أمن وسلامة الملاعب (2)

إن فوكس

أمن وسلامة الملاعب (2)

نجيب عبدالرحيم
[email][email protected][/email]

استكمالا لما بدأناه عن شغب الملاعب، نواصل هنا الحديث عن هذه الظاهرة، التي أضحت تهدد استمرار النشاط الرياضي في ربوع الوطن.
الحرب أصبحت بين معسكرين، أحمر وأزرق، بات كل طرف منهما يتوعد الآخر برد الصاع صاعين00 عندما تكون المباراة في ملعب الهلال حتماً ستقوم جماهير المريخ بتكسير المنشآت الزرقاء رداً على ما حدث من خراب وتدمير في ملعبهم، سبق لجماهير المريخ التعدي على منشآت الهلال وأصبح هذا السيناريو يتكرر عندما يلتقي الفريقان في أي مناسبة.
بداية الشرارة تبدأ من ورق الصحف التي يبحث ملاكها عن الربح السريع والرخيص وتتحمل الوزر الأكبر في هذه الأزمة، وكذلك بقية وسائل الإعلام الأخرى والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات والإتحاد العام لكرة القدم (شاهد ما شافش حاجة) بالإضافة إلى أخطاء الحكام المتكررة عن قصد أو من غير قصد، والجماهير المتعصبة بشدة لفريقها والتي تفتقد إلى ثقافة التشجيع, والطاقة الاستيعابية للملاعب لا تتحمل العدد الزائد من الجماهير التي تدخل بعد بداية المباراة بدون تذاكر وغيرها وخاصة في مباريات الديربي، وذلك يشكل خطراً كبيراً سيؤدي إلى تحطيم المقاعد وكسر السياج ودخول الملعب ويختلط الحابل بالنابل، بالإضافة إلى حالات الإغماء التي تحدث عند ارتفاع درجة الحرارة.
عام 1985م شهد ملعب هيسل في بلجيكا كارثة رياضية في المباراة التي جمعت بين فريقي ليفربول الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي في نهائي كأس الأندية الأوروبية للأبطال راح ضحيتها حوالي 39 مشجعا ونحو ألف جريح، وأدت إلى حرمان جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوربية من قبل الإتحاد الأوربي لكرة القدم، ورفع الحظر عنها عام 1990 وحرم ليفربول سنة إضافية، وعدداً من جماهيره حوكموا بتهمة القتل غير عمد.
إذا استمر الحال كما هو عليه ولم تستطع الجهات المسؤولة في الدولة أن توقف هذا الجرح الذي تعود على النزيف، فستشهد البلاد كارثة حقيقية تفوق كل الكوارث التي حدثت في ملاعب كرة القدم.
اعتقد أن الكل متفق على أن الأسباب والعوامل التي ذكرناه آنفاً تهدد استمرار النشاط الرياضي، ولا يوجد حل لها في الوقت الراهن، ولذا يجب اللعب بدون جمهور لكل المباريات.
الكرة الآن في ملعب الإتحاد العام لكرة القدم، المسؤول عن إدارة اللعبة والدولة التي يهمها إستتباب الأمن والاستقرار في الشارع السوداني في ظل الظروف التي تمر بها بالبلاد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..