أخبار السودان

تقارب الإخوان والكنيسة المصرية يثير تساؤلات في الأوساط السياسية

القاهرة: وليد عبد الرحمن
بدأت جماعة الإخوان المسلمين رحلة للانفتاح على الكنائس المصرية، وعلى رأسها الكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمي لها أغلبية المسيحيين المصريين، بعد سنوات طويلة من العزلة.

ويرى مراقبون أن زيارة المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع إلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تأتي في محاولة لرأب الصدع بين الإخوان والكنيسة بعد صراع الانتخابات البرلمانية، على خلفية دعم قيادات مسيحية لتحالف «الكتلة المصرية»، ومحاولة تطمين الأقلية المسيحية في البلاد بعد تصدر تيار الإسلام السياسي للمشهد بعد ثورة 25 يناير، في وقت تستعد فيه الجماعة التي حازت أغلبية البرلمان لتسلم مقاليد السلطة التنفيذية في البلاد بعد أن حسمت سيطرتها على المجلس التشريعي.

وبدا لافتا مستوى التمثيل الإخواني الرفيع في الزيارات التي قامت بها قيادات الجماعة لمقار الكنائس المصرية، حيث شارك في اللقاءات التي تلاحقت خلال الأسبوع الماضي المرشد العام للجماعة، ومرشدها السابق مهدي عاكف، ونائب المرشد الدكتور محمود عزت، وهي الزيارات التي وصفتها قيادات مسيحية بـ«المهمة»، وقال وليد شلبي المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارات كانت ودية ولم يكن هدفها سياسيا.. فقط هدفت إلى تبادل الأفكار حول المواطنة وعلاقة الأديان ببعضها البعض».

وظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك يتعامل مع جماعة الإخوان كجماعة محظورة، وهو ما سبب حرجا للقيادات الكنسية في الانفتاح على الجماعة بحسب المراقبين.

وشكل دعوة الكنيسة قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان لاحتفالاتها بـ«عيد الميلاد» مطلع العام الحالي، ولقاء مرشد الإخوان والبابا في مقر مشيخة الأزهر للتوقيع على وثيقة الحريات، تحولا في العلاقة بين المؤسستين.

ولأول مرة قام مرشد الإخوان بزيارة البابا شنودة مؤخرا للاطمئنان على صحته، كما استجاب لدعوة الكنيسة الإنجيلية، عقب قيام قياداتها بزيارة مقر المركز العام للإخوان في ضاحية المقطم (جنوب القاهرة).

وأكد الدكتور بديع، عمق الترابط بين المسلمين والمسيحيين، قائلا: «ليس أمامنا الآن إلا أن نضع أيدينا في يد بعضنا.. ولن تستطيع أي قوة التفريق بيننا».

وأشار بديع إلى أن من وقف بجانب الإخوان وقت الشدائد كان هو الدكتور رفيق حبيب (مسيحي) والذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، وهو المنصب الذي أثار جدلا سياسيا، حول كونه منصبا شرفيا للتأكيد فقط على أن حزب الإخوان يضم عددا كبيرا من المسيحيين، حسب سياسيين.

ووصف القس الدكتور أندريا زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، زيارة الإخوان بـ«المهمة»، وأكد ذكي تمسك الجانب المسيحي ببقاء المادة الثانية من الدستور (التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع)، مشيرًا إلى أن الجماعة أشارت، إلى أن مبادئ الشريعة هي مبادئ وقيم إنسانية رفيعة تشترك فيها مع بقية الأديان السماوية، كما أنها تكفل لغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم في الأحوال الشخصية.

وأكد الناشط المسيحي صفوت جرجس أن «زيارة المرشد للكنائس مجرد تقارب لوجهات النظر، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارات بداية لفتح صفحة جديدة بين الجانيين ولتبديد حاجز الخوف لدى المسيحيين مع كل برنامج أو تصرف تقوم به الجماعة خلال الفترة المقبلة».

في سياق مواز، وبينما دعت حركات ومنظمات مسيحية لجمع توكيلات لتأييد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (القيادي السابق بجماعة الإخوان) رئيسا لمصر، يتوقع مراقبون حدوث توافق على أبو الفتوح من المسيحيين، وذلك لمواقفه المعتدلة؛ لكن سياسيين قالوا، إن المسيحيين لن يختاروا؛ إلا من يرون فيه دعما للمواطنة الكاملة ومدنية الدولة، وإنهم قد يبحثون مع الإخوان على مرشح توافقي ربما يعين (مسيحيا) نائبا له.

وأضاف صفوت جرجس، ليست هناك جهة رسمية في مصر لها الحق في أن تتحدث باسم المسيحيين، مؤكدا أن «الحركات التي دعت لجمع توكيلات لأبو الفتوح، تعبر فقط عن نفسها ولا تعبر عن جموع المسيحيين»، نافيا وجود دعم من الكنيسة لأي من مرشحي الرئاسة، بقوله: «بعدما أشيع من أن الكنيسة أصدرت توجيهات لأبنائها باختيار مرشحين معينين في انتخابات مجلسي الشعب أو الشورى، سوف تبتعد عن هذا الاتجاه في انتخابات الرئاسة، نتيجة للنقد الذي وجه لها؛ لكنه استطرد قائلا: «إن طرق الدعم للمرشحين ستكون بشكل شخصي من القيادات الكنسية».

ومن جهة أخرى، وفيما اعتذر البابا شنودة أمس (الأربعاء) عن إلقاء عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بحي العباسية، بسبب طلب الأطباء منه للراحة ومنع الزيارة عنه، نظم اتحاد شباب ماسبيرو وقفة صلاة من أجل شفاء البابا مساء أمس.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..