المقالات والآراء

دس دس ..

أمجد هرفي

عندما كنا صغارا كنا نلعب لعبة تسمي دس دس وتلعب بان مجموعة من الاطفال تقوم باغماض اعينها والعد الي رقم متفق عليه بينما يقوم احد الاطفال والذي جاء دوره في الاختفاء بان يختفي في احد الاماكن التي لا تخطر علي بال بقية الاطفال عندما يفتحون اعينهم

تذكرت هذه اللعبة بينما اتامل في سلوك حكومتنا الموقرة منذ الانقاذ وحتي الانتقالية في طريقتها لتخفيض سعر الصرف فهي تقوم بالقبض علي بعض تجار العملة فينخفض الدولار لمدة ايام ثم يواصل ارتفاعه مجددا محطما ارقاما قياسية جديدة

والشيء المدهش عندما افكر بان الحكومة يا اما عارفة انه الاجراء ده ما حيخفض سعر الصرف يا اما قاعد تستهبل علي الشعب لانه الاسلوب ده زي مريض سرطان في مراحله الاخيرة ويعالجه طبيبه بالبندول

كل طالب سنة اولي اقتصاد يعرف ان اي عملة ما هي الا سلعة من السلع وانها تتاثر بقانون العرض والطلب فكلما زاد الطلب علي سلعة ما زاد سعرها وكلما قل الطلب علي سلعة ما كلما نقص سعرها وهذا هو حال الدولار في السودان

فإذا كانت الحكومة جادة في تخفيض سعر الدولار فهناك طريقين لا ثالث لهما الاول ان تضخ دولار في القنوات الرسمية بعد ان تحدد سعر رسمي له ويكون هذا الدولار متاحا للمسافرين وللمستوردين حسب طلبهم ففي هذه الحالة سوف لن تجد من يلجا لتاجر دولار وسيكون عرض الدولار متوفرا وبالتالي سينخفض سعره او سيستقر علي اسوأ الفروض

اما الطريق الثاني هو بتحجيم الاستيراد الا للسلع الضرورية وبالتالي سينخفض الطلب علي الدولار وسينخفض سعره او يبدا في الاستقرار و بهذه الطريقة سيحدث توازن في الميزان التجاري للدولة وهو مجموع الواردات مقابل مجموع الصادرات اما من مساويء هذا الطريق انه محفز علي التهريب
فهل ستتخذ حكوماتنا احد هذين الطريقين ام ستواصل لعبة الدس دس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..