أخبار السودان

توحيد سعر الصرف.. تعقيدات البنوك تهدد بعودة السيطرة للسوق الموازي

اتفق خبراء اقتصاديون، على ظهور مشاكل عديدة في تعاملات البنوك مع قرارت توحيد سعر الصرف بعد مرور شهر على صدوره، وحذروا من ان عواقب ذلك ستكون وخيمة على الاقتصاد، وستترك آثارا سالبة، مطالبين الجهات المختصة ممثلة في بنك السودان والبنوك التجارية والمصارف للتحوط تحسبا لفشل سياسات تحرير سعر الصرف، وانتعاش السوق الموازي من جديد وتعامل المواطنين معه مرة أخرى.

وقال الخبير الاقتصاد محمد عبد العزيز، ان المشاكل تمثلت في بطء الاجراءات وعدم توفر السيولة الكافية لدى البنوك والمصارف لتلبية احتياجات المواطنين على وجه السرعة، فضلا عن صرف النقود للمواطنين من العملات ذات الفئات الصغيرة 20 و50 جنيها.

واوضح عبد العزيز في حديث ل(مداميك) ان مثل هذه الاجراءت سوف تؤدي للجوء المواطنين مرة اخرى للتعامل مع السوق السوق الاسود اذا لم يتم تدارك الموقف، ورهن نجاح السياسة المالية بان تتمكن البنوك من تلبية احتياجات المستوردين وطلبات العلاج والسفر حتى لا يلجاوا للتعامل مع السوق الموازي، واعتبر ما اعلنه محافظ البنك المركزي حول أن ما تم تحصيله من مشتروات البنوك من موارد المواطنين من النقد الأجنبي خلال الأيام الماضية، بلغ حوالي (٣٠٨) ملايين دولار أمريكي مؤشر ايجابي، ويشير الى ان هناك استجابة من المواطنين والمغتربين للنداءت الوطنية دعما للاقتصاد القومي، ولابد ان تتبعه حوافز تشجيعية لجذب مزيد من موارد النقد الاجنبي.

بدوره أكد عضو اللجنة الاقتصادية بتحالف قوى الحرية والتغيير التجاني حسين، أن سياسة توحيد سعر الصرف جاءت انفاذا ل(روشتة) صندوق النقد الدولي، ورهن نجاحها بقيام بورصة الذهب والمحاصيل الزراعية.

وأضاف أنه من المطلوبات أيضا إعادة الشركات الحكومية الأربع، والاستفادة من أموال عائد رسوم الطائرات العابرة من النقد الأجنبي وجذب ودائع المغتربين بالعملات الأجنبية، لتقوية الجنيه السوداني والقوة الشرائية.

وشكا عدد من المواطنين من ازمة سيولة حادة الامر الذي يضطرهم للوقوف ساعات طويلة وحجز الادوار منذ الساعات الاولى للصباح لاستلام تحاويلهم من الخارج من صرافات ويسترن يونيون، الامر الذي اضطر بنك السودان لفتح نوافذ جديدة عبر البنوك والصرافات لتسليم المواطنين تحاويلهم الخارجية بالعملة المحلية.

وقال المواطن عماد حسن انه انتظر لاكثر من ثلاث ساعات، وحينما جاء الدور عليه قال الموظف ان السيولة انتهت، والمدير ذهب لجلب سيولة من احد الفروع الامر الذي اضطرة للانتظار اكثر من ساعتين اضافيتين.

وحذر عدد من المواطنين من بطء الاجراءات والتعقيدات التي تمارسها البنوك من انتظار وتقديم مبالغ بفئات صغيرة الامر الذي سوف يضطرهم للجوء للسوق الاسود، معتبرين ان هناك مافيا داخل البنوك تريد افشال السياسات الاقتصادية الجديدة.

واعلن محافظ بنك السودان المركزي، الفاتح زين العابدين، في حديث سابق أن ما تم تحصيله من مشتروات البنوك من موارد المواطنين من النقد الأجنبي خلال الأيام الماضية، بلغ حوالي (٣٠٨) ملايين دولار أمريكي، بالإضافة إلى مبلغ (١٩٣) مليون دولار استخدامات للمبالغ المشتراة من المواطنين، مما نتج عنه فائض يقدر بحوالي (١١٥) مليون دولار.

ووجدت الاجراءات تجاوبا من المصدرين عبر حملة (حول حصيلتك بالبنك)، وقدم رجال اعمال وديعة بقيمة مليار دولار للبنك المركزي لانجاح الساسيات الجديدة.

مداميك

تعليق واحد

  1. شاهدت بام عينى بعض المغتربين الغت تحويلاتها عبر البنوك للتعقيدات التى جابهت أسرهم فى تسلم مبالغها ورجعت للسماسرة و حولت و تسلمتها اسرهم أو أودعت فى حساباتهم مباشرة . على المسئولين تدارك هذه التعقيدات لانجاح قرار توحيد أسعار العملات و التحويل عبر البنوك . نعم الناس أسبشرت خيرا فى البداية ولكن العراقيل كثيرة استعصت على حكامنا حلها. الوزير المالية ومدير السودان المركزى عليكم تقع المسئولية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..