بكري الصائغ
١-
في يوم الاحد القادم ١١/ اكتوبر الجاري، تكون قد مرت ٨٧٢ يومآ علي وجود سجناء كوبر السياسيين (جهابذة النظام المباد)، الذين تم اعتقال اغلبهم في يوم الخميس ١١/ ابريل عام ٢٠١٩، كلهم بلا استثناء قبعوا في زنزانات كوبر ليل نهار ولم يقدموا للمحاكمات، الشخص الوحيد الذي تمت محاكمته هو الرئيس المخلوع الذي صدر ضده الحكم في يوم ١٤/ ديسمبر ٢٠٢٠ بالإيداع عامين في مؤسسة إصلاح اجتماعي مع مصادرة الأموال التي تحصل عليها في قضية “تداول النقد الأجنبي بشكل غير قانوني” والتربّح غير المشروع ، ويشمل المبلغ (٧) ملايين يورو، إضافة إلى (٣٥٠) ألف دولار، و(٥) مليارات جنيه سوداني، وبحسب القانون السوداني، يحاكم المتهم بالسجن عشر سنوات إذا أدين بالتهم التي وجهت إلى البشير. لكنّ الحكم خُفّف على البشير إلى عامين يقضيهما في مؤسسة إصلاح اجتماعي بحكم تجاوز سنه السبعين عاما.
٢-
رغم صدور الحكم علي الرئيس المخلوع بصورة نهائية وقضي الامر تمامآ، الا ان امر تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية ما زالت مطروحة بقوة، وتصر محكمة الجنايات الدولية التي ظلت تطارد البشير منذ عام ٢٠٠٨ حتي اليوم (١٣) عامآ علي اعتقاله وتقديمه للمحاكمة بتهم خطيرة تتعلق بجرائم حرب وابادة.
٣-
اصل قصة تاخير تسليم البشير لمحكمة لاهاي يرجع الي الرئيس عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الذي هو اصل المشكلة في تسليم البشير، فهو صاحب وجهين في المسآلة، فعندما يقابل الوفود الاوروبية والسفراء الاجانب يؤكد لهم انه مع تسليم البشير بحسب رغبة ملايين السودانيين، ولكنه داخليآ وبصورة واضحة ضد تسليم “ولي نعمته” لاي جهة خارجية!!
٤-
لم يعد من السودانيين يفهم سبب تاخير محاكمة من تم اعتقالهم وكانوا اعضاء بارزين في السلطة السابقة، او من كان لهم دور قيادي في القوات المسلحة مثل الفريق اول/ بكري حسن صالح، الفريق اول/ عبدالرحيم حسين، فمنذ اعتقالهم هؤلاء الفلول قبل (٣٠) شهر وزجوا في سجن كوبر ، واصبحنا مرغمين ان نسمع كل يوم باخبار التحقيقات الرسمية المكثفة معهم، ثم يعودون الي الزنزانات ليقابلوا لجان التحقيقات في اليوم التالي .!!!، وفي كثير من المرات قدموا لمحاكمات تاجلت بسبب تفشي فيروس/الكورونا) او لانقطاع التيار الكهربائي في قاعة المحكمة!!
٥-
في قوانين الدول لا يحق حبس المتهم وعدم تقديمه للمحاكمة، ومهما كان حجم الجرائم وفظاعتها التي ارتكبوها السجناء السياسيين القابعين في سجن كوبر، فلا بد للسلطة الحاكمة في الخرطوم ان تبذل كل جهودها لتقديم السجناء للمحاكمات، وعدم تاجيلها في كل مرة كما هو الحال اليوم!!
٦-
هناك ايضآ ظاهرة غريبة لم نالفها من قبل، فقد تم الافراج بصورة مريبة عن بعض السجناء السياسيين الذين قبعوا في كوبرفترة طويله بتهم الفساد وامتلاك اراضي وعقارات بدون وجه حق !!، كانت في البداية عمليات افراج شملت شخصيات قليلة يمكن عددهم علي اصابع اليد الواحدة، ثم اصبحت ظاهرة واضحة لا تحتاج الي دس او اخفاء وكتبت عنها الصحف المحلية والاجنبية…..موسي هلال مثالآ !!
٧-
السودان يمر اليوم باغرب مرحلة في تاريخه، مرحلة لم نشهد لها مثيل!!
(أ)- فمثلآ، سودان اليوم لا نعرف من يحكمه؟!!
(ب)- هل هو البرهان ام “حميدتي “؟!!،
(ج)- هل هناك فعلآ قوانين ولوائح تسير عليها الدولة؟!!
(د)- لماذا فشلت المجلس السيادي والحكومة الانتقالية في اخراج
المنظمات المسلحة من العاصمة؟!!
(هـ)- لماذا تتعطل المحاكمات بالسنوات الطويلة بدون اسباب مقنعة؟!!
(و)- لماذا تم تعيين مسؤولين في القضائية ومكاتب النائب العام من شخصيات محل عدم قبول من الشارع السوداني؟!!
(ز)- لماذا تعطل الحكومة وتاخر المحكمات، وهي بيدها الاسراع بتقديم المتهمين للعدالة؟!!
٨-
اعرف مسبقآ، ان موضوع هذا المقال عن سجناء كوبر السياسيين قد قتل بحثآ، وجرت حوله مناقشات لا تحصي ولا تعد، ولكن يبقي السؤال الهام مطروح بشدة:
ايهما اسرع في مصير السجناء السياسيين.. الموت بالكورونا..ام تقديمهم لمحاكمات عاجلة؟!!
٩-
عن رائي الشخصي اقول، ان اغلب السجناء السياسيين في سجن كوبر سيخرجون من زنزاناتهم راسآ لمقابر فاروق وحمد النيل..ولن يعتبوا ابواب المحاكم؟!!
ببساطة لأنو لو حوكموا فناسك ديل (وزراء قحت وحاضنتهم) حيحاكموا جميعا ويقبعوا بقية حياتهم في السجن.
تعرف كم ال ماتوا بسبب الجوع والمرض انعدام ابسط مقومات العلاج كالانسولين وغيرها؟!!
اين الاموال التي حصلوا عليها وفيما انفقت وعلى من ؟
كل الأساسيات تضاعفت عشرات المرات من وقود وغاز وكهرباء ولكن أين ذهبت؟!!
علما بأنو التنمية زيرو .. زيرو كبير..
كلهم سبحاكموا بالفساد وقريب جدا والا البلد حتظل معطوبة كحالها اليوم.
الحبوب، خالد عبد المتعال.
تحية طيبة. مع خالص احترامي لتعليقك الا انه بعيد كل البعد عن مضمون المقال، الاسئلة المطروحة في صلب المقال هي: ” لماذا مرت ٨٧٢ يومآ والسجناء السياسيين في سجن كوبر لم يقدموا لمحاكمات؟!!.. ولماذا اصلآ كل هذا التاخير؟!!..ولمصلحة من تاجيل المحاكمات في كل مرة؟!!.. اما عن تعليقك عن انعدام ابسط مقومات العلاج كالانسولين وغيرها؟!!…اما سؤالك عن “وزراء حقت”، واين الاموال التي حصلوا عليها وفيما انفقت وعلى من ؟!!، فهذا موضوع لاعلاقة له بالمقال.
مقال سابق من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة”
وله علاقة بالموضوع الحالي:
بسبب العزلة والامراض والاحباطات: سجناء كوبر السياسيين هرموا وتغيرت ملامحهم!! https://www.alrakoba.net/31380686/%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AC%D9%86%D8%A7/
وصلتني رسالة من صديق، وكتب:
(… السجناء السياسيين في سجن كوبر لن يقدموا لمحاكمات وسيظلون في زنزاناتهم حتي يزورهم ملك الموت. وبالطبع وجودهم في سجن كوبر بلا محاكمات تمت بصورة متعمدة ومقصودة من عبدالفتاح البرهان وضباط الجناح العسكري في مجلس السيادة. لان تقديمهم للمحاكمات يعني كشف اسرار عسكرية وفساد واغتيالات قام بها عبدالفتاح وبقية الاعضاء في الجناح العسكري بمجلس السيادة. بالطبع السجناء السياسيين سيدلون بافادت خطيرة وبمعلومات ستهز ارجاء الدنيا، السجناء سينتقمون شر انتقام من البرهان الذي – بحسب رايهم- خان العشرة والعيش والملح وانقلب علي النظام الذي اوصله لرتبة فريق اول.).
وصلتني اربعة رسائل من اصدقاء اعزاء، وكتبوا:
١-
(… والله نفسي قبل ما اموت اكون حاضر محاكمة الزول الاسمو نافع علي نافع ده وهو واقف بكل مذلة وانكسار في قفص الاتهام بالمحكمة وماسك قضبان القفص، الزول ده اعتقلني وانا طالب في جامعة الخرطوم، وامر العساكر بضربي بخراطيش الموية، نفسي اشوف حالته وهو بصرخ كما في الافلام المصرية “مظلوم والله يابييه”!!…الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل.).
٢-
(… الفوضي وعدم الانضباط والتسيب وعدم الالتزام بالقوانين واجراءاتها في المحاكم وبالاروقة العدلية في الخرطوم وراء تاخير المحاكمات.).
٣-
(… لن يحاكموا!!، وسيخرجون من كوبر واحد وراء الاخر بقرارات رئاسية قبل انتهاء فترة رئاسة البرهان!!.).
٤-
(… ما عدنا نعرف من هم السجناء السياسيين الان في سجن كوبر والهدي ، ومن هم الذين خرجوا بواسطات؟!!!!… ومن هم الذين خرجوا من كوبر وراسآ لاسطنبول؟!!.).