مقالات وآراء سياسية

مدد يا أبوهاشم …مدد

د.فراج الشيخ الفزاري

للمرة الثانية، يتدخل زعيم المراغنة وراعي الحزب الاتحادي الأصل ، فيحلحلة مشاكل السودان العصية. الأولي كانت مع الزعيم الجنوبي جون قرنق،عندما تازمت الأمور واشتدت المعارك، وفقدت البلاد الكثير من أبنائها فيالشمال والجنوب، فجاءت مبادرة الزعيم محمد عثمان الميرغني باتفاقية( الميرغني /قرنق نوفمبر 1988) .

تم التوقيع علي هذه الإتفاقية في أديس أبابا في السادس عشر من نوفمبر1988، ولكن رئيس مجلس الوزراء، وقتها، الصادق المهدي قد تلكأ في قبولها ،بحجة أنه يحتاج إلي بعض الوقت الحصول علي تأييد الجمعية التأسيسيةللمبادرة..وعندما حان وقت مناقشتها..كان انقلاب الجبهة الاسلامية هو الأسرعفي يونيو 1989..وضاعت علي البلاد فرصة ذهبية لسلام السودان ووحدةأراضيه..كل ذلك بسبب الغيرة الحزبية والحسد السياسي.

وها هو التأريخ يكرر أحداثه..فقد تعقدت الأمور وتشابكت ، وتلاحقت الأحداث ،في شرق السودان، حتي أصبحنا لا ندري أيهما الصاح وأيهما الخطاء؟

كنا مع مطالب الشرق العادلة، وضد قطع الطرق القومية وتعطيل مصالح الناسوالدولة..كنا مع الحقوق المدنية والاحتجاجات السلميةوضد العصيان عليالحكومة والتمرد علي الدولة..كنا مع الحل الوطنيولكنه كان غائبا بتقاعسأصحاب القرار..وأصبحنا نتلفت كالطفل اليتم، حتي تحرك الزعيم الوطنيالديني الحسيب النسيب، محمد عثمان الميرغني ( وفي الليلة الظلماء يفتقدالقمر) ..تدخل في الوقت المناسب. فهو يدرك بحسه الوطني ومعرفته بإنسانالسودان وشرقه علي وجه الخصوص،  متي يتحرك وكيف يضمن لمساعيه النجاح.

تدخل الحسيب النسيب بمبادرتهليس طمعا في كسب حزبي او مجدسياسي ..فهو زاهد، بطبعه، في المناصب ..ولكنه أدرك بوعيه وتجربتهالسياسية ونظرته للامور بعين العقل، أن الامور قد تعقدت بما يضر السودانوأمن السودان ومنطقة شرق السودان بالذات، اذا ما تحركت القوي الخارجيةلتأمين مصالحها الحيوية ، الإقليمية والدولية في منطقة البحر الأحمر. أدركالزعيم بأن الحل يجب أن يكون سودانيا خالصا..تدخل الزعيم وهو يعرف قدرهومكانته واحترام  طائفة الختمية في المناطق .كان واثقا بأنه ينطلق من قواعدوطنية صادقة..يعرفها أهل الشرق بذات القدر..كان أيضا واثقا بأنه يخاطبشعبا كريما .يكلم قبائل ونظار وعمد ومشائخ ورجال وشباب يكنون له الحبوالتقدير والولاء ..ويعرفونه أيضا بأنه القائد الذي لا يكذب أهله..وان مبادرته لنتكون أبدا خصما علي مطالبهم المشروعة بل سوف تدعمها بما يوازن ما بينالمصلحة الولائية والمصالح القومية للوطن.

ورغم ذلك..يبقي الخوف باقيا،  بأن تخرج لنا من الجحور والاوكار المهجورة ،تلك الأفاعي والعقارب السامة ، لإفساد تلك المساعي الحميدة وقد أوشكت علياكتمال حلقاتها بالنجاح.

ولكن، مع تفهم الدولة ، ممثلة في مجلسيها المدني والعسكري، التنفيذيوالسيادي، والقوي الوطنية المساندة،  فضلا عن وعي الجماهير الصابرةوالمتابعة للأحداث، فإن مبادرة الزعيم الميرغني سوف تكتمل حلقاتها وتكللبالنجاح الباهر بإذن اللهولو  كره الحاقدون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..