خطاب البشير والرجوع الي يوليو 1988

مصطفى عبده داوؤد

شرع اعلام السلطه المرئية والمقروءة والمسموعة تسليط الضوء على الخطاب المرتقب بانه سيكون خطابا هاما يحمل بشريات للشعب السودانى .فقد تم الحشد منذ السابعة والنصف واتى البشيرفى التاسعه وقد أصاب الإحباط منسوبى المؤتمر الوطنى قبل المتطلعين الى القصر ومجلس الوزراء فقد كانو على أمل أن يخرجهم الخطاب من العزله القاتله التى يعيشها فى الداخل كما تعيش سلطتهم مع الخارج. إنى كمواطن اتعاطى السياسة منذ عقود كنت أظن أن تبدا مرحلة الإصلاح .

أولا بالعدالة الإنتقالية إذا كانو صادقين فعلا فالفعل يصدق القول بداية بإغتيال أصحاب العملات الحرة بالتهم الملفقة وثانيا بإغتيال شهداء رمضان عام 1990 وثالثا إغتيال تحت التعذيب معارضين دكتور على فضل والأستاذ أمين بدوى مثالا لا حصرا ورابعا جبر الضرر لكل الذين قطعت أرزاقهم وخامسا إرجاع كل الممتلكات التى صودرت من الأحزاب والأفراد

وجبر الضرر أيضا وسادسا إرجاع الإسم المؤتمر الوطنى للأصل وهذا أس الفساد والإستبداد سرقة إسم حزب ومنع الاصل من ممارسة نشاطه فاضطروا اخيرا الى تغيير الإسم الى المؤتمر السودانى . ربما يعتقد البعض ان هذا سقط بالتقادم فأقول إن الحق لايسقط بالتقادم ابدا. سابعا إرجاع كل الأموال المنهوبة خلال ربع قرن ( القول جيبوا الدليل قول من مردود).

إن الذين لايعيشون الواقع والذين يتنقلون بالعربات المظلله والقول بان لافقر ولافقراء فى السودان مقارنة بما بالعقود قبل مجيئهم للسلطة ليلا وبخدعة ،فإن المقارنه ليست وارده إطلاقا لان كل الشعب كان يتعالج فى نقاط الغيار والشفخانات والمستشفيات مجانا فى كل السودان والتعليم مجانا بكل معيناته ومع الغذاء فى الريف والحضر والبادية.فهذا الواجب الذى كان يتحمله المستعمر ومن بعده الحكومات الحزبية والعسكرية كان الفعل الحقيقى لمحاربة الفقرولكن بعد مجىء الإسلام السياسى للسلطة حرم كل الشعب من تلك المزايا .

إننا لانمل من التكرار أن الركائز الأساسية للإقتصاد السودانى قد دمرت بمنهجية وبإصرار أولا بتحطيم وتدمير القطاع العام وتنفيذ توجيهات البنك الدولى بحذافيرها فكان الدمار الشامل وكان هذا السبب الأساسى لإنتشار الفقر فى السودان . إن الذى دمر وخرب لا يعمرفلا وثبة للأمام بل سقوط للقاع . إن الذين أتو للإستماع وقبله كانو يطالبون بالتغيير والإسقاط أتوا متاثرين بالإعلام الذى بشر لهم إنهم فى الطريق الى القصر ولم يبق فى العمر شئ لكنهم نسوا أن الكعكة اكلت من قبل فاستطاع المؤتمر الوطنى أن يكسر العزلة الى حين ويشترى الوقت ويبع لهم السراب وربما بعد هذا الحشد الذى إنبهر به البشير أن يكافئهم ويجمعهم كلهم فى القصر مساعدين ومستشارين وهذا سيكون نصر ا مبينا للشعب السودانى لان الهبة القادمة ستقعلهم من جذورهو وتقذف بهم الى مزبلة التاريخ .ويعيش فى ظل وضع جديد فى بلد خير ديمقراطى وتختفى كلمة البديل منو؟ لان البديل سيولد من رحم شبيبة السودان إخوة شهداء سبتمبر العظيمه.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..