مقالات وآراء سياسية

البرهان جابوه ( دي كليرك ) طلع ( وجع ).

 

أسامة ضي النعيم محمد

وجه الشبه كبير جدا بين نظام الاخوان في السودان ونظام ( الابارتايد –  الفصل العنصري)  في جنوب أفريقيا ، حكم نظام ( الابارتايد ) جنوب أفريقيا خلال الفترة من عام 1948م الي أن تم الغاء النظام بين الاعوام (1990 -1993م) ، أحياء خاصة في كافوري وأماكن اخري في العاصمة مثلت محميات يسكنها الملآ من تنظيم الاخوان ، مساجد خاصة يقف علي منابرها الغلاة من تنظيم الاخوان وما ضاحية جبرة ومسجدها الشهير ببعيدة كمثال ، وبعض المدارس الخاصة تضم أبناء علية التنظيم تشهد بوجود الفصل بين أهل التنظيم المتحكم وما دونهم من بقية أهل السودان ، توزيع الاراضي والتمكين في الوظائف العامة خير شاهد علي ممارسات تشبه نظام الابارتايد علي طريقة تنظيم الاخوان.

دي كليرك الرئيس في جنوب أفريقيا استجاب الي صوت العقل وأطلق سراح المناضل مانديلا من السجن ، فاز حزب المؤتمر الوطني الافريقي في انتخابات عام 1994م ، ترجل دي كليرك من منصب الرئيس ليشغله مانديلا وعمل دي كليرك نائبا للمناضل مانديلا مع نائب اخر، تقاسم دي كليرك مع مانديلا جائزة نوبل للسلام في عام 1993م عن انهاء حكم الاقلية البيضاء وإرساء أساس الديمقراطية. هي علي بساطتها قصة لا تختلف عن حكايةثورة ديسمبر2018م السودانية ، هب الشعب أيضا لينهي حكم نظام الفصل بين الاخوان وغيرهم من أبناء السودان وتخليص البلاد والعباد لتعود دولة المواطنة يتساوي فيها غير الاخوان مع الاخوان ، الجودية هي العرف الحميد الذي يسود بين أهل السودان وكانت حضورا بعد الانقلاب الشعبي السلمي علي ابن عوف ، زكي قادة الثورة عبد  الفتاح البرهان لينقل مع فريقه الرئاسي السودان  خلال فترة الحكم الانتقالي الي رحاب الديمقراطية ووضع البلاد في سكة التعافي من حكم الفصل بين تنظيم الاخوان وعامة أهل السودان.

دي كليرك  السوداني أو عبد الفتاح البرهان قرأ التأريخ من ذات صحائف وكتب البشير ، لم يرجع الي تأريخ الشعب في جنوب افريقيا كمثال حي ومشابه للحالة السودانية ، ذهب عبد الفتاح البرهان الي الفظاظة وتعامل مع الشعب بفض الاعتصام أمام القيادة العامة وهو يحتمي داخلها ولا تغيب عنه شارة أو واردة في حرمها  ، ايجاز الحديث هو (حدس ما حدس ) ، لم يخرج عقل البرهان من صندوق تنظيم الاخوان وكانت العصا ثم التنمر علي الثورة ، أطلق عصابات النيقرز وجند بعض زعماء القبائل لكي لا تقبل الرئاسة القسمة الا علي البرهان فقط أي العودة للمناداة ( لا بديل للبرهان الا البرهان) ، غاب نموذج دي كليرك  السوداني ومشي بيننا البرهان ينشد الرئاسة يحاول انتزاع التفويض الشعبي بسقف تحجره السماء.

ما زال الوقت يسمح بمعالجات تأخذ أدب الجودية السودانية ، ترتفع الهمم وتعلو النفوس الي مصاف الزعامة ، فرص صناعة التأريخ لا تتكرر وهي اليوم جاهزة في متناول الزعيم عبد الفتاح البرهان ليدخل تأريخ الامم بطل حمي الفترة الانتقالية في السودان الي أن أناخت مطاياها عند مضاربالمدنية التي يقصدها أهل السودان ، ليصبح د ي كليرك السودان فعند عبد الفتاح البرهان أدب المصالحة والحقيقة ، تجربة أفريقية وثقت لها منتديات ومكتبات العالم وصارت من فنون السياسة العالية الذوق ، ثم التعامل مع المحكمة الجنائية بشفافية لا لف ودوران فيها وتسليم المطلوبين للعدالة في لاهاي أو محاكم مختلطة داخل السودان ، والاهم هو ادارة المجلس الرئاسي السوداني بعقلانية لا بأدب فصل المشاغبين ، انفرط عقد الزمالة داخل المجلس وتبودلت الاتهامات علي مرأى ومسمع من الجميع ، لا يقل في أثره عن تبادل اللكمات أو رمي الكراسي بعضهم علي بعض ، فقد المجلس الرئاسي الاحترام والقدسية والهيبة عند الشارع السوداني بخطل ادارة الرئيس.

نعم ، هناك ضوء فيما قبل اخر النفق كما عندنا في السودان متلازمة ( باركوها ) ، تأتي متأخرة تلك الجودية خيرا من أن لا تأتي ، يترقب الجميع القائد عبد الفتاح  البرهان يخرج من بين الغمام ليحمل التوافق بين مكونات مجلسه ولا حزبية عسكرية ومدنية بل مجلس رئاسة دولة السودان ، حينها نردد البرهان فزع وعزوة للسودان وثورته ونرشحه ليتقاسم مع دكتورحمدوك جائزة نوبل للسلام ، غابت شمس دولة الابارتايد الاخوانية ورست سفينة السودان عند جبل الجودي حيث الحرية والسلام والعدل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..