مقالات سياسية

مشروعات لرتق النسيج الاجتماعي

أسامة ضي النعيم

تمزيق القماش الاجتماعي في السودان من بين أدوات (فرق تسد) التي مارسها نظام الاخوان في الحكم ، أنكر حق جنوب السودان انذاك وحمل الشباب  لمحاربة اخوة المواطنة ، علي ظهور (دفارات) أرغم المشروع الحضاري الشباب  عنوة في رحلات من أسواق العاصمة الي الميل أربعين وكبويتا لخوض حرب  ضد الخؤولة ، تطعمهم من لحمها غزلانا توهموها لهم وقرودا ترشدهم  الي حيث مخابئ المتفجرات والألغام ، في دارفور القران بعث الاخوان جاهلية نسخها الاسلام ووظفوا العنصرية  النتنة سلاحا بين زرقا سموهم وعربا قسموهم والكل تظله سماء السودان وهو علم  بين بلاد الدنيا بسمرة أرضه وأهله .

فرق تسد كانت حاضرة في الخدمة العامة سلاحا ، فرقوا  في العطايا بين حواري التنظيم وخدم المتنفذين وبين خدام الوطن والصالح العام السوداني الذين منعوهم ورود ماء الدولة  ، ما كان مع الصالح العام تخلصوا منه بعيدا تتلقفه المراكب والطائرات ليضرب في الارض من رزق الله ، ما كان قلبه مع الصالح العام لا يفيد في تزييف العملات أو تزوير صكوك الاراضي لصالح الملأ من حراس المعبد الاخوانجي .

ورثنا بعد ثورة ديسمبر2018م تلك الصورة القاتمة والوضع المعكوس ، بلدنا السودان لم يعد كما ورثناه من الاستعمار الانجليزي ، حدوده سقطت منها ثلث مساحة السودان ، صارت لقاوة وكادوقلي  ودارفور من حدود السودان الجنوبية ، حلايب وشلاتين بوضع اليد صارت مصرية الهوي ، الخدمة العامة تتضمن كتائب ظل عرفها علي عثمان مفاخرا بلا خجل وذهبت الي القتل في مسعاها للدفاع عن عيشها تظلها فتوي مأزومة أطلقها عالم عند بلاط البشير تجيز قتل ثلث أهل السودان  الطيبين ، ها هي تقتل بعد غياب النظام لكي لا تجوع كتائب الظلام والدفاع الشعبي تحولت الي سباع جائعة هائمة علي وجهها تقتل لتقتات مما تلاقيه في طرقاتها .

لملمة النسيج الاجتماعي ورتق قماشه مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة ، كانت أدوات البناء الحجري المتين لتثبيت دعائم وحدة قبائل السودان فن حذقه المستعمر ، بني فوق نظام الادارة الاهلية ثوابت وممسكات القبيلة بعضها مع بعض بطونا وأفخاذا ، ثم زعماء العشائر أقام بينهم التعارف والتواد يصل بهم تقديما الي نقل التبريكات والشكر الي بلاط ملكة انجلترا ، ترد الملكة الانسانة  التحية بأحسن منها وتنعم علي بعض زعماء العشائر السودانية بلقب سير أسوة بمن يكرم من الانجليز. 

من بين مشروعات بناء التعارف لتوحيد قبائل السودان كانت السكة حديد ، هي تفرق الاحباب ولكنها تجمع القبائل في سوح العمل ، في محطة نائية يتآخي أوهاج مع زميل العمل كوكو في محطة سكة حديد تندلتي ، تمددت سنوات التعارف بينهم وتحولت الي زيجات ومصاهرات بين الأسر في مشروع الجزيرة ، نموذج لبناء نسيج وقماش من قبائل السودان المختلفة ، دورة الزراعة والحصاد بين أغسطس ومايو وتعاقب مواسم الزراعة  منها تحول ( الكمبو) الي قرية ، ربما بعض سكانها من تشاد أو دول غرب أفريقيا الاخري ينشدون العيش والكسب الحلال في وسط الجزيرة السودانية وبين قبائلها يحلون أهلا وينزلون سهلا ، أيضا مع تعاقب الازمان تتغير كيمياء الاسر ويصعب فصلها ، هكذا تحققت وحدة السودان قبل ما تعصف به فرق تسد التي جاء بها الاخوان من علي ظهر دبابة عمرالبشيروتدبير الترابي وتلميذه  العاق. 

مشروعات الزراعة الضخمة في مناطق دارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان ، هي نموذج مقترح لتكرار تجربة مشروع الجزيرة وتحقيق وحدة المزارعين مهما تفرقت قبائلهم ، اعادة حواضن تمازج قبائل السودان من خلال دورة العمل بديلا عن تشتيت جموعهم ودفعهم لحمل السلاح ، اعادة تأهيل السكة حديد ونشر قضبانها لتصل الي كادوقلي والدلنج ورشاد تربطها مع بورتسودان والجنينة ، والقول يصيب في هيئة الموانئ وخط نقل مياه النيل الي بورتسودان ، المحصلة اقامة مشروعات لإذابة القبائل في خطوط عمل نهارا وتواصل اجتماعي اسري بعد ساعات العمل لإنتاج علاقات صحية تعمل علي رتق النسيج الاجتماعي الذي اهترأت قماشته  بصنائع الاخوان شرورا وحسدا.

وتقبلوا أطيب تحياتي.
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..