالمدينة المنورة بالسعودية وعمالهم لما تحدث لهم اي احتكاكات بينهم وبين الليبيون وهكذا….
    عمركم سمعتوا او شفتوا انو وزارتنا النايمة التي تسمي خارجية تحركت من اجل خاطر عيون سوداني خارج السودان؟؟؟؟

    المشكلة انهو المرحوم معروف ويا خوفي انو يكون بهانسة اخرين قادميين ….. وبهانسة اخرين مرمين في السجون المصرية….. الله يجازي الذي كان السبب ….

    ودمتم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..