( أهل الصيحة ) …. آخر صيحة في دنيا ( التكفير ) …!!

( أهل الصيحة ) …. آخر صيحة في دنيا ( التكفير ) …!!

الهادي محمد الامين – الخرطوم
[email][email protected][/email]

كان التكفير وإلي وقت قريب ينحصر في تكفير الحكام فقط بحجة انهم لا يطبقون شرع الله تعالي حينما يصلون لأجهزة الحكم والسلطة رغم قدرتهم علي اعلان الشريعة والعمل بمقتضياتها فالتكفير كان مرتبطا بمبدأ الحاكمية كتكفير سياسي ليست له منطلقات عقائدية أو شعائرية ثم تطور الامر بشكل سالب ليشمل التكفير لاحقا الحكام ومن حولهم من البطانة فتكفير المجتمع والافراد وآحاد المسلمين علي حد سواء لارتضائهم بالقوانين الوضعية والتحاكم لشريعة الطاغوت واستبدالها بشرع الله تعالي ولا يعذرون حتي بالجهل أو قهر السلطان بينما هناك مجموعة من التكفيريين تستثن المجتمع من أحكام التكفير وتلتمس العذر لمن يغلب عليهم الجهل أو يخشون سطوة وبطش الدولة لكنهم يتفقون علي تكفير الحاكمين ويختلفون في ( البيان ) وقيام الحجة وفهم الحجة هل أقيمت علي الامة أم لا ؟…بجانب الموقف من مرتكب الكبيرة هل هو مسلم عاص أم كافر ؟
لكن من المدهش في هذا الصدد هو اقدام مجموعة من التكفيريين ببيع منازلهم وعقاراتهم بالخرطوم وهجر العاصمة القومية بل وهاجر بعضهم للأراضي المقدسة للاستقرار بالحرمين الشريفين نظرا لظهور علامات وإمارات الساعة الكبري بعد بروز علاماتها الصغري ويعتقد هؤلاء أن القيامة لم يتبق لها إلا ( النفخة ) وظهور الدابة والمسيح الدجال وأطلقوا علي جماعتهم ( أهل الصيحة ) بسبب قرب الصيحة ونفخة عزرائيل في ( الصور ) وهم الان في مرحلة انتظار هذه الصيحة فهجروا الخرطوم وطاب لهم المقام في بادية البطانة وكردفان ويرون ان النفخة ستقوم في الخرطوم نتيجة لـ( ظهور الفساد في البر والبحر ) ففي الوقت الذي يتكاثر المواطنونبزحفهم نحو الخرطوم بدأت هذه الجماعات في هجرة عكسية من الخرطوم الي الاقاليم باعتبار ان الناس لا محالة ( هالكون ) وان الافضل لهم ان تقوم الساعة وتقبض أرواحهم في الصعيد الطاهر بمكة المكرمة أو بجوار النبي (ص ) بالمدينة المنورة أو في البادية …
1
هذه المقدمة ضرورية لجهة التقصي والبحث والفحص حول ظاهرة التكفير ودعاتها وأماكن وجودهم وخارطة إنتشارهم ومدارسهم الفكرية فهم رغم اتفاهم في إطلاق ( التكفير ) باعتباره عمدة فكرة هذه المجموعات إلا أنهم يختلفون في تفاصيل دعوتهم وترتيب أولوياتهم وبرنامجهم بجانب اتسام هذه المجموعات بظاهرة الانشقاقات والتشظي والتشرذم في مجموعات صغيرة تكفر بعضها بعضا عبر محاكم خاصة بهم ومحكمين من شيوخهم ( الموثوقين ) …
والتكفيريون منهم من يشتط ويتشدد بصورة متطرفة وآخرون أصبحوا يميلون لتكفير ( مودرن ) وحديث بطرح تقدمي يتوازي مع حركة المجتمع وإيقاع الحياة العامة وتقلبات الاوضاع السياسية وتقاطعاتها ولم يكونوا كما السابق يختفون في الكهوف والمغارات والجحور ..
وقديما كانت ظاهرة التكفير محدودة وضعيفة التأثير لكون ان من يعتنقون الفكرة يعتزلون المجتمع بالكلية بعد تكفيره ولا يخالطونه لأنه مجتمع تظهر فيه ملامح الكفر والشرك وحكم الطاغوت حسبما يزعمون ومنبع التكفير يظهر في اتجاهين ( سلفي ) صادر من الثقافة النجدية بظهور مبادئ تبيّن وتكشف الممارسات الجاهلية بشبه الجزيرة العربية في العصر السابق و ( إخواني ) تأثر بأفكار واتجاهات سيد قطب ودعوته لنظرية ( العزلة الشعورية ) وهجر المجتمع الكافر وضرورة التخلص من جاهلية ( القرن العشرين ) بينما دعا الشيخ محمد بن عبد الوهاب الي ضرورة التخلص من الشرك العقائدي ونبذ البدع والضلالات الجاهلية بتأليف كتاب ( المسائل الجاهلية التي خالف فيها الرسول أهل الجاهلية ) لكن انتقاد الشيخ محمد عبد الوهاب كان موجها للأعمال والافعال التي تحمل مظاهر الشرك والكفر وليس باطلاق صفة التكفير علي الأعيان او نعت من يقعون في المحاذير بكفرهم وخروجهم من الملة كحال التكفيريين اليوم الذين يستمتعون بتوزيع ورقة التكفير لكل من خالف تعاليمهم ..
2
لكن نمو وصعود تيار التكفير أشتد بوتيرة قوية ومتسارعة أثناء وبعد مرحلة القومية العربية في كل من ( سوريا – العراق ومصر ) حيث تعرضت بعض رموز الاخوان المسلمين لصنوف من التعذيب والقهر والقمع بآلة الأجهزة الامنية فزج بهذه المجموعات في السجون وأصبحت نزيلة للمعتقلات والحبس لسنوات أفرزت مناخا تكفيريا وأوجد ثقافة العنف والتغيير بوسائل غير سلمية من بينها الاغتيال والتصفية الجسدية واستهداف رؤوس الحاكمين بجانب خطوات التطبيع والسلام مع اسرائيل وما أعقب فترة كامب ديفيد التي اختلطت فيها الاوراق والاكوام من جهة لكنها خلقت واقعا فيه بعض مظاهر المفاصلة بين مجموعات تناصر الحكام وتدعو لعدم الخروج عليهم ( إلا ان يروا منهم كفرا بواحا ) وطاعتهم واجبة ما أقاموا الدين وانّ الخروج عليهم أو منابذتهم ومناجزتهم بالسيف أمر حرام ويعمل علي إيجاد ( مشروع فتنة ) بينما الفريق الاخر يكاد يجزم بكفر الحكام ويدعو ليس للخروج عليهم فحسب ولكن أفتوا بجواز قتلهم لكي يتقربوا الي الله زلفي بهذه الاعمال ليزيد من انتشار التهاب التكفير ظهور القوات الدولية والقواعد العسكرية ( الاروبية والامريكية ) في بعض الدول … وكثيرا ما يحذّر دعاة أنصار السنة من مخاطر التكفير والتعامل مع هذا الملف بوعي لكون القضية تتعلق بدخول أو خروج الناس من الديانة الاسلامية والملة المحمدية وبرفضون اطلاق التكفير في حق المعيّن إلا بتوفر الشروط وانتفاء الموانع وبينما تضع جماعات التكفير والهجرة نفسها ضمن تيار أهل السنة والحماعة كسلفيين إلا أن أنصار السنة يعتبرون ان التكفيريين ليسوا سلفيين بل هم قوم ( مبتدعون ) باعتمادهم التكفير كاساس لمنهجهم ومشروعهم الفكري ..
3
وعودا علي أصل القضية فان السودان لم يكن بمعزل عن هذه التطورات التي ألقت بظلالها وذيولها علي المشهد الديني بالبلاد وبدأت تطل الظاهرة التكفيرية هنا وهناك لكن ليست ذات أثر فاعل علي ساحة العمل الدعوي فكان التكفير يظهر بلونية هتافية كلامية كعنف ( لفظي ) ينتهي بانتهاء المؤثر لكن لم يدر بخلد هؤلاء مستقبلا ان العنف اللفظي سينتقل ويتطور لفقه قاتل يكون فيه العنف والقتل وسيلة لحسم الصراعات بين المتنازعين وتصويب الاسلحة البيضاء ومن ثم الحديثة الي صدور الابرياء والعزل والمدنيين …
وطبقا لبعض الروايات فان من بين التكفيريين البارزين علي مستوي الساحة السودانية هو الشيخ ( علي السماني ) الذي ألف وطبع كتابا جامعا لمعتقدات جماعة التكفير والهجرة أسماه ( أصنام عاكفون ) إلا ان الرجل سرعان ما تراجع عن أفكاره المتطرفة وأخرج كتبا آخرا أطلق عليه ( التحذير من مجازفة التكفير ) أوضح فيه ان التكفير والتفكير ضدان لا يجتمعان بينما جاءت مجموعات أخري أسقطت التفكير واستصحبت التكفير مع التفجير بصورة متلازمة لا تفارق إحداهما الاخري !!
غير ان فترة الثمانينات كانت تمثل العهد الذهبي للتكفيريين الذين تمددوا أفقيا ورأسيا فبدأت ( الانوية والخلايا ) التكفيرية تظهر في تشكيلات ومجموعات صغيرة في مناطق متفرقة بالبلاد مثل ( ابوقوتة ) بالجزيرة و( الفاو ) بولاية القضارق ومناطق الدمازين وما حولها في النيل الازرق ثم ظهر أفراد في الدويم وكوستي بالنيل الابيض وزحفوا نحو الخرطوم واستوطن بعضهم في أحياء أم درمان ( الفتيحاب ? أم بدة ? الثورات ) والكلاكلات وفي الشمالية في بعض قري ديار المحس وحتي ذلك الوقت خلت الساحة السودانية من أعمال العنف والتصفيات الجسدية وثقافة الاغتيال رغم قربها للسودان من جهة الشمال في مصر لكن ما يجمع ( المكفراتية ) تعجلهم في اطلاق الاحكام وتسرعهم من غير تريث أو تبين الامر والاحاطة به من كل جوانبه مما يوقعهم كثيرا في التناقض وتباين مواقفهم حتي في القضية الواحدة ..
4
يعتمد دعاة التكفير علي الجلوس في الحلقات العلمية للنقاش واشتهروا بإقامة المناظرات لاظهار صحة حجتهم والانتصار لوجهة نظرهم ونشر أفكارهم في الساحات العامة أو في مواقع تجمعاتهم الخاصة بهم لكون هذه المجموعات لا تقترب ولا تصلي في المساجد التي تعتبرها ( مساجد ضرار ) بنيت من مال الزور والسحت والربا وتقيم صلاة الجماعة بين أفرادها فهم يرفضون ان يتقدمهم في الصلاة ( كافر ) أو ( منافق معلوم النفاق ) أو ( زنديق ) فالاصل عندهم اعتزال الناس ومجتمعاتهم وهجر الشرك وأهله كنوع من أبواب ( الولاء والبراء ) ويعتمدون في منهجهم علي قاعدتين في التكفير ( من لم يحكم بما أنزل الله ) و ( عبادة غير الله ) الاول يمثل شرك الحاكمية والثاني يعكس شرك العقيدة ( قولي وعملي ) ظهر ذلك جليا في البدايات الاولي لدخول جماعة التكفير والهجرة في العام 1967م ومن بين قادتها المشهورين ( معروف عدلان ? الطاهر شبشة ? عبد الله ودعشانا ? ابراهيم محمد ابراهيم العجان ? المهندس علي محمد الحسن ? إدريس الوسيلة ? علي عدلان ? محمد عثمان الباشا- محمد النور ? الطاهر خوجلي ? سعيد نصر ) بالاضافة الي الثلاثي ( عبد الباقي يوسف ? ياسر محمد علي ? محمد الماحي ) وثلاثتهم كانوا أعوانا للخليفي الذي نفذ المجزرة الدموية بمسجد الشيخ أبوزيد بالثورة الحارة الاولي في العام 1994م فقتل عبد الباقي يوسف وياسر محمد علي خلال اشتبكات مسلحة مع قوات الشرطة بينما حكم علي محمد الماحي بالسجن المؤبد إلا أنه أطلق سراحه مؤخرا بعد مضي 14 عاما علي ( التأبيدة ) ومن عناصر التكفيريين ( السفاح ) عباس الباقر بطل أحداث مسجد ابوبكر الصديق بالجرافة في العام 2000م ثم ظهر ( مكفراتية ) آخرون يتقدمهم أبو عبد الله الصادق عبد الله عبد الرحمن الذي كان يؤم المصلين في مسجد الفاطمية باللاماب بعد اعتقاله بالسعودية وترحيله منها قبل عدة سنوات للسودان وهو صاحب نزعة تكفيرية غريبة حيث يحرم الدراسة الجامعية ويعتبر العلوم الانسانية التي تدرس للطلاب باطلة ولا يجوز طبقا لذلك ادخال الابناء المدارس ويفتي بعدم شرعية العلاج والتطبيب في المستشفيات والعيادات بالطب الحديث ويفضل الرقية الشرعية والعلاج بالاعشاب والتداوي بالمواد البلدية المحلية من نبات الارض ولا يوجد مسوّغ فقهي أو ضرورة كرخصة تسمح للمرأة بأن يعالجها طبيب بل الامر بهذا الشكل يمهد ويمثل ذريعة للفساد كما يدعو شيخ صادق لمحاربة اللغة الانجليزية في المدارس واللغات الاجنبية الاخري باعتبارها لغة الكفار ولهذه المجموعات دور ومقار ومساجد مثل مسجد الرشد بأمبدة وجامع آخر بالحارة العاشرة بجانب مسجد سوق سعد قشرة بالخرطوم بحري وكان يؤدي فيه صلاة الجمعة والجماعات الشيخ أبو الدرداء الصادق حسن عثمان إلا أنه ترك أمامة المصلين في ظل ظروف غامضة ثم ظهرت لهم تجمعات مؤخرا في مسجد الشيخ فخر الدين محمد عثمان بحي شمبات بعض أجنحة التكفيريين تقصر تكفيرها علي الحكام دون الرعية ومنهم من يكفّر الحكام والمجتمع وينأي من تكفير آحاد الناس وآخرون يكاد يجمعون علي تكفير الجميع بلا استثناء وحينما يختلفون في مسائل شرعية يكفرون بعضهم بعضا !!…
5
وبدا التكفير يأخذ عدة اشكال مع ظهور التحديات السياسية بالبلاد ونتيجة للتقلبات التي مرّ بها السودان خلال العشرين عاما الماضية علي نحو يهدد الامن والسلام الاجتماعي بشكل لافت للأنظار لم يسلم من تداعياتها حتي من هم في الصف الاسلامي فضلا عن القوي العلمانية ونتج ذلك لاختلاط التكفير الوافد مع مجاهدي الافغان العرب ودخولهم للبلاد مع تكفيريي الداخل نسجوا عبر هذه التوأمة والتوليفة لونية مزجت بين التكفير مع العنف فتم تكفير الدكتور الترابي ومحمد طه محمد أحمد وطالبوا بانزال حكم الردة عليهما عبر المحاكم رغم عدم اعترافهم بالتحاكم اليها ثم تكفير الجزب الشيوعي والألحاح بحله وحظر نشاطه باعتبار ان قادته ملاحدة ثم أخيرا تكفير الامام الصادق المهدي والمطالبة باستتابته وقبلها أصدار بيان أو بلاغ عسكري يهدر فيه دم 9 من السودانيين في مقدمتهم الدكتور الراحل فاروق كدودة ? الحاج وراق ? وكيل نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة مولانا محمد فريد والقاضي مولانا محمد سر الختم برقاوي ? إيلي حداد والكاتب الطاهر حسن التوم …
ولمعرفة المزيد من اتجاهات التكفيريين الجدد والقدامي ذهبت للشيخ إبراهيم محمد إبراهيم العجّان لمقابلته فعرفت من جيرانه بالرميلة ان الرجل باع منزله وسافر للسعودية ثم توجهت تلقاء عمارة مجاورة للجامع الكبير بأم درمان حيث مكتب شركة المدينة للاعمال الهندسية والمقاولات التي يملكها ويديرها الشيخ المهندس علي محمد الحسن فلم أحظ بلقاء الرجل ويممت وجهي شطر الفتيحاب حيث مقر منظمة الكوثر التي يقف علي قيادتها أحد التكفيريين من جماعة المسلمين وهو الشيخ الصادق حسن عثمان( أبو الدرداء ) الذي يجاور الشيخ سعد نصر في حي سكني واحد فأوضح لي شيخ صادق من خلال حديثه ان التكفير بالنسبة لهم حكم شرعي وفقا لقواعد ظاهرة ومعلومة ( من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر ) وقال انهم كتكفيريين يتفقون في اطلاق احكام التكفير علي الحكام والمجتمع والافراد مشيرا الي الشيوعيين ( كفار ) وكذا البعثيين وكل العلمانيين واليساريين بل ذهب ابعد من ذلك حينما قال حتي الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية هم كفار وان أنصار السنة اشد كفرا من الشيوعيين ويبين الشيخ صادق انه لا فرق لديهم بين ( نقد ) و( نقد الله ) ولا فرق كذلك بين الترابي والصادق المهدي والميرغني إلا كالفرق بين ( أحمد ) و( حمادة ) وان التجمع الوطني الديمقراطي والمؤتمر الوطني وجهان لعملة واحدة وقال الشيخ صادق هؤلاء ارتضوا الإرتباط بالامم المتحدة التي هي بديل الخلافة الراشدة وتقدموا للطلب العضوية فيها واحتكموا للقوانين الدولية وشرّعوا شرعا دون شرع الله تعالي فهم موغلون في الكفر قلت له : ( ان بعض هؤلاء مغلوبون علي أمرهم ) فرد قائلا : ( لو كانوا مغلوبين لخرجوا وعبّروا عن مواقفهم وصرحوا بذلك بدلا من الصمت )
6
طرحت سؤالا آخرا للشيخ صادق حول الفرق بينهم ومن يستحلون الدماء أو يفتون بالقتل قال ان الفرق بين الجانبين ليس في التكفير ولكن في نتائجه فهم يكفرون فقط مع الاحتفاظ مع ( الكفار ) بمسافة ومساحة للحوار والنقاش والجدل الفقهي :ـ(شعرة معاوية ) بينما التكفيريون الاخرون يرون ان التكفير يتبعه القتل بشكل ملازم يتطابق فيه القول مع الفعل وحكي الشيخ صادق واقعة إهدار دم الـ(9 ) المذكورين وكشف قصة غاية في الغرابة مبينا أنهم جمع من أهدروا الدم من التكفيريين في منزل المحامي الاستاذ غازي سليمان بالخرطوم 3في العام 2003م وبحضور القيادي الشيوعي كمال الجزولي باعتبار ان المجموعة المستهدفة لها صلة قوية بالاستاذين ( غازي والجزولي ) وأبان شيخ صادق انه استطاع اقناع المجموعة التي تنازلت وعدلت عن آرائها في قضية اهدار الدم بعد ان اتجه من هددوا للإحتماء بالاجهزة الرسمية لتوفير الحماية والسلامة لهم وبعضهم لجأ لتبليغ الدوائر العدلية والقانونية في مواجهة التكفيريين ..
من الواضح ان تعامل السلطات مع التكفيريين ليست له رؤية متكاملة فهي تقوم باعتقالهم حينما يقع حادث يكونوا طرفا فيه أو يتحركوا بتنظيم وتنسيق مشترك في قضايا متشابهة قد تكون مهددا أمنيا لكن سرعان ما يطلق سراحهم مرة أخري بعد كتابة تعهدات بعدم تكرار الواقعة مرة أخري بينما يغطس بعضهم ويختفي من غير ان يترك وراءه أي أثر لكن من واقع الاحداث فان التكفيريين ( التقليديين أو التحديثيين ) بدأوا مؤخرا في ترتيب صفوفهم وبيوتهم من الداخل عبّرت عن نفسها في شبكة علاقات بينية وتحتية متشابكة ثم لقاءات واجتماعات وظهرت لهم واجهات ومنابر ووجدوا مساحة من الحريات في الحركة والنشاط بوجه مريح للغاية مما يزيد من مخاطر تمددهم واتساع دائرة نفوذهم هذا علي المستوي المعلن والظاهر أما ما يجري في الخفاء وتحت الارض كخلايا نائمة فيصعب معرفته أو اكتشافه إلا عبر المصادفة مثلما جري في واقعة تفجيرات السلمة 2007م فهل أرض السودان ثابتة علي حالة أم رمالها متحركة تخفي تحتها زلازل وهزات يصعب مقياس ريختر قياسها والتنبوء بوحدوث الكارثة التي ليس لوقعتها كاذبة..

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..