أخبار السودان

الخيانة والغدر (ديدن) الإسلامويين

د. فيصل عوض حسن

وفقاً للعديد من الأدبيات والكُتُبْ والمراجع اللغوية، فإنَّ الخيانةُ هي عَكْسْ الأمانة، وتعني مُخالفة الحق كـ(نقض) العهد أو إفشاء السر، وفي مفهومها الواسع فهي تشمل كل الأعمال أو المعاني أو القيم أو الأغراض التي (ائتُمِنَ) عليها المرء (رجلاً كان أو امرأة) كالأموال والأعراض والأفكار ولم يُحافظ عليها أو يحترمها. وثمة تعريف آخر للخيانة يقول بأنها أي عمل أو قيمة (أُؤتُمِنَ) عليها المرء وعمل (عَكسْ/ضد) ما (أُؤتُمِنَ) عليه، من قبل صاحب (أصحاب) العمل أو العلاقة، سواء كانوا أهل أو معارف أو أصدقاء أو دولة أو أي كيان إنساني. ولها صور عديدة، كخيانة الله والدين والنفس و الوطن والمال والأهل والأخوة والمنصب وغيرها. ووفقاً لذات المراجع والكُتُبْ اللغوية (أيضاً)، فإنَّ الغَدْرَ ضدُّ الوفاء، فيُقال (مثلاً) غَدَرَه أو غَدَّار/غَدَّارَة، أو غادِرٌ وهو بصفةٍ عامَّة يعني (أي الغَدْر) يعني عدم الوفاءِ بالعهد لمن حولك سواء كان فرداً أو جماعة!

كتبتُ هذه المُقدِّمة الـ(مُتخصصة) جداً، بعد الاستعانة بكُتُبْ ومراجع لُغوية، وبعضُ المتخصصين في اللغة، عن هاتين الـ(خصلتين) الـ(ذميمتين)، لارتباطهما الوثيق بسلوك الإسلامويين أو الـ(مُتأسلمين)! وهي ممارسات سلوكية غير (محمودة) اتخذوها (ديدناً) لهم، وعملوا على (نشرها) و(توطينها) في مجتمعنا الـسوداني) الإنساني النظيف، بعدما كنا نحيا في سلامٍ ووئام وأخلاق ورحمة، وفي جوٍ (صحيِ) وخالٍ من هذه الممارسات السيئة. فعلى مدى ربع قرنٍ من الزمان نجدهم وقد أرسوا لأحقر (صفتين) سلوكيتين، هما الـ(خيانة) والـ(غّدْرْ)، بدايةً بخيانة آيات الله عزَّ وجل وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمَّ التسليم، انتهاءً بخيانة الوطن وأهله، بل وخيانتهم بعضهم لبعض، ودونكم مسيرتهم الـ(مُخجلة) جداً في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال لا الحصر (سواء فردياً أو جماعياً) نجد (مسرحيتهم) الـ(ماسخة)، التي أطلقوا عليها مُصطلح (مُفاصلة)! وهي أخذت شكل خيانة (مُركَّبة) لكنهم بـ(عمى بصائرهم) لم يفطنوا لها، ففي الخيانة الأولى أنهم خانوا الله بالكذب وتضليل العامة وهم يرفعون راية الإسلام (زوراً) و(بُهتاناً)! والمُؤمن لا (يكذب) وهم كذبوا بهذه الـ(مسرحية) التي أسموها مفاصلة قسَّمتهم لقسمين، بينما هي في الواقع سيناريو (مُخزي) لإطالة عمرهم في السلطة! والخيانة الثانية، إرسائهم (بغباء) لمبدأ عدم الوفاء والـ(غَدْرْ) لمن أحَسنَ إليك! حينما أطاحوا بكبيرهم الذي علمهم السحر وفعلوا به (ظاهرياً فقط) ما فعلوا، ظناً بأنهم أفلحوا في الـ(كذب)، لكنهم سقطوا في بئر الـ(خيانة) وعدم الوفاء للـ(مُعلم) وولي النعمة بالـ(حرام)! والخيانة الثالثة (فجور) كبير المنافقين في (خصومته) الـ(مزعومة) لـ(صبيانه)، وهو ينشر الـ(غسيل) الـ(قذر) الذي يندي له جبين كل (حُرْ) و(مُؤمن) حق، مُتناسياً أنه كان الـ(مُحرِّك) الحقيقي و(محور) الـ(ارتكاز) في كل جُرمٍ ارتكبوه! ودونكم تسجيله المشهور والـ(قبيح) جداً بشأن الاعتداءات الجنسية في دارفور! مُتناسياً ليس فقط (أدب) الـ(خصومة)، ولكن تناسى عمره ومكانته الـ(دينية) التي يتدثر خلفها و(يدَّعيها) كذباً في الدخل والخارج! فالحدث لا يجوز أن يخرج من أي بني آدم أو إنسان (سوي) ولديه (ذرة) احترام، فما بالكم في من يُروِّج لنفسه كـ(داعية) إسلامي؟!

ثم تتالى صور الـ(خيانة) والـ(غَدْرْ) من هؤلاء الـ(مُتأسلمين)، سيراً على خُطى (كبيرهم) الذي نشر غسيلهم القذر عقب مسرحية ظن أنه ضحك بها على الله وخلقه! ومن ذلك أيضاً عبد الرحيم حمدي الذي قام بمُحاربة الحرفيين والمُنتجين والتجار والشرفاء، وساهم في قتل (مجدي) و(جرجس)! وهو حمدي الذي نحر الاقتصاد السوداني، بتطبيق سياسات (غريبة) و(مُدمِّرة) وبعيدة (تماماً) عن سياسة الـ(تحرير) الـ(اقتصادي) الـ(أصيلة) التي أقرَّها كلٍ من البنك وصندوق النقد الدوليين! والتي من أهمَّ مُتطلَّباتها مُحاربة الاحتكار ومنعه و(مُوازنة) الـ(تدخُّل) الـ(حكومي) في تسيير الاقتصاد، و(تكثيف) الـ(دور) الـ(رقابي) لضمان سلامة التنفيذ أو التطبيق، والعمل على خصخصة المُؤسسات الـ(فاشلة) والـ(ميئوس) من إصلاحها (حصراً)، مع ملاحظة أنَّ الخصخصة تبدأ أصلاً بالمشاركة والإيجار وليس (البيع)! بينما عمل حمدي على (بيع) المؤسسات الـ(ناجحة) فقط، وترك المثقلة بالديون والأعباء والميئوس من إصلاحها أو التي يتطلب إصلاحها تكاليفاً ضخمة! وحمدي هو من (أسَّس) لسياسة تسيير الدولة بالـ(جبايات)، مما ساهم في تحجيم الإنتاج وإيقاف الكثير من المنتجين لاسيما الزراعيين والصناعيين، وهو أول من أطلق مصطلح (إيرادات) على الرسوم والضرائب والمكوس! عقب كل هذه الـ(بلاوي)، يتبرَّأ حمدي (مُؤخَّراً) من كونه (عرَّاب) ما أسموه (تحرير اقتصادي)! مُستعرضاً الـ(غسيل) الـ(قذر) لجماعته، بل وتمادى ليأتي بـ(آخره)، حينما صرَّح قائلاً وبالنص (ما عندي شغلة بالمؤتمر الوطني)، (إنعل أبو المؤتمر الوطني)! فتأمَّلوا آدابهم ومُستوى التربية والأخلاق! وهي قمة صور وأشكال الخيانة والغدر! خيانة لجماعتك وغدر بهم، بعدما خرجت من (لعبة) السُلطة وإحساسك بغرق السفينة!

وهناك صابر محمد حسن الذي كان، وحتَّى ساعة انفصال الجنوب الـ(حبيب) عن الوطن الـ(جريح)، مُدافعاً عن (جرائم) جماعته، مُؤكداً في أكثر من تصريح (ما تزال محفوظة في مواقع الصحف ووسائل الإعلام المُختلفة) بعدم تأثُّر السودان الشمالي بالانفصال، عاكساً أبشع صور الـ(مُكابرة) والنفاق (دفاعاً) عن جماعة (ضالة) و(مُضلَّة). وبمجرد (إزاحته) من موقعه كـ(مُحافظ) لبنك السودان، ورغم استلامه لمليارات (عديدة) من مال الشعب الذي من بين مكوناته اليتامى والأرامل والعَجَزة، إلا أنه بدأ أيضاً في انتقاد السياسات التي كان لاعباً محورياً في تطبيقاتها، ومارس (هوايتهم) بل (تربيتهم) القائمة على الـ(خيانة) لكيانهم الـ(فاسد) والـ(غَدْرْ) بشركائه السابقين! وهناك علي محمود والمُتعافي وقُطبي المهدي، وووووو تطول القائمة!

آخر، الـ(خَوَنةَ) والـ(غَدَّارين) من الـ(مُتأسلمين) الـ(فاسدين)، كان صلاح قوش رئيس جهاز أمن العصابة السابق، وفقاً لما حملته الأنباء (دون إنكارٍ منه أو نفي)! حيث (أبدى) رغبته و(استعداده) غير الـ(محدود) لـ(تقديم) المساعدات الممكنة لأي عمل (مُعارض) يمكن أن (يُطيح) بالنظام، مُؤكِّداً إمكانية الاستفادة ممن وصفهم بـ(عناصره) الـ(نافذة) التي ما يزال يحتفظ بها، و(سُطْوَته) و(قُدرته) على تحريكها (وقت ما يشاء)!
لا أدري لماذا (تذكَّرتُ) قصة القوم الذين خرجوا لصيدٍ، ووجدوا (ضبعةً) فطاردوها حتَّى لجأت لـ(خباء) أعرابي فأجارها، وصار يُطعمها ويُسقيها، وبينما هو نائم ذات يوم (وثبَتْ) عليه و(بقرت) بطنه وهربت، فجاءه قومه ووجدوه يحتضر (مُنشداً) لأبيات شعرٍ (بليغة):

ومن يصنع المعروف مع غير أهله يُلاقي كما لاقى مُجير أم عامر
أعدَّ لها لمَّا استجارَتْ ببيته أحاليب ألبان اللقاح الدوائر
وأسْمَنَها حتَّى إذا ما تمكَّنت فرته بأنيابٍ لها وأظافر
فقُلْ لذوي المعروف هذا جزاءُ من يجودُ بمعروفٍ على غير شاكر
ولعلَّ بيت الشعر الشهير:

إذا كانت الطباعُ طباعُ سوءٍ فلا أدَبَ يفيدُ ولا أديبُ
وسبحان الله في (خيانة) و(غَدْر) هؤلاء! فصلاح قوش هذا، هو نفسه من مارس أبشع صور التجاوُز في حق الله عزَّ وجل الذي رفع رايته في إطار هذه الجماعة الـ(مُتأسلمة)، ثم في حق خلق الله (بغض النظر عن عقائدهم ودياناتهم) حمايةً لذات الجماعة! ما من فعلٍ مشينٍ واجراميٍ إلا وارتكبه، ووصلت حدَّ الـ(قتل) بغير ما أمر الله به! وضحاياه ما يزالون يُعانون آثار أفعاله الإجرامية التي نسأل الله أن نراها فيه وفي من معه وأيده و(رأسه) في الدنيا قبل الآخرة إنه قريبٌ مجيبُ الدعوات! صلاح قوش جمع أموالاً مشبوهة مُقابل حياة وأعراض وأموال الناس، ويُدير شركاتٍ ضخمة داخل وخارج السودان تحت سمع وبصر الجماعة الإجرامية الـ(مُتأسلمة)، ويسعى بكل ما أوتي من وسائل وطرق لتضخيم وتوسعة هذه الـ(ثروة) المشبوهة، يعمل الآن على الإطاحة بمن (رعوه) و(كبَروه) و(ضخَّموه)! وهو أيضاً (سلوك) و(تربية) و(نهج) ليس غريباً عن جماعة الـ(مُتأسلمين)! حيث الـ(خيانة) والـ(غَدْرْ)، فالغاية عندهم (تُبرر) الـ(وسيلة)، وغايتهم المزيد من الـ(فساد) والـ(إفساد)!

إنَّ الـ(مُتأسلمين) أو الـ(إسلامويين)، عبارة عن كتلة مُتوارثة من الـ(خيانة) والـ(غَدْرْ) حتَّى مع بعضهم البعض، فما بالكم بالآخرين، ولقد استعرضنا النذر النذير من صور خيانتهم وغدرهم، ومن لطائف الله أنها كانت في ما بينهم! لكأن المولى جلَّ يريد (بلطفه) و(حكمته) فضحهم و(تعريتهم) لكي لا يكون لهم حُجَّة، ومع هذا سنجد من ضمنهم من سينبري دفاعاً عنهم، رغم تقاطعه ما يفعلونه مع كل الشرائع والقوانين والأخلاق والقيم والمُثل، فهم يجمعون صفة ذميمة أخرى بجانب صفتي الـ(خيانة) والـ(غَدْرْ)، إذ ينفردون أيضاً بـ(عدم) الـ(حياء) من الخالق والمخلوق! وهو ديدن الـ(مُتأسلمين) ليس فقط في السودان، وإنَّما في كل بقاع العالم، فحيث ما (وُجدوا) هذا نهجهم! ولكم في مصر واليمن والجزائر وتونس وأفغانستان وغيرها دروسٌ و(عِبَرْ)، ومع مرور الزمان ستكتشفون المزيد من حقائق و(سلوك) و(نهج) و(ديدن) أولئك الـ(مُتأسلمين)، والتي تُعدُّ الـ(خيانة) والـ(غَدْرْ) أقلها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “إن الإخوان المسلمين في السودان … من حيث ترعرعوا في الديمقراطية وانقلبوا عليها …مثل بيضة الثعبان التي حضنتها حمامة فلما فقست افترست الحمامة”
    هذا كلام كتبه خالد المبارك … أيام كان حقا خالد المبارك.

  2. نسيت موسى بتاع الجنجويد وغازى برضواسلامى والكوده برضو من الجماعه ولاشنو اى زول شارك فى الحكومه دى او كزب لو كان ابوى برضويتحاكم ومانسق فيهو 00وشكرا ياجماعه مالقيتو لى قعونجه

  3. شكراً دكتور فيصل على هذا المقال الرائع
    أعتقد أنه من الضروري جمع كل هذه المواضيع والوثائق ونشرها على مستوى العالم أجمع ( لا أدري ما هي أخبار قناة المعارضة)، فالعالم اليوم يمكن أن يقف الى جانبك في حال ابراز الوثائق والأدلة لفضح هذا النظام البائس.
    لك التحية دكتور فيصل

  4. most of them now are involved in moral crimes they have special passion for debauchery they re not trusted at all for young girls to work under them

  5. الثورة قامت

    والكتمه قرررربت

    اي مجرم داير يتوب ويقيف مع الثورة من اسع ينضاف للثورة قبل ما تكتم لان بعدين مافي فرصة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..