الثوار الليبيون يخوضون معارك عنيفة في بني وليد.. ويتقدمون إلى معقل القذاذفة في سرت

اقتحمت قوات الثوار الليبيين مدينة بني وليد (170 كلم جنوب شرقي طرابلس)، أحد معاقل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، غير أنها اضطرت إلى التراجع لاحقا بعد أن واجهت قصفا عنيفا من العناصر الموالية للعقيد الليبي. وجاء ذلك بينما سيطر قسم آخر من الثوار على نصف مدينة سرت، التي تعتبر من أكبر معاقل النظام الليبي السابق، كما وردت تقارير سيطرتهم على مطار سرت. ومن جهة أخرى أفادت مصادر بمقتل موسى إبراهيم، المتحدث باسم العقيد المخلوع.

ورغم مرور نحو 4 أسابيع على اجتياح مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي بدعم من حملة قصف جوي نفذها حلف شمال الأطلسي على مدى 6 أشهر للعاصمة الليبية وإسقاط الحكم الفردي للقذافي (69 عاما) الذي استمر نحو 42 عاما، لا يزال العقيد المخلوع هاربا ويقود مئات، على الأقل، من الرجال المسلحين الموالين له المتمركزين في سرت وبني وليد وفي عمق الصحراء حول مدينة سبها الجنوبية. ونقلت وكالة «رويترز» أن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي انسحبوا في حالة من الفوضى من بلدة بني وليد بعد قتال ضار دام ساعات، ومع استمرار القوات الموالية للعقيد المخلوع في قصف مواقعهم داخل البلدة وخارجها.

وقال أسد الحموري، أحد مقاتلي المجلس الوطني، وهو يفر من خط الجبهة: «تلقينا أوامر بالتراجع. سقطت علينا صواريخ كثيرة. سنعود لاحقا». وقال مقاتل آخر يدعى سراج عبد الرازق: «نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم القوات وتخزين الذخيرة، ونحن في انتظار الأوامر بالعودة مرة أخرى».

وكان المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود شمام، قد صرح في وقت سابق أن «الثوار دخلوا بني وليد»، متوقعا أن «الوضع سيحسم هذا المساء (ليلة أمس)»، كما دارت معارك بعد الظهر في سوق المدينة. وتقدم المقاتلون الليبيون تحت نيران قذائف «المورتر» والصواريخ والقناصة من منزل إلى منزل محتمين بالحوائط من الشظايا والطلقات. وعلى الرغم من إعلان قوات المجلس الوطني الانتقالي سيطرتها على واد يؤدي إلى قلب بلدة بني وليد وانتزاعه من القوات الموالية للعقيد المخلوع، ظلت المقاومة ضارية في البلدة المحاصرة منذ أسبوعين، التي يمكن أن يكون قد لجأ إليها عدد من الشخصيات البارزة من النظام السابق. وفي غضون ذلك، تقدم مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المدججون بالأسلحة الخفيفة والثقيلة نحو منطقة بو هادي في سرت وسط إطلاق نار كثيف ومعارك محتدمة مع الموالين للعقيد الفار.

وبعد ساعات من المواجهات عند أطراف المدينة (360 كلم شرق طرابلس)، التي تعتبر أحد آخر معاقل القذافي، وربما أهمها بالنسبة للثوار، وأصعبها عليهم، بات هؤلاء يسيطرون على بداية الشارع المؤدي إلى منطقة بو هادي، معقل القذاذفة.

وتمركزت عشرات الآليات المحملة بالعناصر والعتاد على طول نحو كيلومتر من التقاطع الذي يبدأ عنده الشارع، تقدمتها تلك التي تتركز على متنها المدفعية الثقيلة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد تجمع نحو مائتي شخص عند التقاطع يتناوبون مع المقاتلين في المواقع الأمامية على ضرب مواقع تضم العناصر المسلحة الموالية للقذافي التي تمركزت تحديدا بين المنازل وداخلها.

وافترشت بقايا الرصاص والقذائف الأرض بدءا بالتقاطع وصولا إلى آخر آلية مقاتلة للثوار، بينما بدت آثار الدمار على مبنى يقع عند التقاطع، وقد أصيب بضربات من المدفعية ورشقات من الثوار.

وقال إبراهيم السويب، أحد مقاتلي المجلس الانتقالي، إن «الثوار يسيطرون على نصف سرت، وإن شاء الله سنسيطر على نصفها الآخر اليوم (أمس)»، وأضاف مقاتل آخر، يدعى عبد السلام الأحمر: «ما زالت معارك عنيفة تدور في المطار».

وأوضح عبد السلام جاري، العضو في كتيبة مصراتة، أن «الثوار دخلوا سرت، أمس (أول من أمس) الخميس، لتقدير حجم المقاومة، واليوم (أمس) الجمعة استخدمت قوات القذافي أسلحة ثقيلة أكثر من أمس (أول من أمس)». وتعتبر المنطقة التي يحاول الثوار السيطرة عليها استراتيجية بالنسبة للتقدم نحو داخل المدينة، إذ إنها تضم «أشرس المقاتلين، ومعظمهم من المرتزقة»، بحسب ما يقول بعض الثوار.

وضج المكان بأصوات المدفعية التي تستهدف بوتيرة متواصلة مبنى يقع عند بداية الحي السكني، بينما رد المقاتلون الموالون للقذافي بالرصاص وبإطلاق صواريخ من نوع «غراد» بين الحين والآخر، كما حلقت في سماء المنطقة طائرات مقاتلة تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وعلى بعد نحو كيلومترين من التقاطع المؤدي إلى منطقة بو هادي، كانت سيارات الإسعاف تنتظر إجلاء جرحى وقتلى يسقطون في المعارك.

وقد أعلنت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس، أنها تكبدت خسائر فادحة بسقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا و34 جريحا في صفوفها خلال المعارك الجارية للسيطرة على سرت.

وأعلن المجلس الانتقالي في بيان: «تشير الأرقام الأولى إلى سقوط 11 شهيدا و34 جريحا»، مضيفا أنه «تم أسر 40 مقاتلا موالين للقذافي».

وقال مصدر طبي في مستشفى يقع على بعد نحو 30 كيلومترا من مدينة سرت ويتلقى الجرحى والقتلى الذي يسقطون في المعارك: «تلقينا اليوم (أمس) 6 جثث لشهداء من الثوار قتلوا في معارك اليوم (أمس)».

ولم يتضح ما إذا كان القتلى الـ6 هم ضمن العدد الذي أعلنه المجلس الانتقالي. وكان المجلس الوطني الانتقالي أعلن، أول من أمس، أن مقاتليه اقتحموا مدينة سرت وتوغلوا حتى وسط المدينة حيث بدأوا عمليات تمشيط للقضاء على فلول المقاتلين الموالين للنظام السابق.

وقال المجلس العسكري لمصراتة، المدينة الكبيرة الواقعة شمال غربي سرت، التي سيطر عليها الثوار منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد القذافي، إن «ثوار مصراتة بلغوا وسط مدينة سرت وهم الآن يسيطرون على مداخل المدينة وبدأوا بعمليات تمشيط» للقضاء على مقاتلي القذافي. وأعلن المجلس في بيان آخر أن مقاتليه شنوا هجوما كبيرا من 3 جبهات على هذه المدينة.

وكانت قافلة من قوات ذات خبرة قتالية قد انطلقت من مصراتة في وقت مبكر من يوم الخميس قبل أن تنقسم عند مفترق الطريق عند أبو قرين، حيث قال أحد القادة الميدانيين إن قوات المجلس الانتقالي ستقترب من سرت على محاور عدة لتطويقها.

وقال المجلس العسكري إن القافلة تتكون من أكثر من 900 مدرعة وتهدف إلى «تحرير (سرت) ورفع راية الاستقلال». ووصلت إلى سرت، أمس، مجموعة جديدة من الثوار ضمن موكب كبير يتألف من نحو 100 سيارة محملة بالمدفعية والراجمات ومنصات إطلاق الصواريخ، وسط صيحات «الله أكبر» كان يطلقها المقاتلون في المواقع الخلفية للمواجهات.

وقال مقاتل اسمه محمد (23 عاما)، جاء من مدينة مصراتة، إن المقاومة تجيء من جيوب للموالين للقذافي من شتى أنحاء المدينة التي حولها العقيد المخلوع من قرية إلى «عاصمة أفريقيا» المستقبلية.

وقال محمد عن الموالين للقذافي: «معهم أسلحة ثقيلة. القذافي كان يحشد الأسلحة الثقيلة منذ 42 عاما. حتى الآن ليس لدينا أي مشكلة مع القناصة، لكن ربما هم داخل المدينة.. نحن نعيد تجميع صفوفنا نتقهقر ونضربهم بالأسلحة الثقيلة ثم نتقدم من جديد». وقالت قناة «الجزيرة» التلفزيونية الفضائية، أمس، إن المقاتلين الليبيين انتزعوا مطار سرت من القوات الموالية للقذافي، ويقع المطار على بعد نحو 10 كيلومترات من المدينة.

إلى ذلك، ذكر مصدر ليبي مسؤول، أمس، أن الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي، موسى إبراهيم، قد لقي حتفه في مدينة سرت، وقال المصدر في اتصال هاتفي مع صحيفة «قورينا الجديدة» الليبية، إن موسى إبراهيم لقي حتفه في اشتباك في منطقة الجيزة3 في مدينة سرت، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. وكان إبراهيم قد أعلن، أول من أمس، في اتصال هاتفي هو الثاني مع قناة «الرأي» التي تبث من دمشق رسائل العقيد الليبي المخلوع، أن «المعركة لم تنته، وأن القذافي سينتصر في النهاية».

وعن سير المعارك في المدن التي لا تزال تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي، أكد المتحدث أنه «ابتداء من الغد (أمس) ستكون هناك هجمات من حلف الناتو على المدن المجاهدة في سرت وبني وليد وسبها.. سيكون هجوما متعدد المحاور والجبهات، ولكن نحن جهزنا أنفسنا تجهيزا جيدا في هذه المحاور وسوف ندحر العدوان».

كما ندد بزيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اللذين استقبلا بحفاوة في ليبيا، معتبرا أن الهدف منها هو «تحويل ليبيا إلى إقطاعية للغرب».

وتابع: «لقد أسرعا بالحضور إلى طرابلس كي يقيما الاتفاقات السرية مع العملاء والخونة ويضمنا الاستيلاء على النفط وعلى الاستثمار تحت مسمى إعادة الإعمار، وها هما الآن يتكلمان عن إعمار ليبيا بمئات المليارات (…) هم يدمرونها ثم يعمرونها بأموال الليبيين، وهم أبعد ما يكون عن الإعمار، إنهم يتسابقون لنيل الكعكة الليبية».

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. يادوب عرفتو كلمة زعيم يعنى شنو؟؟؟ الراجل لازم يحسو بيهو محل ما قاعد بس ما يكون نايم ساكت .. غذافى راح والدرب زاتو راح 😮 😮 😮

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..