مقالات وآراء سياسية

هل مشكلة جبال النوبة فصل الدين عن الدولة..؟

الصادق جاد الله كوكو

يوم الاحد20 مارس 2021 كان بمثابة نقطة تحولية كبرى للصراع الدموي اللذي اندلع في منطقة جبال النوبة منذ فترة الثمانينات وذلك بتوقيع اتفاق مبادي مابين الحركة الشعبية شمال الحلو و الحكومة السودانية اللتي يمثلها الجنرال عبدالفتاح البرهان. لا نريد ان نسبق الحوادث ونرقص على انغام( الكرن) سريع ابتهاج بهذا التقارب الجيد في المفاهيم مابين الطرفين. ذلك الحلم بالسلام اللذي طالما راود اهالي منطقة جبال النوبة من اجل العودة الى حياتهم الطبيعية مرة اخرى. لكن هنالك تساول طالما راود المتابع السياسي في السودان لكواليس اذمة وقضية جبال النوبة, هل حقا قدم ابناء جبال النوبة دماء ابنائهم فقط من اجل ان يكون هنالك مبدء فصل الدين عن الدولة في الدولة السودانية؟, وهل هذاالتقارب من اجل السلام نابع من قناعة ما بين جميع الاطراف بضرورة احداث السلام؟, ام هي ضغوطات دولية على الجانبان لتحقيق هذا السلام بغرض افساح المجال للشركات و المؤسسات الدولية للؤلوج لمنطقة جبال النوبة والاستفادة من خيراتها الطبيعية- المعدنية؟.
عندما استشعر ابن جبال النوبة القائد يوسف كوة مكي حجم الاهمال المتعمد من المركز لتطوير منطقة جبال النوبة ونهضة ابنائها, ثار ضد هذا الظلم الاجتماعي المتعمد حيث شاركة ابناء جبال النوبة في قضيتة هذة بكل قوة ليقدموا مثال تاريخي للشجاعة و الصمود في وجه ترسانة المركز العسكرية, منذ الثمانينات وحتى اليوم. نعم ثار النوبة من اجل الظلم الاجتماعي و التهميش ولم يكن الدين ولا العقيدة دافع من اجل حملهم للسلاح. شعب النوبة وللمعلومية ليس الدين يلعب دور اساسي في حياتهم, فهم في البدء شعب افريقي يؤمن بالمعتقدات الافريقية ثم دخل علية المسيحية و من بعدة الاسلام. جليا يكمن صلب المشكلة في التهميش وعدم التنمية المتواذنة.
هنالك الكثير من ابناء جبال النوبة يؤمن بان قضية جبال النوبة تم محورتها و اخراجها عن مضمونها وهذا يرجع لسياسة المركز الحاكم في استخدام الدين كزريعة لردع ابناء جبال النوبة و العمل على ابادتهم. لهذا اخذت قضية جبال النوبة هذا المنحنى القاضي بفصل الدين عن الدولة. لهذا فان مضمون فصل الدين عن الدولة اللذي اتى في اتفاق المبادي هذا ليس بصلب المشكلة هنا, اذا لم تتم تحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة وان يستشعر ابناء النوبة بانهم شركاء في هذا البلد سيندلع التمرد مرة اخرى حتى اذا تم ترضية الحركة الشعبية بلفيف من الوزارات والمقاعد السيادية.
قطعا هنالك دور خفي للمجتمع الدولي وراء الضغط على جميع الاطراف لتحقيق السلام و الاستقرار في هذة المنطقة اللتي هي غنية بالمعادن الطبيعية. هذا شي ثابت و معلوم للذين يعرفون عمل المؤسسات الدولية و الشركات العالمية الضخمة واللتي تؤثر على سياسات كثير من الدول الاجنبية وتعمل في بسط نفوذها من اجل مصالحها و مصالح هذة الدول المعنية. السودان و منطقة جبال النوبة ليست بعيدة عن اهتمام هذة المؤسسات الاجنبية.
اذا لم تكن هنالك قناعة من جميع الاطراف المتصارعة بان السلام هو الحل الافضل و الخيار الوحيد لتماسك السودان, و وضع انسان المنطقة في مقام الاولوية دون النظر للمكاسب السياسية و المادية و ليس من اجل الخضوع لضغوطات المجتمع الدولي, فان ليس هنالك سيكون سلام دائما , و حتما سيحمل ابناء المنطقة السلاح مرة اخرى في وجود او دون وجود عبدالعزيز الحلو. لان اللذي يحدث هنا عملية الباس خيال المات بدلة سفاري لبسط واقع من ضرب الخيال.
وانها ثورة حتى النصر…!

‫4 تعليقات

  1. صدقت اخي الصادق هل ثار اهل الجبال من اجل فصل الدين عن الدوة؟ وهل الان الدولة دولة دينية؟ لماذا جعلوا منه حجر الزاوية وتركوا كل ما ثار من اجله المهمشين

  2. الإبن الصادق جاد الله كوكو
    أنا عمك سلمان من منطقة الرباطاب ولعلمك الرباطاب هم أصل نوبة جبال جنوب كردفان وقد نزحوا من منطقة الرباطاب فى اتجاه الجنوبى الغربى ليحموا انفسهم بمنطقة الجبال التى سميت بجبال النوبة وهم فى الأصل نوبة رباطاب هربوا بديانتهم القديمة من يهودية ومسيحية ووثنية وأخذوا معهم مسميات مناطقهم الرباطابية فتجد فى جبال النوبة أبوهشيم وتجد حجر الملك والقائمة طويلة لو كنت باحث يمكنك التدقيق فيها وسوف أدلك على أحد أبنائى بمنطقة الرباطاب يعينك لتثبت أن ابناء جبال النوبة لم يأتوا من نوبة شمال السودان ( محس ودناقلة ) ولكن أصلهم من منطقة الرباطاب وحقيقة انا بمر بمناطق داخل منطقة الرباطاب تطل على النيل فأجد أطلال لبقايا بيوت ونخيل مهمل يقول أن أناس كانوا هنا فى يوم ما ، ولم أتحقق أن كانت هذه الهجرة حدثت مع دخول المسيحية للسودان او مع دخول الإسلام ، فلو كنت أنت من ابناء الجبال ارجو أن تفتينا فيها
    ماعلاقة فصل الدين عن الدولة بتحقيق السلام
    هل يوجد سلام فى الصين ؟ هل يوجد سلام فى كوريا الشمالية ؟ هل يوجد سلام فى سوريا ؟
    معظم دول العالم التى لا تحترم الحريات والمعتقدات لا تتبع الديانة الأسلامية
    خطأ كبير ارتكبه الحلو وشريكه البرهان أما سلفاكير ومطوك فهما بعيدان كل البعد عن الله
    بأى حق يوقع البرهان فى أمر بهذه الخطورة
    البرهان يخيل لى انه مهدد بما هدد به المخلوع بواسطة الأمريكان وهرولته ليوغندا للقاء نتنياهو التطبيعى وهرولته لجوبا للقاء الحلو ليقرر نيابة عن 40 مليون نسمة فصل الدين عن الدولة يشى بأنه مضغوط من جهة غربية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..