شح النقد الاجنبى …الزحف نحو الرغيف

تقرير رابعة أبوحنة
في الوقت الذي أعلن فيه محافظ بنك السودان المركزى محمد خير الزبير عن توفير “80”مليون دولار للصناعات الدوائية المحلية . واكد رئيس غرفة مستوردي الادوية صلاح كمبال ان قرار بنك السودان بتوفير “80” مليون دولار لاحتياجات الصناعات الدوائية المحلية سينعكس ايجابا علي الوفرة الدوائية ويساعد علي استقرار الوضع الدوائي .لاحت فى الافق بوادر ازمة في الدقيق عقب توقف وزارة المالية عن توفير النقد الاجنبي لمصانع الغلال الرئيسية في البلاد وتقلصت عملية الانتاج الى 77% في بعض الشركات الرئيسية وسط انباء عن شحنات من القمح وصلت الى ميناء بورتسودان.وتلاحظ في الآونة الأخيرة ان الخبز يكاد ينعدم في الفترة المسائية في معظم أحياء العاصمة السكنية ويعاني المواطنون كثيراً من البحث عن (الرغيف) ويبحثون عنه على مدى فراسخ بعيدة ويعودون بخفي حنين.
ونقلت تقارير صحفية ان مصنعا مملوكاً للحكومة رفع انتاجه الى 90% لتغطية العجز المتوقع في الاسواق وقال مسؤول رفيع ان الشركة تعمل على مدار الساعة لتغطية الفجوة غير “المرئية” والمقلقة منوها الى ان المصانع تعاني شحاً في النقد الاجنبي ولم تتمكن من استيراد القمح.
وقال مدير مخبز في شرق الخرطوم ” بيع لنا دقيق بكميات اقل من المعتاد, كنا نشتري 700جوال لكن هذا الرقم تقلص الى 500″ وتابع ” تلقيت اخطاراً من شركة التوزيع ان المصانع قلصت الانتاج “.
وظهرت الازمة بشكل حاد في مناطق متفرقة بالولايات وقال متعاملون في سوق الدقيق بولاية كسلا والابيض بشمال كردفان ان السلطات اشرفت على عمليات توزيع الدقيق على المخابز وجرى تقليص للكميات بنسبة 50%.
وقال مسؤول بالمخزون الاستراتيجي للمركز السوداني للخدمات الصحافية ان الحكومة تخطط لاستيراد 800الف طن من القمح.
الى ذلك أكد اجتماع موسع عقده والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر الأربعاء,ناقش فيه توفر دقيق الخبز واستقرار أسعار الخبز، ونقل للاجتماع الموسع شارك فيه اتحاد المخابز وشركة الأمن الغذائي التابعة للقوات المسلحة ووزير الزراعة بالولاية أزهري خلف الله ورئيس لجنة تحسين الخبز بالولاية عبدالله أحمد حمد، ترتيبات بنك السودان لتأمين وتوفير القمح والدقيق.
وأكد الاجتماع أن ما رواجه بعض عن أزمة فى دقيق الخبز لم يكن له أساس من الصحة بل كانت هناك بعض الترتيبات اكتملت الآن وعاود الدقيق انسيابه للمخابز كالمعتاد.
وقال الخبير الاقتصادي صديق كبلوفي ان الاوضاع الاقتصادية سيئة وتمضي نحو “الاسوأ” قائلا ان نسب التضخم العالية وتدني الانتاج يكبحان عملية نمو الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة”.
وقطع كبلو بعدم صحة المعلومات التي روجت حول حصول السودان على قرض صيني بقيمة 1,5مليار دولار خلال الشهر الماضي وقال للصحافيين ” لدي معلومات مؤكدة ان القرض جدولة ديون سابقة على السودان ” وتابع ” لم يتسلم البنك المركزي دولارا واحدا من البنك الصيني “.
ويذكر أن بنك السودان كان قد إلتزم بتوفير العملات حسب السعر المحدد لتوريد الدقيق فيما جزم والي ولاية الخرطوم بأن سلعة الدقيق خط أحمر اكدت عليها الاجراءات الاقتصادية الأخيرة التى إعتبرت القمح والدقيق سلعة مستثناءة من الأجراءات الأخيرة والتي طالت بقية السلع الأخرى.
وفى خضم الاحتجاجات ضد الإجراءات الإقتصادية والتي شملت نطاق واسع من العاصمة وفي محاولة لمحاصرة ازمة الخبز التى بدات تطل براسها فى العاصمة قطع دكتورعبدالرحمن الخضر عدم وجود اى زيادة فى أسعار الخبز أو نقص اوزانه وقطع أيضاً بأن أي مخالفة للأسعار والأوزان المعلنة ستعرض مرتكبها للمساءلة القانونية تصل الى حد سحب الرخصة من المخبز أو المطاحن المخالفة.وقال الخضر عقب لقائه لجان المتابعة الميدانية لاعمال الآلية العليا للمعالجات الإقتصادية وتوقيعه على قانون حماية المستهلك الذى أجازه المجلس التشريعي أنه أجرى إتصالات واسعة على مستوى وزارة المالية الاتحادية وبنك السودان وإتحاد المخابز وتاكد من تجاوز العقبات التى واجهت إنسياب الدقيق بشكله الطبيعي وادت الى حدوث ندرة فى الدقيق توقفت جراءه عدد من المخابز…هاهي الأزمة في طريقها للتجدد اليوم فهل تستطيع الولاية وقف مداها أم تترك لها العنان وبالتالي تزيد أسعار الخبز كماهو الحال مع الأدوية؟ نأمل ان يعود الشعار بطريقة مختلفة (دايرين دقيق فينا وعيشنا رخيص وبكفينا).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..