مقالات وآراء سياسية

وفد أُوروبي للتقصي حول رسائل أهل السودان الهاتفية

إسماعيل آدم محمد زين

أعود مرة أُخري للموضوع أعلاه و الذي تناولته ثلاث مرات في هذه الصحيفة فقد فرغت للتو من قراءة موضوع حول الصين في طريق النهضة و التطور للكاتبين:ليو دونغبينغ و زاي شورونغ-2008،الدار العربية للعلوم.الكتاب مُترجم من الإنجليزية:China on the wayولعل الترجمة الأقرب هي الصين في طريق التقدم، فليس ثمة إشارة للمجتمع الصيني- كما أن المواضيع التي يتناولها جد متنوعة،منها هذا الموضوع بالعنوان الثاني.”تُرسل الرسائل القصيرة و تنتشر بين الأصدقاء و الأقارب، و هكذا فقد أضاف عصر المعلوماتية نفحة فرح علي الإحتفالات التقليدية الصينية.

أشارت الإحصاءآت أن إجمالي عدد الرسائل القصيرةالتي أُرسلت عبر الهاتف الخلوي بلغت في عُطلة إحتفالات الربيع التي لم تتعد السبعة أيام 14 مليار رسالة.(أين منها رسائل أهل السودان؟). وقد إنتشرت الرسائل المبتكرة و المتعددةبين 470 مليون مُستخدم للهاتف الخلوي في الصين!و مع إكتساب الهواتف الخلوية شعبية مُتزايدة يزداد عدد الصينيين الذين يبعثون برسائل قصيرة و يُعبرون عن أحاسيسهم عبرها.منذ عام 2000 أي منذ سبع أعوام تضاعف عدد الرسائل القصيرة 300مرة، فسجل إرتفاعلً من مليار رسالة عام 2000 إلي 300 مليار رسالة هذه السنة(2008).وقد عُزي ذلك إلي تدني كُلفتها مع فُقدان وسائل الإتصال التقليدية رونقها في المجتمع الحديث و السبب الأبرز هو ملاءمة الرسائل القصيرة للثقافات الشرقية التي تُعبر عن الأحاسيس و العواطف بتحفظ و خجل.

هكذا يتم إيراد المعلومات و الإحصاءات و كذلك يأتي التحليل العلمي دون الحاجة إلي وفد أُوروبي للبحث في رسائل أهل السودان المساكين! والتي زعم مبارك محمد أحمد/ مدير المركز القومي للمعلومات بأنها هائلة1 لذلك جاء الوفد الأُوروبس للتقصي و البحث في طبيعتها و قد إكتشف كما جاء في تصريح مبارك بأنها رسائل ذات طبيعة إجتماعية!وقد كتبتُ ثلاث مرات في هذه الصحيفة حول هذا الأمر و لم نسمع من المركز القومي للمعلومات حول طبيعة الوفد الأوروبي! و حول الكيفية التي تمت بها دراسة رسائلنا؟و نسبة الرسائل الجادة مثل معرفة نتيجة الشادة الثانوية و شهادة الأساس و عمليات تحويل الأموال و شراء الكهرباء! لا شك عندي بأن الوفد الأوروبي رجع خائباً من زيارة هذا المركز! و عليكم بزيارة موقعه علي الإنترنيت لتعرفوا بؤسه و ضعفه!

و ما زالت أسئلتنا تحتاج لإجابة و هي من حقوقنا الدستورية- نريد إجابة واضحة و بالأرقام و سؤال أخير – هل ذهب الوفد الأوروبي للصين الشقيقة؟ و لا أدري لم الصمت حول التجسس الأُوروبي علي رسائل أهل السودان و لا نقول علي مُكالماتهم فقد جاء تصريح السيد /مبارك خالياً من الإشارة إلي كثرة محادثاتنا! هذه مُقارنة مع رسائل أهل السودان الهاتفية، ذات الطبيعة الإجتماعية كما جاء في تصريح السيد مدير المركز القومي للمعلومات! مع رسائل أشقائنا في الصين العريقة.و من عجب العالم كُله يتكلم حول التجسس الأُوروبي و الأميركي علي هواتفه بما في ذلك السيدة ميركل و التي غضبت ، غضبةً مضرية! أين البرلمان ؟ و أين الجهات الأُخري؟ كتبت هذا الموضوع في عهد الانقاذ ولا أدري نُشر أم لم يُنشر؟ ما هي أهمية هذا المركز و ما هي إنجازاته؟

جاء في الأخبار أن حمدوك قد أعفي مدير المركزالقومي للمعلومات ! و هنالك مراكز أخري مثل مركز النيل للحاسوب و مركز SMC و غيرها ، لابدمن مراجعة كافة  مؤسسات الانقاذ غير المجدية و الابقاء علي المفيد منها. مركز النيل مثلاً يوجد في ضاحية سوبا و هو يستنفز زمن العاملين في الذهاب و الاياب! و كان في وسع القائمين عليه إيجاد مقرله بوسط العاصمة ! وهو أمر ممكن ببيع المبني الحالي أو إستبداله بمبني حكومي مناسب. فمثل هذا النشاط لا يحتاج لسرية أو تعمية و لطنها عقلية أهل الانقاذ الفاشلة التي أو\دت بالبلاد.

علي الاعلام دور مهم في التقصي و التحقيق حول هذه المؤسسات!لمعرفة جدواها و إنجازاتها.

 

إسماعيل آدم محمد زين

 

‫3 تعليقات

  1. الرسائل النصية القصيرة SMS تقنية جاءت، ثم سادت ثم بادت ولم نستفد منها لسبب بسيط هي أن المجتمع السوداني (الكريم) لا يحفل بها كوسيلة كافية للتعبير عن أي شيء سواء حب، حاجة، طلاق، زواج الخ….
    الرسائل القصيرة تعني الاستهانة بالمرسل إليه تماماً كالضيف الذي يكرم بكوب ماء بارد بدلاً عن العصير….
    الأمر الثاني الهام وهو أن هناك قطاع كبير من السودانيين (أميين) يستطيعون استخدام الهاتف الجوال وتفكيكه وتركيبه ولكنهم لا يستطيعون قراءة رسالة نصية قصيرة!!!!
    وقد لا حظت هذا الأمر لدى كثير من المزارعين إذ أنهم يلجأون إلى الرسائل الصوتية الحديثة أكثر من اي شيء آخر.
    يجب أن نبعد عن أذهاننا (عقلية) التجسس التي ظلت تحكمنا لعقود طويلة منذ أن رفض البرلمان السوداني في عام 1967 تركيب محطة أقمار صناعية أمريكية بالسودان وإلى اليوم. لو تم تركيب هذه المحطة لأصبحان في مقدمة الدول الأفريقية والعربية في مجال الاتصالات.

  2. الرسائل النصية القصيرة SMS تقنية جاءت، ثم سادت ثم بادت ولم نستفد منها لسبب بسيط هو أن المجتمع السوداني (الكريم) لا يحفل بها كوسيلة كافية للتعبير عن أي شيء سواء حب، حاجة، طلاق، زواج الخ….
    الرسائل القصيرة تعني الاستهانة بالمرسل إليه تماماً كالضيف الذي يكرم بكوب ماء بارد بدلاً عن العصير….
    الأمر الثاني الهام وهو أن هناك قطاع كبير من السودانيين (أميين) يستطيعون استخدام الهاتف الجوال وتفكيكه وتركيبه ولكنهم لا يستطيعون قراءة رسالة نصية قصيرة!!!!
    وقد لا حظت هذا الأمر لدى كثير من المزارعين إذ أنهم يلجأون إلى الرسائل الصوتية الحديثة أكثر من اي شيء آخر.
    يجب أن نبعد عن أذهاننا (عقلية) التجسس التي ظلت تحكمنا لعقود طويلة منذ أن رفض البرلمان السوداني في عام 1967 تركيب محطة أقمار صناعية أمريكية بالسودان وإلى اليوم. لو تم تركيب هذه المحطة لأصبحنا في مقدمة الدول الأفريقية والعربية في مجال الاتصالات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..