مقالات سياسية

ويحك يا شعب

حسن لابيش | المحامي

ماذا دهاك يا شعب وكنت داهية الشعوب
قال الله تعالى: (لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) صدق الله العظيم

الا ترى ان مابك يحتاج الى التغيير ؛ هل يعجبك ما صار اليه حالك وحال بلادك ؛ نساؤك وابناؤك يقتلون ويغتصبون الاعراض صارت تنهش وخيرات البلد تنهب بلا رقيب او حسيب . اولا تؤمنون ان مابكم ابتلاء ؛ لقد وليتم عليكم وانتخبتم الضالين والمفسدين و انتم تدركون جيدا من اقصد فولى الله عليكم من تستحقون بان ابتلاكم بهذه الفئة الضالة المارقة عن تعاليم ديننا الحنيف والفاسدة اخلاقيا ووطنيا.

قتل واغتصاب وذل وهوان وافساد فى الارض ؛ افلا تنظرون ماذا يحدث فى بيوتكم من الاثر السىء ؛ ام اصبحتم كالنعام التى تدفن رؤوسها فى الرمال حتى لا ترى ؛ اوليس النعام خيرا منكم ؛ فا نتم ترون وتسمعون وتملكون العقول لكى تفكروا و تتدبروا ؛ ولكن اين ذهبت عقولكم واين ذهب احساسكم بالظلم والعدوان والشرف والادهى من ذلك اين ذهب ايمانكم ؛ لو كنتم تؤمنون لعلمتم ان الله ولى عليكم من تستحقون وان هذا غضب من الله عليكم وان عليكم ان تدركوا هذه الحقيقة . ولن تردوا هذا الابتلاء بالدعاء واللعن فقط لان الله لن يغير مابكم حتى تغيروا ما بانفسكم ؛ ولن تغيروا ما بانفسكم الى ان تعودوا الى ايمانكم بانفسكم وبعزتكم وبقدرتكم على اذالة هذا البغى والجبروت ؛ استغل هوانكم وتكاسلكم وقعودكم على نصرة الحق ونصرة المظلوم عند المحن . كان يكفى فى الماضى ان تطلق كلمة يا ابو مروة فتجد الكل يتبارى فى اظهار مرؤته عند الحاجة ؛ اما الان ابناؤكم يقتلون وبناتكم يغتصبن ويجلدن ولا مرؤةلاحد فى دفع الظلم عن اخيه ؛ قادتكم السابقون لاتسيرهم سوى مصالحهم وخيانتهم للعهد ظاهرة للعيان تنظرون الى من وقعت عليه المصيبة وتطآطؤون رؤوسكم ذلة وخذى وهوان ما بعده هوان وتصدون اذانكم عن الملهوف وطالب الغيث.

هل صار قتل واغتصاب اولادكم وبناتكم امام اعينكم وتحت اسماعكم امرا مبررا عندكم؛ فبآى دين وقانون وعرف يحدث ذلك وتقبلون به. صار ما يحدث للغير لا يعنيكم انما يعنيه وحده وان كان ما فعله دفاعا عنكم وعن شرفكم وشرف بلادكم ؛ وكيف تثقون ان ما يحدث لغيركم قد لايحدث لكم ؛ اليس هذا جبن وتخاذل مغيت ؛ اولادكم وبناتكم قرة اعينكم لايجدون ما يقيهم ذل الحاجة؛ ونساءكم وبناتكم يتسولن بشرفهم ضد العوز لان ليس لديهم ما يدفعونه غير ذلك ؛ فقد تخاذل رجالهم وشبابهم عن حمايتهم فماذا يفعلون ؛ الا يحرك ذلك فيكم نخوة من رجولة او كرامة ؛ ذلت كرامتكم واهينت رجولتكم وما بقى لكم من شىء ؛ اسالوا انفسكم اى عزة وكبرياء بقيت لكم واى رجولة لكم وقد ذهبت رجولتكم بعد ان كانت مضرب الامثال ؛ اصبحتم اضحوكة للغير واصبحت نساءكم فى نظر الغير سلعة رخيصة تشترى وتباع بابخس الاثمان ؛ سمعتنا الاخلاقية صارت فى الحضيض واصبحت متندرا للجميع ؛ ولا اريد ان اخذ الناس بالشبهات فالوقائع وحقائق اليوم تؤكد ذلك ؛وقد اخبرنى احد كبار الاطباء فى زيارة له عن فجيعته فى ما يحدث لبنات اليوم وقد ذكر لى بالحرف قوله انه كان فى زماننا من النادر ان تجد بنت قد فقدت عزريتها بطريق غير مشروع اما اليوم فانه من النادر ان تجد من لم تفقد عزريتها وقد تطرق الى قضية زميله الذى سجن لمزاولته عمليات الاجهاض ؛وان حسب العارفين فان العمليات التى اجراها قد فاقت الالاف ورغم ان عمله هذا غير قانونى الا انه دافع عن نفسه بان ما كان يقوم بدافع الستره وليس للكسب المادى بعد ان تبين له مدى الحضيض الذى وصل اليه المجتمع ؛ وهل كان له ان يفعل غير ذلك ونحن مجتمع يبحث عن السترة وقد مرت عليه كثير من الحالات لبنات اسر معروفة ؛ ومن يجب ان يعاقب الى جانبه هنا اليس هؤلاء الذين افسدوا المجتمع .

وارغب هنا ان اذكر بعد الوقائع التى يتندر بها الرجال والنساء سواء على ما وصل اليه حال المجتمع اليوم .
1. ان احد الاشخاص كان يجلس مع مع رفاق له وكان يتحدث عن ظروف المعيشة وان له بناء لايستطيع اتمامه فرد عليه احد رفاقه لماذا لاتترك الموضوع للمره وتريح رقبتك .
2. ان احد الاشخاص كان عاطلا عن العمل وكانت زوجته تتكفل بالمصاريف ولم يسالها يوما عن مصدر هذا المال وفى احد الايام اتت له بصحن عدس فنظر اليها شذرا وقال لها انا ساكت عليك الوقت ده كلو وفى النهاية تاكلينى عدس.

وهذا قليل من كثير مما يوضح مدى الدرك الذى وصل اليه حال الناس ؛ ولتسالوا انفسكم بنات من او نساء من هؤلاء؟ وقطعا ستقولون بنات الغير وليس بناتنا ونساء الغير وليس نساءنا .ولكن اقول لكم لا تسالوا انفسكم كثيرا ولاتخدعونها لانهم بنات المجتمع ونساء المجتمع الذى يتكون من الكل ؛ والعار ليس عار واحدة واثنين ولكنه عار الجميع ولا احد برىء من ذلك ؛ فالشبهات تلحق الجميع .

انظروا حولكم ولاتصموا اذانكم تجدون الواقع يؤكد ذلك بل ابشع من ذلك بكثير . ولكن من المجرم الحقيقى الذى دفع بهم الى هذه الحالة؟ انهم السفلة الحاكمون وجماعتهم ومن لف لفهم الذين افسدوا المجتمع الذى تقاضى عن دوره ورمى بهم الى هذا الدرك السحيق. ولا ننسى دور الرجال فهم شركاء اصيلون فى ذلك فهم الاب والاخ قبل كل شىء ؛ وقد يكون جرمهم اكبر واخطر فهم قوامون على النساء فبدل من حمايتهم اصبحوا يستغلون حاجتهم وعوزهم للوصول الى ماربهم واطماعهم الدنيئة ؛ واصبحوا كالحشرات السامة التى تلدغ وتسم ضحيتها دون رحمة اوشفقة ودون ان يصيبها مكروه ودون ان يراعوا ما قد يحدث لهذه الضحية فقد تموت بسبب عملية اجهاض او يلحق بها العار طوال حياتها اذا ما كشف امرها .؛اوليس ما تفعله قد يفعله الغير بك فقد تكون امك او زوجتك او ابنتك فلماذا تستبعد الامر طالما ان الفساد ليس بفساد افراد ولكنه فساد مجتمع .ام اصبح الامر سيان عندكم.

لااريد هنا ان اتكلم عن ضياع الوطن كما ضاعت المبادىْ والاخلاق ؛ فلا اوطان بلا رجال ولا رجال بلا مبادىء واخلاق وما اصدق قول الشاعر فيما معناه ان الامم الاخلاق فاذا ذهبت اخلاقهم هم ذهبوا . وكما ذكرت فى مقال سابق ان الكبرياء هى ام الفضائل فشعب بلا كبرياء كليل لاينجلى وارض لاتنبت .

اخيرا ما لذى يستثيرك ياشعب؟ دينك لا يستثيرك كرامتك لاتستثيرك وحرماتك التى انتهكت لا تستثيرك ؛ اذا ما الذى يستثيرك حتى تخرج وتدك عروش الظلم والفساد ؛ ليس امامكم الا التغيير وهذا لن يحدث الا عندما تبدآون بتغيير ما بانفسكم والسعى الجاد لتغيير هذا النظام حتى يغير الله ما بكم ؛ ورغم ايماننا بان الله قادر على كل شىء الا انكم لاتستحقون الرحمة و التغيير طالما بقيتم على هذا الحال ولم تبدآوا بتطهير انفسكم من الذل والهوان ؛ امنوا بانفسكم وتذكروا تاريخكم فان الذكرى تنفع المؤمنين فقد سبقكم رجالا ناضلوا وثاروا وحطموا الجبروت والطغيان فى 64 و 85 ومنهم من مات ومنهم من ينتظر ويتحسر على ايام زمانه وعلى خيبته فى رجال هذا الزمان وخطاهم الوحيد ان الغالبية والتى كانت سطحية التفكير فيما يتعلق بامور السياسة قد انتخبت من لايستحق ان يقود هذا الشعب مما ترتب عليه ما نعانى منه ؛ ولعل الشعب قد وعى الدرس .

ثوروا ولتملا آ ثورتكم الافاق ؛ الشوارع و الاحياء و الاذقة. ثوروا من اجل الشهداء ومن اجل ضحايا التعذيب والاغتصاب واستردوا كرامتكم وعزتكم التى سلبت واغتصبت فى غفلة منكم وابحثوا عن حريتكم وعن الحياة وكما قال الشابى فيما معناه اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر . وهنا يكمن التغيير وهو البحث عن ارادة الحياه ؛ فلتحيوا وليحيا السودان تحت ظل راية الحرية والعدالة ؛ والمجد للسودان والمجد للابطال .
وعذرى اخيرا للشهداء ولكل الذين ضحوا وناضلوا من اجل هذا الشعب وسؤالى هل يستحق الشعب هذه التضحيات الجسام ؛ وهل يستحق دماء الشهداء الذين ماتوا من اجل دفاعهم عن حقوقه الانسانية فى العيش بكرامة ؛ وهذا ماسوف تثبته الايام وياليتها تثبت ما فيه خير الشعب ؛ واقول للبشير انك اذا كنت قادرا على ان تبيد ثلث الشعب فان الشعب ايضا قادرا اذا اراد ان يضحى بثلثه دفاعا عن حريته وابادة حكم الطاغية وليكن للبشير عبرة فى القذافى .

حسن لابيش | المحامي
[email protected]

تعليق واحد

  1. أجدك صادقآ فيما ذهبت اليه بانتخابنا من لا يستحق عقب انتفاضة 85 سوي كان عن جهل او بحسن نية تم الاتيان بالسيدين .. و ها هم يدفعون معنا ثمن التفريط في الامانة بعد ان اذلهم ابالسة الانقاذ بابنائهم داخل القصر و تمزيق احزابهم شر ممزق و جعلهم أضحوكة بين الناس ..

  2. والله صدقت فيما قلت وان حفنة من اللصوص والمفسدين في الأرض يحكموا ملايين من هذا الشعب البائس الجبان عديم الكرامة وهذا قولي أن الشعب السوداني شعب جبان ولا يستحق الحياة.

  3. الشعب السودانى ليس شعبا جبانا وكفاكم سبا وشتما فى هذا الشعب العظيم الذى علم الشعوب العربية الثورة عندما لم تكن هناك فضائيات ولا غيره وانتم المثقفون ماذا فعلتم غير سب اهلكم واقعادهم عن ثورتهم واحباطهم؟؟؟؟ انا اتفق مع الكاتب فى ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وانتم يا مثقفى ومتعلمى بلادى هلا عرضتم انفسكم على هذه الآية ؟؟؟؟؟ لك الله يا بلادى ويا شعب بلادى العظيم

  4. السلام عليكم

    كلامك كله تزكير بامجاد هّذا الشعب الابى

    وشكرا جزيلا لهذه الذكري

    وحسنا فعلت يارجل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..