مقالات سياسية

في القولد التقيت بالصديق

محمد حسن شوربجي

أعيدوا إلينا كل المناهج التي غرست في النفوس حب الوطن
فتبا” للعنصرية والمناطقية.
فهما مرضان فتاكان اذا لم يتدارك العقلاء خطورتهما و الحد من انتشارهم بين افراد الشعب السوداني فستكون الكارثة.
فانتشار العنصرية والمناطقية في ازدياد مضطرد وخاصة وقد وجدتا أرضيه خصبة وجوار محرض يدعم البعض بالسلاح.
لذا فدعوتنا قائمة للقضاء علي كل مسببات هذا الداء العضال و التخلص منه وعــــلاجه..
فأعراض هذا المرض قد بدأت تظهر حتى في الميديا فتنا قبيحة وسب ولعن .
والغريب ان الشخص المصاب بداء العنصرية تلاحظ عليه ظهور علامات وملامح سلوكية غريبة.
فهو يقدس كثيرا مناطقه ويتناسى الوطن الكبير.
جاهدا” على نشر سموم الفرقه وتمزيق أواصر النسيج الاجتماعي لوطنه.
ولا يستطيع ابدا العيش الا في وطن محتل وممزق ومشتت.
وكثيرا ما تجده يصاب بالجنون إن رأى أبناء شعبه متحدين .
ويموت كمدا” ان رأى راية الحرية ترفرف فوق سماء هذا الوطـــن الشامخ.
لذا فواجب علينا علاج هؤلاء المصابين بمرض العنصرية والمناطقية بتعليمهم تعليما حديثا ومتطورا ..
وتحريرهم من الأميه والجهل.
وفتح الكثير من المـــدارس لتحرير عقولهم من هذا التخلف..
وحثهم على أهمية التعايش و حب الوطن والدفاع عنه وتلقينهم مسؤوليات اخلاقية تجاه الشعب وغرس كل القيم الجميلة في قلوبهم من صدق وحب واخاء واخلاق و ذود عن حياض الوطن وحفاظ علي الكرامة والشرف والهوية والأرض.
وحينها سنقولها جازمين إننا حقا قد تخلصنا من هـذا الوباء وآفاته التي كانت وستكون سببا” في تمزيق هذا الوطن..
فما حدث في الشرق والغرب مؤسف وقد كانت نارا” اشتعلت بين مختلف القبائل.
فكانت بين الهدندوة والبنى عامر
وبين الحلفاويين والزغاوة وبين النوبة والبنى عامر وفي الغرب كانت كذلك بين الكثير من القبائل العربيه والقبائل الأخرى.
ولم ينتصر في كل هذه الفتنة اي من هذه القبائل.
فقط ازدادت الهوة بينها وقد تعايشت طويلا منذ الاستقلال وحتي يومنا هذا.
الآن نحمد الله كثيرا وكأن الأمر قد هدا قليلا وقد تصافت القلوب شرقا وغربا وعاد الوئام يرفرف في كل الانحاء.
لذا ندعو الجميع ان يبقوا السودان قويا بتنوعه جامعا لكل هذه السحنات موحدا لكل قبائله في الشرق والغرب.
بشرط ان يكون شعارنا الرئيس ” السودان لكل السودانيين ”
وليتنا نعيد لمناهجنا التي كانت بعد الاستقلال و القها و كل تلك الأشياء الجميلة التي جمعت كل أهل السودان من قبل.
ولتعود إلينا كل تلك الاناشيد الجميلة في حب الوطن يحفظها أبنائنا بدلا من تلك الأناشيد الإرهابية والداعشية التي حولت أبنائنا إلى مجرمون وقتلة وحاقدون وامريكا دنا عذابها .
وكمثال لابد من إعادة قصيدة المربي الكبير عبد الرحمن على طه أول وزير للمعارف بعد الاستعمار
فى القولد إلتقيت بالصديق .. !!
**********
فى القولد التقيت بالصديـق
أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت اورو والودا
***
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
***
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
ومرةً بارحت دار اهـلى
لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
***
ما زلت فى رحلاتى السعيدة
حتى وصلت يامبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعــم البفره
وهو لذيذ كطعام الكســـره
***
وبعدها استمــر بى رحيلى
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهــــر
****
رحلــت من قول لود سلفاب
لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
***
اللهم احفظ بلادنا من شرور العنصرية والمناطقية.

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..