أخبار السودان

في القاهرة اكثر الناخبين يقولون “نعم” للاستقرار،”لا” للاخوان المسلمين

القاهرة – هيثم التابعي وسارة ابن حيدة – توافدت الثلاثاء جماهير غفيرة من المصريين للتصويت ب”نعم” في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي لم يقرأه اغلبهم، معتبرين ان موافقتهم على هذا الدستور ستعطي الشرعية لاطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي والدعم للفريق اول عبد الفتاح السيسي، الرجل القوي في البلاد.

يشكل هذا الاستفتاء الخطوة الاولى في سلسلة الاستحقاقات الانتخابية التي تنص عليها خريطة طريق المرحلة الانتقالية التي اعلنتها السلطات الحالية والتي تتضمن ايضا اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة اشهر من تاريخ اقرار الدستور.
الكثير من المصريين، ينظرون الى الاستفتاء على انه اقتراع بالثقة في قائد الجيش الذي قاد عملية عزل مرسي والذي قال انه يمكن ان يترشح للرئاسة “اذا طلب الشعب” ذلك.

ويقول ناخب يدعي عمر (24 عاما) امام مكتب الاقتراع المسجل فيه لوكالة فرانس برس “اصوت اليوم ليس فقط لانه واجب قومي. لكن ايضا لاثبت ان ما حدث لم يكن انقلابا”، كما يدعي الاخوان المسلمون الذين يعتبرون عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو “انقلابا على الشرعية”.

في حزيران/يونيو 2012، اصبح مرسي أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر لكنه عزل اثر تظاهرات جماهيرية حاشدة عبر البلاد تطالب برحيله بعد عام واحد في الحكم تعرض خلاله لانتقادات واسعة واتهامات بالسعى الى فرض هيمنه جماعة الاخوان التي ينتمي اليها على كل مفاصل الدولة وسوء ادارة الاقتصاد.
ومنذ عزل مرسي، تقوم السلطات المصرية بحملة امنية ضد انصاره خاصة بعد فض اعتصامات الاسلاميين بالقوة في اب/اغسطي الماضي ما احدث حالة استقطاب حادة في البلاد.

منذ ذلك الحين، قتل اكثر من 1000 شخص معظمهم من الاسلاميين واعتقل نحو 2000 على راسهم قيادات الصف الاول في جماعة الاخوان مثل مرشدها العام محمد بديع ومرسي نفسه. ودعت الجماعة، التي اعلنتها الحكومة “تنظيما ارهابيا”، لمقاطعة الاستفتاء.
وفيما كان ينتظر في طابور طويل للناخبين، يقول بائع الخبز جلال زكي “الاستفتاء نهاية الاخوان المسلمين. نحن نقول نعم للمستقبل ولا للاخوان المسلمين”.

وتقول الناخبة القبطية وفاء تواضروس “الاخوان ارادوا تقسيمنا”، وتابعت بحماس “لذلك انا اوافق على هذا الدستور لانه يقر بوضوح ان المسلمين والمسيحين متساوون وكذلك الرجال والنساء”.

تعرض مسيحيو مصر لكثير من الاعتداءات. حيث استهدفت كنائس وممتلكات قبطية بتفجيرات وحرائق مدمرة وخاصة في الفترة التي تلت عزل الرئيس السابق وايضا عقب فض اعتصام الاسلاميين في اب/اغسطس الفائت.

ووافق ممثلو الكنائس المصرية الثلاث الممثلين في لجنة تعديل الدستور على مشروع الدستور الجديد.
وفيما كانت تنتظر دورها للتصويت خارج مكتب الاقتراع الذي تمركزت حوله قوات من الجيش والشرطة، قالت سلوى عبد الفتاح وهي طبيبة في العقد السادس بتحد بالغ “لابد ان نساند الشرطة والجيش حتى لا يرهبنا احد. ساصوت حتى لو انفجرت قنبلة في لجنتي”.

وكدت انها ترى في السيسي “جمال عبد الناصر اخر” مضيفة “في عهد ناصر، كل شيء كان رائعا، الامر سيكون كذلك تحت حكم السيسي”.
وتنتشر منذ فترة لافتات عليها صورة للسيسي الى جوار صورة لعبد الناصر الذي يعتبر الكثير من المصريين انه كان نصيرا للفقراء.

وحضر الكثير من الناخبين لمكاتب الاقتراع وهم يحملون صورا للسيسي معلقة على صدورهم.
في حي السيدة زينب الشعبي وسط القاهرة، اصطف عشرات من الناخبين حاملين العلم المصري ومرددين شعارات مؤيدة للجيش والشرطة.
وفي مختلف احياء القاهرة انطلقت من السيارات اغنية “تسلم الايادي” المؤيدة للجيش والتي رددها كثير من الناخبين في سعادة ونشوة.

عدد كبير من الناخبين الذين التقتهم فرانس برس، لم يقرأوا الدستور، غير ان الموظف علي احمد قال “لكنني شاهدت ما قيل عنه في التلفزيون”، الذي كان المصدر الذي كون راي الكثيرين قبل الاستفتاء.

وتقول نسرين احمد التي تغطي شعرها بحجاب ابيض “الدستور هو الاساس الذي تقوم عليه الدولة” مضيفة “لابد من اقراره سريعا وبعدها سيصبح السيسي رئيسا ونتمنى ان يكون كل رجال الحكومة والبرلمان من امثاله”. وتعيش مصر حالة اضطراب سياسي وتردي في الاوضاع الاقتصادية منذ الاطاحة بالرئيس الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

ويقول احمد عثمان وهو رجل مسن في الخامسة والسبعين من العمر “نحن مرهقون بعد ثلاثة اعوام من العنف والدماء وعدم الاستقرار. اتمنى ان ينهي الدستور هذا الكابوس”.
هدهد

تعليق واحد

  1. في القاهرة اكثر الناخبين يقولون “نعم” للاستقرار،”لا” للاخوان المسلمين
    والسؤال: كم نسبة المشاركة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..