مقالات وآراء

سيارة لدن… و مفقود الفشقة

*بسم الله الرحمن الرحيم *

* سهير عبدالرحيم *

سألني الإعلامي محمد خليل الشفا بإذاعة بلادي 96.6. FM يوم أمس في مداخلة تلفونية بالفترة المفتوحة، المداخلة خُصِّصت للحديث عن استجابة البرهان لنداء تكريم لدن، سألني هل كنتِ تتوقعين سرعة الاستجابة تلك..؟!

قلت له توقعت الاستجابة، وحين خاطبت الفريق البرهان بضرورة تكريم ابنة مفقود الفشقة، كنت واثقةً من استجابته وذلك لسبب بسيط، وهو أن الفريق البرهان نفسه جندي من جنود القوات المسلحة شارك في مختلف جبهات القتال، ويعلم تماماً ماذا يعني فقدان جندي في خطوط القتال الأمامية.

إنّ تكريم لدن والذي تسابقت إليه عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة، يعكس رسالة واحده مفادها أن تكريم لدن هو واجبٌ ودَينٌ في عنق كل سوداني… والد لدن لم يُفقد وهو في طريقه للهروب من الوطن عبر الصحراء أو تاه وهو يبحث عن مستقبل أفضل.

والد لدن فُقد في منطقة عمليات وهو في خطوط القتال الأمامية وهو يحرس ثغورنا ويُدافع عن أرضنا، بل ويساهم في استرداد الفشقة بعد أكثر من ٢٥ عاماً من الاغتصاب.

أبرز اتصال وصلني بخصوص تكريم لدن، كان من إدارة مدارس المجلس الأفريقي للتعليم الخاص والذين تواصلوا معي ومع أسرتها، وأعلنوا تكفُّلهم بالقبول المجاني ومُستلزمات الدراسة والترحيل المجّاني حتى تدخل لدن المرحلة الجامعية.

الأستاذ عبد الله عبد المعروف المدير العام لشركة جياد، أعلن عن تبرعه بدعم مادي ودعم عيني يشمل كل المعدات والأدوات والمستلزمات المكتبية.

اللواء مدثر عبد الرحمن مدير الإدارة العامة للمرور، تكفّل بترخيص وتأمين السيارة إكرامياً.

أيضاً الكوميديان فخري خالد رئيس مجموعة تيراب الكوميديا، أعلن عن يوم ترفيهي وغنائي تشارك فيه مجموعة من نجوم الفن لأجل لدن.

ما ينبغي قوله وللحقيقة والتاريخ، إنّ الدكتور رامي آدم قائد قوات الدعم السريع بالبحر الأحمر كان أول من قام بتكريم لدن عبر مبلغ مالي وخروف الأضحية، أعقبه والي البحر الأحمر وقائد فرقة الجيش بالولاية.

إنّ حجم التفاعل والتجاوب الذي وجدته لدن هو توقيع وإجماع وطني على مجهودها ومُثابرتها… وتحية عسكرية لوالدها (مفقود الفشقة).

يوم أمس وخلال استلام لدن بالقيادة العامة للسيارة الهدية المقدمة من الفريق أول ركن البرهان رئيس مجلس السيادة، التفتت والدتها السيدة رفيدة نحوي وشكرتني قائلةً: “كيف نشكركِ يا أستاذة”…؟؟

قلت لها الشكر لوالد لدن الذي كرّم ابنته بالتضحية والفداء قبل أن نُكرِّمها نحن… والتقدير لك على الجهد الكبير لتهيئة أجواء الاستذكار والتحصيل لابنتك، وجميل الود للنابغة لدن التي وعدت والدها بالدرجات العليا وأوفت بوعدها.

التقدير والعرفان كذلك لأهالي بورتسودان وللجيران بحي سلبونا ولأهالي تنقسي الجزيرة ولخالها رفعت، على الدعم والمُؤازرة، وتحية إجلال وتقدير للأساتذة والمعلمين بمدرستها حمزة الفاضلابي الحكومية ببورتسودان.

خارج السور:
تفقّدوا أبناء وبنات وأسر مفقودي وشهداء وجرحى القوات المسلحة حولكم… فتقديم العون لهم دَينٌ في رقابنا وليس مِنّة.

* نقلاً عن الانتباهة*

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. ان شا الله يرجع بالسلامة اسأل الله العلي العظيم باسمه الاعظم الذي إذا سيل به استجاب ان يعود والد لدن بالسلامة يا رب وان يلتم شمل الأسرة من جديد انه على كل شي قدير ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. أنا ما زلت على رأي فيك انك زولة سطحية و ساذجة ، بعدين أعملي حسابك من عمك البرهان دة . الراجل نوره طويييييل و عيونه جنحينها كباااااار .. فاهمة قصدي . قبل كدة قلت في مناسبة رمضانية ناداك و أتكلم معاك و مش عارف ايه و هسع إستجاب ليك عشان يكرم البت المتفوقة وووو ..
    احسن ليك يا سهير تشتغلي متطوعة في جمعية و لا منظمة إجتماعية … أما شغل الصحافة دة فخليه لناس شمائل النور و لبنى حسين .

  3. صحفيي السودان عبارة عن براغيث تلتصق بمؤخرات بقايا قوات حرس غردون ومن ثم تقتات على الدماء التي تمتصها هذه القوات من الشعب السوداني الجائع.

  4. وماذا عن مفقودى مجزرة القيادة العامة في صبيحة اليوم المشئوم ٣ يونيو ٢٠١٩م
    لماذا لم يتم السؤال عن اهلهم وعن احوال اهلهم؟؟
    لماذا لم يتم تفقدهم ومواصلتهم ودعمهم نفسيا ؟؟
    لماذا المماطلة حتى الان في الكشف بصورة رسمية عن المجرمين الذي قتلوهم بدم بارد واغتصبوهم وعذبوهم واهانوهم وضربوهم؟؟
    لماذا لم يتم القبض علي صانعي فيلمي (خفافيش الظلام والخرطوم تنتحب) الذين اساؤا حتى للشهداء الذين قتلوهم بدم بارد؟؟
    لماذا لم يفتح تحقيق في شان هذان الفيلمان الحقيران ومعرفة الجهة التى قامت بكتابته ومونتاجه واذاعته (الكوز اسامة عبدالرحيم الخليفة هو الذي قام بالتعليق في الفيلمين) ؟؟

    ولا عشان الثوار واسرهم ماشايلين سلاح ولا حتى لابسين بوت
    في ناس وناس ولا شنو الفهم؟؟
    اللهم ارحم شهداء الثورة السودانية المجيدة منذ ١٩٨٩م الى الان

  5. حينما تكالبت علينا المصاءب وشظف العيش وقطوعات الكهرباء .ياسنا من السودان واهله.ولكن حينما تظهر لنا مثل هذه الإشراقات. تبث روح الأمل فى نفوسنا بأن أهل السودان بخير وأننا مهما حدث لنا من انهيار فإننا قادرين على المضى قدما تجاه الخير والحب والتقدم .شعب شجاع كريم مخلص متعاون لن ينهزم ولن يهان ولن يتشتت.
    اننا أبناء السودان الكرام حبا وجمالا ومحبة نعمل تقدم السودان وتطوره وننبذ القبلية
    والتعصب والكراهية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..