أخبار السودان

انشقاقات أحزاب الفكة.. هل تقود لنسف مخرجات وثبة البشير المزعومة..؟

تقرير:جاد الرب عبيد

في الوقت الذي تترقب فيه كافة الأوساط تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي كفلها الحوار الوطني، فاجأ تحالف القوى المعارضة المشاركة في الحوار والذي يترأسه الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي، بخلافات وصلت حد الانشقاق من التحالف، حيث انشقت تسعة أحزاب من بينها أربعة أعضاء في اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني، وتبادلت المجموعة المنشقة الاتهامات مع المؤتمر الشعبي، وقالت إن الشعبي يدير التحالف لخدمة أجندته الحزبية وينسب الإنجازات إليه وليس للتحالف، بينما نفى الشعبي الأمر، متهماً بدوره المنشقين بالتخلي عن قضايا اساسية. وعقب هذه الخلافات صب مراقبون جام غضبهم على تحالف المعارضة، وقالوا إذا كانت المعارضة غير قادرة أن تتفق فيما بينها فكيف ننتظرها أن تقود الحكومة القادمة التي يبني الشعب السوداني عليها كل تطلعاته وآماله، وأنه من المفترض أن تنشغل المعارضة هذه الأيام بتشكيل الحكومة وليس الخلافات التي يجب أن تضعها جانباً حتى تنتهي فترة التشكيل.

*نسف المخرجات
رئيس تحالف الشعب القومي عثمان أبو المجد أحد المنشقين من التحالف، استبعد أن تتسبب هذه الانشقاقات في نسف مخرجات الحوار الوطني، موكداً أن الحوار باقٍ وسوف يعضون عليه بالنواجذ، وقال نحن حريصون على إنفاذ المخرجات على أرض الواقع حتى تحل كافة قضايا السودان العالقة، وأن الحوار خط إستراتييجي لا يحتمل المساومة، وسخر أبوالمجد في حديثه لـ(آخر لحظة)، من حديث الشعبي الذي قلل من الأحزاب التي انشقت من التحالف، وقال هناك أربعة أحزاب من ضمن التسعة مشاركة في الآلية التنسيقية العليا للحوار.
ويمضي أبوالمجد قائلاً المؤتمر الشعبي يريد أن يصنع من الأحزاب أدوات لتحقيق أجندته الخاصة، وأضاف (كل الإنجازات التي تحققت باسم التحالف جيرها الشعبي لنفسه وأظهرها للرأي العام بأنه من حققها، وذهب أبوالمجد أبعد من ذلك وضرب مثالاً بقضايا الحريات التي قال إنها من إنجازات تحالف المعارضة ولكن نسبها الشعبي لنفسه.
*تفنيد الشعبي
ولكن الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر فند حديث أبوالمجد وقال إن القضايا الأساسية للمعارضة مثل التعديلات الدستورية المتعلقة بالحريات تخلت عنها هذه الأحزاب جهاراً نهاراً وأصبحت غير ملتزمة بقضايا المعارضة، وإن الأمن أولى ومقدم على الحريات.
وأعلن ممثل الشعبي في آلية الحوار أن التحالف سيعقد اجتماعاً خلال الأيام المقبلة ويقرر بشأن الأحزاب المنشقة وحال أصدر قراراً بفصلهم سيفقدون مناصبهم في لجنة إنفاذ مخرجات الحوار، وقال من غير المعقول أن يكسب حزب معارض شرعية انتمائه للحوار من خلال تعيين الرئيس، واسترسل (حدثناهم مراراً ونصحناهم تكراراً بأنهم أحزاب في مقعد المعارضة وليسوا في مقعد الحكومة، لا نهدف لإقصاء وتهميش أي حزب ونحترم مواثيق المعارضة، لكن يجب أن نكون واضحين، إما معارضة وإما حكومة لا يوجد لون رمادي.
*شروط العودة
ولكن أبوالمجد استبعد أن تعود الأحزاب التسعة إلى التحالف مرة أخرى، ورهن عودتهم للتحالف بقبول شروطهم، ولم ينفِ أبوالمجد وجود وساطات تسعى لتلاشي الخلاف بينهم وبين الشعبي، وعن شروطهم التي وضعتها الأحزاب المنشقة على طاولة الوساطة قال أبو المجد إن الشرط الأول يتمثل في تغيير جذري في إدارة التحالف وأن تتغير السياسة التي يسير بها التحالف الآن، وأضاف أردنا بذلك أن نضع حداً لتجاوزات الشعبي.
*طعن المعارضة
ويقول كمال عمر إن المجموعة المنشقة تريد أن تقول إنها تتبع للرئيس بينما النظام الأساسي للحوار عرفهم باسم (أحزاب المعارضة المحاورة)، وأضاف (من يريد الانضمام لأحزاب الحكومة فمنظومة عبود جابر- في إشارة إلى مجلس الأحزاب السياسية- متاحة، لكن لن يشغل مقعد في المعارضة ويطعن المعارضة من الخلف، وزاد نحن دافعنا عن المعارضة ومن يريدون الانشقاق صمتوا عن قضايا المعارضة).
وهنا يقول أبوالمجد حاولنا لفت نظر الشعبي بأن التحالف لم يتشكل لأجل برنامج حزب محدد، وإنما من أجل إنجاح الحوار الوطني وتحقيق المكسب الكلي دون أن تكون هنالك مزايدة لأحد، وأكد أن المجموعة المنشقة ستستمر في مهامها بلجنة إنفاذ مخرجات الحوار، لجهة أن تعيينهم في اللجنة جاء بقرار رئاسي ولا يستطيع المؤتمر الشعبي أن يغير ويبدل شيئاً في ذلك.
*مخاوف
الانشقاقات داخل التحالف ولدت مخاوف وسط الأحزاب والحركات والشخصيات القومية التي تشارك في الحوار الوطني، من أن تقود الانشقاقات إلى نسف مخرجات الحوار الوطني، خاصة وأن الأحزاب المنشقة لها وزنها على مستوى آلية (7+7)، فيما قال رئيس حزب الوطن اللواء عمران يحيى إن انشقاقهم جاء من أجل شفافية ونزاهة الحوار الوطني، في الوقت الذي استبعد فيه أن يكون للانشقاق أثر على المخرجات، وقال لـ(آخر لحظة) لا علاقة للحوار الوطني بهذا الخلاف، وإن الانشقاق داخل جسم المعارضة فقط، وأكد حرصهم التام على تنفيذ مخرجات الحوار التي قال إنهم سوف يتعاونون جميعاً من أجل تنفيذها على أرض الواقع.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..