وثبة الكرام وحُجج اللئام

جُبلنا نحن في السودان على كرامة النفس وعزتها ورفض الضيم وعدم قبول الهوان والذُل , وهذه خصال يحسدنا عليها الكثير , فطالعتنا الأخبار بأن مساعد الرئيس نافع قد تعرض للضرب بالحذاء فهلل الكثير للفعل احساسا منه بأن هذا الفعل هو تعبير لرد الظلم على الظالم مع أنني لا أويد رد الظلم باليد بلغة الدبلوماسيه ولكنني أؤيده في بعض الاحيان فمثلا ماذا يفعل مواطن عراقي لبوش هل يستطيع مواجهته عسكريا أم قانونيا أم باي طريقه أخرى ولكن أحس في دواخلي أن الزيات قد أراح ضميره بفعلته هذه .
انبرى كثيرٌ من الكتاب بادانة الفعل بحجة أن اكرام الضيف واجب ونحن شعب يكرم الضيف وووو وكأن السيد نافع ضيفا جاء به الطريق ليلاً وأتى يبحث عن ابلِ له سرت بليل , أو كأن هذا الرجل رجلا شفافاً ومؤدباً مع رعيته هو وإخوته , أليس هو من أمر الشعب بلحس كوعه ان أراد الحكم ؟ أليس ولي الأمر هو من تحدى شعبه ان كان يعرف الهوت دوق قبل حكمه وكأنه هو قبل الانقاذ كان يعيش في لوس انجلس .
نافع واخوته هم من يفتخر بخروجهم على الحاكم قاصدين اصلاحه , ونحن اليوم نرى أن نخرج عليهم لأنهم حادوا عن الطريق بايعناهم على أن يقيموا الدين .. الدين كله ولم يقيموه لذلك أيها المثبطين من حقنا أن ننقض بيعتنا لهم ولا بيعة لهم عندنا , ولكن كتاباتكم سوف نردها اليكم بضاعة خاسره ولم تقر في اذاننا , ومن كان هيناً في نفسه لايستصعب ورود الهوان عليه فيا أخي الثائر لا تركن لكلامهم الذي يريد ان يجعلك توحل في الذل والهوان فالحلم الذي لا يصدر عن مقدرة؛ لا يُسمَّى حِلمًا، وإنَّما هو حجَّة يحتجُّ بها اللِّئام؛ سترًا لعجزهم. لأنَّ الحياة إنَّما هي العِزُّ؛ فإذا فقده الإنسان؛ كان الموتُ أخفَّ محملاً عليه؛ لخلوِّه عمَّا في الذُّلِّ من غُصص المشقَّة والهوان
كُـلُّ حِلْمٍ أَتَى بِغَيْرِ اقتِدَارٍ …..حُجَّـةٌ لاجِـئٌ إلَيْهَا اللِّئـامُ
مَنْ يَهُـنْ يَسْهُلِ الهَـوَانُ عَلَيهِ ……مَا لِجُـرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيـلامُ
لماذا كنا نفتخر الى يومنا بالمك نمر ؟ أليس لأنه رفض الظلم والهوان ولو ركن لقول المثبطين أن اسماعيل باشا ضيفا فلا يجب المساس به ولكن المك نمر واهلنا في السودان يعرفون من هو الضيف ومن هو غيره فلسنا بحاجة الى أن تعلمونا الكرم الذي لا تعرفونه الا من كتاباتكم سمعاً . و الجبان يتقاعد عن اقتحام العظائم؛ عجزًا منه، وهو يظنُّ أنَّ ذلك عقلٌ، وإنَّما هي خديعة؛ يزيِّنُها له لؤم طَبْعه؛ بما فيه من ضعف النَّفس، وصِغَر الهمَّة .
بعضهم لم يجد ما يكتبه الا أن قال الانتصار من الخلف , أي أن الضربه جاءت من الخلف
وكأنما نافع وجماعته جاءوا نهارا جهارا وأعلنوا يومها أنهم غداً قادمون للاستلاء على الحكم ؟
والبعض اسهجن الفعل بأنه ليس من شيمنا وليس من اخلاقنا .. نعم ولكن حق اريد به باطل , ولو كان الامر كذلك لوصلنا لحالة ابراهيم طوقان :
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى فالعيشُ ذل والمصير بَوار
أرأيتَأيَّ كرامة كانت لهمْ واليوم كيف إلى الإهانة صاروا
سَهُلَ الهوان على النفوس فلم يعد للجرح من ألمٍ وخفَّ العارُ
همدتْ عزائُمهم فلو شبَّت لظى لتثيرَها فيهم فليس تُثارُ
الظالمُالباغي يسوس أُمورَهم واللصُّ والجاسوسُ والسمسارُ
يا من تعلَّل بالسياسةظنَّها لَطُفَتْ وَلانَ عَصيُّها الجباَّرُ
فذو الهمه يجب أن لا يعوقه شئ عن طلبه وهو عدم الخنوع للذل والهوان , الم تطالعو قصيدة فلسفة الثعبان للشاعر ابو القاسم الشابي حيث كيف كان الثعبان يبرر ابتلاع الشخص ليصبح جزءاً من جسمه المقدس ووصل الى نهاية القصيده بقوله :
لا عدل الا ان تعادلت القوى …… وتصادم الارهابُ بالارهابٍ
فأنت اخي الثائر لا تركن لنصح العاجزين والمتفلسفين والراضيين بالذل والهوان ضعاف الهمم بأن هؤلاء لا يجب الخروج عليهم وكأنهم هم من اتى بالشورى واجماع المسلمين .. ومن يقول لك ذلك قل له هذا الامر ليس فيه اجماع فخرج الحسين بن علي على يزيد وخرج الحسن البصري وغيره على الحجاج وقل له افتنا في الزبير وعلي وطلحه وعائشه وغيره .
وخرجنا على حكامنا لأنهم أهانونا بالبيتزا والهوت دوق وقباحة مناظر بيوتنا وقتلوا النفس التي حرم الله وهتكوا العرض والحرمات ونشروا الفساد وفتتوا البلاد والعبادل ونشروا القبليه والجهويه وابتعدوا عن الدين اهانونا واذلوا الكرام بالسجن والتعذيب وعدم قبول الاهانة يعتبر عزة نفس حيث كرم الله الانسان فلماذا يقبل بالاهانة .
وأخيراً
أرويلك حقــيقةً فيها مابتندك
العداك حمار عدو البعر لاشك

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..