ظهور “زبير باشا” جديد في ليبيا يبيع ويشتري سـودانيين بالجملة والقطاعي !!

١-
مقدمة:
****
(أ)-
***- قبل ايام قليلة مضت – تحديدآ في يوم الاثنين ٢٢ فبراير الحالي ٢٠١٦-، نشرت العديد من الصحف المحلية، ايضآ كثير من المواقع التي تهتم بالشأن السوداني خبر غريب مثير للغاية سحب البساط من تحت كل الاخبار الاخري، وجاء الخبر تحت عنوان:(شبكة تبيع السودانيين رقيقاً في ليبيا)!!
(ب)-
جاء في سياق الخبر:
(فجر شاهد الاتهام الأول في قضية محاكمة أكبر شبكة تعمل في الاتجار بالبشر في البلاد، معلومات مثيرة في القضية. وكشف أمس عند الإدلاء بشهادته أمام المحكمة، عن أن أحد ضحايا الشبكة قال إن المتهمين خدعوه بأنهم يريدون تسفيره للشمالية للعمل كسائق في مناجم الذهب، ولكنه تفاجأ بأنهم قاموا بتسفيره لليبيا وبيعه و«40» شخصاً آخرين لليبيين مقابل مبالغ مالية ضخمة، وأفاد بأنهم عندما رفضوا الركوب مع الليبيين أشهروا السلاح في وجوههم مما اضطرهم للاستسلام، وأوضح أن أحد الليبيين قال لهم «نحن اشتريناكم بي قروشنا»، وأكد الشاهد إصابته بمرض الدرن بسبب الجوع والمعاملة القاسية من قبل الليبيين التي استمرت «5» أشهر إلى أن تم تهريبه بعد تدهور حالته الصحية، مشيراً إلى أنه شاهد بعينه تصفية «3» سودانيين من قبل صاحب المنجم الذي كان يعمل به، وأنه شاهد مقبرة بها «25» قبراً لسودانيين تمت تصفيتهم. وأوضح أنهم يذهبون لجلب الحطب للوقود من مناطق مجاورة للمناجم مليئة بالألغام، وكثيراً ما يصاب أحد العمال بها، مبيناً وجود طفلين سودانيين أحدهما يدعى محمد، والآخر بكري وقعا ضحية لشبكة الاتجار بالبشر، ويعملان بمناجم الذهب الليبية، لافتاً إلى وجود «3000» سوداني يعملون بمنطقة ربيانة الليبية، جميعهم وقعوا ضحايا لتلك الشبكات).

(ج)-
***- لم يمر هذا الخبر المحبط الذي جلب التعاسة للملايين مرور الكرام علي كثير من القراء الذين علقوا عليه بمرارة شديدة متحسرين علي ما الت اليها الاحوال في السودان، ومما زاد من اوجاع السودانيين ان لا احد من كبار السياسيين في السلطة الحاكمة علق علي الخبر حتي الان رغم مرور خمسة ايام علي نشره!!..سكت الناطق الرسمي للحكومة عن التعليق!!..لم تعلق وزارة الخارجية سلبآ او ايجاب علي الخبر!!..صمتت ايضآ سفارة السودان في طرابلس كانما الامر لا يعنيها، وان من تم بيعهم وشراءهم هم ليسوا من رعاياها!!…كنت اتوقع ان يقوم نائب من نواب مجلس “بدرية سليمان” بطلب عاجل لرئيسة المجلس يطلب فيها استدعاء وزير الداخلية حول كيفية خروج هؤلاء السودانيين من بلدهم الي ليبيا!!.. كنت اتوقع ان يكون هناك نفي للخبر من اي جهة رسمية ولكن خابت كل الظنون واصبح الحال ينطبق عليه المثل المعروف:( إِن السكوتَ يعقبُ السلامةْ.. فرب قولٍ يورثُ الندامهْ)…

الـمدخل الاول:
**********
(أ)-
***- ان خبر الشبكة التي باعت السودانيين في ليبيا ليس بالجديد ، ففي عام ١٩٩٧ نددت الحكومة الامريكية بشدة استخدام الاطفال الصغار في مباريات (سباق الهـجن) اللعبة الشعبية والمحبوبة عند المواطنين في دولة الامارات العربية، الذين كانوا اغلبهم اطفال من السودان دون الثانية عشر من اعمارهم من السودان ، وازاء الهجوم الامريكي الضاري علي اللعبة الشعبية الاماراتية اضطرت الدولة الي الاستغناء عن الاطفال وتم استخدام (روبوت الكتروني) علي ظهور الجمال بدل الاطفال.
(ب)-
***- في سنوات التسعينات تفجرت في الخرطوم بشدة فضيحة خروج اطفال من مطار الخرطوم الي دولة الامارات بواسطة سماسرة يعملون في (تجارة الاطفال) وبيعهم لشركات اماراتية تنظم (سباقات الهجن)، حاولت وقتها وزارة ان تنفي صلتها بخروج الاطفال الي دولة الامارات العربية، وزعمت ان الاطفال قد خرجوا بصورة رسمية بصحبة اولياء امورهم!! ولكن الوزارة لم تستطع اسكات الصحافة العربية (في ظل سكوت الصحف المحلية) عن نشر كل الحقائق المؤلمة عن موت عشرات الاطفال السودانيين بسبب سقوطهم من علي ظهور الجمال.

(ج)-
***- شنت الصحف العربية هجومآ شديدآ علي سفارة السودان في ابوظبي علي سكوتها المزري المخجل، واستغربت هذة الصحف علي
عدم اهتمام الدبلوماسيين في السفارة بمصرع الاطفال الذين ماتوا في مباريات (سباق الهجن) وهم من رعاياها!!…قامت حكومة الامارات بدفع مبالغ كبيرة لاسر الاطفال الضحايا…وكالعادة لم تصل اموال التعويضات حتي اليوم الي الاسر المكلومة في اولادها!!

الـمدخل الثاني:
**********
(أ)-
***- ان موضوع (تجارة البشر) في السودان لم تعد من المواضيع الهامة في اجندة الحكومة، او تحتل اهتمام احد من كبار المسؤولين في (حزب المؤتمر الوطني)، خصوصآ بعد ان صرح البشير واعترف صراحة “استحالة محاربة تجارة البشر في السودان”!!
(ب)-
***- وجود اسواق في كسلا والقضارف لبيع وشراء البشر اصبح لا يقلق بال احد في الحكومة المركزية او الولائية!!، بل هناك من مسؤولين في السلطة اكدوا ان والي كسلا ومعه والي القضارف لا يستطيعان رغم ما عندهما من سلطات امنية وقوة عسكرية محاربة “مافيـآ تجارة البشر”!!
(ج)-
***- خرجت الاخبار من القضارف قبل شهور، ان عمليات اختطاف المواطنين السودانيين والارتريين من قبل “مافيـآ تجارة البشر” وارسالهم الي بدو عرب سيناء قد فاقت كل حدود المعقول، الامر الذي جعل الحكومة الامريكية تدخل في الموضوع ولفتت انظار المسؤولين في الخرطوم الي خطورة الوضع الانساني هناك، ولكن لا حياة لمن تنادي فالخرطوم بما عندها من قوات مسلحة وجهاز امن….لا تستطيع الوقوف امام هذه”المـافيآ” التي احتكرت “تجارة البشر” وعندها هي ايضآ قوة عسكرية اقوي مما عند حميدتي!!
(د)-
***- ذكر سكان بعض القرى الحدودية أنهم يجدون أحياناً جثثاً في العراء منزوعة الإحشاءات، كما ألقت السلطات قبل فترة القبض على حاويات مبردة تحمل أعضاء بشرية مجمدة في طريقها للتهريب خارج السودان، مما يعني أن تجارة الأعضاء البشرية للآجئين تبدأ من السودان قبل الحدود بين مصر واسرائيل وصحراء سيناء حيث يتم قتل اللآجئين لتباع أعضائهم. مهما كان عدد اللآجئين القادمين للسودان فإنهم أكبر من إمكانات السودان ويشكّلون عبئاً اضافياً على الموارد الطبيعية والخدمات الشحيحة في الإقليم الشرقي وتقف الأمم المتحدة مكتوفة اليدين دون أن تتدخل بالرغم من أنها هي المسؤولة عن اللآجئين، نقول هذا ولكن لدينا واجب إنساني نحو هؤلاء اللآجئين لحمايتهم وتقديم ما نستطيع تقديمه لهم من مساعدات، فهم بشر مثلنا وإخوان وجيران لنا وقد أوصى جبريل الرسول (ص) بالجار حتى ظنّ أنه سيورثه.
(هـ)-
***- إن اللآجئين الذين يصلون للسودان يواجهون مصيراً أسوداً فمن يفلت منهم من عصابات تهريب البشر وابتزازها يغرق في نهر عطبره أو البحر المتوسط أو يقتل على حدود مصر واسرائيل. كل هذا يحدث ومنظمات الأمم المتحدة تقف كما ذكرنا مكتوفة اليدين لا تتدخل وإن تدخلت كان ذلك بعد فوات الأوان ومن تجربتنا في مراقبة عمل الأمم المتحدة أن النافذين فيها يمدون أجل النزاعات والمشاكل حتى يؤمنوا وظائفهم لفترة أطول، والصحراء الغربية أكبر مثال لما نقول.

الـمدخل الثـالث:
**********
(أ)-
***- بعد ان قامت القوات المسلحة المصرية بتكثيف شديد في صحراء سيناء بعد الهجمات التي قامت بها قوات (داعش) علي الجيش، اصبح امر ارسال مخطوفين الي عرب سيناء محفوف بالمخاطر الشديدة، عندها اضطرت (المافيآ) الي تغيير اسواقها من سيناء الي ليبيا!!
(ب)-
***- الشي المؤسف في موضوع (تجارة البشر) ان الحكومة المركزية الحالية وما قبلها من حكومات اخري تعرف تمامآ كل صغيرة وكبيرة عن ما يدور في كسلا والقضارف وسيناء وليبيا!!، انها تعرف بدقة كيف خرجت هذه (السلع!!) البشرية من السودان حتي دول الجوار!!..من باع؟!!..ومن اشتري؟!!..من قاموا بنقلهم بالعربات من كسلا حتي داخل ليبيا!!

الـمدخل الـرابع:
**********
(أ)-
***- الصحف المحلية في ظل الرقابة الدائمة عليها لا تستطيع اطلاقآ نشر الحقائق عن “تجارة البشر”، الصحفيون يملكون معلومات كثيرة عن ما يدور في مناطق بيع وشراء البشر، لكنهم ممنوعين منعآ باتآ التطرق الي كشف ماعندهم علنآ في الصحف!!…قد يسمح للصحف المحلية بنشر خبر اختطاف وبيع شخص..اذا كان شخصية دستورية!!
(ب)-
***- نسأل بمرارة شديدة:
(ماالهدف من اهمال موضوع تجارة البشر، ولا يحتل هذا الموضوع الشائك اي اهمية عند المسؤولين في الدولة؟!!)…

الـمدخل الاخيـر:
***********
ياتري، هل بسبب وجود “الزبير باشا” الجديد هناك في الدولة المجاورة يبيع ويشتري في السودانيين… يرفض البشير زيارة ليبيا؟!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ١-
    سودانيون للبيع!!
    ***********
    المصـدر: -الأهرام العربى-
    -‏28 سبتمبر، 2012‏-
    بقلم: اسامة عوض الله
    :—————–:
    ***- تشترى «عبداً سودانياً»؟ بـ150 ديناراً فقط!
    ***- سودانى للبيع يعمل نهاراً بلا أجر.وليلاً أضحوكة وتسلية لأطفالك لا يكل ولا يمل من العمل، ولن يكلفك شيئاً. فهو يعيش على فضلات طعامك!.
    ***- إذا كنت ترغب فعليك الذهاب إلى ليبيا لتختار ما تشاء من بينهم، وإذا حالفك الحظ يمكنك شراؤه من سوق العتبة فى القاهرة قبل أن يتم تسفيره خلسة بعيداً عن أعين الأمن فى القاهرة وطرابلس. انتهز الفرصة واشتر عبداً بـ«تراب الفلوس» قبل أن يشتريه غيرك من أوروبا وإسرائيل.

    ***- «الأهرام العربى» تنشر تفاصيل سوق العبيد بين مدينتى طرابلس والقاهرة بميدان العتبة، حيث عصابات مسلحة تبيع السودانيين فى سوق العبيد فى رحلة المجهول التى تبدأ باحتجازهم واعتقالهم، ثم تعذيبهم، وتقف وراء ذلك شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة تهريب السودانيين إلى العتبة ومنها إلى ليبيا، ثم إلى إسرائيل وأوروبا، هذه العصابات تبيع الفرد السودانى بـ150 ديناراً ليبياً، ولا أجرة له ويعمل مجاناً ويتسلى به الأطفال.

    ***- قبل أن تقرأوا هذه السطور احبسوا أنفاسكم واستعدوا لرحلة طويلة مليئة بالأهوال والمفاجآت، التى لا يصدقها عقل، فهى تعود بنا إلى عصر «الرقيق» الذى يباع فيه الإنسان ويشترى بالمال.

    ***- تعالوا نتعرف على التفاصيل.عدت للسودان بعد رحلة عمل للشقيقة مصر استغرقت حوالى الأسبوعين، حيث ذهبت للقاهرة فى الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم وعدت منها فى سادس أيام عيد الفطر المبارك يوم الجمعة المنصرم، وقد غيرت مسار عودتى من الطيران إلى الباخرة عن طريق ميناء السد العالى بمدينة أسوان المصرية على مدينة حلفا السودانية، وذلك من أجل استجلاء الحقائق من مئات الشباب السودانيين العائدين هرباً من جحيم العصابات الليبية المسلحة التى انتشرت فى ليبيا عقب الثورة وسقوط الطاغية القذافى. رافقت هؤلاء الشباب فى الباخرة سيناء فى رحلة استغرقت حوالى 18 ساعة من أسوان إلى حلفا فى طريق عودتهم للوطن، جلست إليهم وحكوا لى قصصهم والمآسى التى تعرضوا لها والجحيم الذى واجهوه فى ليبيا التى سافروا إليها عن طريق شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة البشر بنقلهم إلى إسرائيل شرقاً وليبيا غرباً وأوروبا شمالاً، هذه الشبكات مقرها السوق العربى بمدينة الخرطوم بالسودان، والعتبة بالقاهرة بلوكانداتها العتيقة والخربة بالقاهرة.

    ***- وكشف مئات السودانيين ـ غالبيتهم من الشباب ـ العائدين من ليبيا التي لم يمكثوا بها كثيراً لكنهم عانوا فيها معاناة دهور، لـ(الأهرام العربي) مآسي وأهوالاً تعرضوا لها في ليبيا التي قصدوها بعد الثورة التي أطاحت بالقذافى واستبشروا بها خيراً، ليجدوا أنفسهم قد وقعوا فى براثن الرق والعبودية .هؤلاء العائدون ـ فضلوا حجب أسمائهم ورفضوا تصويرهم خوفاً على حياتهم على حد تعبيرهم ـ قالوا لـ(الأهرام العربي) إنهم انخدعوا في الأحلام التي حملها لهم عدد من السودانيين السماسرة بالسوق العربي بالخرطوم لا سيما في إحدى العمارات الشهيرة بالخرطوم، واسمها (عمارة السلام) الذين صوروا لهم العمل في ليبيا بالجنة، ونتيجة لذلك دفعوا 5 آلاف من الجنيهات السودانية، وهي تساوي قرابة الألف دولار أمريكي (الدولار يساوي 5.5 جنيه سوداني)ـ هي كل تحويشةالعمر ـ لهؤلاء السماسرة الذين يدعون أن لهم علاقة بوكالات السفر، حيث تم تسفيرهم براً إلى مدينة وادي حلفا ومنها بالباخرة إلى مدينة أسوان عاصمة جنوب الصعيد المصري ـ ومنها بالقطار إلى القاهرة وتحديداً منطقة العتبة والفنادق الشعبية القديمة أو بالأحرى اللوكاندات الموجودة بها، حيث توجد بداخل هذه الفنادق واللوكاندات المهترئة عصابات سودانية مصرية تعمل في تجارة البشر من السودان عبر القاهرة إلي إسرائيل شرقاً، وليبيا غرباً .

    ***- ويمضي المتحدثون لـ(الأهرام العربي): أنهم تم تسفيرهم من القاهرة إلى منطقة السلوم الحدودية بين مصر وليبيا ثم من هنالك يتم إدخالهم بالتهريب بعد منتصف الليل إلى داخل الحدود الليبية (منطقة إمساعد) بعد تخطيهم لمنطقة جبلية مزروعة بالألغام ـ سقط فيها العشرات من الضحايا من الشباب السوداني ـ كما يوجد حرس الحدود الليبيون الذين لا يتوانون لحظة عن إطلاق الرصاص على أي متسلل.

    ***- وبعد الوصول إلى داخل الأراضي الليبية، تبدأ الأهوال الحقيقية لهم بأن تعتقلهم مجموعة مدنية مسلحة من الليبيين ويتم إيداعهم داخل معتقلات في منازل ويتم ضربهم يومياً وتعذيبهم، وتعطى لهم فقط رغيفاً واحداً يومياً، والاعتقال يتم في حجرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ويحشر في جوفها أكثر من أربعين فرداُ.ويأتي مواطنون ليبيون للشخص الذي يعتقل هؤلاء السودانيين ويختار من بينهم من يروق له ليعمل عنده، حيث يتم عرض هؤلاء السودانيين فيتفحصهم الشخص الليبي ويتحسسهم ليختار من بينهم (في صورة كربونية لعصر الرق والعبيد حيث يباع البشر ويشترون كأي سلعة) وسعر الفرد السوداني لا يتجاوز المائة وخمسين ديناراً ليبياً.

    ***- وعند العمل لا يعطى هذا السوداني أي مبلغ أجرة نظير عمله (أي يعمل مجاناً) وبعد انتهائه من العمل في نهاية اليوم عند مغيب الشمس يجبر السوداني على القيام بعمل آخر وهو التسلية والترفيه عن أطفال صاحب العمل، حيث يتجمع حوله الأطفال يتقاذفونه ويضربونه ويتناوبون في ضربه ويسخرون منه وينادونه بالعبدوهم يضحكون ويلهون. ونتيجة لذلك كله استطاع هؤلاء العائدون الفرار والهروب راجلين عبر الجبال وحقول الألغام في رحلة تسلل عكسية إلى داخل مصر.

    ***- وفي داخل الباخرة العائدة من أسوان إلى مدينة وادي حلفا في ثالث أيام عيد الفطر المنقضي، توفى أحد هؤلاء العائدين قبل ساعات من وصول الباخرة إلى حلفا، لكن تم التكتم على خبر وفاته الذي لم يعلم به إلا قلة قليلة للغاية ممن في الباخرة.وقد استجاب البعض من الشباب الذين كانوا في طريقهم للتسلل إلى ليبيا لنداءات إخوانهم العائدين الذين نصحوهم بعدم الذهاب إلى ليبيا، فعادوا أدراجهم من القاهرة إلى السودان عن طريق الباخرة من ميناء السد العالي بمدينة أسوان إلى مدينة وادي حلفا السودانية التي يستقلون منها الأتوبيس إلى الخرطوم في رحلة تمتد لنحو عشر ساعات. – وادى الذئاب قلت لأحدهم وهو شاب فى العشرين من عمره: لماذا يفعلون بكم ذلك؟ أجابني: لأن السلاح متوافر بكثرة في أياديهم. ولأن الأموال متوافرة كذلك بين أياديهم ثم الأهم والأخطر أنهم متأثرون للغاية بمسلسل (وادي الذئاب) التركي. إنهم يذكرون ذلك علانيةً ويتباهون به، فهم يتناولون حبوباً مخدرة (وكثيراً ما تجرعوها أمامنا)، هذه الحبوب اسمها (وادي الذئاب)، ويقودون عربات وسيارات اسمها (عربات مراد علم دار). بطل المسلسل التركى «وادى الذئاب» الذائع الصيت.

    ***- لا بد أن الكثيرين منكم يعرفون جيداً المسلسل التركي المدبلج ذائع الصيت (وادي الذئاب)، ذلك المسلسل الذي فاقت شهرته الآفاق وحظي بمشاهدة عالية وكبيرة، ومتابعة شديدة ودقيقة من عشرات الملايين من الشعوب العربية في مختلف الدول العربية من مشرقها حتى مغربها.وفي المغرب العربي وتحديداً في ليبيا ما بعد القذافي كان للمسلسل المذكور حضور كبير، وتأثير بالغ وطاغٍ.وتدور قصة المسلسل وبطله مراد علم دار، الذي أدى دوره ممثل تركي يدعى (محمد نجاتي شاشماز) الذي رفع هذا المسلسل من أسهمه كثيراً فأصبح اليوم على رأس قائمة نجوم الصف الأول في عالم السينما والتليفزيون بتركيا وغير حياته تماماً وأصبح الجميع في حياته الشخصية ينادونه بـ(بولات) ويعني «مراد» باللغة العربية ـ تدور قصة المسلسل الذى لم يشاهدوه أو يواظبوا على متابعة حلقاته وأجزائه الستة ـ كل جزء منه يحمل مائتي حلقة ـ حول (العالم السفلي) بتركيا، ومجلس الذئاب الذي يحكم هذا العالم في مكان موحش ومظلم بأطراف اسطنبول أكبر المدن التركية ـ تتم فيه أقذر عمليات المتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وعمليات غسيل الأموال بل والمتاجرة بالبشر.وفى ثلاثية قذرة (المخدرات، والسلاح، والمتاجرة بالبشر) استلهمت الشبكات والعصابات الليبية المسلحة المنفلتة سيناريو هذا المسلسل هضمته وأعادت إنتاجه ليس على شاشات الفضائيات وشركات الإنتاج الفني للمسلسلات والأفلام، إنما أعادت إنتاجه على أرض الواقع ونفذته بحرفية دقيقة وقساوة شديدة على السودانيين الذين ساقتهم أقدارهم عبر شبكات تهريب البشر ـ الناشطة في السوق العربي بالخرطوم ومنطقة العتبة الشهيرة بوسط العاصمة المصرية القاهرة التي يقودها أفراد سودانيين ومصريين، وتعمل على التهريب والمتاجرة بالبشر وتحديداً السودانيون ـ وبصورة خاصة الشباب منهم ـ من داخل السودان إلي مصر ومنها إلى إسرائيل شرقاً (سأعود إليها لاحقاً)، وليبيا غرباًمراد علمويمضي الشاب العشريني قائلاً لي: إنهم حينما يتناولون تلك الحبوب المخدرة (وادي الذئاب) ويقودون تلك السيارات (عربات مراد علم دار) يتوجهون لأقرب محل أو دكان يبيع الملابس العسكرية فيشتري كل واحد منهم الملابس العسكرية التي يريدها والمقاس الذي يناسبه ويشتري معه الرتبة العسكرية التي تروق له (هكذا تباع الرتب العسكرية في الدكاكين والمحلات كما يباع زيت طهو الطعام وأمواس الحلاقة وصابون الغسيل والحمام).

    ***- ويكمل الشاب الحكاية الغريبة المثيرة: وبعد أن يصبح مع كل واحد من هذه العصابة العربة السيارة مراد علم دار والملبس العسكري والرتبة التي اشتراها بعدة دنانير، مع تناوله لتلك الحبوب «بوادي الذئاب»، يتوجه مباشرة للتجوال في المناطق والطرقات والشوارع لاصطياد أي إنسان سوداني أو غير ليبي يوقعه حظه العاثر مصادفة بمرور هذه العصابات فيلقون القبض عليه على الفور ويضربونه ويعذبونه قبل أن يرسلوه لمعتقلاتهم وزنزاناتهم التي ينشئونها ليقوموا بعد ذلك لبيعه لمن يطلب عمال بمبلغ 150 دينار فقط للفرد السوداني.الثلاثية القذرة، قلت له كيف كان يتم الضرب، بأياديهم، بآلات، أم بماذا؟،يجيبني محدثي الشاب: بكله.

    ***- يضربوننا بأياديهم على قفانا وبأقدامهم وأرجلهم يركلوننا، وبالسياط وخراطيم المياه السميكة يجلدوننا في أي مكان في أجسادنا. صمت برهةً ثم قال لي: أتحدى من يقول إنه لم يضرب. كلنا، كلنا ضربونا، ضربونا (كررها هكذا مرتين) وعذبونا، ضربونا ضرب الإبل حتى صرخنا وكانوا يستمتعون ويستلذون ويتلذذون بصراخنا. صمت برهةً ثم نظر لي وقال: البعض يخجل من أن يقول إنهم ضربونا وأننا صرخنا، ولكنني أقولها بدون خجل وبلا مواربة حتى يصل صوتنا لكل الرأي العام ليس السوداني فحسب وإنما العالمي أيضاً.

    ٢-
    ***- والساقية لسه ولسه مـدورة!!

  2. يا استاذ البشير شغال فى الكبيرة يشيل ويودى عبيد سوادنة مرة اليمن ومرة البحرين ومرة سوريا اما شغل الكلاوى والكبد دا راكننو لى ناس الضو

  3. أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟ . عصابات في السوق العربي ؟؟؟!!!!! اين أجهزة الامن ؟؟؟!!!!! ولماذا يحدث كل هذا ؟؟؟!!!! الأولاد يدفعون لهذه العصابات الف دولار!!! كل تحويشة العمر !!!!ليذهبوا الى الجنة في ليبيا فيجدوا انفسهم قد اصبحوا عبيدا لمتعاطي مخدرات غلاظ القلوب ليس بهم رحمة . ما هو دور الحكومة اذا لم تحمي مواطنيها ؟ وما هي الفائدة من الحكومة اذا لم تقم بوظيفتها المنعية ? بحيث تمنع وقوع الجريمة قبل الشروع فيها ؟ هل الانسان السوداني اصبح رخيصا الى هذه الدرجة؟ . شخص عاطل عن العمل وعدوه بالجنة في ليبيا وكانت بداية هذه الجريمة من السوق العربي بالخرطوم . ان ما اخشاه ان تكون وراء هذه العصابات شخصيات نافذة .

  4. ١-
    سودانيون للبيع!!
    ***********
    المصـدر: -الأهرام العربى-
    -‏28 سبتمبر، 2012‏-
    بقلم: اسامة عوض الله
    :—————–:
    ***- تشترى «عبداً سودانياً»؟ بـ150 ديناراً فقط!
    ***- سودانى للبيع يعمل نهاراً بلا أجر.وليلاً أضحوكة وتسلية لأطفالك لا يكل ولا يمل من العمل، ولن يكلفك شيئاً. فهو يعيش على فضلات طعامك!.
    ***- إذا كنت ترغب فعليك الذهاب إلى ليبيا لتختار ما تشاء من بينهم، وإذا حالفك الحظ يمكنك شراؤه من سوق العتبة فى القاهرة قبل أن يتم تسفيره خلسة بعيداً عن أعين الأمن فى القاهرة وطرابلس. انتهز الفرصة واشتر عبداً بـ«تراب الفلوس» قبل أن يشتريه غيرك من أوروبا وإسرائيل.

    ***- «الأهرام العربى» تنشر تفاصيل سوق العبيد بين مدينتى طرابلس والقاهرة بميدان العتبة، حيث عصابات مسلحة تبيع السودانيين فى سوق العبيد فى رحلة المجهول التى تبدأ باحتجازهم واعتقالهم، ثم تعذيبهم، وتقف وراء ذلك شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة تهريب السودانيين إلى العتبة ومنها إلى ليبيا، ثم إلى إسرائيل وأوروبا، هذه العصابات تبيع الفرد السودانى بـ150 ديناراً ليبياً، ولا أجرة له ويعمل مجاناً ويتسلى به الأطفال.

    ***- قبل أن تقرأوا هذه السطور احبسوا أنفاسكم واستعدوا لرحلة طويلة مليئة بالأهوال والمفاجآت، التى لا يصدقها عقل، فهى تعود بنا إلى عصر «الرقيق» الذى يباع فيه الإنسان ويشترى بالمال.

    ***- تعالوا نتعرف على التفاصيل.عدت للسودان بعد رحلة عمل للشقيقة مصر استغرقت حوالى الأسبوعين، حيث ذهبت للقاهرة فى الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم وعدت منها فى سادس أيام عيد الفطر المبارك يوم الجمعة المنصرم، وقد غيرت مسار عودتى من الطيران إلى الباخرة عن طريق ميناء السد العالى بمدينة أسوان المصرية على مدينة حلفا السودانية، وذلك من أجل استجلاء الحقائق من مئات الشباب السودانيين العائدين هرباً من جحيم العصابات الليبية المسلحة التى انتشرت فى ليبيا عقب الثورة وسقوط الطاغية القذافى. رافقت هؤلاء الشباب فى الباخرة سيناء فى رحلة استغرقت حوالى 18 ساعة من أسوان إلى حلفا فى طريق عودتهم للوطن، جلست إليهم وحكوا لى قصصهم والمآسى التى تعرضوا لها والجحيم الذى واجهوه فى ليبيا التى سافروا إليها عن طريق شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة البشر بنقلهم إلى إسرائيل شرقاً وليبيا غرباً وأوروبا شمالاً، هذه الشبكات مقرها السوق العربى بمدينة الخرطوم بالسودان، والعتبة بالقاهرة بلوكانداتها العتيقة والخربة بالقاهرة.

    ***- وكشف مئات السودانيين ـ غالبيتهم من الشباب ـ العائدين من ليبيا التي لم يمكثوا بها كثيراً لكنهم عانوا فيها معاناة دهور، لـ(الأهرام العربي) مآسي وأهوالاً تعرضوا لها في ليبيا التي قصدوها بعد الثورة التي أطاحت بالقذافى واستبشروا بها خيراً، ليجدوا أنفسهم قد وقعوا فى براثن الرق والعبودية .هؤلاء العائدون ـ فضلوا حجب أسمائهم ورفضوا تصويرهم خوفاً على حياتهم على حد تعبيرهم ـ قالوا لـ(الأهرام العربي) إنهم انخدعوا في الأحلام التي حملها لهم عدد من السودانيين السماسرة بالسوق العربي بالخرطوم لا سيما في إحدى العمارات الشهيرة بالخرطوم، واسمها (عمارة السلام) الذين صوروا لهم العمل في ليبيا بالجنة، ونتيجة لذلك دفعوا 5 آلاف من الجنيهات السودانية، وهي تساوي قرابة الألف دولار أمريكي (الدولار يساوي 5.5 جنيه سوداني)ـ هي كل تحويشةالعمر ـ لهؤلاء السماسرة الذين يدعون أن لهم علاقة بوكالات السفر، حيث تم تسفيرهم براً إلى مدينة وادي حلفا ومنها بالباخرة إلى مدينة أسوان عاصمة جنوب الصعيد المصري ـ ومنها بالقطار إلى القاهرة وتحديداً منطقة العتبة والفنادق الشعبية القديمة أو بالأحرى اللوكاندات الموجودة بها، حيث توجد بداخل هذه الفنادق واللوكاندات المهترئة عصابات سودانية مصرية تعمل في تجارة البشر من السودان عبر القاهرة إلي إسرائيل شرقاً، وليبيا غرباً .

    ***- ويمضي المتحدثون لـ(الأهرام العربي): أنهم تم تسفيرهم من القاهرة إلى منطقة السلوم الحدودية بين مصر وليبيا ثم من هنالك يتم إدخالهم بالتهريب بعد منتصف الليل إلى داخل الحدود الليبية (منطقة إمساعد) بعد تخطيهم لمنطقة جبلية مزروعة بالألغام ـ سقط فيها العشرات من الضحايا من الشباب السوداني ـ كما يوجد حرس الحدود الليبيون الذين لا يتوانون لحظة عن إطلاق الرصاص على أي متسلل.

    ***- وبعد الوصول إلى داخل الأراضي الليبية، تبدأ الأهوال الحقيقية لهم بأن تعتقلهم مجموعة مدنية مسلحة من الليبيين ويتم إيداعهم داخل معتقلات في منازل ويتم ضربهم يومياً وتعذيبهم، وتعطى لهم فقط رغيفاً واحداً يومياً، والاعتقال يتم في حجرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ويحشر في جوفها أكثر من أربعين فرداُ.ويأتي مواطنون ليبيون للشخص الذي يعتقل هؤلاء السودانيين ويختار من بينهم من يروق له ليعمل عنده، حيث يتم عرض هؤلاء السودانيين فيتفحصهم الشخص الليبي ويتحسسهم ليختار من بينهم (في صورة كربونية لعصر الرق والعبيد حيث يباع البشر ويشترون كأي سلعة) وسعر الفرد السوداني لا يتجاوز المائة وخمسين ديناراً ليبياً.

    ***- وعند العمل لا يعطى هذا السوداني أي مبلغ أجرة نظير عمله (أي يعمل مجاناً) وبعد انتهائه من العمل في نهاية اليوم عند مغيب الشمس يجبر السوداني على القيام بعمل آخر وهو التسلية والترفيه عن أطفال صاحب العمل، حيث يتجمع حوله الأطفال يتقاذفونه ويضربونه ويتناوبون في ضربه ويسخرون منه وينادونه بالعبدوهم يضحكون ويلهون. ونتيجة لذلك كله استطاع هؤلاء العائدون الفرار والهروب راجلين عبر الجبال وحقول الألغام في رحلة تسلل عكسية إلى داخل مصر.

    ***- وفي داخل الباخرة العائدة من أسوان إلى مدينة وادي حلفا في ثالث أيام عيد الفطر المنقضي، توفى أحد هؤلاء العائدين قبل ساعات من وصول الباخرة إلى حلفا، لكن تم التكتم على خبر وفاته الذي لم يعلم به إلا قلة قليلة للغاية ممن في الباخرة.وقد استجاب البعض من الشباب الذين كانوا في طريقهم للتسلل إلى ليبيا لنداءات إخوانهم العائدين الذين نصحوهم بعدم الذهاب إلى ليبيا، فعادوا أدراجهم من القاهرة إلى السودان عن طريق الباخرة من ميناء السد العالي بمدينة أسوان إلى مدينة وادي حلفا السودانية التي يستقلون منها الأتوبيس إلى الخرطوم في رحلة تمتد لنحو عشر ساعات. – وادى الذئاب قلت لأحدهم وهو شاب فى العشرين من عمره: لماذا يفعلون بكم ذلك؟ أجابني: لأن السلاح متوافر بكثرة في أياديهم. ولأن الأموال متوافرة كذلك بين أياديهم ثم الأهم والأخطر أنهم متأثرون للغاية بمسلسل (وادي الذئاب) التركي. إنهم يذكرون ذلك علانيةً ويتباهون به، فهم يتناولون حبوباً مخدرة (وكثيراً ما تجرعوها أمامنا)، هذه الحبوب اسمها (وادي الذئاب)، ويقودون عربات وسيارات اسمها (عربات مراد علم دار). بطل المسلسل التركى «وادى الذئاب» الذائع الصيت.

    ***- لا بد أن الكثيرين منكم يعرفون جيداً المسلسل التركي المدبلج ذائع الصيت (وادي الذئاب)، ذلك المسلسل الذي فاقت شهرته الآفاق وحظي بمشاهدة عالية وكبيرة، ومتابعة شديدة ودقيقة من عشرات الملايين من الشعوب العربية في مختلف الدول العربية من مشرقها حتى مغربها.وفي المغرب العربي وتحديداً في ليبيا ما بعد القذافي كان للمسلسل المذكور حضور كبير، وتأثير بالغ وطاغٍ.وتدور قصة المسلسل وبطله مراد علم دار، الذي أدى دوره ممثل تركي يدعى (محمد نجاتي شاشماز) الذي رفع هذا المسلسل من أسهمه كثيراً فأصبح اليوم على رأس قائمة نجوم الصف الأول في عالم السينما والتليفزيون بتركيا وغير حياته تماماً وأصبح الجميع في حياته الشخصية ينادونه بـ(بولات) ويعني «مراد» باللغة العربية ـ تدور قصة المسلسل الذى لم يشاهدوه أو يواظبوا على متابعة حلقاته وأجزائه الستة ـ كل جزء منه يحمل مائتي حلقة ـ حول (العالم السفلي) بتركيا، ومجلس الذئاب الذي يحكم هذا العالم في مكان موحش ومظلم بأطراف اسطنبول أكبر المدن التركية ـ تتم فيه أقذر عمليات المتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وعمليات غسيل الأموال بل والمتاجرة بالبشر.وفى ثلاثية قذرة (المخدرات، والسلاح، والمتاجرة بالبشر) استلهمت الشبكات والعصابات الليبية المسلحة المنفلتة سيناريو هذا المسلسل هضمته وأعادت إنتاجه ليس على شاشات الفضائيات وشركات الإنتاج الفني للمسلسلات والأفلام، إنما أعادت إنتاجه على أرض الواقع ونفذته بحرفية دقيقة وقساوة شديدة على السودانيين الذين ساقتهم أقدارهم عبر شبكات تهريب البشر ـ الناشطة في السوق العربي بالخرطوم ومنطقة العتبة الشهيرة بوسط العاصمة المصرية القاهرة التي يقودها أفراد سودانيين ومصريين، وتعمل على التهريب والمتاجرة بالبشر وتحديداً السودانيون ـ وبصورة خاصة الشباب منهم ـ من داخل السودان إلي مصر ومنها إلى إسرائيل شرقاً (سأعود إليها لاحقاً)، وليبيا غرباًمراد علمويمضي الشاب العشريني قائلاً لي: إنهم حينما يتناولون تلك الحبوب المخدرة (وادي الذئاب) ويقودون تلك السيارات (عربات مراد علم دار) يتوجهون لأقرب محل أو دكان يبيع الملابس العسكرية فيشتري كل واحد منهم الملابس العسكرية التي يريدها والمقاس الذي يناسبه ويشتري معه الرتبة العسكرية التي تروق له (هكذا تباع الرتب العسكرية في الدكاكين والمحلات كما يباع زيت طهو الطعام وأمواس الحلاقة وصابون الغسيل والحمام).

    ***- ويكمل الشاب الحكاية الغريبة المثيرة: وبعد أن يصبح مع كل واحد من هذه العصابة العربة السيارة مراد علم دار والملبس العسكري والرتبة التي اشتراها بعدة دنانير، مع تناوله لتلك الحبوب «بوادي الذئاب»، يتوجه مباشرة للتجوال في المناطق والطرقات والشوارع لاصطياد أي إنسان سوداني أو غير ليبي يوقعه حظه العاثر مصادفة بمرور هذه العصابات فيلقون القبض عليه على الفور ويضربونه ويعذبونه قبل أن يرسلوه لمعتقلاتهم وزنزاناتهم التي ينشئونها ليقوموا بعد ذلك لبيعه لمن يطلب عمال بمبلغ 150 دينار فقط للفرد السوداني.الثلاثية القذرة، قلت له كيف كان يتم الضرب، بأياديهم، بآلات، أم بماذا؟،يجيبني محدثي الشاب: بكله.

    ***- يضربوننا بأياديهم على قفانا وبأقدامهم وأرجلهم يركلوننا، وبالسياط وخراطيم المياه السميكة يجلدوننا في أي مكان في أجسادنا. صمت برهةً ثم قال لي: أتحدى من يقول إنه لم يضرب. كلنا، كلنا ضربونا، ضربونا (كررها هكذا مرتين) وعذبونا، ضربونا ضرب الإبل حتى صرخنا وكانوا يستمتعون ويستلذون ويتلذذون بصراخنا. صمت برهةً ثم نظر لي وقال: البعض يخجل من أن يقول إنهم ضربونا وأننا صرخنا، ولكنني أقولها بدون خجل وبلا مواربة حتى يصل صوتنا لكل الرأي العام ليس السوداني فحسب وإنما العالمي أيضاً.

    ٢-
    ***- والساقية لسه ولسه مـدورة!!

  5. يا استاذ البشير شغال فى الكبيرة يشيل ويودى عبيد سوادنة مرة اليمن ومرة البحرين ومرة سوريا اما شغل الكلاوى والكبد دا راكننو لى ناس الضو

  6. أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟ . عصابات في السوق العربي ؟؟؟!!!!! اين أجهزة الامن ؟؟؟!!!!! ولماذا يحدث كل هذا ؟؟؟!!!! الأولاد يدفعون لهذه العصابات الف دولار!!! كل تحويشة العمر !!!!ليذهبوا الى الجنة في ليبيا فيجدوا انفسهم قد اصبحوا عبيدا لمتعاطي مخدرات غلاظ القلوب ليس بهم رحمة . ما هو دور الحكومة اذا لم تحمي مواطنيها ؟ وما هي الفائدة من الحكومة اذا لم تقم بوظيفتها المنعية ? بحيث تمنع وقوع الجريمة قبل الشروع فيها ؟ هل الانسان السوداني اصبح رخيصا الى هذه الدرجة؟ . شخص عاطل عن العمل وعدوه بالجنة في ليبيا وكانت بداية هذه الجريمة من السوق العربي بالخرطوم . ان ما اخشاه ان تكون وراء هذه العصابات شخصيات نافذة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..