مقالات سياسية

استهداف و تدمير جامعة الجزيرة ؟ لماذا؟ ومن وراء ذلك؟

ب/ نبيل حامد حسن بشير

تأسست هذه الجامعة في العام 1975م  بقرار متزامن مع تأسيس جامعة جوبا كجامعات قومية، ولم يكن بالسودان أنذاك  سوي جامعة الحرطوم وجامعة القاهرة فرع الخرطوم والتي كان بها عدد محدود من الكليات وهي التجارة والقانون والأداب، ثم اضيفت لاحقا كلية العلوم. أما جامعة السودان فقد كانت تسمي بالمعهد الفني.

 أسست جامعة الجزيرة بفلسفة واضحة وهي خدمة المجتمع، وكانت تضع دائما في اعتبارها المفاهيم البيئىة كنظرة متقدمة جدا عن كل مثيلاتها من الجامعات المحيطة بنا افريقيا وعربيا. كما ركزت على الجانب العملي والاكلينيكي في الكليات الصحية والجانب التطبيقي في كلية العلوم والتكنولوجيا التي تطورت الي كلية ىالهندسة والتكنولوجيا. نتيجة ذلك كانت تميز خريج جامعة الجزيرة تميزا واضحا مما جعلهم يتميزون في المعاينات الخاصة بالوظائف والأداء المتكيز أثناء الوظيفة. 

 قامت الجامعة في بداياتها علي اربع كليات فقط وهي الطب والعلوم الزراعية والاقتصاد والتنمية الريفية والعلوم والتكنولوجيا. ثم   تطورت باضافة ثلاث  كليات للتربية بحنتوب والحصاحيصا والكاملين، و كلية العلوم الصحية بالحوش و وكليات الصيدلة والأسنان والتمريض والتخدير بمدني، والانتاج الحيواني بالمناقل، والدراسات التجارية بالهلالية ، والبيطرة بتمبول والتي  انضمت الي جامعة البطانة فيما بعد. 

 قامت ادارة الجامعة عند تأسيسها باختيار أفضل الخريجين وأوائل دفعات جامعة الخرطوم والجامعات المصرية  للابتعات الى الولايات المتحدة وانجلترا للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه من أكبر وأعرق جامعاتها في تخصصاتهم ليعودوا ويقدموا عصارة العلم الحديث للطلاب على مستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وأن يقوموا باجراء البحوث العملية والمعملية لحل مشاكل  قومية و ولائية، وكنت شخصيا من ضمنهم، وابتعثت الي  جامعة أريزونا بالولايات المتحدة. ركزت الادارة في أختيارها لهؤلاء الاساتذة على (معايير مثالية) بخلاف المعايير العلمية، خاصة التربية والنشأة والأخلاق وحب الوطن والمهنة.  بدأ هؤلاء المبعوثين بالعودة للوطن و الالتحاق بكلياتهم اعتبارا من 1981م وساهموا في  تخريج الدفعة الأولي ووضعوا المناهج والقوانين واللوائح ونظم الأساس وبرامج الدراسات العليا والربط مابين جامعتهم والجامعات التي تخرجوا منها، وشاركوا في المؤتمرات العالمية والاقليمية ورفعوا أسم العلماء السودانين في كل المحافل العلمية ونشروا أوراقهم العلمية المتميزة بأرقي الدوريات العلمية وقاموا بكتابة ىالكتب العلمية المنهجية والمرجعية بالعربية والانجليزية، وأسسوا لنظم ادارة الجامعات بارقي الأساليب. وقامت الجامعات الجديدة التي أسست  بعدها خاصة خلال فترة النظام البائد   بتبني نظام ومناهج جامعة الجزيرة بكل كلياتها وقامت جامعة الجزيرة  بتدريب كوادر تلك الجامعات التدريسية والفنية اضافة الى المشاركة في التدريس بتلك الجامعات و تغطية النقص في كوادرها حتى تاريخه. ولا تخلوا جامعة بالسودان حاليا من  أساتذة من خريجي جامعة الجزيرة بما في ذلك الخرطوم. بل  طلب من العديد منهم الالتحاق بالمنظمات العالمية وأبلوا بلاء حسنا، و البعض انتدب للتدريس  بالجامعات العربية  والافريقية بما في ذلك أعرق الجامعات عالية التصنيف بجنوب افريقيا والسعودية والأمارات وقطر..الخ.

كان  هؤلاء الأساتذة يقومون بالتدريس والبحث وتدريس الجزء العملي من الدفعة الأولي حتى الدفعة 13 دون وجود مساعدي تدريس ولم  يتبرموا ولم يشتكوا من الاجهاد نظرا لحبهم للمهنة ولجامعتهم. كان الانسجام والاحترام  أهم مميزاتهم،  وارتقي اسم الجامعة تصنيفيا بحكم  مجهوداتهم واخلاصهم ومهنيتهم وخرجوا بعدها الكوادر التي ستكمل احتياجات كلياتهم وقاموا برعايتهم حتى نال البعض منهم درجة الاستاذية. بل أن بعضهم أصبح عميدا لبعض الكليات وتسنم أحد خريجيها الذي نفحر به ب/ محمد السنوسي (خريج الدفعة الثانية)،  استاذ أمراض النساء والتوليد، منصب نائب المدير، ثم المدير حتى قيام الثورة.

قامت الانقا ذ( الدمار) بفصل العديد من مؤسسي ورموز وفطاحلة الجامعة للصالح العام (من وجهة نظرهم) وأخرين نظرا لرفضهم الالتحاق بالدفاع الشعبي (اجمالي 14 أستاذ). كانت هذه ضربة كادت أن تودي بالجامعة، لكن صمود الأخرين، خاصة من القدامي منهم، وبتحيض وتشجيع من الذين فصلوا، مكن الجامعة من الاستمرارية والتفوق والحصول على العديد من جوائز التميز في الطب والعلوم الزراعية. أما من قصلوا فتخاطفتهم المنظمات الاقليمية والعالمية.

الضربة الثانية جاءت  بعد (ثورتنا الحالية، أكثر من 40 بروفيسر) التي تنكرت الجامعة  لهم وتركت الكيزان (وما زالوا  باماكنهم)،  وقامت بانهاء خدمات  اميز الأساتذة على مستوي السودان ودول الجوار والقارة على الاطلاق، و أغلبهم من حملة درجة الاستاذية وذوي الاسهامات الجوهرية للجامعة والعلم بصفة عامة، والعديد منهم مرجعية في مجاله بالسودان وافريقيا والشرق الأوسط. الجامعة هي الخاسر الأول حيث أن كل منهم الأن في وضع يحسدهم علية من يعملون الأن بالتعليم العالي ككل، ولن يعودوا اليها مهما كانت الاغراءات. 

مؤخرا قبل عدة أيام قامت لجنة ازالة التمكين بالولاية بانهاء خدمات 6 من كبارات الاساتذة منهم 2 من المدراء السابقين، منهم ب/ محمد السنوسي، ب/ الأمين عبدالله الخليفة، ب/ نوري ، وب/ النور كمال الدين أبوصباح،  ب/ عماد الدين الجاك ، علما بأن للتعليم العالي لجنة ازالة التمكين الخاصة بها  برئاسة مولانا التاج اسماعيل!! رغما عن ذلك لم يقم التعليم العالي  ولا رئيس اللجنة بالدفاع عن منسوبيه، أو وقف تدخل لجنة الولاية في شؤونه!!! تسبب ذلك الأمر في اضراب للأساتذة لمدة يومين، مع تهديد بالاضراب المفتوح.

يا تري من يقف وراء تدمير  جامعة الجزيرة؟ ولماذا؟  هل هي مؤامرة؟ أم غيرة وحسد؟ أم هو من الاشياء الي يجب أن لا نسال عنها حتى لا تسؤنا؟!! نحن نقول أن جامعة الجزيرة (خط أحمر) سواء أن كان ذلك للحكومة أو الوزيرة أو لمن يديرون الجامعة الأن، ولا يستطيعون الدفاع عنها وعن منسوبيها من اساتذة وفنيين وكوادر مساعدة أخري وطلاب. 

نقول للجميع أن للجامعة من يحميها من (خريجيها وأساتذتها)، خاصة القدماء المؤسسين داخل أو خارج الجامعة، ولا ننسى دور (مواطني الولاية) الذين بدأوا في التحرك بقوة ضد كل من يظن أنه قادر على أن يتصرف في جامعتهم كما يريد، ناسيا دور هذه الجامعة في اسقاط نظام مايو ونظام الطاغية البشير ومؤتمره (الوثني). نقول لهؤلاء ارفعوا ايديكم عن جامعتنا وابحثوا لكم عن ضحية (بحجمكم)،  فهي  في نظر من تعبوا في وصولها للقمة (خط احمر)، ويعتبرونها (ابنتهم) وكرامتها وشرفها ومكانتها لا تقل عن ما يكنونه لابنائهم وبناتهم. اللهم نسالك اللطف (أمين).

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. لجنة ازالة التمكين أصبحت لجنة تدمير السودان.
    ويتحدثون عن محاربة الفاسد واتضح أنهم اشد فسادا ودونكم قصة الشركة الصينية التي لم نكن نتوقع حدوثها ولا في الخيال لان اللجنة بضباطها ونيابتها مووظفيها تعاملزا مع الشركة كبلطجية ونهبوا أموالهم وأرهيوهم وظلوا لشهور يدعونهم للتحقيق في مكاتب لجنة التمكين حتى تسرب خطال المخابرات للنائب العام وحاولت اللجنة في البداية ان تنفي حتى أكد صلاح مناع صحة الواقعة وان المجرمين المتورطين عددهم يتزابد..
    والان الدور على جامعة الجرزيرة بتشريد ابرز كوادرها وعلمائها
    بلطجة

  2. فكما تم تدمير مدرسة حنتوب الثانوية العريقة تدميرا كاملا من قبل الكيزان فالان اتي الدور علي جامعة الجزيرة

    فعلي مواطني الجزيرة ان يصمدوا ويقومو بردع هذا الظلم الذي يهدف تدمير الجزيرة الكامل وتردي الحياة في جميع نواحي اقليم الجزيرة المعروف بخدوده واهله وطرد جميع الغرباء من الكنابي والخونة الماجورين من الولاة الذين لا يربطهم اي ولاء للجزيرة

    فليكن شعارنا في هذه المرحلة الجزيرة اولا والجزيرة في قلوبنا

    لا نريد اقلبم اوسط او تبعية سنار او الدويم الي تالجزيرة ولا تغول من ولاية الخرطوم علي حدود اقليم الجزيرة ولا اقليم غير غير الجزيرة بحدودها المعروفة

  3. جامعة الجزيرة يحميها خريجها الذين يكسبون من وراها انا شخصيا مرمي الله لا باتقدم لا باتاخر

  4. يجب الوقوف بقوة ضد عبث لجنة ازالة التمكين
    المساس بالمؤسسات التعليمية والعلماء خط أحمر ي وجدي صالح
    انت روح شوف الصواميل وأترك العلماء في حالهم هذا المكان عصي على امثالك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..