وجبات العشاء الدسمة تفقد القدرة على النوم

تعد نوعية الطعام المقدمة أثناء وجبة العشاء من أشهر العوامل المسببة لاضطرابات النوم والأرق، ولتفادي ذلك يوصي الأطباء بتقديم فترة الأكل لمنح المعدة المدة الزمنية الكافية لهضم الغذاء قبل الخلود إلى النوم مع الحرص على عدم الإكثار من الدهون والسكريات.

العرب سوسن ماهر

كشف خبراء التغذية أن وجبات العشاء الدسمة وملء المعدة بالطعام وتناول أطعمة بعينها، كفيلة بساعات قلق طويلة، تؤدي إلى فقدان القدرة على النوم، والتي تكون ناتجة عن تناول الأطعمة، التي ترفع ضغط الدم وتحفّز الدورة الدموية، وبالتالي تصعب الوصول للاسترخاء المطلوب للنوم.

ومن الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنّبها قبل النوم للحصول على الاسترخاء والنوم الهادئ، الأكلات الغنية بالدهون كالجبن والبطاطس المقلية والمكسرات، والتي يؤدي تناولها بكميات كبيرة ليلا إلى رفع مستوى السكر في الدم، وبالتالي زيادة الطاقة في الجسم، وتنشيط عمل الدورة الدموية، وهو أمر غير مطلوب قبل النوم ويزيد الأرق.

ويتسبب شرب القهوة والشاي ومشروبات الطاقة الأخرى قبل النوم، في رفع ضغط الدم، وبالتالي يصعب النوم، إلا أن لهذه القاعدة استثناء، إذ أن الأشخاص المعتادين على تناول كميات كبيرة من المنبهات، يمكنهم النوم حتى بعد تناول الشاي والقهوة مباشرة، لتراجع تأثير تلك المنبهات عليهم.

وتعتبر الشوكولاتة أيضا من المسبّبات الرئيسية لعدم النوم، لأنها تحتوي على مادة الثيوبرومين التي تحفّز الدورة الدموية، وتزيد الشعور باليقظة ولها تأثير مشابه للكافيين ولكن بنسبة أقل.
وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على نسبة أكبر من الثيوبرومين، لذلك فإن تناول قطعة منها قبل النوم، يؤجل النوم لساعات طويلة. ويعمل تناول البرتقال أو اليوسفي أو مشروبات العصائر الحمضية على زيادة مستوى القلق، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الحمض في هذه المواد، وهو ما يزيد من نشاط الجسم، مما يصعب الوصول إلى حالة الاسترخاء المطلوبة للنوم. ويفضّل تجنّب تناول النشويات ليلا، فبجانب أنها تزيد الوزن فهي أيضا تسبّب الأرق وفقدان القدرة على النوم.
ويذكر أن تناول المثلجات الغنية بالدهون قبل النوم، يحرم الجسم من فرصة كافية لحرق هذه الدهون، فضلا عن أن السكريات الموجودة بالمثلجات تمنح الجسم طاقة زائدة، تختزن فيه ثم تتحوّل إلى دهون، وهو ما يسبّب عدم الراحة أثناء النوم.

ويزيد العشاء بالبيتزا والمعجنات المليئة بالكربوهيدرات قبل النوم من إرهاق المعدة، نظرا لأن البيتزا لا تعتبر طعاما خفيفا على المعدة، وتقوم بوظيفة التحفيز على الارتجاع المعدي المريئي وتسبّب حرقة في البطن، كما أن معظم هذه المعجنات ترفع مؤشر نسبة السكر في الدم، ولهذا تتسبّب في تغيير مستوى سكر الدم، وتؤخر النوم وتتسبّب في الاستيقاظ ليلا.

وتحتوي معظم الحبوب على السكر المكرر بمقدار عال، كما أنها مليئة بالكربوهيدرات، ولهذا فهي قد تحدث انخفاضا أو ارتفاعا آنيا في مستوى السكر في الدم، ما يرهق الجسم في الليل كثيرا، أيضا الثوم الحار المليء بالتوابل يتسبّب في حرقة في المعدة، ويرهق كثيرا أصحاب المعدة الحسّاسة، ومن يعانون من الارتجاع المعدي المريئي.

ويقول د. محمد أبوبكر، استشاري أمراض الباطنة إن الحصول على الاسترخاء والنوم الهادئ، يتطلّب كمية مناسبة من هرمون الميلاتونين، الذي تساعد في إنتاجه العديدة من العوامل من بينها الظلام، وأيضا يتواجد في أنواع معيّنة من الأحماض الأمينية الموجودة في الأطعمة الغنية بالبروتينات كاللحوم.

الأكل الدسم يحرم الجسم من فرصة كافية لحرق هذه الدهون

وتابع: تناول خليط يتكوّن من البروتين مع قدر بسيط من النشويات، لتحفيز إنتاج هرمون الميلاتونين، يساعد على الاسترخاء والخلود إلى النوم.

ويشير د.أبوبكر، إلى أنه يجب الحرص على تناول الوجبات الخفيفة، والابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تسبّب الأرق واضطرابات النوم، إذ أن بعض الأطعمة تزيد نشاط الدورة الدموية وتصعب النوم، وتتسبّب في تعب الجسم طوال الليل، والاستيقاظ لساعات طويلة.

وتعتبر السلطة والخضار والفواكه من الوجبات الغذائية الخفيفة والمناسبة لتناولها قبل النوم باعتبارها من الوجبات الصحية. وهي من الأغذية الكاملة والغنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

ووفقا لوزارة الزراعة الأميركية فإن تناول الوجبات المنتظمة من الفواكه قد يخفض من خطر الإصابة بأمراض صحية خطيرة بما في ذلك حصى الكلى والسكتة الدماغية وأمراض القلب وفقدان العظام والسكري والسرطان. فعندما تأكل الفاكهة بدلا من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية يمكّن ذلك من تسهيل العلاجات والحميات للاحتفاظ بوزن صحي.

وأثبتت الدراسات الأميركية أن تناول وجبات خفيفة قبل النوم يساعد على فقدان الوزن الزائد، ذلك أن أي طعام يؤكل قبل النوم يؤثر، بشكل مباشر، على الوزن، فإذا كان من العناصر التي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة وعالية فإنه يسهم في زيادة الوزن والعكس صحيح. ويحسن تناول وجبة خفيفة، ليلا، جودة النوم، ويساعد الحفاظ على توازن الجسم بعدم الإفراط في صباح اليوم التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..