صباح محمد الحسن
ذكرنا بالأمس أن شركة تاركو للطيران حصلت على أكثر من ٢٠ مليون دولار من بنك الخرطوم بفواتير مزورة خلال الفترة من العام 2014م حتى العام 2018 ، وكانت سلع المرابحة عبارة عن ثلاث طائرات ومحرك طائرة وان الشركة البائع في الامارات هي ذاتها الشركة المشتري في الخرطوم وان المالكين للشركتين وهما قسم الخالق بابكر قسم الخالق وسعد بابكر أحمد قدما فواتير مزورة لبنك الخرطوم بغرض تهريب النقد الأجنبي الى خارج السودان، كما انها تقوم بشراء طائرات نقل البضائع من دول أخرى تجاوزت العشرين عاماً (العمر القانوني) وتقومم بتحويلها الى طائرات لنقل الركاب.
ما ارتكبته الشركة من مخالفات ومازالت ترتكبه حيث انها قامت بإدخال آخر طائرة لها في فبراير ٢٠٢١ يؤكد ان الشركة مازالت تمارس لعبتها، وتتمتع بحصانة قوية ليس من بقايا حكومة المخلوع وجهاز أمنه الذي مازالت قبضته مستمرة وحسب، بل من قيادات حكومة الفترة الانتقالية، هذه الحصانة الممنوحة لشركة تاركو لتحلق فساداً، تكشف كثير من المستور، أهمه انه مازالت ثمة شخصيات وقيادات كبيرة في هذه الحكومة تحمي الفساد وترعاه وتشرف عليه هذا اولاً.
ثانياً ان وقوف لجنة ازالة التمكين بعيدا عن منطقة إقلاع تاركو للطيران، بالرغم من علمها بكل التفاصيل التي ذكرناها ، يعني ان لجنة ازالة التمكين ومحاربة الفساد ، لا تمارس عملها بشفافية ومصداقية ، فبالرغم من ان الشركة تقوم بعمل خطير لا يمكن ان تغض اللجنة الطرف عنه، الا ان اللجنة لم تتخذ أي خطوة قانونية ضدها.
والمعلومة للقارئ الكريم الذي يريدنا ان نبلغ نيابة الفساد ولجنة ازالة التمكين ، إنه لم تصلنا مستندات فساد الشركة، الا بعد ان عجزت اللجنة ونيابة الفساد عن مساءلة ومقاضاة ادارة شركة تاركو.
والغريب في الأمر ان قسم الخالق وسعد حصلا على هذه المرابحات عبر اتفاقات مع ادارة بنك الخرطوم السابقة المتمثلة في شخصية فضل محمد خير ، فطالت الملاحقات القانونية محمد خير وحجزت بعض ممتلكاته ، ولكنها تركت قسم وسعد ، وهذا لا يعني ان فضل تعرض للظلم من اللجنة او غيرها من الجهات القانونية ، ففضل متهم في أكثر من قضية فساد ولكن في فساد شركة تاركو تحديداً بصفته الطرف المحول للأموال من بنك الخرطوم بالرغم من علمه بوجهتها وربما كان شريكا في كل المرابحات، هذا الفساد الذي يجمع ثلاثة أشخاص كيف تتم ادانة شخص واحد وتبرئة الاثنين الآخرين ؟؟
هل استطاع كل من قسم وسعد التأثير على سير العدالة وحصلا على الحماية من اللجنة مثلما حصلا على المرابحات من فضل ، ان حدث هذا فعلاً ، فما هي اداة التأثير السلطة أم المال ؟؟
ان كانت هناك مستندات تثبت مايجمع ( الثلاثة ) في قضية فساد تاركو هل ملاك تاركو غدروا فعلاً بفضل وقاموا بطمس الأدلة التي تدينهم وقاموا بقسمة المبالغ على اثنين بدلاً من ثلاثة (هذا مغري) وقذفوا بمحمد خير أمام عتبة لجنة التفكيك.
إن كانت حكومة الثورة تعلم بفساد تاركو وتمنحها صكوك العفو والغفران ، إذاً إن الذي يجمع فضل بملاك شركة تاركو هو ذاته الذي يجمع تاركو بقيادات في الحكومة الحالية، فوجود فساد في عهد المخلوع يزهر وينمو ويزدهر في عهد الثورة لاشك ان هنالك راعي ومشرف وداعم ومستفيد من هذا الفساد، وإن قالت اللجنة انها بريئة من ذلك وانها لا تعلم بفساد تاركو لا من بعيد ولا من قريب ، هل اللجنة الآن مستعدة لمواجهة ادارة شركة تاركو للطيران. ؟
الأدلة والمستندات، تثبت فساد الشركة ومخالفاتها واستخدامها طائرات منتهية الصلاحية والأخيرة وحدها تكفي ان توقف رحلاتها اليوم وليس غداً ناهيك عن كل ماسبق ذكره.
طيف أخير :
سيدي وجدي صالح هل ستكون تاركو عصية على التفكيك ؟؟
الجريدة
و الله إن هذا الكلام يدمي القلب، و الغريب في الأمر أننا لم نسمع بأي تحركات من المسئولين و لا من لجنة إزالة التمكين و لم يحدث أي تفاعل من قراء الراكوبة مع ما طرحنه الكاتبة المرموقة و تركناها تقاتل وحدها مع الأسف، كنت أتوقع عشرات التعليقات التي تدعم الكاتبة و تزلزل الأرض تحت أقدام هؤلاء المجرمين الذين من جانبهم لم ينفوا ما ذكرته الكاتبة المحترمة الشجاعة و كانهم يستندون على جدار قوي من الحكومة و لا يأبهون لتلك الفضائح..
على قراء الراكوبة ألا يكتفوا بالقراءة فقط لمثل هذه المواضيع، عليهم أن يكونوا قوة ضغط رادعة لمساندة الكاتبة المرموقة و تحريك القضية إلى أعلى المستويات، ما هو دورنا أيها القراء الكرام إن لم نقوم بذلك العمل؟؟؟
نأسف أستاذة صباح لتركك تقاتلين هؤلاء الذئاب و حدك،،، بصراحة أنا مكسوف من نفسي لعدم قدرتي على دعمك و مساندتك.
ما قامت به الأستاذة صباح في هذا الشأن تحقيق صحفي مهني وعمل مسؤول، وهو ينبهنا الى أهمية الجدية في محاربة الفساد..
اكثر ما يزعجني هو فساد الضمائر والنفوس وهذا هو الانهيار الحقيقي.. فدمار مشروع الجزيرة أو السكة الحديد أو سودانير سيصلح في زمن قياسي ولكن دمار النفوس مخيف..
بحكم عملي في منظمة دولية سافرت في يناير 2020 الى نيامي عاصمة النيجر في مهمة عمل، واشد ما ادهش زملائي عندما وصلنا مطار (ديوري حاماني) انهم وجدوا مطارا يختلف عن المطار الأشد بؤسا من مطار الخرطوم الذي استقبلهم في يناير 2019 يعني قبل سنة واحدة (لم أكن معهم في مهمة 2019)… المطار تغير تماما في سنة واصبح ضمن المطارات الحديثة مبنى ومغنى، وحين دخلنا المدينة اقسموا ان تلك الشوارع الجديدة والنظيفة لم تكن هي التي شاهدوها من قبل .. وكانت الدهشة أكبر حين وصلنا فندق راديسون العملاق وقاعة المؤتمرات الكبرى الملحقة به، وهذا لم يكن موجودا في الخريطة من قبل!! فتعجينا هل نزلت عليهم ليلة القدر!!
وكان تفسيرهم لما حدث ان الرئيس ايسوفو والذي يكمل فترته الرئاسية في مارس 2021 أراد ان يحقق هذا الإنجاز قبل انعقاد القمة الافريقية في بلاده في يونيو 2020 واستجلب شركات تركية قامت له بكل تلك المنجزات بنظام الـ ppp دون ان تدفع الحكومة مليما واحدا.. وخلال الأسبوع المنقضي سلم رئيس النيجر الأمانة لخلفه الجديد بعد اسنكمال مدته الرئاسية واجراء انتخابات حرة ونزيهة!
اقسم بالله العظيم منذ تلك اللحظة هانت علي كل المشاكل التي نعانيها لأن هناك وسائل متوفرة للإصلاح اذا تركنا الفساد واخلصنا النية..
يجب أن نحرق الفاسدين حرقا، وأن نكون دولة قانون ولا نحاكم فلان ونترك علان لانتمائه الحزبي أو الجهوي أو العقدي – القانوووووووون هو الفيصل، وأن نجعل السودانيين كلهم اتجاه واحد مش واحدين يبنوا وواحدين يهدموا كممارسة لئيمة وفظيعة منذ الاستقلال، انا لا اتحدث عن مصالحة بل اتحدث عن معاملة متساوية للجميع بحد القانون وأن نكبر رؤيتنا حتى نستوعب الصورة الكلية بدلا من لغة الكراهية السائدة اليوم.. بمعنى اخر مشكلتنا رقم واحد مشكلة سياسية،
متى يبلغ البناء تمامه * اذا كنت تبني وغيرك يهدم
واقترح على حمدوك بعثتين، واحدة تذهب رواندا وتشوف ايه عملوا وواحدة تذهب النيجر وتشوف كيف انجزوا.. وهذا يكفي، لازم نطلع من القوقعة ومن الحساسيات والحزازات ونشوف العالم برة فيهو شنو!
لكي التحية يا أستاذة صباح على شجاعتك وجرأتك ، لأنه وبلا شك كثيرين يعلمون ذلك ولكنهم يسكتون خوفا او طمعا… فلم ينجهم الخوف ولم يغنهم الطمع..
وشكرا للكنداكة صباح على وطنيتها الوثابة ومهنيتها العالية.
تعليق ممتاز يا أستاذ… وأضيف بأن مشكلتنا الأساسية تكمن في الوازع الوطني .. ترى الأحباش كمثال حتى في ملابسهم يزينونها بألوان علم بلادهم في المناسبات وغير المناسبات ، وحبهم لتراب الوطن لا يضاهى، لاتجد مغتربا منهم يطمع في مغريات اسعار السوق الأسود للعملات بل يبادر بالتحويل الرسمي لبنوكهم لدعم اقتصادهم دون حثهم أو انتظار حافز من أي جهة … بينما حب الذات يجري في دمائنا إلا من رحم ربي.
الصحافة مهمتها أن تبحث وتستقصي وتوضح الحقائق وكشف المستور بصورة واضحة دون تدليس ولا لف ولا دوران، انتي علمتني العليكي وخلي الباقي للعاملين فيها بتاعين إزالة التمكين ديل الشكلهم رطبو وقبضو من جزاء من بعض اللصوص.
للاسف لجنة ازالة التمكين حالها كحال كل السودانيين يفوروا يفوروا ويرسوا على فشوش عشان كده يا اخت صباح اقوليك انو فورة لجنة ازالة التمكين العاتية قد انتهت ولذا اصاب التراخى اعضائها لذا لاتعشمى فيهم بشئ بعد الان امرهم انتهى فورتهم انتهت والداخل اليهم عرفت فنحن املنا فقط فى الله هو المنتقم الجبار من كل ظالم وربنا يمهل ولا يهمل .