المعاقون يوجِّهون رسالة للإعلام المحلي ….. لاتعطونا أكثر من حقنا .. ولاتنسونا!!

الخرطوم ـ نادية محمد علي
في وقت يشهد فيه المجتمع تزايد حالات الإعاقة بكل أنواعها (الحركية ـ الذهنية ـ الصمم ـ الإعاقة البصرية)، نظَّمت (أبرار) لمعاقي الحرب والجرحى منتدى إعلامياً الأسبوع الماضي بحضور عدد كبير من المعاقين العاملين في مجالات الإعلام المختلفة وذلك للحوار حول الصورة النمطية لنماذج الإعاقة المُقدَّمة في الإعلام المحلي. وقدَّم ناصر النوراني وهو من أسرة الشيخ (الضرير) المعروفة في أم درمان وهو كفيف تجربته في العمل العام بدولة دبي في مجال الإعلام الأمني، ولخَّص أنماط الإعلام العاجز عن ملاحقة القضايا الحقيقة للمُعاقين وانصرافه إلى تمجيد إنجازاتهم الفردية وتضخيمها وعدم إلمام المتناولين لقضايا الإعاقة بالخبرة الكافية في المجال. وطالب بمشاركة المعاقين المؤهلين في إعداد وإخراج البرامج إضافة لإشراكهم كغيرهم في الخارطة البرامجية لعكس مشاكل الإعاقة بجرعات دائمة وروتينية. وتحدث رئيس تحرير مجلة (أجنحة الأمل) عن وجود المعاق (المحبوس) في المنزل ولاينال أدنى حقوقه، ووجوب تحرُّك المسؤولين حتى يحصل على حقوقه الأساسية فيما اعتبر النوراني أن تقديم المعاقين لبرامجهم يُكرِّس للعُزلة وانفصال المعاق عن مجتمعه. وطالبت (نرجس) التي تعاني ابنتها من إعاقة ذهنية بضرورة التعريف بأنواع الإعاقات ودمج الطفل المعاق في مرحلة الأساس. وسَخِرت رحاب مصطفى من النموذج الدائم للمعاق في الإعلام وهو (المتفوِّق والعبقري) بصورة تعكس أن الإرادة هي العامل الأوحد للتفوُّق فيما الواقع يعكس معاناة المعاق في الحياة والتعليم والعمل بدليل صمت الإعلام القومي تحديداً عن مشكلة توظيف المعاقين بنص القانون، وإسقاط حق التوظيف من قِبل لجنة الاختيار. وطالبت بتقديم نماذج واقعية لمعاناة المعاق وتقديم برامج للتدريب والتأهيل، ووجَّهت رسالتها للإعلاميين قائلة (لاتعطونا أكثر من حقنا ولاتنسونا).
المعاقون أجمعوا على ضرورة تعميم لغة الإشارة التي تقتصر حالياً على (الأخبار ـ صلاة الجمعة) والاتجاه إلى تغيير الصورة النمطية للمعاق بطرح رؤى ومقترحات من قِبل المعاقين أنفسهم.

الاهرام اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..