مقالات سياسية

القوات المسلحة مؤسسة، و ليست صنم لنعبده..

خليل محمد سليمان

لابد لايّ ديكتاتور من خطوط حمر يرسمها لترسيخ الوهم، و التستر وراء شعارات بالية عنوانها الوطنية كذباً، و ضلال.

كلام باطل و مردود عليه لكل من يردد وهم ان القوات المسلحة خط احمر، و ان يوصف كل من يتعرض لها بالنقد، او كشف الفساد، بالخائن، و العميل، المطرود من رحمة الوطنية الكذوبة.

لطالما القوات المسلحة تُعتبر مؤسسة من ضمن مؤسسات الدولة التنفيذية تبقى تحت النظر، و المراقبة، و النقد، و المحاسبة بلا خطوط حمر، او إشارات مرور.

قام صحفي امريكي بالكشف عن مجزرة “مي لي” اثناء حرب فيتنام، و تمت محاسبة الضابط المسؤول، و تم تكريم الصحفي، و لم يوصف بالخيانة، بل شكره الجميع لأنه لو لاه لما تم إكتشاف هذه الجريمة التي راح ضحيتها العشرات بدم بارد، و بطريقة بشعة في ضاحية نائية.

هذا تم و الجيش الامريكي في حالة حرب، ثم ذات الصحفي قام بالكشف عن فضيحة ابوغريب في بغداد، و قد تمت محاسبة الافراد الذين إنتهكوا اللوائح، و القوانين، و تم تكريم الصحفي، الذي يصفه الجميع بالوطني الغيور.

لم يصفه احد بأنه كشف عورات جيش بلاده، و تخطى خطوطه الحمر.

في القرن الماضي قام صحفي بريطاني بالكشف عن مذبحة دنشواي في مصر، و قاد حملة شرسة حتي وصلت إلي الإدانة، من قبل الحكومة البريطانية، و المحاسبة، و تم إلغاء الاحكام إلا احكام الإعدام التي نُفذت بالفعل في حق الضحايا، حدث ذلك برغم ان الجيش البريطاني جيش مستعمر، و وقعت الإنتهاكات في مستعمرة، و ما ادراك ما يد الإستعمار المطلقة في البطش، و التنكيل، و لكن عندما يصل الامر إلي مسامع دافعي الضرائب، و تصبح قضية رأي عام الكل يخضع للمحاسبة.

الجيش كمؤسسة يمثل مصالحنا كشعب في حماية الارض، و المكتسبات، و السيادة، بما انه يتكون من افراد فلا احد معصوم من الخطأ، لذلك يجب ان نضع كل تصرفاته تحت المجهر، و ان تُعمل آليات الشفافية حتي نضمن ان هذه المؤسسة فوق الشبهات لا بالاوامر، او الخطوط الوهمية، بل بالنقد، و التقويم، و المحاسبة.

هناك نغمة يرددها البسطاء بأن هناك حملة لتفكيك الجيش، و إستهدافه، للنيل من البلاد و شعبها.

الحقيقة هي من يتستر علي الفساد، و يجعل من هذه المؤسسة الوطنية صنم للعبادة، و فوق المحاسبة، و النقد، هم اعداء الوطن، و الجيش نفسه الذي نرى الشقة بينه، و بين الشعب تتسع يوماً بعد يوم بسبب التهور، و الافعال الصبيانية، و عنجهية الكيزان العاطلة.

الحقيقة رسم الخطوط الحمر هي حيلة خبيثة للهروب من المحاسبة.

في الدول المحترمة تخضع كل عمليات الجيوش للمراجعة، و النقد، و التقييم، في حال الفشل، و الهزيمة يتم التحقيق بشفافية لمعرفة اوجه القصور، و الخلل لمعالجتها، و عدم تكرارها، إن كانت الاخطاء مقصودة، او غير مقصودة، او نجمت عن تقصير، او هناك عوامل خارجة عن إرادة البشر.

الديكتاتوريات، و الانظمة الشمولية فيها يمثل القائد الدولة، و الوطن، و تكمن مصالح الامة في حركته، و سكونه، وهو العارف بمصالح الشعب، و الامة، و الوطن، حديثة شعارات تُردد، و رغباته اوامر، و قراراته تُنزل بحد السيف لأنه الزعيم، و القائد، و الثورة.

القوات المسلحة ليست مؤسسة فوق القانون، فهي خاضعة للنقد، و المحاسبة، و لابد من تقييم اداءها بكل شفافية، في الحرب، و السلم، لطالما نحن من يدفع ثمن الطيارة فيها، و الدبابة، و رباط البوت.

“ايّ زول يقول ليك القوات المسلحة مستهدفة، قول ليهو جيشنا مختطف منذ ثلاثة عقود، و تم تدجينه، فنريد تحريره، ليصبح جيش للوطن بدل الجماعة الضالة”.

كسرة..

البرهان.. ماذا فعلت في ترتيب مكتبكم، وهو كما تركه المأفون إبن عوف، و الماجن المخلوع، و الثورة في عامها الثالث؟

قائد لا يستطيع تغيير طاقم مكتبه غير جدير بالقيادة، و غير جدير بالإحترام.

برهان.. مكتبكم يعج بالكيزان، و سدنة النظام البائد في كل مفاصل الجيش، و نبحث عبثاً عن المجرمين، و القتلة.

للحديث بقية..

[email protected]

تعليق واحد

  1. لك التحية الراكز خليل سليمان .. نعم انها الحقيقة التي يأبى ذوو القلوب المريضة و الملوثة بالسحت و الدجل سماعها .. المؤسسة العسكرية فاسدة بإمتياز .. شاء من شاء و أبى من أبى .. انا شخصياً كنت فرداً بالقوات المسلحة سلاح الإشارة شعبة الأس .. لكن ما رأيته خلال سنوات خدمتي القليلة كان كفيلاً بأن يغير قناعاتي إلى الأبد حول قدسية الجيش و عصمة القادة الدمي .. للأسف تركت عملي و أنا ألعن كل ساعة قضيتها جندياً في جيش من الحمقى و التابعين بدون رأي أو ذرة من عقل .. لكن .. لا بد يوماً ما أن تستعيد تلك المؤسسة الشامخة عنفوانها و موقعها بين جيوش العالم طال الزمن أم قصر .. لك الشكر أخي على فضح أؤلئك الكذبة اصحاب اللحي اللعينة .. و .. ارمي قدام .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..