مقالات ثقافية

السر قدور قمة ابداعية وهرم شامخ نرجو أن نرمم به بعضا من وعثاء الحياة ..

د. عبد المنعم أحمد محمد
لا أريد أن أكتب عن هذه القمة الشامخة ما هو متاح معلومات ، ويكفي أن نذكر بأن السر قدور صاحب مواهب متعددة ، فتحتار المرء عن أي موهبة تكتب ، هل تكتب عن السر قدور الصحفي أم الممثل أم الكاتب والمؤرخ للفن السوداني أم عن السر قدور الإعلامي المتميز .
وربما أبرز ما يميز هذا الرجل موهبته في الشعر الغنائي ، فقد أثري المكتبة الغنائية السودانية بكم هائل من أجمل الأغنيات التي استقرت في وجدان أجيال وأجيال .
ولعلنا جميعا نذكر تعاونه مع رائد الأغنية السودانية الحديثة الفنان إبراهيم الكاشف في “قول ليهو قول ليهو، طار قلبي بجناح النسايم، المهرجان، الشوق والريد، ياصغير، وأرض الخير” ، ومع العاقب محمد الحسن الذي غنى له “يا حبيبي نحن اتلاقينا مرة” و”ظلموني الحبايب و قالوا لي أنسى ” ولحن العاقب لمحمد ميرغني “حنيني إليك” ولنجم الدين الفاضل “يا حليلك يا أسمر”. وفي الثمانينات غنى له كمال ترباس بأغنية “ياريت” الشهيرة، ثم تبعها بـ” الريد يجمع يفرق” و” نسيم شبال” و”قمر باين” و”تاتي” و”عيونك فيها شي يحير” الخ. وغنى له ابن البادية “زي القمر والله أحلى من القمر” و”من الجنوب قامت مواكب الريدة تتوجه شمال” . وعثمان مصطفى الذي غنى : عندي كلمة عايز أقولها .
وكما قلت لست هنا لأوثق للقامة السر قدور ، ولكن ما دفعني للكتابة أمران الأول أن السر قدور لم يلق التكريم الذي يليق به لرجل ظل ولايزال يقدم الإبداع تلو الابداع ولمدة طويلة فأرجو أن يجد التكريم الرسمي من الدولة وخاصة وزارة الثقافة والإعلام ، لعلها تكون شمعة في هذا الزمن الذي ملأنا بالجراح لرجل ظل يجتهد في تجميل الروح السودانية لردح طويل من الزمن .
والأمر الثاني هو أننا نأمل ورمضان على الأبواب أن يرجع إلينا السر قدور ببرنامجه أغاني وأغاني في هذا الموسم ، ولعلى سمعت من بعض المصادر بعودته .
لا أحد ينكر المنعطفات الحادة التي تمر بها بلادنا ، والأزمات التي تحيط بالإنسان السوداني من كل جانب ، هذا الإنسان السوداني الصابر يحتاج لجرعة روحية تسنده معنويا ، فإن كانت الأزمات قد سلبت منه كثرا من مباهج الحياة فلا أقل من نروح عنه بعض الترويح .
لذا قصدت ألا أكتب عن هذا الواقع الصعب الذي نعيشه كلنا ودعونا نروح عن أنفسنا ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت ، كما قال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام .
ودعونا ننسى قليلا هذه الغلالة من الكآبة التي تظلل أرواحنا ، ولنسترجع مع الأستاذ السر قدور عبير الزمن الجميل ، ونستعيد بعضا من ألق الماضي .
لقد وجد الأستاذ قدور وهو في مسيرته في برنامجه الناجح الكثير من العقبات وتصدى له الجاهلون بمكانته ، ولكن ما وجده البرنامج من نجاح لا يمكن أن ينكره منكر ، وينظر الكثيرون من عشاقه أن يروا البرنامج في هذا الموسم بفارق الصبر .
دعونا نوقد للفرح شمعة بدلا من لعن الظلام .

تعليق واحد

  1. فعلا نحتاج لاستراحة من نكد الحياة وازماتها. الحالة الصعبة دي لازم ليها واحد زي قدور يمتعنا ولو للحظات . يا ليت البرنامج يتواصل في رمضان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..