حركة كلنا صلاح السنهوري : الذكرى السنوية الأولى لإنتفاضة سبتمبر المجيدة

الى شعب #السودان العظيم في

الذكرى السنوية الاولى لإنتفاضة سبتمبر المجيدة

عندما خرج ابناء الشعب السوداني في سبتمبر / ايلول الماضي لم يكونوا مسلحين بل كانوا مدنيين يطالبون بحقوقهم الاساسية كبشر و بحريتهم التي كفلها لهم الاعلان العالمي لحقوق الانسان و من يقتلون باسمه ايضا ، الله. و الذي ندعوه ان يبارك كل من ضحى بحياته من اجل شعب السودان. نشهد هذه الأيام الذكرى السنوية الاولى لإنتفاضة سبتمبر الماضي (٢٠١٣) عندما ارتفعت مطالب الشعب من ايجاد حلول لغلاء المعيشة الى المطالبة برحيل النظام الممثل في الحكومة الحالية و راح ضحية ذلك المطلب اكثر من ٢٠٠ شخص حسب احصاءات الناشطين حيث تمثل الاحتجاجات اكبر خطر على نظام المؤتمر الوطني الذي يرأسه عمر البشير المتهم بجرائم حرب ضد شعبه.
منذ قدوم المؤتمر الوطني الى سدة الحكم تحت مسمى الجبهة الاسلامية الوطنية و هو يستخدم شتى الاساليب لإخضاع الشعب السوداني من اجل البقاء في السلطة و استنفاد موارد البلد و قد قام في سبيل ذلك بتأجيج الصراعات حتى بين قبائل السودان في المنطقة الواحدة معتمدا في ذلك على استمالة العاطفة الدينية و العرقية و قد فشلت مساعيه في جنوب السودان و التي استمر نضالها ضد حكومات المركز منذ حين (1955-2005) وما زال يمارس اساليبه الخسيسة في كردفان و دارفور و النيل الازرق و من هنا تنبع اهمية سبتمبر اذ انها اول تهديد سلمي حقيقي لسلطة البشير و قد سبقها دخول قوات العدل و المساواة الى ام درمان (مايو/ ايار 2008) الا انه كان تمردا مسلحا و استمر التهديد لساعات قليلة ولا شك ان التاريخ المشرب بالنزاعات المسلحة قد جعل من الحكومة السودانية الحالية مجرد وحش قاتل بمارس ضد شعبه افظع انتهاكات حقوق الإنسان وكأنه يتعامل مع جيوش مسلحة و قد حازت انتفاضة سبتمبر و ما تم فيها من انتهاكات على اضواء الاعلام بيد ان كثير من الانتهاكات تمارس في مناطق الهامش ضد الابرياء و المدنيين.
انه من الجلي ان نظام البشير قد ارهقته الاقنعة المتناقضة التي يحتاج لإرتدائها دائما فتارة يظهر النظام كنظام اسلامي و اخرى يتسول مودة المجتمع الدولي عبر الالتزام بالمواثيق الدولية و لكنه فشل مرارا و تكرارا في اقناع العالم ففي فبراير / شباط الماضي ذكر خبير الامم المتحدة لحقوق الإنسان بالسودان بروفيسور مسعود بدرين ان الحكومة السودانية تماطل بخصوص تقديم ملفها عن احداث سبتمبر التي حدثت فيها جملة من الانتهاكات ضد المتظاهرين من قتل و اعتقالات و كانت قد وعدت بالتحقيق فيها , و على نفس الصعيد ابدت بعثة الاتحاد الاوروبي قلقها في اخر بيان صدر منها في يوليو الماضي على لسان رئيس البعثة و سفير دولة النرويج حيث حث الحكومة على الالتزام بحقوق الانسان و الافراج عن جميع المعتقلين و لحقت بها الشبكة الليبرالية الافريقية في نفس الشهر على لسان رئيسها اوليفر كاميتاتو بإدانتها للإعتقالات في السودان و تهديدها النظام بالتصعيد في حال استمراره على نفس المنوال.
اليوم و نحن في الذكرى السنوية الاولى نشهد تكرر الاعتقالات التحفظية حيث تم اعتقال اكثر من 40 ناشط و ناشطة خلال ال48 ساعة الماضية و كانت قد اندلعت مظاهرات استمرت ليوم كامل بحي الديم وسط العاصمة الخرطوم الاسبوع الماضي ومن المتوقع ان تزيد وتيرة الاعتقالات في اليومين القادمة و عبر التجربة السابقة ازداد اليقين ان الانتفاضة الشعبية السلمية في السودان لا يمكن ان تنجح بدون الدور الاعلامي الهام فالحكومة السودانية قد وصل بها الجبن لدرجة قطع خدمة الانترنت عن السودانيين و وضعهم في عزلة اعلامية يمارسون عبرها كافة اشكال الظلم ضد الشعب السوداني الصامد و الكرة الان في ملعب كافة منظمات حقوق الانسان المحلية و العالمية و الاجهزة الاعلامية و الحقوقيين و الناشطين فنحن نناشدهم ليقفوا موقف بطولة لحماية الشعب السوداني و لمساعدته في اسقاط هذا النظام الظالم.

دام نضال الشعب السوداني و المجد للشهداء

25/سبتمبر , ايلول /2014
حركة كلنا صلاح السنهوري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..