لا تسمعني بأذنيك

آفة عالم ساس يسوس في السودان يكمن في هذا الصراع الذي لا ينتهي، ويبدو أنه سوف لن ينتهي في القريب، بين أصحاب الأيدلويجيات من المتحزبين.
سيطرت عقلية الأيدلوجيات على أوساط الطبقة المتعلمة من أبناء الشعب السوداني منذ قبل الاستقلال بظهور الايدلوجيات اليسارية متمثلة في الحركه السودانيه للتحرر الوطني (حستو)، الأب الشرعي للحزب الشيوعي السوداني، ثم الأحزاب اليسارية الأخرى ثم ظهور حركة الأخوان المسلمين بمختلف تسمياتها، جبهة الميثاق الإسلامي ألخ، والأخيرة جاءت بشكل أساسي كرد فعل لقيام الأولى. تميز الصراع بين هذه التنظيمات بوسائل تآمرية وعنيفة في أحياناً كثيرة أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير شريفة وكانت السبب الرئيسي وراء المئاسي التي نعيشها اليوم.
وعند قراءة تسلسل محطات هذا الصراع تتضح لنا الرؤية فجبهة الميثاق الاسلامي تآمرت وقادت التحرك الكبير الذي أفضى لحل الحزب الشيوعي من داخل البرلمان في عام 1965 وكرد فعل لذلك تآمر الحزب الشيوعي ومعه بقية التنظيمات اليسارية فأنتجوا لنا مايو 1969 وتآمر الأخيريون مرة أخرى على النميري فجاءت الأحداث الدامية في عام 1970 وشكلت ضربة كبيرة لكل قبيلة اليسار والحزب الشيوعي بصورة خاصة وهو ما ظل يعاني منه الأخير إلى يومنا هذا.
تميز الإمام الصادق المهدي برؤية حكيمة، للأسف لم يستفيد السودان منها كثيراً، فرى أن الجبهة الإسلامية كانت تشكل خميرة العكننة الأكبر، وأحيانا بطريقة غير شريفة، لحكمه بعد انتخابات عام 1986 فرأى إشراكها في الحكم حتى تكتوي بنيرانه وعندها جن جنون قبيلة اليسار فحركوا تنظيماتهم داخل الجيش فكانت مذكرة الجيش الشهيرية التي شكلت انقلاباً في طور التخلق ربط عدم تدخل الجيش في السياسة بعدم دخول الجبهة للحكومة وردت الجبهة الإسلامية بإنقلاب عمر البشير في يوليو 1989 وتواصلت مسيرة التآمر بين الجانبين فرد اليسار، بقيادة حزب البعث، بإنقلاب رمضان 1992 والذي قضت عليه الانقاذ بطريقية وحشية شكلت إضافة حقيقية لرصيد الضغائن والإحن بين الجانبين وأعمت بصيرة أهل اليسار عن الكثير من تصرفاتهم لمعارضة الإنقاذ، التحالف مع الحركة الشعبية قبل الانفصال دون النظر بتروي لأهداف الأخيرة على سبيل المثال، وهو ما شكل مصدر قوة وأكسير حياة للإنقاذ في كثير من الأحيان.
إذا هي سلسلة من حلقات المؤامرات والتآمر شكلت القطار الذي أوصلنا للمحطة التي نحن عليها اليوم….
عزيز[email protected]ي القارئ: أسمعني بقلبك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..