دارفور ,,, وجهة نظر في سطر

دارفور ,,, وجهة نظر في سطر

علاء الياس
[email][email protected][/email]

مع استمرار كارثة دارفور الانسانية والساسية والامنية وتداعياتها الاقتصادية والامنية , تعقدت خيوطها لحد ان الاولين المشعلين لأوارها , اصبحوا خارج اللعبة ان صح لنا تسميتها , وكما هي البرك والمستنقعات المائية , إن طال زمان ركودها واستطال أمد اهمالها , تولد اشكالات جمة تستدعي اليات مكافة اقوى أضعاف امكانية الوقاية الاولى او التبكير بالعلاج ,,,,, المنتفعين والانتهازيين موجودين في كل مكان ,,, اولئك المأفونين تجار الحرب, يصطادون في ماء دارفور العكر ,
ماقيل عن اسباب اندلاع الحرب كثير , وتعددت الروايات بين صراع الرعاة والمزارعين , ورواية تطور الاقتتال القبلي ودخول السلاح كعامل مؤجج , ورواية أو روايات الحكومة عن المتمردين اصحاب الاجنة الخفية والخاجية والمتآمرين من الداخل من الاحزاب السياسية عملاء اسرائيل وأمريكا ,, كما يزعمون ,, لكني ارجح رواية الشرارات القديمة , قدم الاستقلال واهمال الحكومات لما يسمى الهامش , تماما مثل حال الجنوب الفقيد ,, واستحضر الان التحذيرات التي اطلقها عبد الخالق محجوب في مؤتمر المائدة المستديرة انذاك , حذر من مغبة التساهل في التعامل مع قضية الجنوب وقضايا المناطق المهمشة , والنداءات المتواصلة من الاحزاب السياسية خصوصا اليسار , وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي , بضرورة اتباع الالية السياسية الديمقراطية عند التعامل مع قضايا تلك المناطق , مرورا بالبدايات الاولى للحركات التحررية في الجنوب ودار فور , وحدث ما كان تحمد عواقبه , ولحد قريب كان بالامكان معالجة المشاكل بسلاسة , الا ان ادخال السلاح كالية لحسم تلك النزاعات ادى لتفاقم الصراعات , لكونها الالية الاسرع والامثل دوما عند الديكتاتوريين , ودقت طبول الحرب وما زالت , ورحاها لم تزل تدور , خاجا عن السيطرة ,,,
في دارفور تم تسليح بعض القبائل من قبل الحكومة , وظهر الجنجويد والتورا بورا كاطراف جديدة , وعلى خلاف الحسابات امتدت الحرب الى ازمان واماكن بعيدة , وفشلت الحكومة في التعامل مع جنجويدها الذين قويت شوكهم حتى عجزت عن كسرها , وصاروا مجرمين منظمين وخارجين عن السيطرة , وانقسم التورا بورا وشكلوا حركات مسلحة ماضية في اتخاذ صفات سياسية وكونت احزاب , ودخلت حلبة السياسة وتنصبت في مواقع دستورية ,,,
ولما كانت اللعبة مفتوحة دون قوانين , اصبح استخدام المتفلتين كعصابات تقوم باعمال اجرامية مؤخرا لحساب من يدفع اكثر , وغالبا يكون العميل هو جهاز امن الحكومة , وتظهر بصماتهم بضوح في نوعية الجرائم التي ترتكب ومن المستفيد منها ” محاولة اغتيال معتمد كتم , مقتل معتمد الواحة واخلاء معسكر كساب و فتابرنو . . . .الخ ” وتعتبر هذه جرائم منظمة ودخيلة على دارفور والسودان , مما يشير الى تدبير دقيق لا يستطيعه هؤلاء المأجورين ,
وانفتح سوق الحرب على مصراعيه بتورط دستوريين في تكوين عصابات مسلحة للاستغلال السياسي , وخاض في ذلك ولاة دارفور , وانتشرت العصابات حتى داخل الاجهزة الامنية والشرطة والجيش , وظل أمر تبعيتها مكشوفا , وانعدمت الرغبة الحقيقة في الاصلاح طالما كانت الفوائد تجنى من الحرب , ولما بدأت الحقائق تطفو للسطح , حينها رمت الحكومة بكرت جديد يطمس معالم الجرائم ويشكل ساتر لتبييض وجهها القبيح امام المجتمع الدولي الذي حرك كل ثقله تجاه دارفور , كان الكرت هو اتفاقيات السلام المضروبة , ومؤتمرات اهل دارفور بمسمياتها الكثيرة , والتي يلعب الدارفوريين فيها دور الضيف فقط , بينما تمثل مصدر ادرار الدعم المالي والسياسي للحكومة من المجتمع الدولي والمانحين , واصبحت تقتات باسم دارفور , وليس وحدها , بل وشركاءها ممن يسمونهم بالحركات الموقعة , لا سيما في ظروف الجفاف الاقتصادي وتداعيات انفصال الجنوب والسياسات الطفيلية ,,
وكما ان الجمرة تحرق الواطيها , فالنازحون الان يعيشون اوضاع مأساوية , دون ان ينالوا مليما واحدا من المليارات التي جنيت باسمهم , والوضع يكذب تصريحات الاعلام , اجتثاث الازمة رهين باسقاط النظام والاتيان ببديل قادر على التعامل مع القضية بكل نزاهة وبروح وطنية توقف نزيف المزيد من دماء الوطن

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..