رغم أضرارها الصحيَّة البالغة : انتعاش في أسواق الملابس المستعملة وغياب الرقابة

من المناظر غير المحببة أمام أبصار المارة ببعض اسواق العاصمة المثلثة الخرطوم، بحري وامدرمان، منظر الملابس المستعملة التي تغزو الاسواق الطرفية، ولا تدرك الجهات المسؤولة من اين دخلت تلك الجبال من الملابس. وفي الاسواق الشعبية يلتف الشباب والشابات والامهات حول تجار تلك الملابس لشراء الجيد منها دون مراعاة للاضرار الصحية التي قد تلحق بافراد الاسرة.
وفي السوق العربي يطلقون على تجار الملابس المستعملة اسم CD فهم يقومون بجلبها من الدول الاوروبية وعن طريق دبي والسعودية، ويقولون انها موديلات قديمة في الدولة التي استجلبت منها، بينما يشير الواقع الى ان تلك الملابس غير جديدة.
وفي أم درمان بالثورة الحارة «19» يوجد سوق يطلق عليه «سوق الشجيرات»، وبهذا السوق تكثر الملابس المستعملة التي تجلب من السعودية.. «مع الناس» كانت هناك وتحدثت الى بعض المواطنين والتجار حول هذه الملابس ومن أين تأتي، فأوضحوا أنها تأتي من خارج السودان ولها زبائن يداومون على شرائها، اما خديجة آدم سليمان التي تعمل تاجرة بالسوق فقد قالت انها تعمل في تجارة الملابس المستعملة قرابة الـ 20 سنة، وتقوم بجلب الثياب من سوق امدرمان، وقالت حتى الثياب التي استغنينا عنها في البيت نقوم ببيعها في السوق.
واما آسيا عبده من سكان مدينة الجميعاب فتقول بعد وفاة والدها قامت بالدخول في السوق، وتقوم ببيع تلك الملابس، وقالت إن تلك الملابس لم تسبب لهم اي ضرر، خاصة انها لا تشتري غيرها نسبة لظروفها الاقتصادية. واما مشاعر خميس مواطنة فتقول ان اسعارها منخفضة، وان تلك الملابس مسببة للامراض وطالبت الجهات المختصة بوقف عملية استيراد الملابس المستعملة.
اما حسن يوسف محمد فقد قال إنه يعمل ببيع الملابس المستعملة قرابة الـ 30 عاما في ولايات مثل جبال النوبة والدلنج والأبيض وغيرها، ولم تسبب لهم اي ضرر، ولم يشكُ مواطن من هذه الملابس. وقال إن اسعار الجلباب «2» جنيه.
وبالسوق العربي التقينا بالتاجر محمد عبيد الذي يعمل في مجال استيرادها، فقال بأن تلك الملابس يقومون بجلبها من دولة تركيا ودبي والسعودية، ونفى عبيد ان تكون تلك الملابس مستعملة. وقال ابراهيم حامد احمد إن أسعار الاسكيرتات الجينز تتراوح بين «30-25» جنيهاً، والبنطلون الاسكين «35» جنيها، والجينز العادي «25» جنيها، وبنطلون ماركة ماكس «40» جنيها. وقال إن هذه البضاعة تأتي من السعودية ودبي والهند واوربا. وعن الاتهام الذي يقول بأنها مستعملة يقول ان هذا اتهام باطل، وان تلك الملابس جديدة وانهم يجلبونها من دبي لان التجار في دبي وبعد دخول موضة جديدة يقومون بخفض اسعار الموديلات القديمة ليقوم التجار السودانيون بجلبها الى الخرطوم، لأن الموديل جديد بالنسبة لنا وقديم لدى الشعوب الاخرى.
وأما الدكتورة سالي داؤود حسين نائب اختصاصي الأمراض الجلدية، فقد قالت إن للملابس المستعملة ضررا بالغا بالمواطنين، واحتمال كبير تكون بها امراض مثل الامراض التي تنتقل عن طريق الفطريات والجرب، وطلبت بالابتعاد عن هذه الملابس.

أمل محمد اسماعيل
الصحافة

تعليق واحد

  1. هنالك أسباب اقتصادية لا تخفي على أحد دفعت الناس الى الإتجار بكل ماهو قديم أو مستعمل وهي نفس الأسباب التي جعلت الناس يشترون (المصارين) بالمتر لإضفاء نكهة (الزفرة) على مفروكة الويكة لعدم تمكنهم من شراء مرقة الماجي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..