مقالات سياسية

خطبة الجمعة 6 أبريل 2012: هل سيعلن الصادق المهدي الأضراب السياسي?!!

خطبة الجمعة 6 أبريل 2012: هل سيعلن الصادق المهدي الأضراب السياسي?!!

بكري الصايغ
[email][email protected][/email]

1-
—–
***- طوال سنوات عديدة والأمام الصادق المهدي يخطب في المصليين ويتكلم في مواضيع كثيرة منها ماهي مواضيع سياسية او اقتصادية واغلبها خليط من الأولي علي الثانية مع بهارات دينية كثيرة. خلال العشر أعوام الماضية ماترك الصادق موضوعآ الا وطرقه واسهب في الكلام عنه، وبعد كل صلاة جمعة تقوم بعض المواقع الألكترونية بالقاء الأضواء علي خطابه الديني السياسي الاقتصادي الاجتماعي، والهدف اصلآ بث الخطاب او اجزاء منه التاكيد علي ان الامام موجود بقوة في الساحة السياسية ويتحدي السلطة الحاكمة بخطبه كل جمعة!!

2-
—–
***- وهنا نطرح سؤالآ هامآ يهم ملايين السودانيين بالداخل وخارج البلد، هل سيقوم الصادق المهدي بعد غدآ الجمعة 6 أبريل 2012، وبمناسبة الذكري السابعة والعشرين علي انتفاضة ستة ابريل 1985، وفي خطبته بالجامع واعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني?!!

***- هل سيكون يوم الجمعة القادم يومآ تاريخآ يدخل به الصادق المهدي التاريخ من اوسع ابوابه ويعيد مجده الغابر مرة اخري?!!

***- في ابريل عام 1985 وقبيل الأنتفاضة بيومين فقط، خطب الصادق المهدي خطبة مازالت باقية في اذهان من سمعوها وقتها، يدعو فيها الجماهير للانتفاضة وعدم التراجع عن مااعتزمت عليه، الا وهي الاطاحة بنظام 25 مايو…فهل ياتري سيعيد الصادق مرة ثانية هذا الموقف القديم?!!

3-
—–
وقائع احـداث الرابع والخامس من أبريل 1985م
*******************************************
المصـدر:
(شبـكة الجعلييـن)،
بتاريـخ:
04-06-2011,
——————————–
***- أخذت في التصاعد ، أكثر فأكثر ، حركة النقابات والأحزاب ، واكتظت الشوارع بالهتافات الداوية ترفع شعارات الاضراب السياسي ، والعصيان المدني ، وتدعو لإسقاط النظام ، والقصاص من قادته ورموزه ، في ذات الوقت الذي راح يستعر فيه نشاط جهاز الأمن متجاوزاً لكلِّ الحدود ، حتى لقد ازداد تساقط الشهداء ، وعلى رأسهم الشهيد عبد الجليل طه ، والشهيد أزهري مصطفى ، والشهيدة الطفلة ذات العام الواحد مشاعر محمد عبد الله ، وغيرهم ، جرَّاء إطلاق زبانية النميري الذين اندسُّوا وسط المتظاهرين رصاصهم الحيَّ عليهم من مسافات قريبة لا تزيد على المترين! وضاقت الزنازين بالمعتقلين ، ما أنْ تفرغهم شاحنات الأجهزة بالمئات في السجون ، حتى تعود لتمتلئ بغيرهم! وإلى ذلك عاثت الهرَّاوات الغليظة ، والعصيُّ الكهربائيَّة ، تنكيلاً في جموع الثوار العُزَّل إلا من تصميمهم على إسقاط النظام البغيض. وانتشر الغاز المسيِّل للدموع في الشوارع والساحات يلوِّث هواء المدينة ، ويتسلل من فرجات الأبواب والنوافذ إلى غرف المستشفيات والبيوت.

***- وصحف النظام ما تفتأ ، أثناء ذلك ، تلعب دورها المرسوم ، فتختزل الطوفان بأسره في محض “عناصر مخربة تحدث بعض الشغب!” ، و”غوغاء يخربون ممتلكات المواطنين!” ، و”فلول أحزاب عقائديَّة تطلُّ برأسها من جديد”! كل ذلك بأمل محاصرة وإيقاف المدِّ الشعبيِّ الزاحف بإصرار ، والذي لم يشهد النظام له مثيلاً من قبل .. ولكن هيهات!

***- ظلت بيانات ومنشورات القوى السياسيَّة والنقابيَّة تصدر ، أثناء ذلك ، ممجِّدة لانتفاضة الشعب الباسلة ، ومحرِّضة لجماهيرها على التمسُّك بأهدافها الباسلة ، وعلى الاستمرار في الاضراب وتوسيع قاعدته. وفي صلاة الجمعة ، بتاريخ الخامس من أبريل ، ظهر الصادق المهدي ، فجأة ، بين أنصاره ، يؤمهم بجامع السيد عبد الرحمن ، مفتتحاً الخطبة بقوله تعالى:

“حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وظنُّوا أنَّهُم قد كُذِّبُوا جاءَهُم نصرُنا فَنُجِّيَ مَن نشاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عن القوم المُجرمين” (110 ؛ يوسف)

***- وحيَّا حيويَّة الشعب وإقدامه ، ونبَّه إلى أن شعاعات الصبح قد أسفرت واتحدت الكلمة ، وحضَّ على مواصلة الانتفاضة حتى سقوط النظام ، ثم ما لبث أن نزل من المنبر ، ليعود للاختفاء ، متسللاً من باب خلفيٍّ!

4-
—–
***- تري هل سيفعلها الصادق المهدي مرة اخري?…هل سيعلن الاضراب السياسي?…هل سيشهد يوم الجمعة القادم 6 ابريل بداية العصيان السياسي…و (الي القصر حتـي النصر)?…هل سيبدأ الصيف السوداني علي غرار (الربيع العربي) بعد غد الجمعة 6 ابريل?!!

تعليق واحد

  1. ***- وصلتني ثلاثة رسائل من أخوة أعزاء يقيمون في السودان يعلقون فيها علي المقال، فلهم مني كل ايآت الشكر علي مساهماتهم المقدرة.

    1-
    —-
    الرسالة الأولي:
    ————-
    ***- لااعتقد ان الامام الصادق سيجروء علي استخدام منبر جامعه بامدرمان ليهاجم النظام ويعلن الأضراب السياسي، فصادق اليوم ليس بصادق 1985، فقد شاخ وهرم وماعاد يقوي علي النضال والدعوة للمقاومة، واكتفي بالكلام الكثير والفتاوي الغريبة التي تلفت اليه الانظار.

    ***- الصادق انتهي شعبيآ وحزبيآ بسبب تناقضاته وتضارب مواقفه واللعب علي الحبلين!!، لقد كانت امامه فرصآ كثيرة ليكون بحق وحقيق ابو المعارضة السودانية، ولكن اضاعها واضاع معه نفسه وحزبه والمعارضة!!

    2-
    —-
    الرسالة الثانية.
    —————–
    ***- حتي ولو اعلن الصادق المهدي الاضراب السياسي ودعا الملايين للعصيان المدني وعدم الذهاب للمكاتب والمصانع والحقول والمدارس واغلاق المحلات التجارية و الشركات وبقاء الناس بمنازلهم….فلن يصدقه احدآ بعد مواقفه المترددة وضعف شخصيته!!

    3-
    الرسالة الثالثة:
    —————–
    ***- لانثق في الصادق، ولا في الميرغني (السوداني- مصري)، ولا في الترابي رأس البلاء واصل المحن،ولا في شلة مايسمي ب(التجمع) في القاهرة، ولا في فاروق ابوعيسي، ولا في حزب الأمة، والشعبي، والختمية!!

    ***- بنثق بس في الشعب السوداني العمل ثورة 21 اكتوبر و ستة ابريل بدون (الهلافيت) المذكورين اعلاه الضيعونا وضيعوا البلد!!

    ***- ثورة قادمة قريبآ باذن الله تطيح بالنظام الفاشي الفاسد، وتكنس البشير وعصابته….والصامتون 22 عامآ!!

  2. الحبوب بكــــرى

    حوالى 23 أبريل مرت من تحت جسر الأنقاذ..لما إخترت هذا بالتحديد.

    أنا شخصيا يا أخ بكرى لا أرى سحبا ملبده بالغيوم فى سماء الخرطوم ولا أرى شجرا يسير..رغم أن الأمام والشعب فى أسوأ الحالات ولكن ما عاد الأمام هو الأمام ولا الشعب هو الشعب….مع أنى أتمنى ذلك ولكن ما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

  3. الصادق فقد غرب السودان كله وهو مركز ثقل حزبه قديما ! لذلك تجده يتخبط ويغطي ذلك بسيول منهمرة من التنظير والسفسطائية التي لا تجدي في مثل هذه الاحوال ! كانت عنده فرصة ذهبية لكسب تلك المواقع بتنميتها و اصلاح حالها ! ولكنه لم يفعل ! اكتفي بالولاء الذي هو ال(ٍSoftware) ونسي ان هذا السوفت وير لابد له من (hardware) وهو معاش الناس واصلاح حالهم ! الصيفَ ضيعت اللبن يا عزيزنا الصادق

  4. رسالة أخري من أخ عزيز يقيم بالقاهرة يعقب فيها علي المقال، فله الشكر والأمتنان،وجزاك الله كل خير:

    1-
    ——
    رسالة من القاهرة:
    ****************
    ( والله ياعمي الصايغ،الزول نمرة ثلاثة في التعليقات الفوق بتاع الخرطوم قال كلام سمح شديـد:( بنثق بس في الشعب السوداني العمل ثورة 21 اكتوبر و ستة ابريل بدون (الهلافيت) المذكورين اعلاه الضيعونا وضيعوا البلد!!)،

    ***- قرأت اليوم بجريدة (الراكـوبة)) المحترمة، موضوع مهم للغاية، يفيد بحدوث انقلاب ثوري في حزب الأمة، وان جيل سنة 2012 زهجوا من الأمين العام للحزب وعمايله فقروا الاطاحة به واعادة الهيبة والاحترام للحزب.

    وهاك اصـل الخبـر….

    2-
    ——
    بيان ومرافعة من شباب وكوادر حزب الامة ضد الامين العام
    ***************************************************
    المصـدر: (حريات)-
    بتاريخ: April 4, 2012-
    ————————–

    ***- اعفاء الامين العام لحزب الامة القومى من منصبه بامر الشباب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السيد/ صديق محمد اسماعيل النور
    الامين العام لحزب الامة القومى
    —————————
    الموضوع: اعفاء مسبب من صلاحياتك كأمين عام لحزب الامة القومى
    مقدم من شباب حزب الامة القومى
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    اما بعد-
    ظل حزب الامة القومى منذ تكوينه فى اربعينيات القرن الماضى فى طليعة القوى الوطنية وظل مدافعا عن الحرية والديمقراطية وقدم انصع سيرة وطنية فى الحكم والمعارضة فكيف لا وهو قائد جبهة الاستقلاليين وصاحب شعار السودان للسودانين وقد قاد هذا الحزب اقوى الرجال الذين قدمو الغالى والنفيس فى سبيل المبادئ والمواقف ، فكياننا بشقيه الدينى والوطنى لم يساوم ولم يداهن اويتملق فى امر الدين والوطن فدفع ثمن مواقفه سجون واعتقالات ومضايقات وقتل وتعذيب من لدن احداث مارس 1954 حتى مجزرة الجزيرة ابا وودنوباوى واحداث المولد النبوى الشريف وغيرها الكثيرمن سير النضال المشرّف، كل ذلك وحزبنا لم يبخل على اهل السودان بشئ فقدم امام الانصار الامام الهادى المهدى شهيدا والاف الشهداء فى ابا وودنوباوى مهرا للحرية والديمقراطية ،وانتصر كياننا فى كل معاركه الوطنية ، قاد اكتوبر وابريل ومنتصرون على الانقاذ باذن الواحد القهار. وجاء انتخابكم فى ظرف استقطاب حاد وفاقمتم اسباب الشقاق والاختلاف بعنادكم واصراركم على الاقصاء وبانتهاجكم لنهج دخيل على حزبنا وكياننا وهو نهج الشلليه ونهج الاستخبار واستعداء جميع مكونات الحزب وموالاتكم الواضحه للسلطة وخطابكم المائع والتبريرى والاعتذارى الذى لا يشبهنا فى وقت ينتظر فيه الجميع مهاجمتكم لنهج الانقاذ وخطل سياساتها فأبرزتم الحزب بشكل لم يألفه اسوأ المتشائمين وارتكبتم الموبقات المهلكات فى العمل السياسي لذلك نطالبكم بالاستقالة ونطالب بإعفائكم للآتى:
    ——————————-
    ***- اولا/ جمدتم عمل التنظيم فى سابقة تعتبر هى الاولى من نوعها فى تاريخ الحزب وهى ان يحتفظ الامين العام بجانب منصبه بدائرة التنظيم .

    ***- ثانيا/ ابتدعتم مسألة الاشراف السياسي وهى باطلة دستورا ومخالفة للهيكل والدستور بهدف التغول على صلاحيات الولاية وسلب حقها فى علاقتها المباشرة بالمركز دون وسيط فأوجدتم هولاء المشرفين من اجل سلب هذا الحق.

    ثالثا/ استعديتم كوادر الحزب وشبابه واغلقتم دار الامة فى وجههم وحرمتم هولاء من ممارسة اى نشاط سياسي او ثقافى او اجتماعى بالدار فأصبحت دار الامة كالخراب ينعق فيها البوم وحاولتم تزييف ارادة الشباب فكان الملتقى التداولى للشباب مسخا مشوها فأرتدت عليكم سهام النقد فأصريتم على التعيين وانفض الملتقى دون الوصول الى نتيجة.

    ***- رابعا/ استهدفتم الطلاب واهملتم هذا القطاع الحيوي الذى كان قبل انتخابكم يسيطر على 18 اتحادا طلابيا فبدلا من المحافظة عليها فقدنا كل هذه المنابر وانهزمنا فى بقية الجامعات فوصل الامر الى خلو الجامعات من اى طالب ينتمى لهذا الكيان .

    ***- خامسا/ تقوم انت ومن معك بتمويل انشطة لا تعود على الحزب بأي فائدة سياسية او تنظيمية وتحصر التمويل فى الزيارات والحشود اللحظية لجلب المؤيدين لخطابكم السياسي من الولايات ، فلو كان استثمرتم ربع هذه المبالغ فى التنظيم فى ولاية الخرطوم فقط لكان للحزب شأنا آخرولكن لأن التمويل الذى تمول به هو مكان تساؤل وتشكيك لدى الكثيرين فأنه لن يخدم اهداف الحزب المعلنة.

    ***- سادسا/ فى عُرف الحزب والسياسة يعتبر الامين العام هو أقوى مدافع عن خط الحزب السياسى وحزبنا قائد زمام المعارضة ولكن أرتبطت تجربتكم بمهادنه السلطة وعدم مهاجمة سياساتها وتعدى الامر الى محاولات التزلّف والنهايات السعيدة مع حزب السلطة .

    ***- سابعا/ رجال المال والاعمال وعلى الرغم من التضييق عليهم ظلوا يقفون الى جانب الحزب فى احلك الظروف فلم يتخلوا ولم يبخلو بالدعم وهم على راس وفود الحزب المسافرة الى زيارات الولايات وهم على راس مستقبلى ضيوف الحزب ،وفى عهدكم ابُعدو او ابتعدو والهدف هو افقار هذا الحزب .

    ***- ثامنا/ فى تاريخ حزبنا النضالى لم تتم الاشادة باى جهاز من اجهزة السلطة القمعية، وبيان امانتكم العامة الذى اشاد بالشرطة فى اعقاب اعتداءها على موكب الاحباب المتوجه لاداء صلاة الجمعة 24/12/2010 يعتبر خروجا عن ادبيات الحزب ومرجعياته السياسية ووصل بكم الحد الى ان تدعو احد مجرمى هذا النظام ليخاطب جماهير الحزب والانصار فى الجزيرة ابا من منبرهم النظيف وابان احتفالية تخليد ذكرى شهدا الجزيرة ابا وودنوباوي العام المنصرم .

    ***- تاسعا/ ندوة الاربعاء ظلت مستمرة منذ اكتوبر 1964 فهى منبر دورى قومى درج الحزب عبرها مخاطبة كافة القضايا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية فلم تتعطل الّا فى ظل قوانين الكبت ومنع الحريات فأصبحت منبرا للامة السودانية ،فقمت انت بتعطيلها وبالتالى افقدت الحزب منبرا حرا.

    ***- عاشرا/ استخدمتم منصبكم لتصفية الخلافات الشخصية وارضاءً لنزوات البعض والعبث الذى حدث فى قوائم مرشحى الحزب للانتخابات الاخيرة يقف خير دليلا على ما ذكرنا.

    ***- الحادى عشر/ كنت تسير فى خط السلطة بهدف اظهار الحزب بأنه مُمَثل فقط فى رئيس الحزب وذلك بمحاولة منع اى شخص من الحديث فى الندوات التى تقام عند الزيارات لأى ولاية من الولايات وتكتفى انت بتقديم الامام.

    ***- الثانى عشر/ تستخدم فى لغة خطابك على قلته ادبيات ومفردات جماعة المؤتمر الوطنى ويكفى انك وصفت مجاهدى الانصار فى الجبهة الوطنية بالمرتزقة فى احد لقاءاتك فأنت لاتشبه هذا الكيان لا فكرا ولا سلوكا .

    ***- الثالث عشر/ حوّلت دار الحزب الى ثكنة عسكرية ومدخل صغير واسئله والغرض من الحضور والمطالبة بابراز البطاقة وكل هذا تهدف من ورائه طرد الناشطين وليس استخراج البطاقة التى لها قنواتها التنظيمية المعروفه.

    ***- الرابع عشر/ كنت راعى ثقافة الاستخبار والتجسس وكتابة التقارير ونقل القيل والقال فاشعت جوا من عدم الثقة وسط مكونات الحزب المختلفه.

    ***- الخامس عشر/صنعت طريقة جديدة تقوم على الاهتمام برؤساء الحزب فى الولايات واغداق الاموال على بعضهم وطلب حضورهم الدائم كحشد وحاشية للامانة العامة مما خلق حالة استقطابية بين هولاء الرؤساء ومؤسسات الحزب الولائية الاخرى وليس هناك تنظيما بالمعنى المؤسسى المعروف كتنظيم فى الكثير من ولايات السودان.

    ***- السادس عشر/ وقفت سدا منيعا امام برنامج لم الشمل الحزبى وحُلت ضد تسكين جماعة الاصلاح والتجديد العائدين دون اى شرط مسبق على الرغم من قرار المكتب السياسي الذى ايد وبالاجماع تسكينهم.

    ***- السابع عشر/ بالرغم من ان المرأة داخل حزب الامة القومى لها موقعها الريادى ونضالاتها المشهودة الا انكم حاولتم كثيرا تحجيم دورها وتفعيلها سلبيا لتلعب دورا فى تزكية وتأجيج الصراعات التى تفتعلها انت ومن معك داخل الحزب وبالتالى اضافتها للقطاعات الحيوية المجمدة الا وهى الشباب والطلاب والتى لا تعدو الّا ان تكون هياكل لا تنتج الفعل المنوط بها تجاه قضية الوطن والحزب

    ***- هذه مقتطفات من سيرتكم العامرة بتخريب مؤسسات الحزب ودق الاسفين بين كافة مكوناته السياسية والاجتماعية وقد خاب سعيكم ،فنحن حراس الديموقراطية والمبادئ وها نحن قد اجملنا لكم اخطاءكم السياسية والتنظيمية التى ارتكبتموها انت ومن معك فى حق الحزب والكيان وهذا فى اعتقادنا يتطلب منّا اعفاء مسببا لكم نسبة لضعف خبرتكم وقلة معرفتكم ودرايتكم بالعمل السياسي فى حزب مدنى حيث خبراتكم السياسية كانت محصورة فى ظل الانظمة الشمولية حيث عملتم فى جهاز امن الدولة فى العهد المايوى البائد ومحافظا لمحافظة كلبس ورئيسا للجنة الامن بالمحافظة فى التسعينيات فى كنف هذا النظام ونحن نقر انكم قد جئتم نتيجة لارتباك تنظيمى داخل الهيئة المركزية المنتخبة من المؤتمر السابع وتحمّل الحزب ومجمل اهل السودان وزر هذا الخطأ وحفاظا على الوطن والكيان نعفيكم من كل مناصبكم فى حزبنا فبذهابكم يتوحد حزبنا ويعلّق عليه الرهان من جديد.

    والله اكبر ولله الحمد.
    شباب حزب الامة القومى.
    الاول من ابريل.

  5. ((( ***- تري هل سيفعلها الصادق المهدي مرة اخري?…هل سيعلن الاضراب السياسي?…هل سيشهد يوم الجمعة القادم 6 ابريل بداية العصيان السياسي…و (الي القصر حتـي النصر)?…هل سيبدأ الصيف السوداني علي غرار (الربيع العربي) بعد غد الجمعة 6 ابريل?!! )))
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    لا أتصور ذلك يا أخي بكري فلا الصادق المهدي هو الصادق المهدي و لا الظروف هي الظروف .. و تلك أمم قد خلت لها ما كسبت و لكم ما أكتسبتم ..
    22 عام من ( التدجين) ترعرع في كنفها ( جيلين ) لم تترك لهما الفرصة لمعرفة تاريخ نضال هذا الشعب و لو عبر الأناشيد الوطنية أو الإحتفاء بذكر كرري أو الأستقلال أو أكتوبر أو أبريل !!!!
    فقد تم تدجينهم و أو على الأقل ( تحييدهم) عبر البروباقاندا الإعلامية و المادية الضخمة للمؤتمر الوطني و التهديد الأمني و القمع المستمر و أظنك تعلم نطرية ( القرود و الموز) و سياسة القطيع …
    جيل الأمس كان هو الأقدر على التغير لأنه كان يمتلك الإرادة لذلك و عليه فقد كانت فرصة المهدي هي الأفضل في أن يلقي خطبته ثم ( يخرج من الباب الخلفي ) و يكمل الشباب المسيرة أما جيل اليوم لكي يعلم بأن التغيير ممكن فيحتاج لأن يتقدم الصادق المهدي و الترابي و الميرغني و كل الرموز السياسية الصفوف و أن يتلقوا الرصاص بصدورهم العارية فإما يسقطوا شهداء ليمجدهم الشعب أو أبطالا يقودوننا لأيام مقبلات .. ..

    رحم الله المناضل محمد إبراهيم نقد و لا زالت مقولته الشهيرة على الكرتونة :

    ..

    إسقاط النظام يحتاج لإرادة سياسية فهل مجرد خروج المهدي و إشارته للناس ستخلق الإرادة السياسية لدي الناس وتجعلهم ينفذون إضرابا سياسيا و عصيانا مدنيا ؟؟؟
    ألا تقرا للرجل و خزعبلاته عن محاورة النظام ؟؟؟
    ألم تعلم بأنه لم يستطع أن يتخذ قرارا ( سياسيا ) أو ( أبويا ) بخصوص (إبنه) الذي أصبح (فردة جزمة) كما هو (إبن الميرغني) (للباشا) عمر البشير ؟؟؟
    عفوا أخي إن وجدتني متشائما لكن أقلب الصورة فستراها كما نراها …

  6. أخى الكريم أستاذ بكرى صباح الخير و كل عام وإنت بخير فى هذه الذكرى الخالدة. ومن عجائب الدهر أن الإنسان الذى يسأل عن جل المسؤولية – أن لم يكن كلها – عن ضياع مكاسب 6 أبريل هو من تتوقع منه – وإبنه مشارك فى النظام – أن يحث الناس على الإضراب. إن كان يريد ذلك فلم يكن لينتظر ذكرى 6 أبريل ليفعل ذلك بل – لو كان عنده “حرارة قلب” – كان لفعله فى اليوم الثانى ل30 يونيو 1989 . هذا الرجل صار مجرد إسم مسموع و مقرؤ ولا شئ آخر يرجى منه، إن الإنقاذ اليوم تتكئ على عصاة سليمان التى أكلها السوس و”الأرضة”: هل تعرف الأرضة؟ ورعم ذلك الصادق يغازلها كالغانية الجميلة وويخدرنا نحن بالفتاوى و الخطب و التسميات و التعابير الغريبة.
    وقد صدق المرحوم عز الدين فنان الكاركتير الذى أطلق عليه وصف “أبو الكلام زاد”.
    وأنا حسبى أن أكرر لك مثلا أوردته لك من قبل (عجب العجائب … المرة حامل … و الراجل خائب)

  7. الوضع مختلف هذه المرة و لن يفعلها الصادق المهدي مرة اخري و لن يعلن الاضراب السياسي لأنه الآن شريك للمؤتمر الوطنى من خلال أبنائه و هو قد قبض الثمن من المؤتمر الوطنى.

  8. الصادق يعلن الإضراب السياسي حتة واحدة كده؟ يا راجل. انت أول حاجة أقنعه لينا بأن الحبهة الاسلامية هي اللي قامت بالانقلاب قبل 23 سنة. ألم تقرأ أحد تصريحاته الأخيرة بأن السودان مستهدف بسبب توجهه الأسلامي؟ دا رجل منتهي.

  9. يااا بكري الصايغ
    تحياتي وانت تجاهد من اجل التغير باطلاق اول رصاصة من سلاح العصيان المدني…. وهنا يجدر الاشارة الي ان اضراب الاطباء الشهير حينذاك ومن ثم تبعته نقابة المحاميين وباقي النقابات وتوصل الصادق بعد ذلك الي اتفاق مع الاحزاب ان يكون هو المرشح للرئاسة ومن ثم اعلن العصيان المدني رغم ان اعلانه كان تحصيل حاصال لان العصيان المدني كان قد بدأ فعلا …… ولكن الان يعلم الصادق تماما ان الاغلبية العظمي لا تريده رئيسا مرة اخري واما الميرغني فإنه يرتمي في احضان الكيزان اكثر واكثر وهنا تضح الرؤية تماما فالاعتماد علي الاحزاب القديمة التي فقدت جماهيرها لن يعد يجدي فتيلا فالصادق المهدي في كل خطبه ينوه لقيام بما يسمي باطلا بالدولة الاسلامية والدستور الاسلامي مما يجعل الامر وكانه يريد ان يعيدنا الي تجربة الانقاذ الاولي… والشعب السوداني كره الاسلاميين و اكرر الاسلاميون وليس الاسلام ولذلك تجد ان تأثير الصادق المهدي علي الشارع السياسي اصبح ضعيفا هذا ان لم يكن قد انعدم تماما …ولذلك تم اللجؤ للسلاح ومع قيام عصيان مدني كما اقترحت انت …وليس الصادق ..وتمرد في الجيش سوف يسقط النظام باسرع مما تتصور لان الكيزان خائفون جدا وسوف يلوذون بالفرار مع اندلاع الشرارة الاولي ولقد بدؤا في شراء الدولارات فإرتفع ثمنها كما تعلم الان اضعافا مضاعفة كما حدث في ايام نميري الاخيرة ولك تحياتي .

  10. 1-
    اخـوي الـحبـوب،
    almo3lim- ألمو3لم،
    تحياتي ومودتي، وسررت بزيارتك الكريمة، وتعليقك المقدر، واقدر احباطك الشديد من مواقف الصادق المهدي ولااختلف معك في انه لم يعد رجل الساعة ليتقدم صفوف الملايين من اجل التغيير، نعم، الصادق المهدي نهاية مرة…ورحم الله امرء عرف قدر نفسه،

    ***- الصادق المهدي اعرفه منذ عام 1966 عندما قام لاول مرة بالتمرد علي حزبه وانقلب علي أل بيته سعيآ وراء التغيير، الذي اعتقدنا بانه تغيير من اجل الاصلاح ونبذ الافكار البالية والقديمة بالحزب، ولكن مع الأسف كان الصادق يهدف للسيطرة عليه لمصالحه الشخصية، ومنذ (بيعة الشجرة) وانشقاق الحزب في الستينيات، وبعد ان أل الحزب له مارايناه ولامرة قد اتخذ موقفآ لصالح البلد!!

    ***- الصادق لن يستطيع غدآ دعوة الملايين للاضراب السياسي، ولا للعصيان المدني، بل وسيتعمد تجاهل ذكري 6 ابريل…وان غدآ لناظره قريب.

    ——————————-

    2-
    أخـوي الحـبيـب،
    [Shah- شـاه،
    وارد لك ايضآ اجمل امنياتي الطيبة، وكل ستة ابريل انت والجميع واسرتك الكريمة في اوج الصحة والعافية،

    ***- والله ياشاه كلامك عجبني بالحيل :(إن الإنقاذ اليوم تتكئ على عصاة سليمان التى أكلها السوس و”الأرضة”: هل تعرف الأرضة؟ ورعم ذلك الصادق يغازلها كالغانية الجميلة وويخدرنا نحن بالفتاوى و الخطب و التسميات والتعابير الغريبة).

    ***- مشكلة الصادق ماعنده مستشارين ينصحونه او يعدون له خطاباته، فهو يريد ان يكون (الاوحد) في كل شئ بلا رقابة او نقدآ من احد في حزبه او عائلته، ولو كان ذكيآ لما راح ويغازل النظام الذي انتزع منه السلطة بالقوة وسجنه وضرب عددآ من افراد اسرته!!، لو كانت مواقف الصادق مثل مواقف الامام عبدالرحمن المهدي لما بقي النظام الحالي حاكمآ 22 عامآ!!

    ————————————-

    3-
    اخـوي الحـبيـب،
    محمد خليل،

    تحية الود والاعزاز، وسعدت بزيارتك الكريمة، واما بخصوص تعليقك المقدر:
    (لوضع مختلف هذه المرة و لن يفعلها الصادق المهدي مرة اخري و لن يعلن الاضراب السياسي لأنه الآن شريك للمؤتمر الوطنى من خلال أبنائه و هو قد قبض الثمن من المؤتمر الوطنى)،

    ***- فقد وصلتني مكالمات كثيرة كلها متطابقة مع كلامك، وان الصادق المهدي في انتظار ان يقوم الشعب بالتغيير ويصبح مرة اخري رئيسآ للوزارة!!، بل ان اغلب اصحاب هذه المكالمات قد اكدوا علي ان الصادق سيتطرق لذكري انتفاضة 6 ابريل (ويفلق) الناس بالكلام الفارغ!!

    —————————————–

    4-
    اخـوي الـحبـوب،
    عبدالحميد،

    تحياتي ومـودتي، وألف شكر علي زيارتك الكريمة، وبالفعل ياأخ عبدالحميد كما قلت، الصادق المهدي فقد غرب السودان كله وهو مركز ثقل حزبه قديما ! لذلك تجده يتخبط ويغطي ذلك بسيول منهمرة من التنظير والسفسطائية التي لا تجدي في مثل هذه الاحوال ! كانت عنده فرصة ذهبية لكسب تلك المواقع بتنميتها و اصلاح حالها ! ولكنه لم يفعل!. الصادق فقد ايضآ الشعبية التي كان يتمتع بها وسط الملايين… ولكنه مع الأسف الشديد كسب القصـر وحب ناس القصر!!!

    —————————————

    5-
    الأخ الحـبيـب،
    عبد الرحمن،

    تحياتي القلبية، وسررت بطلتك وتعليقك المقدر،

    ***- وليه مستغرب ياعبدالرحمن?!!…شنو الغريب في ان يقوم الصادق المهدي غدآ باعلان الاضراب السياسي ويذكر الناس بانتفاضة 6 ابريل، وانهم لازم يملأوا الشوارع بملايين المتظاهرين و (ثورة حتي النصر)?!!

    ***- خلينا نحلم…هو الحلم بفلوس?!!

  11. الصادق ياتوا البعملها ، بتطولوا وتاخذوا مدة ، الصادق الشايفو دا ما بسوي اي شي لانه وااااااااااااضحة انه بايع القضية وبيقبض في الثمن مقدماً وبيبتز في الحكومة انا مثبت لكم الشارع وانا مهدي لكم الوضع ولو ما انا بتروحوا فيها ولما يتأخروا عليه ما يدوه ، يمشي يعمل له خطبه ويقول البلد والحكم زي الزفت وشنو وشنو يقولوا له خلاص تعال هاك امسك ، ولما يفلس يعيد الكرة دا الصادق البعرفو انا

    وكرتي ذاااااااته فضحه قبل كدا وقال الصادق والمرغني نديهم القروش بالليل والصباح يجوا يشتمونا في الجرائد
    صباحكم اصبح كان راجين الصادق المهدي

  12. 1-
    —–
    اخـوي الـحـبـوب،
    Zingar- زنقار،

    تحياتي الطيبات، وألف ألف شكر علي زيارتك وطلتك المنيرة. والله يازنقار، انا زيك محبط احباط شديد ولا أرى سحبا ملبده بالغيوم فى سماء الخرطوم ولا أرى شجرا يسير..رغم أن الأمام والشعب فى أسوأ الحالات ولكن ما عاد الأمام هو الأمام ولا الشعب هو الشعب….مع أنى أتمنى ذلك ولكن ما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)!!.

    ***- ننتظر يوم بكرة، ونسمع خطبة الصادق حيقول شنو?!!

    ———————————-

    2-
    —–
    اخـوي الـحبيـب،
    ahmed -أحـمد،

    تحياتي العطرة، وفرحت بزيارتك التانية، الاولي هناك في (حريات) الموقرة، والتانية بجاي، والف شكر علي الاهتمام،

    ***- الصادق لم يعد مقبولآ لامحليآ ولا وسط السودانيين بالخارج، بل والاغرب من كده، انه لم يعد مقبولآ ايضآ لدي علماء الدين بعد فتاويه الاخيرة وغضب هيئات اسلامية عربية عليه، ولمسنا انه قد خفف كثيرآ من اطلاق الفتاوي بعد الهجمة الضارية عليه.

    ***- (الخيبان) الثلاثة- علي وزن الفرسان الثلاثة- الذين ابتلينا بهم ( الصادق، الميرغني، الترابي)، هم سبب الكوارث والمحن والانقلابات العسكرية،

    ***- والغريب في الامر، ان لااحدآ احالهم للصالح العام…ولا نزلوهم للمعاش!!

  13. التحرك داخل الخرطوم من اجل التغيير فى السودان يحتاج الى محفز catalyst ولكن هل يفعلها ؟ …
    I doubt it

  14. لا تحلم لن يفعلها
    في ابريل 1985 لقاها جاهزة ولم يقدها بل تحرك في ارخرها بعد ان تاكد من سقوط النظام
    والمره دي عديل كده قال ماعاوزين نسقط النظام
    مافي داعي تتمسكوا بخيوط العنكبوت وابحثوا عن قائد اخر للثورة السودانية

  15. 1-
    —-
    اخـوي الـحبـوب،
    ali- عـلي،

    تحياتي الطيبة ياأبوعليوة، وألف شكر علي جيتك وتعليقك المحبط، مالك ياعلي نفسك قائم علي?!!، ياأخي خليني احلم، هو الحلم عليه جمارك?!!، خليني احلم بالصادق المهدي وهو من منبر الجامع وهو يهتف في المصليين:( اني لاري رؤوسآ قداينعت وحان قطافها…هبوا وثوروا واجتثوا النظام من اساسه…وانا جهزت البيان الأول للانتفاضة)!!

    ***- خليني احلم بالصادق وهو يمتطي ظهر جياده الابيض ( وعلي مااظن انه نفس حصان جده الامام الاول محمد احمد) وهو يلوح بعصاه فوق رؤوس الزاحفون نحو القصر،

    ***- مرات الاحلام ببتحقق ياعلي.

    ————————————

    2-
    —-
    اخـوي الـحـبيب،
    TIGERSHARK- تيقرشارك،

    تحية الود، والأعزاز بزيارتك المقدرة، وألف شكر علي كلماتك الطيبة في اسلوب تعليقاتي، وكل القصة ومافيها ياأخي العزيز، ان الذين دخلوا ليعلقوا علي الموضوع هم ضيـــوفي الأعزاء، فلابد من تكريمهم بما يليق حتي وان عدوانييون في مسهماتهم،…اتفضل شاي ياتيقرشارك!!

    ——————————-

    3-
    الأخ الـحبـوب،
    ود نمرة 2،

    تحياتي ومودتي، واخر مرة زرت فيها نمرة 2 كانت قبل 27 سنة، وألف شكر علي زيارتك المقدرة، والله ياأخي الحبوب، الصادق لن يفعلها وغدآ الجمعة لن يتطرق في خطبة الجمعة بمناسبة الانتفاضة، ولن يدعو للاضراب السياسي….وغالبآ ماسيتكلم عن موضوع ملاح الشرموط!!

    ——————————————-

    4-
    الأخ الحبيـب،
    ابوابراهيم،

    تحياتي الطيبات، وسررت بقدومك الكريم، وبالفعل كما قلت ياأخ ابوابراهيم:(لا تحلم لن يفعلها….في ابريل 1985 لقاها جاهزة ولم يقدها بل تحرك في اخرها بعد ان تاكد من سقوط النظام)،

    ***- وبالفعل هذا ماحدث وانا شاهد علي هذا الكلام، فقد عاصرت هذه الانتفاضة لحظة بلحظة وماكان للصادق او الميرغني ادوارآ فيها، والترابي كان معتقلآ بسجن (كوبر) وتم اطلاق سراحه بعد قامت الجماهير باقتحام السجن واطلقت ايضآسراح الدكتور الجزولي دفع الله وحملته علي الاعناق حتي ميدان (ابوجنزير).

    ***- الجماهير التي كسرت (سجن كوبر) واطلقت سراح السجناء، تجاهلت تمامآ وجود الترابي ولم تعطه اي قيمة او اهمية لانه وقبل اعتقاله شغل منصب المستشار القانوني للرئيس النميري، وهو الذي اوعز لنميري باعدام الاستاذ محمود محمد طه،

    ***-وبعد اعدامه قام النميري باعتقال الترابي لانه كان يلعب علي الحبلين، مرة هو عضوآ الاتحاد الاشتراكي، ومرة مع الاخوان المسلمين!!

  16. ***- اليوم الجـمعة 6 أبريل 2012 والذكري السابعة والعشرين علي الأنتفاضة، ومن هنا، احي هذه الذكري المجيدة التي دخلت التاريخ ولتعرف شعوب العالم كم هو رائع هذا السودان الأبي الذي خرجت جماهيره بالملايين للشوارع بلا قيادات حزبية ولا بتوجهات ايدلوجية وهي عازمة علي التغيير والأطاحة بنظام عسكري جثم علي صدور الناس طوال ستة عشر عامآ، واهلك البلاد واودي به الي حافة الانهيار، وكانت بحق انتفاضة اذهلت العالم ووقف لها تحية واحتراما،

    ***- التحية والانحناءة لشهداء انتفاضة ستة ابريل، وستظل ذكراهم ابدآ باقية مابقي السودان، والتحية لكل من شارك فيها، ولمن قبع في سجون النظام السابق، وعاشـت انتفاضة الشعب في 6 ابريل 1985.

  17. يحكي الاستاذ كمال الجزولي في توثيقه لتلك الايام:
    —————————————–
    صباح التاسع والعشرين من مارس 1985م.
    ————————————
    ***- بتنا ليلتنا تلك في زنازين الجهاز. وفجر اليوم أخرجونا إلى حيث كان بانتظارنا ميني بص صعدنا إليه فوجدنا بداخله كلاً من بكري عديل والجزولي دفع الله ومحمد الأمين التوم وحسين أبو صالح ومروان حامد الرشيد ومامون محمد حسين ، فضلاً عن البطلين: محمد احمد سلامة رئيس اتحاد جامعة أم درمان الاسلامية ، ومحي الدين محمد عبد الله سكرتير الاتحاد. فعلمنا منهم أنهم اعتقلوا جميعاً مساء البارحة ، وأنهم باتوا ، مثلنا ، في زنازين الجهاز.

    ***- إتخذ الميني بص طريقه باتجاه الشمال ، وغشي سجن كوبر ، حيث أنزلوا مروان ، ثم واصل سيره ، طاوياً بحري وريفها الشمالي ، حتى بلغ بنا إلى سجن دبك على الضفة الشرقية للنيل!

    ***- أودعونا عنبراً تفوح منه رائحة الخفافيش النافقة ، في قِسم به عنبر آخر مشابه فتحوه ، في اليوم التالي ، لاستقبال منسوبي حركة الترابي المعتقلين ، والمُرحلين إلى هناك من سجن سواكن. وكانوا ، إلى ما قبل أسابيع من بداية الانتفاضة ، حلفاء للنميري الذي ما لبث أن شن عليهم جردة اعتقالات وملاحقة في إطار (نكبة البرامكة) التي حلت بهم آنذاك!

    ***- بدا واضحاً أن القِسم ظل مغلقاً لسنوات ، وأنه جرى تجهيزه ، على عجل ، لاستقبالنا ، لكن بيئته كانت ما تزال رديئة ، حتى أن بكري عديل فضل أن يسحب سريره من داخل العنبر ليستقر به تحت ظل شجرة أمامه. وسرعان ما أصبح ذلك السرير ملتقى سحابات نهارنا ، نناقش ، ونحلل ، ونحاول ، في عزلتنا تلك ، حيث لا جرائد تصل ولا راديو يُسعِف ، استقراء ما قد تكون سارت عليه الأحداث منذ اعتقالنا!

    مساء الأول وضحى الثاني من أبريل 1985م.
    ***—————–***————***
    ***- يعلمنا ، لاحقاً ، أن التجمع النقابي تمكن من تجاوز ارتباك أمسية الثامن والعشرين من مارس ، وأن مشاوراته تواصلت باتجاه تسيير موكب ، حدد له الثالث من أبريل موعداً ، لتسليم مذكرته إلى السلطة ، وأنه عقد ، مساء الأول من أبريل ، عشية (موكب الردع) ، أحد أهم اجتماعاته ، على نجيل نادي الخريجين بالخرطوم بحري ، حيث خلص إلى وضع تصوره النهائي للموكب ، وللمذكرة ، ولتصعيد المواجهة ، ثم كلف أمين مكي بحمل تلك المقترحات إلى القوى السياسية.

    ***- هكذا ، وعندما وصل أمين إلى منزل الصادق ، ضحى اليوم التالي ، الثاني من أبريل ، في سباق مع (موكب الردع) ، كان الأخير يتأهب للاختفاء تفادياً لشل حركته في تلك الظروف. هكذا ، وعلى عجل ، سلمه أمين تصور النقابات ، واستلم منه الميثاق المقترح من القوى السياسية ، مكتوباً بخط يده ، كما حصُل منه ، مثلما كان قد حصُل ، قبلها ، من القوى السياسية الأخرى ، على دعم وتوجيه بالمشاركة في موكب الغد ، ثم اتفق الرجلان على استمرار اتصالاتهما عن طريق المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام وآخرين.

    ***- خرج أمين من بيت الصادق ، ليلحق باجتماع سكرتارية التجمع النقابي ، عند الظهر ، بمكتب عثمان عبد العاطي في وسط الخرطوم ، حيث استنسخت صور من بيان جماهيري أعِد لأغراض الموكب ، يزاوج بين أعم مشتركات النقابات والأحزاب. وفي المساء انعقد اجتماع آخر للتجمع النقابي في منزل بمنطقة كوبر ببحري ، وُضِعت فيه اللمسات الأخيرة على جهود التحضير للموكب والمذكرة.

    نهار الثالث من أبريل 1985م.
    **********————-****—
    ***- غير مسبوق ، بكل المعايير ، هذا الانفجار الجماهيري الذي ظل يشهده وسط الخرطوم ، منذ الصباح الباكر. فقد أخذت جموع المواطنين والعاملين تتقاطر ، على بكرة أبيها ، وتتجمع ، نساءً ورجالاً ، شيباً وشباباً ، حتى الكسيح جاء محمولاً على ظهر الأعمى ، لتتدفق أنهاراً ، ومن كل فج عميق ، صوب شارع القصر ، تملأه حتى يفيض ، من السكة حديد إلى ساحة الشهداء ، وتتمركز ، بالأخص ، في ما يشبه التحدي لموكب (ردع) البارحة ، في ذات الساحة! لكن .. شتان بين هذا الطوفان البشري الهادر ، وبين ذلك الجمع الهزيل الذي تمت جرجرته بالأمس إلى هنا ، ليستمع ، متضجراً ، إلى مبتدءات (إن) التي لا (خبر) لها ، وليتلقى ، مستهزئاً ، تحريضات (ضرب العقارب) في الجحور! لقد كان أكتوبر آخر يتخلق في تلك اللحظة ، وساعة النظام قد أزفت لا ريب فيها!

    في ما بعد حدثني عمر عبد العاطي ، قال:
    ـ ‘رغم كل الجهد الذي بذلناه في صياغة بيان التجمع النقابي كي يجئ معبئاً للجماهير بقوة ، إلا أنني ، وأقسم بالله العظيم ، حين رفعوني بالقرب من سور مستشفى الخرطوم لألقيه ، وواجهت مئات الآلاف من العيون التي تقدح شرراً ، وغضباً ، ورفضاً ، وتصميماً ، أحسست بالقشعريرة تسري في أوصالي ، وتأكد لي أن كارثة ما ستحيق ، حتماً ، بنا ، نحن أنفسنا قادة ذلك الموكب المهيب ، إذا لم أتصرف أثناء الإلقاء ، على نحو ما ، باختزال بعض فقرات ذلك البيان وعباراته ، وبشحن الأخريات بشحنات إضافية من مزاج تلك اللحظة الشعبية المتفجرة بالسخط والثورة .. وقد كان’!

    الرابع والخامس من أبريل 1985م.
    **********——*******——-
    ***- أخذت في التصاعد ، أكثر فأكثر ، حركة النقابات والأحزاب ، واكتظت الشوارع بالهتافات الداوية ترفع شعارات الاضراب السياسي ، والعصيان المدني ، وتدعو لإسقاط النظام ، والقصاص من قادته ورموزه ، في ذات الوقت الذي راح يستعر فيه نشاط جهاز الأمن متجاوزاً لكل الحدود ، حتى لقد ازداد تساقط الشهداء ، وعلى رأسهم الشهيد عبد الجليل طه ، والشهيد أزهري مصطفى ، والشهيدة الطفلة ذات العام الواحد مشاعر محمد عبد الله ، وغيرهم ، جراء إطلاق زبانية النميري الذين اندسوا وسط المتظاهرين رصاصهم الحي عليهم من مسافات قريبة لا تزيد على المترين! وضاقت الزنازين بالمعتقلين ، ما أنْ تفرغهم شاحنات الأجهزة بالمئات في السجون ، حتى تعود لتمتلئ بغيرهم! وإلى ذلك عاثت الهراوات الغليظة ، والعصي الكهربائية ، تنكيلاً في جموع الثوار العُزل إلا من تصميمهم على إسقاط النظام البغيض. وانتشر الغاز المسيل للدموع في الشوارع والساحات يلوث هواء المدينة ، ويتسلل من فرجات الأبواب والنوافذ إلى غرف المستشفيات والبيوت.

    ***- وصحف النظام ما تفتأ ، أثناء ذلك ، تلعب دورها المرسوم ، فتختزل الطوفان بأسره في محض ‘عناصر مخربة تحدث بعض الشغب!’ ، و’غوغاء يخربون ممتلكات المواطنين!’ ، و’فلول أحزاب عقائدية تطل برأسها من جديد’! كل ذلك بأمل محاصرة وإيقاف المد الشعبي الزاحف بإصرار ، والذي لم يشهد النظام له مثيلاً من قبل .. ولكن هيهات!

    ***- ظلت بيانات ومنشورات القوى السياسية والنقابية تصدر ، أثناء ذلك ، ممجدة لانتفاضة الشعب الباسلة ، ومحرضة لجماهيرها على التمسك بأهدافها الباسلة ، وعلى الاستمرار في الاضراب وتوسيع قاعدته. وفي صلاة الجمعة ، بتاريخ الخامس من أبريل ، ظهر الصادق المهدي ، فجأة ، بين أنصاره ، يؤمهم بجامع السيد عبد الرحمن ، مفتتحاً الخطبة بقوله تعالى:
    ‘حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرسُلُ وظنوا أنهُم قد كُذبُوا جاءَهُم نصرُنا فَنُجيَ مَن نشاءُ ولا يُرَد بَأْسُنا عن القوم المُجرمين’ (110 ؛ يوسف)

    ***- وحيا حيوية الشعب وإقدامه ، ونبه إلى أن شعاعات الصبح قد أسفرت واتحدت الكلمة ، وحض على مواصلة الانتفاضة حتى سقوط النظام ، ثم ما لبث أن نزل من المنبر ، ليعود للاختفاء ، متسللاً من باب خلفي!

  18. لوكان سيدهم أباح واعلن عن هواه صرح
    كان الفؤاد ارتاح وانا كنت ليهو مشيت
    يارييت يارييت يارييت

    لكن ماظنيت يا استاذ بكري
    املنا في الله و الشعب الفضل
    والله كريم  

  19. قراءات فى إنتفاضة 6 أبريل…دعوه للتوثيق والتحليل!!
    **************************************************
    بقلم الاستاذة:
    شيـراز محمد عبـدالحي
    01-04-2009,
    ————-
    ها مرة أخرى سنخرج للشوارع شاهرين هتافنا
    ولسوف تلقانا الشوارع بالبسالات المضادة
    للعساكر
    والمساخر
    والخنوع
    يأيها الماضون فى شفق المشارق باليارق والبريق
    يأيها الآتون من صدف الجسارة بالسحائب والحريق

    يأخوتى
    ضيقوا ليتسع الطريق
    هذي الشوارع علمتنا أن نكون …ان نبر البرتقالة
    ان نموت فدى الرحيق
    يا روعة الابنوس
    يا جرح التبلدي
    يا فنارات الموانى
    يا نخيل
    يا ملة الصرعى وابناء السبيل
    يا اخوتى الشهداء فى الموت الجميل
    يا اخوتى الشعراء من هذا القبيل
    يا اخوتى الجوعى
    لنحتل الموائد.. ثم دور النشر
    …ننشر صورة لالهة…
    ثم نكتب تحتها…
    ماريل تنهشها العساكر
    والشريعيون والذمم الؤمركة البغيضه
    ..البعوض …السل
    الآسن العميق
    ..
    والشعر الصفف…عاهرات القصر
    ولا تموت لا تموت….
    ها مرة اخرى سنصعد فوق هذا الاختناق الى عناق البندقيه
    سيدى…ان الرصاصة موعدى للاحتفاء بوجه ماريل الحبيبه

    السلام عليك يا وطنى والصلاة عليك يا طيب الاسماء …يا كفنى
    ويا سخط الجموع..

  20. بلا وانجلا ، بلا وانجلا
    للشاعر : محجوب محمد شريف
    ************************

    حمداً لله ألف على السلامة
    انهد كتف المقصلة

    السجن ترباسو انخلع
    تحت انفجار الزلزلة
    والشعب بي أسرو اندلع
    حرر مساجينو وطلع
    قرر ختام المهزلة

    يا شارعاً سوى البدع
    أذهلت أسماع الملا
    بئس الذي بيك ازدرى
    كالبحر داوى الجلجلة
    فتحت شبابيك المدن
    للشمس يتشابى الخلا

    شفت البنادق فى السماء
    الضبط والربط انتمي
    للشعب شعب الملحمة
    الصرخة كانت همهمة
    والهبة كانت ململة

    سداً منيعاً يا وطن
    صه يا طنين البلبلة
    أبداً لحكم الفرد لا
    بالدم لحكم الفرد لا
    تحيا الديمقراطية صاح
    نفديك يا مستقبلا

  21. اخـوي الـحـبـوب،
    [نادر،
    تحياتي ومـودتي، وجـمعة مباركة باذن الله تعالي عليك وعلي الجميع، وكل ستة ابريل والجميع بخير، متمنيآ ان يعود علينا وقبل العام القادم بالحرية الكاملة وتعود السيادة لاهلها كاملة، اللهم حقق الأمنية وانت القائل ” ادعوني استجب لكم”.

    ***- ونعم الكلام ماقلت يا نادر “املنا في الله و الشعب الفضل
    والله كريم”.

    واسـمح لي بان اهديك ملف انتفاضة 6 ابريل، والتي كتبها الأستاذ كمال الجزولي تحت عنوان:( انتهت اللعبة).

    توثيـــق نـادر
    ***************

    انتهت اللعبة
    *************
    رزنامة الأسبوع 27 مارس – 2 أبريل 2007

    (1)

    ضحى الثاني من أبريل 1985م.
    ****************************
    سيَّارة مسرعة تعبُر جسر النيل الأبيض باتجاه أم درمان ، ومنصَّة منصوبة قبالة الواجهة الجنوبيَّة للقصر الجمهوري بالخرطوم! خلف مقود السيَّارة رجل يسابق الزمن ، متمنيَّاً لو أن ساعات اليوم تطول أكثر من مجرَّد أربع وعشرين ، وفوق المنصَّة ثلة من كولونيلات النميري ودكاترته وموظفي اتحاده الاشتراكي ، يتناوبون الهدير بكلام هم آخر من يعلم أن نصفه محتشد حتى أسنانه بالمفارقات ، وأن نصفه الآخر فارغ تماماً من أيِّ معنى! فأبو ساق يُهَسْتِر محرِّضاً: “أضربوهم ضرب العقارب” ، دون أن تكون لديه أدنى قدرة ليعرف مَن سيضرب مَن خلال الأيام القليلة القادمة! وأبو القاسم يبتدئ كلَّ جملة بحرف التوكيد والنصب (إنَّ) ، دون أن يفكر حتى في ما سينتهي إليه من (خبر) لتلك الـ (إنَّ)!

    وفي الحقيقة كان يلفهم أجمعين شعور عميق باليُتم ، جراء التوقيت غير الموفق الذي اختاره (رئيسهم القائد) كي يغيب عنهم ، يومها ، في أمريكا ، ويتركهم يواجهون وحدهم جماهير المستضعفين ، بعد أن هيَّجها عليهم بقوله ، في آخر خطبه ، ما لم تقله ماري أنطوانيت في زمانها عن .. (البقلاوة)! وإلى ذلك كان ثمَّة إحساس عارم بالغبن يعتمل في صدورهم ، يطيلون ، تحت وطأته ، التحديق ، بأعين واجفة وشفاه طبشوريَّة ، في جمع هزيل وقف أمامهم يصطلي ، مغلوباً على أمره ، بشواظٍ شمس آخذة في التلهُّب ، بينما غالبيَّته ما تنفكُّ تتضجَّر من الطريقة التي جرجروها بها ، حتف أنفها ، إلى ذلك المكان ، حيث لم يفلح سماسِرة المواكب في اصطياد عدد أكبر ، برغم المال السائب الذي جرى تبديده ، كالعادة ، ولكن للمرَّة الأخيرة ، في تحشيد ما أسموه ، يوم ذاك ، ويا كَم كانوا شطاراً ، فقط ، في اصطناع التسميات ، بـ .. (موكب الرَّدع)!
    ???????.
    ??????.
    كان المُستهدَف بذلك (الرَّدع) الحِراك النقابي والسياسي الذي علت هِمَّته ، أيامها ، أكثر من أيِّ وقت مضى ، وإلى الحدِّ الذي زرع ، ربما لأوَّل مرَّة ، خوفاً حقيقيَّاً في نفوس أولئك السادة الذين ما كانوا يتقنون غير التبضُّع بالشعارات الخاوية ، والتلهِّي بالكلام الساكت ، فإذا التبضُّع والتلهِّي لا يورثانهم ، في ذينك الزمان والمكان ، سوى الإحساس المرعب ببداية النهاية يسرى في دواخلهم مسرى الدَّم ، تماماً كجرذان السفينة المشرفة على الغرق!

    ومِن عجب أن مَن كانت معلوماتهم الأمنيَّة تشير ، ساعتها ، إلى أنه هو المُنسِّق الأساسي للحراك/المؤامرة ، هو أمين مكي مدني .. الرجل نفسه الذي كان جالساً ، في تلك اللحظات ذاتها ، خلف مقود سيَّارته ، وهي تنهب الأرض نهباً ، في وضح النهار ، وتمرق ، كما السهم ، من جسر النيل الأبيض باتجاه بيت الصادق المهدي في أم درمان!

    (2)

    مساء الثامن عشر من يناير 1985م.
    ********************************
    غداة إعدام الشهيد محمود محمد طه في السابع عشر من يناير ، إجتمع ، سِرَّاً ، ممثلو ثلاثة عشر نقابة ، على رأسها المحامون والأطباء والمهندسون والتأمينات وأساتذة الجامعات ، ليؤسِّسوا (التجمُّع النقابي) ، وليتداولوا خيارَي الاضراب أو تسيير موكب يسلم رئيس الجمهوريَّة مذكرة تطالب بإطلاق الحريات والحقوق ، وبالأخصِّ حريَّة العمل النقابي ، وإلغاء قانون النقابات ، وضمان استقلال القضاء ، والجامعات ، وحريَّة البحث العلمي ، واعتماد الحلِّ السلمي لما كان يُسمَّى ، حينها ، بـ (مشكلة الجنوب) ، فضلاً عن رفع المعاناة عن كاهل الجماهير ، وما إلى ذلك. وبدا الرأي الغالب أميَلَ للمزاوجة بين الخيارين.

    من جهتها ، كانت أحزاب الأمَّة والاتحادي والشيوعي قد عكفت ، أصلاً ، ومنذ العام 1984م ، على بلورة (ميثاق) يوحِّد العمل الوطني الديموقراطي للاطاحة بالنظام بين أطراف جبهة المعارضة ، بما فيها الكتلة السياسيَّة التي كانت قد ائتلفت ، قبل سنوات من ذلك ، مع حزب البعث ، في ما عُرف بـ (تجمُّع الشعب السوداني).

    (3)

    صباح السادس والعشرين من مارس 1985م.
    ************************************
    بادر طلاب جامعة أم درمان الاسلاميَّة بالضربة الأولى على رأس المسمار ، حيث سيَّر اتحادهم موكباً جسوراً جاب وسط المدينة ، لتلتحم معه أعداد غفيرة من الكادحين في منطقة السوق. وإن هيَ إلا ساعات حتى كانت أصداء الحدث تتمايح ، رويداً رويداً ، وتنداح إلى كل مواقع العمل والسكن في العاصمة المثلثة. وبدأت الجماهير تتدفق إلى الشوارع تدخل في صدام مكشوف مع ما عُرف ، آنذاك ، بـ (نظام الجوع والارهاب). فإذا بعطر أكتوبر يضوع ، بسرعة البرق ، وإذا بالشعب يغدو واضحاً أنه على أتمِّ الاستعداد للفداء في سبيل الاطاحة بالنظام ، وإذا بذلك كله يطرح من المهام الاضافيَّة ، أمام القوى النقابيَّة والسياسيَّة ، ما استوجب الاسراع بالتصدِّي له!

    (4)

    صباح الثامن والعشرين من مارس 1985م.
    **********************************
    حدث مفاجئ كاد يربك حسابات التجمُّع النقابي! إجتمعت الجمعيَّة العموميَّة للهيئة النقابيَّة الفرعيَّة لأطباء مستشفى الخرطوم بقيادة نقيبها أحمد التيجاني الطاهر ، وقرَّرت الاضراب ، منفردة ، حتى الثلاثين من مارس ، إحتجاجاً على القمع الوحشيِّ الذي واجه به النظام المتظاهرين في الشوارع طوال اليومين الماضيين ، وكان من نتائجه اكتظاظ المشرحة والعنابر وعيادات الطوارئ بالشهداء والجرحى. أصدرت الفرعيَّة بياناً أعلنت فيه قرارها ، ودعت فيه مركزيَّتها ، بقيادة نقيب الأطباء الجزولي دفع الله ، وسائر النقابات الأخرى ، للدخول في إضراب سياسي لإسقاط النظام!

    صار لا بُدَّ من عقد اجتماع عاجل للتجمُّع النقابي لاتخاذ قرار حاسم بشأن تلك الخطوة ، إما بالاستمرار في التحضير للموكب والمذكرة ، أو بالدخول ، فوراً ، في إضراب يؤازر تلك الفرعيَّة. واستقرَّ الرأي ، عبر اتصالات سريعة ومضنية ، على عقد ذلك الاجتماع مساء نفس اليوم ، بدار نقابة المحامين القديمة بشارع كلوزيوم بالخرطوم.

    (5)

    مساء الثامن والعشرين من مارس 1985م.
    *************************************
    في الموعد المحدَّد للاجتماع ، وقع حدث آخر كاد يربك ، أيضاً ، حسابات الجميع! تقاطرت ، فجأة ، إلى دار النقابة ، ومن كل أنحاء العاصمة المثلثة ، جموع غفيرة من المحامين الذين اتضح أن تسريباً مغلوطاً قد وصل إليهم يدعوهم للاحتشاد هناك! أيَّاً كان الأمر ، فقد أمسى مناخ الدار غير مناسب لعقد الاجتماع! بل لقد تعذرت تماماً ، وسط ذلك الحشد الذي كان في أعلى درجات التعبئة ، حتى مواصلة التشاور الموسَّع حول ما يمكن عمله لإنقاذ الوضع ، والذي بدأ ، تلقائيَّاً ، بين العدد القليل من الحاضرين من مجلس النقابة وبين بعض المحامين الناشطين في معاونة المجلس من خارجه ، وكنت واحداً منهم. فاقترح النقيب ميرغني النصري الدخول إلى مكتبه لإتمام التشاور بهدوء وسرعة!
    ???????.
    ??????.
    داخل مكتب النقيب كنا ما بين 12 ـ 15 شخصاً ، وكان وكيل النقابة ، حينها ، عمر عبد العاطي ، واقفاً على الباب يسدُّ مصراعيه بجسمه من الداخل. لكن ما أن بدأنا الحديث ، حتى سمعنا طرقاً على الباب ، وحركة دفع وجلبة غير عاديَّتين. قطعنا الحديث ، واضطر عمر لفتح الباب ، فكان بمستطاع كل منا أن يرى ، بوضوح ، أن وريقة قد سُلمت لعمر ، وأنه بدأ يطالعها وهو ما يزال واقفاً بالباب من الداخل ، وأن أربعة غرباء يقفون بالباب من الخارج ، على حين كان مشهد المكتب مكشوفاً لأربعتهم بالكامل!

    لحظات ، ثمَّ التفت إلينا عمر قائلاً بصوت جهوري:
    ـ “يا أساتذة .. الجماعة ديل من الأمن ، ومعاهم أمر قبض على بعض الأسماء ، فرجاءً البسمع إسمو يطلع ليهم: عمر عبد العاطي ، سليم عيسى ، أمين مكي مدني ، مصطفى عبد القادر ، كمال الجزولي ، و ..”!

    أسماء أخرى أنستنيها الذاكرة الضعيفة. غير أنني أذكر جيِّداً أن أمين مكي كان غائباً بلندن ، وقتها ، ولم يعُد إلا في الثلاثين من مارس ، وأن أفراد الأمن لم يتعرَّفوا ، في ما بدا واضحاً ، على أغلب المطلوبين ، بما فيهم عمر نفسه ، علاوة على أن إيماءات ندَّت عنهم أوحت بأنهم قد تعرَّفوا علينا ، مصطفى وشخصي ، فلم يكن ثمَّة مناص من إنهاء المسألة بخروجنا معهم .. وفوراً!

    (6)

    صباح التاسع والعشرين من مارس 1985م.
    **************************************
    بتنا ليلتنا تلك في زنازين الجهاز. وفجر اليوم أخرجونا إلى حيث كان بانتظارنا ميني بص صعدنا إليه فوجدنا بداخله كلاً من بكري عديل والجزولي دفع الله ومحمد الأمين التوم وحسين أبو صالح ومروان حامد الرشيد ومامون محمد حسين ، فضلاً عن البطلين: محمد احمد سلامة رئيس اتحاد جامعة أم درمان الاسلاميَّة ، ومحي الدين محمد عبد الله سكرتير الاتحاد. فعلمنا منهم أنهم اعتقلوا جميعاً مساء البارحة ، وأنهم باتوا ، مثلنا ، في زنازين الجهاز.

    إتخذ الميني بص طريقه باتجاه الشمال ، وغشي سجن كوبر ، حيث أنزلوا مروان ، ثم واصل سيره ، طاوياً بحري وريفها الشمالي ، حتى بلغ بنا إلى سجن دبك على الضفة الشرقيَّة للنيل!
    ???????.
    ???????.
    أودعونا عنبراً تفوح منه رائحة الخفافيش النافقة ، في قِسم به عنبر آخر مشابه فتحوه ، في اليوم التالي ، لاستقبال منسوبي حركة الترابي المعتقلين ، والمُرحَّلين إلى هناك من سجن سواكن. وكانوا ، إلى ما قبل أسابيع من بداية الانتفاضة ، حلفاء للنميري الذي ما لبث أن شنَّ عليهم جردة اعتقالات وملاحقة في إطار (نكبة البرامكة) التي حلت بهم آنذاك!

    بدا واضحاً أن القِسم ظلَّ مغلقاً لسنوات ، وأنه جرى تجهيزه ، على عجل ، لاستقبالنا ، لكن بيئته كانت ما تزال رديئة ، حتى أن بكري عديل فضل أن يسحب سريره من داخل العنبر ليستقرَّ به تحت ظلِّ شجرة أمامه. وسرعان ما أصبح ذلك السرير ملتقى سحابات نهارنا ، نناقش ، ونحلل ، ونحاول ، في عزلتنا تلك ، حيث لا جرائد تصل ولا راديو يُسعِف ، استقراء ما قد تكون سارت عليه الأحداث منذ اعتقالنا!

    (7)

    مساء الأوَّل وضحى الثاني من أبريل 1985م.
    **************************************
    علمنا ، لاحقاً ، أن التجمُّع النقابيَّ تمكن من تجاوز ارتباك أمسية الثامن والعشرين من مارس ، وأن مشاوراته تواصلت باتجاه تسيير موكب ، حدَّد له الثالث من أبريل موعداً ، لتسليم مذكرته إلى السلطة ، وأنه عقد ، مساء الأول من أبريل ، عشيَّة (موكب الرَّدع) ، أحد أهمِّ اجتماعاته ، على نجيل نادي الخريجين بالخرطوم بحري ، حيث خلص إلى وضع تصوُّره النهائيِّ للموكب ، وللمذكرة ، ولتصعيد المواجهة ، ثمَّ كلف أمين مكي بحمل تلك المقترحات إلى القوى السياسيَّة.
    ???????.
    ???????.
    هكذا ، وعندما وصل أمين إلى منزل الصادق ، ضحى اليوم التالي ، الثاني من أبريل ، في سباق مع (موكب الرَّدع) ، كان الأخير يتأهَّب للاختفاء تفادياً لشلِّ حركته في تلك الظروف. هكذا ، وعلى عجل ، سلمه أمين تصوُّر النقابات ، واستلم منه الميثاق المقترح من القوى السياسيَّة ، مكتوباً بخط يده ، كما حصُل منه ، مثلما كان قد حصُل ، قبلها ، من القوى السياسيَّة الأخرى ، على دعم وتوجيه بالمشاركة في موكب الغد ، ثمَّ اتفق الرجلان على استمرار اتصالاتهما عن طريق المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام وآخرين.
    ???????.
    ???????.
    خرج أمين من بيت الصادق ، ليلحق باجتماع سكرتاريَّة التجمُّع النقابي ، عند الظهر ، بمكتب عثمان عبد العاطي في وسط الخرطوم ، حيث استنسخت صور من بيان جماهيريٍّ أعِدَّ لأغراض الموكب ، يزاوج بين أعم مشتركات النقابات والأحزاب. وفي المساء انعقد اجتماع آخر للتجمُّع النقابي في منزل بمنطقة كوبر ببحري ، وُضِعت فيه اللمسات الأخيرة على جهود التحضير للموكب والمذكرة.

    (8)

    نهار الثالث من أبريل 1985م.
    ***************************
    غير مسبوق ، بكل المعايير ، هذا الانفجار الجماهيريُّ الذي ظلَّ يشهده وسط الخرطوم ، منذ الصباح الباكر. فقد أخذت جموع المواطنين والعاملين تتقاطر ، على بكرة أبيها ، وتتجمَّع ، نساءً ورجالاً ، شيباً وشباباً ، حتى الكسيح جاء محمولاً على ظهر الأعمى ، لتتدفق أنهاراً ، ومن كلِّ فجٍّ عميق ، صوب شارع القصر ، تملأه حتى يفيض ، من السكة حديد إلى ساحة الشهداء ، وتتمركز ، بالأخصِّ ، في ما يشبه التحدِّي لموكب (ردع) البارحة ، في ذات الساحة! لكن .. شتان بين هذا الطوفان البشري الهادر ، وبين ذلك الجمع الهزيل الذي تمت جرجرته بالأمس إلى هنا ، ليستمع ، متضجِّراً ، إلى مبتدءات (إنَّ) التي لا (خبر) لها ، وليتلقى ، مستهزئاً ، تحريضات (ضرب العقارب) في الجحور! لقد كان أكتوبر آخر يتخلق في تلك اللحظة ، وساعة النظام قد أزفت لا ريب فيها!
    ???????.
    ???????.
    في ما بعد حدَّثني عمر عبد العاطي ، قال:
    ـ “رغم كل الجهد الذي بذلناه في صياغة بيان التجمُّع النقابي كي يجئ معبِّئاً للجماهير بقوَّة ، إلا أنني ، وأقسم بالله العظيم ، حين رفعوني بالقرب من سور مستشفى الخرطوم لألقيه ، وواجهت مئات الآلاف من العيون التي تقدح شرراً ، وغضباً ، ورفضاً ، وتصميماً ، أحسست بالقشعريرة تسري في أوصالي ، وتأكد لي أن كارثة ما ستحيق ، حتماً ، بنا ، نحن أنفسنا قادة ذلك الموكب المهيب ، إذا لم أتصرَّف أثناء الإلقاء ، على نحو ما ، باختزال بعض فقرات ذلك البيان وعباراته ، وبشحن الأخريات بشحنات إضافيَّة من مزاج تلك اللحظة الشعبيَّة المتفجِّرة بالسخط والثورة .. وقد كان”!

    (9)

    الرابع والخامس من أبريل 1985م.
    ****************************
    أخذت في التصاعد ، أكثر فأكثر ، حركة النقابات والأحزاب ، واكتظت الشوارع بالهتافات الداوية ترفع شعارات الاضراب السياسي ، والعصيان المدني ، وتدعو لإسقاط النظام ، والقصاص من قادته ورموزه ، في ذات الوقت الذي راح يستعر فيه نشاط جهاز الأمن متجاوزاً لكلِّ الحدود ، حتى لقد ازداد تساقط الشهداء ، وعلى رأسهم الشهيد عبد الجليل طه ، والشهيد أزهري مصطفى ، والشهيدة الطفلة ذات العام الواحد مشاعر محمد عبد الله ، وغيرهم ، جرَّاء إطلاق زبانية النميري الذين اندسُّوا وسط المتظاهرين رصاصهم الحيَّ عليهم من مسافات قريبة لا تزيد على المترين! وضاقت الزنازين بالمعتقلين ، ما أنْ تفرغهم شاحنات الأجهزة بالمئات في السجون ، حتى تعود لتمتلئ بغيرهم! وإلى ذلك عاثت الهرَّاوات الغليظة ، والعصيُّ الكهربائيَّة ، تنكيلاً في جموع الثوار العُزَّل إلا من تصميمهم على إسقاط النظام البغيض. وانتشر الغاز المسيِّل للدموع في الشوارع والساحات يلوِّث هواء المدينة ، ويتسلل من فرجات الأبواب والنوافذ إلى غرف المستشفيات والبيوت. وصحف النظام ما تفتأ ، أثناء ذلك ، تلعب دورها المرسوم ، فتختزل الطوفان بأسره في محض “عناصر مخربة تحدث بعض الشغب!” ، و”غوغاء يخربون ممتلكات المواطنين!” ، و”فلول أحزاب عقائديَّة تطلُّ برأسها من جديد”! كل ذلك بأمل محاصرة وإيقاف المدِّ الشعبيِّ الزاحف بإصرار ، والذي لم يشهد النظام له مثيلاً من قبل .. ولكن هيهات!
    ???????.
    ???????.
    ظلت بيانات ومنشورات القوى السياسيَّة والنقابيَّة تصدر ، أثناء ذلك ، ممجِّدة لانتفاضة الشعب الباسلة ، ومحرِّضة لجماهيرها على التمسُّك بأهدافها الباسلة ، وعلى الاستمرار في الاضراب وتوسيع قاعدته. وفي صلاة الجمعة ، بتاريخ الخامس من أبريل ، ظهر الصادق المهدي ، فجأة ، بين أنصاره ، يؤمهم بجامع السيد عبد الرحمن ، مفتتحاً الخطبة بقوله تعالى:

    “حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وظنُّوا أنَّهُم قد كُذِّبُوا جاءَهُم نصرُنا فَنُجِّيَ مَن نشاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنا عن القوم المُجرمين” (110 ؛ يوسف)

    وحيَّا حيويَّة الشعب وإقدامه ، ونبَّه إلى أن شعاعات الصبح قد أسفرت واتحدت الكلمة ، وحضَّ على مواصلة الانتفاضة حتى سقوط النظام ، ثم ما لبث أن نزل من المنبر ، ليعود للاختفاء ، متسللاً من باب خلفيٍّ!

    (10)

    مساء الخامس وفجر السادس من أبريل 1985م.
    ***************************************
    توالى حضور مندوبي التجمُّعين النقابي والحزبي إلى المنزل الذي جرى تأمينه ، بحيِّ العمارات بالخرطوم ، لعقد أوَّل اجتماع مشترك بين الطرفين بشكل مباشر ، بعد أن كان التنسيق غير المباشر يتمُّ بينهما ، حتى ذلك الوقت ، عن طريق أمين مكي الذي اختفى عقب موكب الثالث من أبريل مباشرة ، ثمَّ حضر مساء اليوم إلى مكان الاجتماع بصحبة عمر عبد العاطي ، مندوب المحامين الذي اختفى هو الآخر. وحضر عبد الرحمن إدريس عن الأطباء ، وعوض الكريم محمد احمد عن المهندسين ، وعبد العزيز دفع الله عن التأمينات ، وعلي عبد الله عباس عن أساتذة جامعة الخرطوم. كما حضر المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام عن حزب الأمة ، وسيد احمد الحسين والمرحوم ابراهيم حمد عن الاتحاديين ، ومحجوب عثمان عن الشيوعيين.

    كان الاجتماع عاصفاً ، تخللته حِدَّة وملاسنات وعنفٌ لفظيٌّ متبادَل ، خاصة بين عبد الرحمن إدريس وعمر نور الدائم ، مِمَّا كاد يودي به إلى الفشل في أكثر من لحظة ، لولا تدخلات محجوب عثمان!

    تركزت نقاط الخلاف ، أساساً ، حول رئاسة الوزراء الانتقاليَّة التي كان التجمُّع النقابي يطالب بها ، وإلى ذلك مطالبته بأن تخصَّص له نسبة 60% من مقاعد مجلس الوزراء الانتقالي ، علاوة على مطالبته بأن تكون الفترة الانتقاليَّة ثلاث سنوات ، مقابل مطالبة الأحزاب بألا تتجاوز الفترة سنة واحدة.

    أخيراً ، وعند الثالثة من صباح السادس من أبريل ، تمكن الاجتماع من التوصُّل إلى صيغة توافقيَّة لما صار يُعرف بـ (ميثاق التجمع الوطني الديموقراطي) ، صاغها أمين مكي بخط يده ، وأرفق معها ، وفق ما قرَّر الاجتماع ، النقاط الخلافيَّة التي كانت ما تزال عالقة حتى ذلك الحين ، لكن لم يُعلن عنها مطلقاً في أيِّ وقت بعد ذلك! واستطراداً ، فقد تمَّ تجاوزها ، عمليَّاً ، في ما بعد ، وبالأخص الخلاف حول مدى الفترة الانتقاليَّة ، حيث تنازل التجمُّع النقابي عن مطلبه بشأنها حين قامت لديه استرابة جديَّة في الأسلوب الذي جرى به الاعلان عن تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ، والمناورات التي انتهجها في أيامه الأولى ، فأوحت بتطلعه للعب دور سياسيٍّ أكبر في تقرير مصير الانتفاضة!
    ???????.
    ???????.
    على حين كان اجتماع (التجمُّعين) ذاك ما يزال منعقداً ، كان ثمَّة حدثان آخران ، لا يقلان جسامة ، يجريان على جبهة النظام وما تبقى له من (فتافيت) السلطة!

    فمن ناحية كان كبار قادة القوَّات المسلحة ، وقتها ، يعقدون اجتماعاً تاريخيَّاً آخر ، في القيادة العامَّة ، مع المشير سوار الدهب ، القائد العام ووزير الدفاع ، ويضغطون عليه ضغطاً مكثفاً كي يوافق على إعلان انحيازهم للانتفاضة بالاطاحة بالنظام ، ورئيسه ، وأجهزة حكمه. وقد نجحوا في ذلك ، بالفعل ، مع الساعات الأولى لفجر السادس من أبريل!

    لكن ، من الناحية الأخرى ، وفي ذات تلك اللحظات العصيبة ، كان اللواء عمر محمد الطيِّب ، النائب الأوَّل لرئيس الجمهوريَّة ورئيس جهاز الأمن ، يحاول اللعب بآخر كرت توهَّم أنه ما زال في جيبه! فعندما أحسَّ ، على ما يبدو ، بتحرُّكات كبار القادة ، بعث ، مع اثنين من كبار ضباطه ، برسالة شفهيَّة تنضح بالسذاجة واليأس إلى ممثلين لجهاز الاستخبارات الأمريكى CIA ، كانا ناشطين ، بعلم الجهاز ، خلف قناع دبلوماسيٍّ من داخل سفارة بلادهم بالخرطوم ، طالباً تدخل قوات الانتشار السريع من القواعد المتوسِّطيَّة لحماية (البلاد!) ، بزعم اكتشاف مخططٍ ليبيٍّ لشن غزو داهم على السودان خلال الساعات القادمة! غير أن الردَّ الصاعق سرعان ما جاء ، شفاهة أيضاً ، من ذينك المندوبَين إلى رسولي اللواء عمر ، بأنه لم يعُد ثمة متسع من الوقت لمساعدة (النظام!) ، فقد انتهت اللعبة the game is over! ، على حدِّ تعبيرهما ، وليس بمستطاع أيَّة قوَّة على الأرض أن توقف الانقلاب الذي سيقع بعد قليل ، والذي ائتمر قادة الجيش على تنفيذه انحيازاً للانتفاضة الشعبيَّة!

    الشاهد أن الاجتماع التاريخيَّ (الأوَّل) لـ (التجمُّع الوطني الديموقراطي) الذي انعقد وأنجز (ميثاقه) ، إنما كان يجري في سباق محموم مع قرار القوَّات المسلحة بالاطاحة بالنظام ، ومؤامرة جهاز الأمن لخنق الانتفاضة!
    ???????.
    ???????.
    مع البيَّاح ، فجر السادس من أبريل ، إنفضَّ ذلك الاجتماع ، حيث قرَّر أمين مكي والمرحوم عمر نور الدائم قضاء ما تبقى من وقت حتى شروق الشمس في نفس المنزل ، بينما راح الآخرون يتسللون ، تحت جنح الظلام ، ليتفرَّقوا في شوارع حيِّ العمارات.

    خرج عمر عبد العاطي بصحبة عبد العزيز دفع الله قاصِدَين سيَّارة عمر التي كان قد جاء بها مع أمين ، أوَّل المساء ، وأوقفها أمام منزل أحد أصدقائه ، على بُعد شارعين من مكان الاجتماع! وهو نفس المنزل الذي غشيه معظم ممثلي النقابات والأحزاب ، ومنه تحرَّكوا إلى مكان الاجتماع! لكن ما كاد عمر وعبد العزيز يقتربان من السيَّارة حتى اكتشفا أنها مفتوحة ، وأن (مجهولين) ينتظرون بداخلها مستغرقين في غفوة ، فأطلق الاثنان سيقانهم للريح! وعندما أحسَّ (أهل الكهف) بحركتهما ، أفاقوا ، لتشهد شوارع الحيِّ الهادئ مطاردة عنيفة ما كان عمر ليتصوَّر أنه يقدر عليها ، وهو الذي يشكو من آلام الظهر والمفاصل! في ما بعد اتضح أن شقيق زوجة صاحب المنزل ، والذي شارك في استقبال كل ضيوف صهره قبل أن يتوجَّهوا إلى اجتماعهم ، عضو بالجهاز! ولولا أنه انشغل أكثر شئ بالمسارعة للابلاغ عنهم ، قبل أن يعرف المكان الذي توجَّهوا إليه من منزل صهره ، لما قامت لذلك الاجتماع التاريخيِّ قائمة!

    واستطراداً ، فإن الوحيد الذى عثروا عليه واعتقلوه ، ذلك المساء ، هو التيجاني الكارب الذي كان قد أوصل المرحوم عمر نور الدائم والمرحوم صلاح عبد السلام بسيارته إلى ذلك المنزل ، ثمَّ عاد إلى بيته ، حتى قبل أن يبدأ المندوبون في التوجُّه إلي مكان الاجتماع! وهكذا قدِّر للكارب أن يكون آخر مواطن تعتقله سلطة نميري ، وهي في برزخ المنزلة بين المنزلتين ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، قبل سقوطها الداوي!

    (11)

    نهار السادس من أبريل 1985م.
    **************************
    لم يقيَّض لنا ، بطبيعة الحال ، إلا بعد عودتنا من دبك ، أن نعلم بكل تلك التفاصيل ، خاصة أحداث الثالث من أبريل والأيام الثلاثة التالية. ومع ذلك لم يخلُ ملتقانا حول (سرير بكري) من بعض (التسريبات) الشحيحة ، الله وحده يعلم بمصدرها! فهناك بلغتنا بعض أصداء الموكب. وهناك علمنا أن الأمور لم تنته بنهايته ، بل ما تزال ثمة أحداث تجري ، وما تزال الجماهير في الشوارع. وهناك رفعت من معنوياتنا ، بخاصَّة ، أخبارٌ لم تتأكد لنا ، إلا لاحقاً ، عن تغييرات ذات مغزى في مواقف القوَّات النظاميَّة والعاملين بجهازي الاذاعة والتلفزيون! لكن حصولنا على مصدر موثوق به لتلقي أخبار البي بي سي ومونتي كارلو ، أوَّلاً بأوَّل ، كان له أكبر الأثر على حياتنا في ما تبقى لنا من أيام هناك! وعلى أهميَّة كل أخبار السودان التي ارتقت ، فجأة ، إلى واجهة نشرات المحطتين ، إلا أن ثمَّة تقريرين خبريَّين كان لهما دويُّ الزلازل ، في نفوسنا ، ودمدمة البراكين: أولهما تمحور حول التصريح الجسور الذي أدلى به سفير السودان لدى باكستان ، وقتها ، صديقنا الحبيب محمد المكي ابراهيم ، عقب انقطاع أخبار الأحداث في إثر إضراب العاملين بالإذاعة والتلفزيون ، يؤكد فيه انتصار الانتفاضة وزوال النظام فعلياً! أما الآخر فقد اتصل سياقه ، بدءاً من تأكيد ملازمة الجماهير للشوارع ، ومبيتها الليالي فوق الجسور ، وانتقال الانتفاضة إلى أنحاء السودان الأخرى ، وانتهاءً ببيان المشير سوار الدهب يعلن ، صباح السادس من أبريل الأغر ، عن انحياز القوَّات المسلحة إلى الإرادة الشعبيَّة!
    ???????.
    ???????.
    عند ذلك الحدِّ كانت قد انتفت ، بطبيعة الحال ، كل مبرِّرات وجودنا في ذلك المكان. ولكن .. من يقنع مدير سجن دبك؟! سمع بأذنيه البيان في نشرة السادسة صباحاً ، فسارع بإحضار خروف نحره تحت أقدامنا ، وهو ما ينفكُّ يهتف بأعلى صوته ، في وسط السجن ، والدموع الصادقة تنهمر مدرارة من عينيه: “جيش واحد .. شعب واحد” ، “عاش نضال الشعب السوداني” ، ونحن نردِّد الهتافات من ورائه ، ولا يكاد يكفُّ عن رفع ساعديه يهزُّهما فوق رءوسنا على أنغام الأغنيات والأناشيد الوطنيَّة يصدح بها جهاز الترانزيستور الصغير الذي أخرجناه للعلن ، وأدرناه بأعلى صوت أيضاً ، دون أن يبدي اهتماماً بمعرفة الطريقة التي تسرب بها إلينا!

    كل ذلك كان ، بالطبع ، وتحت تلك الظروف ، طيِّباً جداً ، ومدعاة لسعادة حقيقيَّة ، إلا شئ واحد .. أن سيادته لم يُبدِ أيَّ استعداد كي يفتح أبواب السجن ليدعنا نخرج! كان ، كلما أثرنا معه هذا الموضوع ، يصيح آمراً المساجين الذين أحضرهم لإعداد الطعام:

    ـ “يا آدم استعجل المرارة .. يا هارون سِيب الفِي إيدَّك ده ونضِّف الكَمُّونيَّة كويِّس .. وانت يا كوكو لِحَدِّي دِلوَكت ما جهَّزتَ البصل والشطة”؟!

    و .. لم يستطع أيٌّ منا أن يقنعه ، في تلك اللحظات ، بأننا لا نريد كَمُّونيَّة ولا مرارة ، بقدر ما نريد أن نخرج .. أن نذهب إلى بيوتنا!

    تهامسنا بأن نصبر عليه ، فقد كان رجلاً طيِّباً ولطيفاً بحق. وبعد أن أكلنا سويِّاً الملح والمُلاح ، توجَّه إلى مكتبه ، فاجتمعنا وقرَّرنا أن نرسل إليه وفداً يناقشه هناك بهدوء. تم اختيار الوفد من حسين أبو صالح ومصطفى عبد القادر وشخصي. وفي المكتب تحدثنا ، وسقنا الحُجَّة تلو الحُجَّة ، حتى بحَّت أصواتنا ، وقلنا له إننا سمعنا من العساكر أن الناس زحفوا إلى سجن كوبر الأسود ، وتسلقوا أسواره المنيعة ، وحطموا بوَّاباته الغليظة ، وحرَّروا المعتقلين! لكن .. هل أجدى ذلك فتيلا؟! كلا .. مطلقاً ، فقد استعصم بمنطقه الذي أبى أن يتزحزح عنه قيد أنملة:

    ـ “الشغل شغل يا أساتذة .. أيْ نعم نميري انتهى ، لكن برضو لازم ننتظر التعليمات من الرئاسة ، فـ .. ساعدونا من فضلكم بالصبُر”!

    هكذا عدنا إلى من انتدبونا نجُرُّ أذيال الخيبة ، حيث اجتمعنا ، مرَّة أخرى ، وقرَّرنا ، احتراماً للرجل الذي أحسن معاملتنا طوال الأيام التي قضيناها بين ظهرانيه ، أن “نساعده من فضلنا بالصبُر” ، وأن نسلم أمرنا لعزيز مقتدر ، وأن نواصل الاستماع إلى الراديو ، عسى تتنزل علينا ، فجأة ، رحمة من عند الله وفرج قريب!
    ???????.
    ???????.
    قبيل المغرب بقليل جاء الفرج ، من جهتين لا جهة! فقد عاد أهالي قرية دبك من الخرطوم ، بعد أن قضوا سحابة نهارهم هناك يؤدون واجب الوطن ، ولمَّا علموا بأننا ما زلنا رهن الحبس ، هبُّوا لنجدتنا ، وأحضروا كل ما لديهم من وسائل توصيل ، حتى لواري التراب! تلازم ذلك ، في وقت واحد ، مع وصول عدد من سيارات ذوي وأصدقاء وزملاء بعضنا ، حيث كانوا قد قضوا اليوم بأكمله يبحثون عنا ، ولم يعرفوا بمكان اعتقالنا إلا متأخراً جداً! إكتظ الموقع بالرجال والنساء والأطفال وأبواق السيارات والهتافات والأناشيد المنطلقة من مكبِّرات الصوت ، فتنازل سيادة المدير عن موقفه ، بعد أن ظلَّ مرابضاً في مكتبه طوال اليوم يحاول الاتصال بـ (الرئاسة) ، حتى أصابه الإعياء واليأس من وصول (التعليمات)!

    هكذا عُدنا إلى بيوتنا ، ومنها إلى نادي أساتذة جامعة الخرطوم.
    ???????.
    ???????.
    حدَّثني أمين مكي ، لاحقاً ، بأنه حرص ، بعد إذاعة بيان سوار الدهب ، على استساخ صورة من (الميثاق) والنقاط الخلافيَّة بتوقيعات المندوبين ، وسلمها لعوض الكريم. ثمَّ قام ، في ما بعد ، بوضع أصل تلك الوثيقة في إطار زجاجيٍّ وسلمها للصادق المهدي. وأرجو أن تكون محفوظة ، الآن ، بدار الوثائق المركزيَّة ، فما أضرَّ بتاريخنا الوطني الحديث غير ضياع الكثير من مصادر وقائعه ، دُفن بعضها مع شهودها الموتى ، وترك ما تبقى منها لمشافهات الأحياء وذواكرهم الخربة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..