إيران والغرب.. جدلية الفرض والرفض

إيران والغرب….. جدلية الفرض والرفض

د. طه بامكار
[email protected]

الآلة الاعلامية الأمريكية الهائلة ضخمت الخطر الايراني مع قدوم الثورة الايرانية في 1979، ما أوجد رأيا عاما مضادا للثورة الإيرانية في الصحافة والرأي العام الخليجي رغم التصريحات التي أدلى بها قائد الثورة الإيرانية في حينها الإمام الخميني حول ضرورة استعادة القدس ومحاربة إسرائيل. منذ ذلك الحين استمرأت أمريكا واعتادت علي التنازلات الكبيرة من قادة الدول العربية، طبعا بإستثناء دولة سوريا وقائدها الشجاع.أخطأت أميركا في حساباتها حين ظنت أن كل من وجد في هذه المنطقة جغرافيا يمكن أن يكون مثل القادة العرب الذين يخافون من عصا الغرب ويلهثون وراء جزرتهم المسمومة. إعتادت أمريكا ان تفرض كل شروطها علي القادة العرب الذين يملكون قدرة فائقة وقابلية لتنفيذ تعليمات الغرب. استعانت أمريكا بأغلب الدول العربية لضرب وتدمير العراق. أمريكا بالتعاون مع قادة الدول العربية تتلاعب بقضية فلسطين، ومع صمت القادة العرب تقتل في الشعب الفلسطيني. بإستثناء سوريا كان موقف القادة العرب مخزيا في القضية الفلسطينية مقارنة مع موقف القادة الايرانيين الذي كان قويا ومشرفا.
السلوك التفاوضي بين الغرب والقادة العرب مختل وغير عادل بل هو أقرب الي الاملاءات. أمريكا هي التي تخطط لخارطة الشرق الاوسط الجديد بقبول عربي مريب. أمريكا هي التي تضع وتحدد مسارات التفاوض المجحفة في القضية الفلسطينية.أمريكا هي التي تحاول جاهدة لرسم خارطة طريق لعزل ايران سياسيا واقتصاديا عن المحيط العربي والاسلامي. القادة العرب يشترون السلاح بمليارات الدولارات هذا ماقالته صحيفة الديلي تلغراف في افتتاحيتها الاربعاء الماضي (“الإعلان عن عقد دول الخليج العربية أكبر صفقة في العالم في وقت السلم لإعادة التسلح، عن طريق شراء أسلحة أمريكية قيمتها 79 مليار جنيه استرليني، بما في ذلك نظم للدفاع الصاروخي، يعتبر تطورا جديدا في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه البرنامج النووي لطهران”.). إعترض الكونغرس علي هذه الصفقة ولكن اوباما يقول في تبريره ان هذه الصفقة توفر 70 الف فرصة عمل للولايات المتحدة بجانب اهميتها الجيوسياسية. وتتطرق الافتتاحية إلى موقف اسرائيل من الصفقة فتقول إن قبول اسرائيل بحصول “أعدائها العرب” على أسلحة متقدمة، يعكس اتفاق الطرفين، أي العرب وإسرائيل، على أن العدو الرئيسي بالنسبة لهما هو ايران وليس بعضها البعض. محور الطاقة النووية في ايران هو مايزعج ويقلق الغرب واسرائيل، ولكن التصدي وبيانات الاستنكار والعويل والشجب والتنديد تأتي من قبل القادة العرب كأن السلاح النووي الايراني موجه لضرب الامة العربية والاسلامية.
ايران أوسع فهما من أن تدير المعركة مع الممثلين ( القادة العرب) فهي تحاور بجدارة المخرجيين الحقيقيين في الغرب مباشرة. لا ينبغي لأمريكا ان تفرض كل شروطها، كما لا ينبغي لإيران ان ترفض كل المبادرات، هنالك مساحات تفاكرية ومساحات حوار كبيرة بين فرض الشروط من الغرب ورفض كل المبادرات من قبل ايران. علي الوسطاء والعقلاء ان يتحركوا ويبتدروا افكارا بديلة بين الرفض الايراني والفرض الامريكي للشروط . من حق ايران او أي دول اخري ان تمتلك التكنولوجيا النووية وعلي الغرب ان لا يلعب بعقولنا، وعلي القادة العرب ان لا يساهموا في تحوير ارادة الامة العربية وتحويلها الي معركة مع النظام الايراني. الطريقة الايرانية في ادارة معاركها الدبلوماسية مع الغرب جديرة بالاحترام. ايران تعرف جيدا نقاط القوة والضعف في الانظمة الغربية. ايران تستغل هذه النقطة بطريقة ذكية وتحاور الغرب بدبلوماسية حيرت مراكز دراساتهم الاستراتيجية. موقف القادة العرب من برنامج ايران النووي فيه كثير من السطحية وعدم المصداقية، قوة ايران تزيد من قوة الامة الاسلامية والعربية، الذي ينبغي ان نخاف منه هو البرنامج النووي الاسرائيلي وليس البرنامج النووي الايراني، وتعرفون ان اشد الناس عدواة للذين آمنوا هم اليهود والذين اشركوا. علي القادة العرب توجيه المعركة الي مسارها الصحيح.
السياسة الايرانية ناضجة وتعي جيدا كيف تقوم بدورها كاملا في مواجهة تهديدات الغرب، هاهو الرئيس الايراني في حاضرة قطر يتحدي الولايات المتحدة ويسخر من محاولاتها للحد من نفوذ ايران وقدرتها النووية قائلا:( ان تهديدات امريكا واسرائيل لايران ماهي الا حرب نفسية ولا تستطيع الدولتين ضرب إيران….). حذر الرئيس الايراني كل من الدولتين من أن أي هجوم علي ايران ستكون نتائجه وخيمة علي اسرائيل ككيان سياسي. ويبدو ان هذه التصريحات أُخذت مأخذ الجد فأعلن اوباما بنفسه قائلا (إن وقوع حرب بين اسرائيل وايران أو توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران ليست الطريقة المثالية لحل الازمة النووية مع طهران.).
هذه المواقف تشعرني كمسلم بثقة كبيرة وباعجاب بالغ للقادة في ايران. القدرة النووية الايرانية محمية بقوة الثبات وقوة المنطق وثقة الامة الايرانية ورئيسها أحمدي نجاد. ايران تدير معاركها الدبلوماسية بجدارة وتفهم طريقة تفكير أعدائها وتستفيد من متناقضاتهم. حاول الغرب اثناء ايران عن برنامجها النووي بالترغيب والترهيب او باسلوب الجزرة والعصا كما اعتاد البعض تسميتها، ولكن ايران تتقدم في برنامجها بخطي واثقة وبحجج قوية اقنعت كثير من القوي الاقليمية والخارجية منها تركيا والبرازيل وسوريا والسودان. يحاول الغرب الالتفاف علي القضية الجوهرية بقضايا هامشية مثل الصراع بين الشيعة والسنة ولكن أصبحت الشعوب اوعي بكثير من قادتها فامتصت هذه الفتنة ووجهت المعركة نحو مسارها الصحيح وهو ان العدو الاول للامة الاسلامية والعربية هما الغرب واسرائيل وليس ايران.

تعليق واحد

  1. للعلم–ابولؤلؤه المجوسي—قاتله الله–قاتل امير المؤمنين—عمر بن الخطاب—-قبره مزار في ايران—–ايران عدو الله وعدو السنه—لعنهم الله

  2. عذرا أيها الكاتب : ايران هذه وحكومتها الفارسية عدوة للعرب والاسلام منذ أن أنهى الاسلام امبراطورية كسرى في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وربما قبل ذلك (معركة ذي قار)..وخير دليل على ذلك تواطؤها مع الولايات المتحدة في غزو العراق مع بعض الأنظمة العربية العميلة فقد
    قال مسؤول ايراني يدعى أبطحي : لولا ايران لما احتلت الولايات المتحدة العراق ..وعملاؤها كالمالكي وغيره هم الذين يحكمون العراق برضا الولايات المتحدة ومليشياتها الفارسية تعمل في
    قتل العراقيين بالجملة (سيارات مفخخة)وغيرها من الوسائل الغادرة ..هنالك تحالف سري ثلاثي
    بين الولايات المتحدة وايران والكيان الصهيوني لتقاسم المنطقة العربية وليس هناك صراع بين هذا
    الثلاثي كما يزعم القادة الفرس ..والشواهد على عدائية الفرس للعرب والمسلمين كثيرة فقد قدموا
    دعما للولايات المتحدة لغزو أفغانستان فايران تجاور أفغانستان من الجهة الغربية كما دعموا
    الحوثيين في تمردهم ضد الحكومة اليمنية ..وهم الآن يتحالفون مع نظام عمر البشير وقد كشف ذلك
    حسن الترابي بقوله : ان ايران تخبئ أسلحة في منطقة جياد الصناعية في الخرطوم ..هذه الدولة سبب بلاء المسلمين وهي الآن تحتل الجزر الاماراتية الثلاث منذ العام 1971 و تحتل جنوب لبنان
    بواسطة مليشيات حزب الله وتسببت في الحرب الأهلية في لبنان العام 1975 وتحتل منطقة الأحواز
    التي يقطنها أغلبية عربية منذ العام 1925 … وتشارك الولايات المتحدة في احتلال العراق منذ العام
    2003 …. دولة كهذه تزرع الفتن شرقا وغربا هل يرجى منهاخير؟ …وما نراه ونسمعه من حرب اعلامية بين ايران والولايات المتحدة ماهو الا لذر الرماد في العيون عن حقيقة هذا التحالف الشرير ..

  3. الغزل الاميركي الايراني وخلق مبررات لاجتياح العراق

    شبكة البصرة

    الدكتور غالب الفريجات
    كشفت وثائق البنتاجون في واشنطن، ان ادارة بوش وفي مقدمتها رامسفيلد وزير الدفاع، كانت تسعى جاهدة لخلق مبررات لغزو العراق واحتلاله، حتى وان كانت هذه المبررات لا أساس لها من الصحة، ولا تتمتع بالحد الادنى من المصداقية، فكنا نرى محاولات ربط النظام الوطني بالقاعدة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، او صور الانابيب التي عرضها وزير خارجية الادارة الاميركية كولن باول في مجلس الامن، لتبرير امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل، او علاقة النظام العراقي بالجمرة الخبيثة، او باختلاق الخلافات مع اعضاء لجان التفتيش الدولية، وغيرها من المبررات التي ثبت عدم صحتها، واعتراف الادارة الاميركية نفسها بذلك، مما يعني ان الغزو والاحتلال لامبرر له لا قانونيا ولا اخلاقيا.
    وعلى الجانب الايراني الاميركي، فان الملاحظ الغزل القائم بين الاداراة الاميركية ونظام ملالي طهران، مغلفا بلغة التمويه والتعمية، باظهار ان هناك خلافا اميركيا ايرانيا، وان نظام الملالي يقف في مواجهة اميركا، في وقت يقاسمها احتلال العراق، ويبني نفوذه هناك على مرأى ومسمع من القوات الاميركية، وان رئيس نظام الملالي يزور بغداد في حماية القوات الاميركية، وان المخابرات الايرانية تلاحق ضباط الجيش الوطني العراقي، الذين شاركوا في صد العدوان الفارسي على العراق في حرب الثماني سنوات، وتقوم على تصفيتهم، في الوقت الذي تقوم فيه المخابرات الصهيونية على ملاحقة العلماء العراقيين، وتقوم بتصفيتهم، بتحالف واضح، ما بين ملالي طهران وصهاينة تل ابيب وبرعاية اميركية.
    الصورة في العراق، تظهر وبوضوح تحالف اميركي صهيوني فارسي على العراق، وشعبه وكوادره العسكرية والعلمية، فكيف يستسيغ ذلك مع لغة العداء التي تدعيها ايران مع اميركا او العكس؟، ويقوم اللوبي العربي الفارسي المجوسي بتسويقها، مقابل ما تقبضه عناصر هذا اللوبي من دولارات من المخابرات الفارسية، والا هل تعجز اميركا وما تملكه من قدرات عسكرية عن تدمير ايران على رؤوس الملالي؟، الذين سيفرون كما تفر الفئران الى جحورها حالما يستشعرون الخطر.
    اميركا وايران في محادثات سرية لاقامة علاقات دبلوماسية بينهما، والادارة الاميركية لم تعلن في يوم من الايام انها عدوة لايران، كما كانت تظهر وبوضوح عداءها للنظام الوطني في العراق، ولغة الدبلوماسية الناعمة التي تستخدمها اميركا مع ايران، ليست هي لغة العداء المغلفة بالعدوان والتهديد بشن الحرب عليها، فايران واميركا بينهما مصالح مشتركة ولا تتقاطع مع المصالح الصهيونية، بحيث يكون العراق والمنطقة العربية كعكة تقاسم نفوذ واحتلال، بين الثالوث العدواني الامبريالي الصهيوني المجوسي، ومواجهة هذا الثالوث لا تجوز الا من خلال وضعهم جميعا في سلة واحدة، فلا يجوز ان نترك ايران تتصرف كما تريد، لاننا في مواجهة مع الكيان الصهيوني، لانه لايجوز كما المثل القائل ان تدخل الدب الى حديقة بيتك، ويعيث فيها فسادا، ويقوم على تدميرها، ثم تصحو فيما بعد لمواجهة آثار تدميره، بل المواجهة واحدة للوقوف في وجه كل من يحتل الارض العربية، ويهدف الاعتداء على الشخصية العربية، لانه ليس هناك احتلال حلال وآخر حرام، والارض العربية في قدسيتها واحدة، وكما ان القدس مسرى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فان بغداد حاضرة الامة، والعراق جمجمة هذه الامة، وعلى الدوام كان النصر يأتي من الشرق لتحرير فلسطين، والتاريخ كفيل بذلك، من نبوخذ نصر مرورا بصلاح الدين، وانتهاء بصواريخ الحسين العراقية، التي انهت نظرية الامن القومي الصهيوني.
    فلسطين والعراق توأمان، والدفاع عن اي منهما في معزل عن الدفاع عن الآخر موقف غير مبرر وغير صحيح، ولا يجوز، الا لمن اصيب بالحول الاخلاقي والسياسي، او لمن يقبض من مخابرات ملالي طهران، وهو غير مؤهل ان يتحدث عن فلسطين، وهو يتآمر على العراق، ويبرر السلوك الفارسي في العراق، وان نقف مع ايران بحجة كاذبة انها تعادي اميركا، وندين موقفها في العراق، فهذه لغة انتهازية لا تختلف عن خيانة المبادئ الوطنية والقومية والدينية.
    ايران الملالي فارسية التوجه، ومجوسية الاعتقاد والمذهب، ولا تختلف في عدائها مع الامة العربية، كما عداء الامبريالية الغربية والصهيونية العالمية، وهؤلاء ثالوث عدواني تجب مواجهته، لانه يشكل تحالفا معاديا لآمانينا القومية، ولتحررنا ومستقبل ابنائنا، والاميركان لن يقدموا على ايذاء ايران، كما ان ايران لن تقدم على ايذاء المصالح الاميركية، وحتى ما يمس الكيان الصهيوني، وكل اللغة الديماغوجية الفارسية هي جعجعة كلامية ستكشفها الايام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..