مقالات وآراء

“الحركة الاسلامية”: من “اجازة قتل ثلث الشعب” الي ميثاق وطني فوق كل خلاف!!

 بكري الصائغ

١-
رغم برودة  الطقس البارد في المدينة التي اقيم فيها بالمانيا، وهو برد قارس حرمنا من فتح افواهنا
التي ظلت مغلقة لفترة طويلة، الا ان الخبر الذي نشر اليوم الاحد ١٨/ يناير الحالي ٢٠٢١ تحت عنوان “الحركة الإسلامية تدعو إلى “ميثاق وطني” يضع الوطن فوق كل خلاف” جعلني استغرق في ضحك متواصل حد قطع الانفاس، وكيف لا اضحك وربما ضحك معي ملايين القراء الذين طالعوا الخبر “التحفة”!!
٢-
جاء في الخبر:
(- صدرت الحركة الإسلامية في السودان، بياناً اليوم الأحد، اطلعت عليه (السوداني) جددت فيه طرحها بالدعوة إلى (ميثاق وطني جديد) يتعهد فيه الجميع بالاصطفاف لحماية أمن البلاد وأرضها واحترام حقوق شعبها وصون كرامته، ويضع الوطن فوق كل خلاف. واتهمت الحركة قيادات الدولة واعلامها بالنفخ فى كير الشّقاق والخلاف بين مكوناتها الوطنية والمجتمعية في ذات الوقت الذي تُستهدف فيه البلاد بالتدخلات الخارجية، والاختراق الامني واحتلال الاراضي والتهديدات بالحرب. واضافت: في هذا المقام فان الحركة الاسلامية وبرغم ما تتعرض له من تضييق ومطاردة واعتقال لشيوخها وشبابها ظلماً وعدواناً ، فانها تجدد عهدها وولاءها من بعد الله للوطن ولشهدائه المخلصين، وتؤكد بأن حُرمة البلاد والعباد دونها المُهج والارواح . وأكدت الحركة طرحها بالدعوة لميثاق وطني جديد يتعهد فيه الجميع بالاصطفاف لحماية أمن البلاد وارضها واحترام حقوق شعبها وصون كرامته ، ميثاق يضع هذا الوطن فوق كل خلاف، يتداعي اليه المخلصون من أبناء السودان سنداً وعوناً..مشيرة إلى أن ذلك ينطلق من باب المسئولية الاخلاقية رغم ما اصابها من ظلم ظلّت تقابله بالصبر والحكمة والثبات ، مجددة عهدها مع قادتها الاسرى الصابرين المحتسبين فى السجون و الشهداء الذين بذلوا دماءهم فى سبيل الله والوطن ومع الشعب السوداني الصابر بأن يقيننا لا يتزحزح فى وعد الله الصادق. وتعهدت الحركة بالمدافعة عن السودان أرضاً وشعباً ما وسعنا ذلك لا يتخلف منّا أحد)- انتهي الخبر.
٣-
سبحان ربي مغير حال (الكيزان)!!
(أ)-
كنت اتوقع ان تقوم الحركة الاسلامية بالاعتذار للشعب عن قيامها بانقلاب يونيو ١٩٨٩، بدل عن هذه الدعوة “الفشنك”، ومحاولتها الخبيثة للصلح كذبآ مع الشعب الذي نبذها وماعاد يطيق رؤيتها وسماع اخبارها.
(ب)-
كنت اتوقع ان تبادرالحركة الاسلامية الاعتراف بانها كانت وراء تصفية نحو (٣٥٠) الف شخص مع سبق الاصرار والترصد، وانها تتحمل بكل شجاعة كل المصائب التي لحقت االمواطنين.
(ج)-
الغريب في امر الحركة، انها حتي اليوم، وبعد الاطاحة بالنظام الاسلامي السياسي في ابريل عام ٢٠١٩، لم نسمع باعتذار قد بدر منها لاسر ضحايا مجازر كثيرة لا تحصي ولا تعد،  وقعت كلها في زمن حكمهم الاسود.
(د)-
جاء في صحيفة “المدينة” السعودية خبر هز واغضب كل من قرأه ، ونشر الخبر بتاريخ 28 أبريل 2019 تحت عنوان:(رئيس هيئة «علماء السودان»: نائبي أفتى للبشير بقتل ثلث المتظاهرين)، ومفاده:
كشف الشيخ محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان، ان الشيخ عبدالفتاح يوسف هو من افتي للمخلوع البشير، بان الامام مالك اجاز قتل ثلث الشعب. وقال الشيخ ي مخاطبة لبعض الحضور في مسجدبالمهندسين بجوار بيته فجر امس، ان عبدالحي قال ذلك بحضورهم خلال لقائهم البشير في حدائق بيت الضيافة، وقال الشيخ صالح انهم انكروا علي الشيخ عبدالحي تلك الفتوي التي قالها للبشير خلال ذلك اللقاء، الا ان عبدالحي قال: انه لن يكتم العلم، عندها انفض الحضور، وطلب البشير من عبدالحي البقاء. وقالت مصادر ان عبدالحي اصر علي صحة الدعوي، داعيآ البشير المحاولة مع المتظاهرين بالحسني، والا طبق عليهم حكم الشرع، وفي ذلك هو مأجور باذن ان الله. – انتهي -.
وهنا اسال، لماذا لم تعتذر الحركة الاسلامية عن هذه الفكرة النازية التي بدرت من احد كبار القيادين في الحركة؟!!، ولم نسمع انهم شجبوبها او ادانوها صراحة في الصحف، وظلت الفكرة مطروحة بشدة حتي يوم ١١/ ابريل ٢٠١٩، وان اهم سبب لاطاحة البشير من الحكم كانت فكرة “اجازة قتل ثلث الشعب”؟!!
(هـ)-
واسال كل من كتبوا صيغة ما اسموها بـ “ميثاق وطني” يضع الوطن فوق كل خلاف”، كيف نعاودكم  واثار الجروح الغائرة مازالت لاصقة في اجساد ملايين البشر؟!!، كيف نأمن نواياكم؟!! وانتم اشهر خلق الله في السودان بالخبث والمكر والغدر، وبصنع “الحفر” لبعضكم البعض، وتاريخكم اسود من القطران الاسود؟!!
(و)-
من طالع سيرة حياة الحركة الاسلامية في السودان بعد الاطاحة بنظام جعفر النميري عام ١٩٨٥، وقام حسن الترابي بتاسيس «الجبهة القومية الإسلامية»، يجد انها لم تجد قبول واسع وسط المواطنين بسبب جنوحها حل اغلب القضايا السودانية الشائكة والبالغة التعقيد علي اسس اسلامية دون وضع اي احترام لاراء من يخالفها في الرأي والفكرة، بل ان «الجبهة القومية الإسلامية» رفضت بشدة واصرار شديد الاعتراف بشيء اسمه “الديمقراطية”، وهو ما دعاها الي القيام بانقلاب عسكري والاطاحة بالنظام الديمقراطي عام ١٩٨٩، وحكم البلاد بعد نجاح الانقلاب بحد السيف والبطش.
(ز)-
بثت القناة الفضائية !العربية” في يوم ٢٠/ مايو ٢٠٢٠، سلسلة وثائقية بعنوان “الاسرار الكبري”، تكشف طريقة ادارة الاخوان المسلمين للسودان منذ عام ١٩٨٩، وتكشف تسجيلات لاجتماعات سرية للحركة الإسلامية في السودان، حصلت عليها “العربية”، الكثير عن طريقة إدارة الدولة خلال حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثين عاماً. حتى شعار دولة القانون الذي رفعه البشير كثيراً، لم يؤمن به إخوان السودان خلال اجتماعاتهم السرية. وشهدت الاجتماعات حضور أعضاء من الإخوان في دول عربية أخرى، كما كشفت عن الدعم الذي تم تقديمه لتنظيمات الإخوان الإقليمية. عرضت “العربية” أمس الجمعة الجزء الأول من “الأسرار الكبرى.. جماعة الاخوان” الذي يحتوي على تسجيلات سرية ومشاهد حصرية تعرض لأول مرة تكشف كيف تمكن الرئيس المخلوع عمر البشير وقيادات نظامه من رموز الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة في السودان. ويعترف البشير في الوثائقي بأن كل مفاصل الدولة السودانية بعد انقلاب 1989 أصبحت تحت سيطرة الإخوان، بعد أن وضع الضباط الإخوان والمجموعة المدنية المسلحة بقيادة حسن الترابي وعلي عثمان طه اللمسات الأخيرة لانقلاب 1989. كما يعترف بفصل أكثر من 600 ألف سوداني من وظائفهم واستبدالهم بعناصر إخوانية، لافتاً إلى أن عضو الإخوان يجب أن يكون لديه قدرة على حمل السلاح دائماً، وينفذ الأوامر بمبدأ السمع والطاعة. في الوثائقي يقر نائب الرئيس السوداني السابق علي عثمان طه، الذي قاد ميليشيات الانقلاب في 1989 في جلسة سرية “سننقلب على السلطة مرة أخرى إذا عادت نفس الظروف”. كما يشمل الوثائقي الحصري اعترافات لرموز نظام البشير في بدعم الإخوان في تونس وموريتانيا والمغرب وفلسطين. – انتهي -.
ومنذ ذلك اليوم بعد بث الوثائق في مايو ٢٠٢٠، لزم أهل النظام السابق من سياسين وحزبيين واعضاء في الجبهة الاسلامية السكوت المخزي وتواروا في خجل، وما خرجوا للعلن كما كان حالهم في السابق!!
(ح)-
الفكرة التي طرحها أهل الحركة الاسلامية اخيرآ، وانهم يسعون للاصلاح مع الاخرين من اجل سودان واحد يسع الجميع!!، هي فكرة فيها خبث وخداع، بهدف ان يقول الشعب لهم “سامحناكم،  لله ورسوله..وعفينا عنكم “!!، وبعدها يدخلون رويدآ رويدا وبهدوء للساحة السياسية، وتبدأ المؤامرات، واللعب الوسخ علي طريقة شيخهم حسن الترابي، الذي علمهم السحر والشعوذة ولعب “الثلات ورقات “، انهم يتلونون بحسب الظروف الحالية، ولكن في دواخلهم يكمن اللؤم والغدر، وقديمآ قالوا في المثل: “من خلي عادته قلت سعادته”!!
٤-
كل فرد في السودان يتمني ان يعمل الجميع  فيه – بلا استثناء- من اجل سودان ينعم بالسلام والامن، ان نكون يد واحدة في عملية البناء والتعمير، ولكن حقآ هل تقبل “الحركة الاسلامية السودانية” ان يكون  السودان بلد ديمقراطي الناس فيه كاسنان المشط، لا فرق فيه بين عربي وعجمي، مسيحي او مسلم،..وطن علماني فيه “الدين لله والوطن للجميع؟!!”.

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. ماذا كتب الاكلام، ونشرت الصحف عن:
    لماذا يكره أهل السودان الحركة الاسلامية السودانية؟!!
    – (عناوين مقالات دون الدخول في التفاصيل بسبب طول وحجم المحتوي)-
    ١-
    لماذا يكره الكيزان كل عناصر المجتمع السوداني؟!!
    https://m.facebook.com/SUDAN4ALL/photos/a.1033655773375825/4743661455708553/?type=3&source=57
    ٢-
    كراهية الشعب السُّوداني للإسلاميين كراهية ثلاثين عاما والعلاج في “تسقط بس” يا عوض الجاز..
    http://www.nubatimes.com/articles-2162.html
    ٣-
    إخوان السودان وحلم العودة على أشلاء الأبرياء…
    ٤-
    “كيزان” السودان .. وزوال البلاء العظيم…
    ٥-
    إسلاميو السودان.. قصة فشل!…
    ٦-
    خرجوا من رحم الحركة الإسلامية.. القصة الكاملة لانقلاب السودان…

  2. ونواصل-
    ماذا كتبت الاقلام، ونشرت الصحف عن:
    “الحركة الاسلامية السودانية”؟!!
    ٧-
    أخلاقية الممارسة السياسية لدى الإخوان المسلمين: فساد التجربة السودانية..
    عبدالجليل سليمان
    روّج الإخوان المسلمون، ممثلين في حسن الترابي، لعقود طويلة، لما أسموه بـ “أخلاقية الممارسة السياسية”، وظلوا يقللون من كسب الأحزاب الأخرى في الصدد ذي الإحالات والمرجعيات الفكرية والقيمية الدينية فقط، بحسب الترابي وتلاميذه.
    استطاع الإسلامويون، منذ ظهورهم على مسرح السياسة السودانية، وحتى انقلابهم على الديمقراطية، عام 1989، إيهام عامة الناس بأنهم ذوو أخلاق عظيمة مستمدة من تدينهم وزهدهم في عرض الدنيا وتوقهم للثواب الأخروي، بوصفهم فسطاط إيمان، وغيرهم من الأحزاب السياسة فسطاط كفر لا أخلاق له ولا قيم.

    اقرأ أيضاً: الدرس الجزائري السوداني
    لكن، ما إن وصلوا إلى السلطة، عبر انقلاب عسكري، حتى بدأ الاختبار الحقيقي لأخلاقهم، فما هي النتيجة؟

    افتراق ومفاصلة
    يقول الباحث في علم الاجتماعي السياسي، د. بهاء عطا الفضيل، لـ “حفريات”: لعلّ الإخوان السودانيين استمدوا هذا التمييز بينهم وبين الآخرين في كلّ شيء من فكر سيد قطب، القائل: “الافتراق الذي لا التقاء فيه، والاختلاف الذي لا تشابه فيه، والانفصال الذي لا اتصال فيه، والتمييز الذي لا اختلاط فيه، وتميّز واضح دقيق”. ويقول: “وهذه المفاصلة بهذا الوضوح ضرورية للداعية، وضرورية للمدعوين”، و”بغير هذه المفاصلة، سيبقى الغبش، وتبقى المداهنة، ويبقى اللبس، ويبقى الترقيع، والدعوة إلى الإسلام لا تقوم على هذه الأسس المدخولة الواهنة الضعيفة، إنها لا تقوم إلّا على الحسم والصراحة والشجاعة والوضوح”.

    هذه الدعوة إلى المفاصلة الشاملة؛ هي التي جعلت الإخوان المسلمين في السودان يعتقدون أنهم الحزب الأكثر نقاءً وصدقاً وأخلاقيةً، طالما يحكمون بما أنزل الله تعالى ويطبقون الشريعة الإسلامية، وأنّ سواهم محض محنطين قيمياً وأخلاقياً، ليس لهم وازع ديني، ولا رادع أخلاقي، يمنعهم من ارتكاب كافة الموبقات في السياسة وغيرها.
    ويستدرك عطا الفضيل: إلّا أنّ الجماعة رسبت في أول اختبار حقيقي لها، فأصبح شعارها المفضل “ما لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء”، محض كلمات بلا قيمة؛ حيث عمّ الفساد، وضرب سائر المؤسسات. ووفق تقارير المراجع العام؛ فإنّ المؤسسات ذات الطابع الديني كانت الأكثر فساداً، مثل: ديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة، فيما مؤسسات أخرى شبيهة لا تتم مراجعة حساباتها، مثل هيئة علماء السودان، وبحسب المؤشرات العالمية لمدركات الفساد ومؤشرات منظمة الشفافية الدولية، فإنّ السودان ظلّ على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، منذ تسلّم الإخوان المسلمين السلطة فيه، وحتى اللحظة.

    وأشار عطا الله إلى أمر آخر، رآه أسّ الفساد الإخواني في السودان، بحسب تعبيره، وهو ما سمّي “سياسة التمكين”؛ التي أقرها حسن الترابي، والقاضية بتمكين أعضاء الجماعة، وتسكينهم في أجهزة الدولة، وإحلالهم في الوظائف العامة والأجهزة الأمنية والجيش، بدلاً من منتسبي الأحزاب السياسية الأخرى، وعامة الموظفين من غير ذوي الانتماءات السياسية، الأمر الذي أفسد الخدمة المدنية وأضعفها.
    ليس الإخوان كلّهم

    من جانبه، رأى الباحث الأكاديمي في شؤون الجماعات الإسلامية، عثمان تاج الدين، في حديثه لــ “حفريات”؛ أنّ تنظيم الإخوان السوداني انحرف عن مساره ما إن بلغ السلطة، لكنّ وصم جميع أعضائه بالفساد، أو التزام الصمت عنه، أمر فيه افتئات على الحقائق، والدليل على ذلك التقارير السنوية للمراجع العامة، التي يستند عليها المنتقدون، فكل الذين تسنموا هذه الوظيفة هم أعضاء أصيلون في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، لكنّ جميعهم التزموا بالقيم والأخلاق المهنية لوظيفتهم، وكان بمقدورهم تزوير التقارير وعدم الإشارة إلى استشراء الفساد خاصة في المؤسسات ذات الطابع الديني؛ كديوان الزكاة، وهيئة الحج والعمرة، وخلافهما.

    ونوّه تاج الدين إلى أنّ الكثير من رموز الحركة الإخوانية السودانية كلفهم انتقادهم للفساد والتمكين واحتكار السلطة علاقتهم بالتنظيم؛ بل ووظائفهم المرموقة في الحكومة والحزب، فخرج عنهم شيخهم وعرابهم، حسن الترابي، وناوأهم فتعرض للسجن والإقصاء، وكذلك بعض تلاميذه الذين حملوا السلاح ضد إخوانهم، مثل “حركة العدل والمساواة” في دارفور، بقيادة الإسلامي خليل إبراهيم، وخلفه بعد مقتله شقيقه جبريل، كما خرج عن التنظيم المفكر د. التيجاني عبد القادر، والباحث الأكاديمي المرموق د. عبد الوهاب الأفندي، والسياسي د. غازي صلاح الدين، وأسس حزب الإصلاح الآن الذي يقف إلى جانب المعارضة ضدّ نظام البشير؛ لذلك فإن وضع كلّ الإخوان المسلمين في سلة الفساد فيه ظلم كبير ومجافاة للحقائق المحضة، وإن كنت أؤمِّن على أنّ السودان لم يشهد منذ استقلاله فساداً كالذي حدث ويحدث الآن في ظل حكم الإسلاميين، وفق قول تاج الدين.

    نتائج كارثية
    إلى ذلك، لفتت الباحثة في علم الاجتماع، سامية الجاك، إلى أنّ البعض يرى أنّ الأخلاق والسياسة مختلفتان بطبيعتهما، لكن في الواقع يمكن دمجهما في تفاعل متبادل إذا ما توفر مناخ من الحرية والاعتدال، وذلك لأن الفضيلة السياسية لا يمكن أن تنمو في مناخات التطرف والعنف والغلو، ومع غياب حقوق المواطنة والعدالة والمساواة والمشاركة، وهذا ما تؤمنه الديمقراطية، خصوصاً مع ثورة الاتصالات ومواقع الاتصال الاجتماعي، حيث أدى ذلك إلى سرعة تبادل المعلومات والخبرات، وتنامى بذلك الشعور بالتضامن المشترك، حول القيم الأساسية العامة، ما يمكن أن يؤدي إلى الثقة بإمكانية نمو موقف عالمي، قادر على نصرة الشعوب وقيم الخير والحق، ورفض العنف والحروب، لتكريس نظام عالمي عادل يصون حقوق الناس بالتساوي، مع رعاية العلاقات بين الدول على أساس التنافس، الذي أدى إلى اتساع رقعة ما يعبر عنها بدول الحريات في العالم؛ حيث غزت الديمقراطية معظم الدول التي تفككت عنه.

    وأضافت الجاك: الإخوان السودانيون، لا يؤمنون بالديمقراطية، وبالتالي؛ تبنت حكومتهم الانقلابية برنامجاً دينياً رسالياً، يتخطى حدود السودان، ويهدف لإحياء الخلافة الإسلامية، فأفضت تجربتهم إلى تكريس نظام حكم استبدادي شمولي فاسد، كانت نتائجه كارثية، ومنها: استشراء الفساد، والسير بالاقتصاد نحو الهاوية، مما أدى إلى هجرة ملايين السودانيين من أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية بحثاً عن لقمة العيش الكريم.
    ومن الناحية الأخلاقية؛ كان الفشل أكبر بكثير من النواحي السياسية والاقتصادية، وهنا جوهر المأساة؛ فمشروع الإخوان المسلمين يطرح موضوع القيم كأساس لجميع شعاراته، ومع ذلك يشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلاً عادياً ويومياً، إلى جانب الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال وعصابات النهب، وهذه مؤشرات واقعية وملموسة على فشل شعارات الإخوان المسلمين من شاكلة “الإسلام هو الحل”، ودعوتهم لتطبيق الشريعة، وإقامة الدولة الإسلامية، باعتبار أنها ستجلب الحلول السحرية لجميع المشاكل، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية.

    ٨-
    وثائقي.. اعترافات سرية للبشير وإخوانه تعرض لأول مرة…

    تعرض “العربية” سلسلة وثائقية بعنوان “الأسرار الكبرى” تكشف طريقة إدارة الإخوان المسلمين للسودان، منذ عام 1989.

    وتكشف تسجيلات لاجتماعات سرية للحركة الإسلامية في السودان، حصلت عليها “العربية”، الكثير عن طريقة إدارة الدولة خلال حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثين عاماً.

    حتى شعار دولة القانون الذي رفعه البشير كثيراً، لم يؤمن به إخوان السودان خلال اجتماعاتهم السرية.

    وشهدت الاجتماعات حضور أعضاء من الإخوان في دول عربية أخرى، كما كشفت عن الدعم الذي تم تقديمه لتنظيمات الإخوان الإقليمية.

    عرضت “العربية” أمس الجمعة الجزء الأول من “الأسرار الكبرى.. جماعة الاخوان” الذي يحتوي على تسجيلات سرية ومشاهد حصرية تعرض لأول مرة تكشف كيف تمكن الرئيس المخلوع عمر البشير وقيادات نظامه من رموز الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة في السودان.

    ويعترف البشير في الوثائقي بأن كل مفاصل الدولة السودانية بعد انقلاب 1989 أصبحت تحت سيطرة الإخوان، بعد أن وضع الضباط الإخوان والمجموعة المدنية المسلحة بقيادة حسن الترابي وعلي عثمان طه اللمسات الأخيرة لانقلاب 1989.

    كما يعترف بفصل أكثر من 600 ألف سوداني من وظائفهم واستبدالهم بعناصر إخوانية، لافتاً إلى أن عضو الإخوان يجب أن يكون لديه قدرة على حمل السلاح دائماً، وينفذ الأوامر بمبدأ السمع والطاعة.

    في الوثائقي يقر نائب الرئيس السوداني السابق علي عثمان طه، الذي قاد ميليشيات الانقلاب في 1989 في جلسة سرية “سننقلب على السلطة مرة أخرى إذا عادت نفس الظروف”.

    كما يشمل الوثائقي الحصري اعترافات لرموز نظام البشير في بدعم الإخوان في تونس وموريتانيا والمغرب وفلسطين.
    https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/sudan/2019/12/28/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

    ٩-
    فتنة السلطة والجاه …الهمز واللمز ….بين اخوان السودان…

  3. هم يتببلصون للجيش كما فعلوها سابقا بمقولة حماية الوطن وقنطار ذهب ولكنها احلام زلوط يتببلصون ليتمكنون لعبة قديمة ومكشوفة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..