أخبار السودان

المشهد خارج الفندق

عندما كان المستثمرون(المستهبلون)منشغلين بالولائم الفاخرة والباربكيو وما أدراك ما الباربكيو،في ذاك الفندق الفاخر،ومن حولهم السدنة يبتسمون ويقهقهون ويهندسون ورق الإتفاقيات التي ستوقع لأجل تمويل سدود الشمالية،والعمولات الكبيرة التي سيحصلون عليها بالريال السعودي وليس الجنيه السوداني،كان المشهد خارج الفندق يحكي قصة المقاومة الباسلة لأهالي مناطق دال وكجبار،الذين تجمهروا،ورفعوا اللافتات،وهتفوا ضد السدود المشبوهة،وأعلنوا أن تلك المخططات لن تري النور إلا علي جثثهم.
ولأن الحراك الجماهيري يخيف الحكومة الفاسدة،والتي كان كل همها ألا ينتبه من بداخل الفندق إلي ما يجري خارجه،فلقد واجهت المدرعات والمجنزرات،ومن فوقها العسكر المدججين بالسلاح،المتظاهرين العزل،الذين لا يحملون سلاحاً غير إيمانهم بقضيتهم العادلة،فكانت معركة غير متكافئة،أسفرت عن جروح وإصابات وإعتقالات.
ومن قبل ذلك قتل شبان في عمر الزهور،بدم بارد،وهم يناضلون ضد هذه السدود الملعونة فحصدهم رصاص الغدر،ولا زال القتلة يسرحون ويمرحون.
وقبل نهاية يوم الولائم،التي تدفع من مال الشعب السوداني،كانت رئاسة الجمهورية تؤكد على أنها ستحمي الإستثمارات ،اما هذه الإستثمارات التي يراد إغراق الناس لأجلها،فلا نري لها أثراً في الموازنة العامة،ولا في حساب الاستثمار المباشر ببنك السودان،ولا يعرف الجهاز المركزي للإحصاء كم أضافت هذه الإستثمارات للناتج المحلي الأجنبي.
باسم هذه الإستثمارات،والتي من خلفها عمولات،رهنت صادرات السودان من اللحوم في وقت سابق للأمير وما أدراك ما الأمير،وتم تصدير إناث الضأن(النعاج)،ورضي السدنة بالقروض السلعية والفوائد العالية في إطار تمويل سد مروي،واستفادت الرأسمالية الطفيلية،من بيع السلع المنتهية الصلاحية بأسعار عالية،فحصلت علي فوائد كبيرة.
لا تقام السدود في الشمالية لأجل الكهرباء،فالمناصير حتى الآن في ظلام دامس،وهم الذين أغرقهم سد مروي،ولكنها تقام من أجل توفير البيئة المثالية للطفيلية المحلية والأجنبية،التي ترغب في الإستيطان هنالك،حيث البحيرات الجديدة،والأراضي الخصبة،والمنتوجات لا لفائدة الشعب السوداني ولا أهالي المنطقة لكنها للتصدير،فغذاء الجمال،والماعز في الخليج والسعودية،أهم من غذاء الإنسان السوداني،وأهم من القري والنخيل والحضارة التي ستندثر جراء السدود.
تظن الحكومة أن أمنها وجيشها ومليشياتها قادرة علي فرض الأمر الواقع علي جموع الشعب السوداني،وتبطرها تلك القرارات المتعسفة بزيادة أسعار السلع،وتعجبها التقارير(المضروبة)حول الأمن المستتب،فيقول سدنتها أنهم سيحكمون السودان إلي 50 عاماً قادمة،فيرد عليهم الناس(50 سنة سجن في كوبر).
المعادلة الثورية تقول،كلما خرجت مظاهرة في مكان،كلما كان رد فعلها مظاهرات في أمكنة أخري،وكلما قمعت الإحتجاجات الجماهيرية،كان الدافع اكبر لاحتجاجات قادمة أكثر تنظيماً،والقضايا المطلبية،تتحول في سياق النضال تتحول لقضايا سياسية،وهكذا فالناس بالشمالية ليسوا وحدهم في صراعهم مع النظام،ففي كل منطقة صارت الحكومة عدوة المواطن،وبمقياس الأغلبية والأقلية،فالحكومة تنهزم في نهاية المطاف،وتوازن القوي المستقبلي في صالح الشعوب،وعندها يذهب الزبد جفاء (والخبوب)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الادرن على ضهرو الخبوب والطين ما بياكل الضعيف وما بسولب المسكين (الرجاله على المساكين بس لاكين الزمن دوار والمساكين بقو عندهم اهل والانتقام بالشوال والله

  2. مقالك في الصميم و الله وحشتنا يا استاذ كمال و وحشتنا كتاباتك الثوريه و ليكم يوم يا اولاد الهرمه ليكم يوم

  3. الادرن على ضهرو الخبوب والطين ما بياكل الضعيف وما بسولب المسكين (الرجاله على المساكين بس لاكين الزمن دوار والمساكين بقو عندهم اهل والانتقام بالشوال والله

  4. مقالك في الصميم و الله وحشتنا يا استاذ كمال و وحشتنا كتاباتك الثوريه و ليكم يوم يا اولاد الهرمه ليكم يوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..