إنهم يتجسسون عليك.. لا مكان للخصوصية في عصر الإنترنت

تعتبر الخصوصية على الإنترنت أمر غير موجود في الواقع، إذ تكون خصوصية حساباتك على الكثير من مواقع الإنترنت أكثر عرضة للانتهاك، وتخضع للمراقبة بواسطة منظمي الخدمة أو موفرها على أغلب المواقع التي لم تتخذ أي خطوات جادة للتأكد من توافرها فمنذ اللحظة الأولى التي تقوم فيها بالولوج إلى الإنترنت، فإنك تقدم معلومات سهلة للعالم كله عن شخصيتك، ولا يحيطها أي قدر من الخصوصية إلا عن الناس المشتركين معك على نفس الموقع بل ماذا تفعل الآن على الإنترنت.

وفي بعض الأماكن قد يكون حسابك إلى الإنترنت مخترق من قبل رئيسك في العمل مثلا، داخل إطار المكان الذي تعمل فيه، أو ربما على مستوى الشركة بأكملها وقد يكون بواسطة أحد الموظفين فى الوردية الليلية لمزود خدمة الإنترنت “آي اس بي” الذى تتصل بالإنترنت من خلاله.. بل قد يصل الأمر فى المستوى الأعلى بأن تكون الحكومة فى بعض الدول تتجسس عليك.

ومنذ لحظة أول عملية ولوج لك على الإنترنت، تقدم من خلالها معلومات سهلة للعالم من حولك عن شخصيتك واهتماماتك، فضلاً عن إنك من خلال هذه الوسيلة للاتصال السريع تكون مراقبًا بمجرد تسجيلك الدخول، وتكون كيفية التعرف على هويتك من خلال أن بعض برامج التصفح على الإنترنت تتيح عنك معلومات في أي مكان توجد فضلاً عن الجهاز الذي تدخل منه، وكذلك عدد الساعات التى قضيتها والنشاط الذي تقوم به بالتحديد.

ولا يجهد أي صاحب موقع من خلال بعض البرامج المنتشرة على الإنترنت تكوين انطباع عام عن شخصيتـك مثل نوعية المواقع التى تقوم بزيارتها، وأين تعيش، وما هي الأشياء التى تفضلها والتي لا تفضلها. وليس ذلك فحسب، حيث إن بعض المواقع التي تقوم بزيارتها تطلب منك معلومات محددة شريطة دخولك بوابتها حيث تضطر من خلالها إلى إدخال بياناتك كاملة قبل تنزيل أحد برامجها، أو الحصول على إحدى خدماتها أو قد يمكنها الحصول منك بسهولة على اسمك بالكامل وعنوان تفصيلي لمنزلك ورقم هاتفك وعدد أفراد أسرتك وهوايتك بل وتاريخ ميلادك.

وتجمع مواقع الإنترنت المعلومات عن المستخدمين من خلال طريقتين إحداهما مباشرة والأخرى ضمنية، أما الطريقة الصريحة، فتكون من خلال جمع المعلومات بأساليب لا يكون فيها تعدي على الخصوصية للمستخدمين، فواقع الأمر أن مجرد جمع المعلومات عن شخصياتهم لا يعد اقتحامًا لطالما يكونوا على استعداد لتقديم مثل هذه المعلومات، وكذا عندما يكونوا متأكدين من أن هذه المعلومات لن تستغل بطريقة سلبية، أو بأن تضم إلى المعلومات التي حصل عليها بدون علم المستخدم بطريقة ضمنية غير مباشرة، فعادة ما تحصل مواقع الويب على معلومات من المستخدم عن طريق قوائم التسجيل، إلا أن هناك بعضًا من هذه المواقع تتيح لزائريها الحصول على بعض محتوياتها بينما تحجب بقية المحتويات الهامة إلا للأشخاص الذين يقومون بالتسجيل بالموقع.

وبالرغم من أن هذا الأمر يعتبر قانونيًا تمامًا، إلا أن المستخدم يجب أن يعلم أن مثل هذه المعلومات التى حصل عليها، عادة ما تضم لقاعدة بيانات وتباع لأي شخص على استعداد للدفع.

ويمكنك معرفة مثل هذه الأمور إذا ما وصلتك مثلاً رسائل دعائية جديدة على عنوان بريدك الإلكتروني، فبمجرد تسجيل الدخول لدى أحد المواقع يتم تلقائيا بيع المعلومات والبيانات التي تخص المستخدم دون علمه.

ورغم ما سبق فإن التسجيل في أي موقع له عدة مزايا، فإنك قد تكون مهتما بالحصول على بعض المعلومات الإضافية عن منتج ما أو إخطارك عند صدور إصدار جديد لنفس المنتج.

أما القوائم البريدية فقد تكون من الطرق الأخرى التي تقدم من خلالها المعلومات من خلال الاشتراك في إحدى القوائم البريدية أو قوائم المناقشة، والأولى تتيح إرسال رسالة ما إلى القائمة، حيث يتم توزيع هذه الرسالة تلقائيًا إلى المشتركين في نفس القائمة على الموقع.

أما الثانية فتتيح ترك رسالة ما على قائمة المناقشة بحيث يمكن لباقي الأعضاء قراءتها من خلال أي متصفح ويب وكذلك الرد أو التعقيب عليها على نفس هذه الصفحة، ويكتب البعض عناوينهم البريدية في الخانة المخصصة أما في الحالة الأولى فيظهر لباقي الأعضاء تلقائيًا كأي رسالة بريد إلكتروني مستلمة.

وهكذا فإنه بمجرد اشتراكك لدى أحد القوائم البريدية فإن هذا يعنى أنك تقدم اسمك وعنوان البريد الإلكتروني الخاص بك وكذا تؤكد ضمنيًا اهتمامك بموضوع القائمة.هذه البيانات لن تكون واضحة فقط لمدير القائمة أو القائم عليها، ولكن لكل الأشخاص الآخرين المشتركين في هذه القائمة.

أما الطرق غير المباشرة للحصول على المعلومات من خلال مواقع الإنترنت، فهي تلك الطرق التي يتم فيها تحصيل المعلومات دون علم المستخدم، مما يعد تعديا واضحا على الخصوصية، حيث لم يقم المستخدم مسبقا بتقديم هذه المعلومات بنفسه رغم قانونية الحصول عليها.

وهناك عدة طرق يمكن بها الحصول على معلومات عنك بطريقة ضمنية أهمها يكون من خلال إرسال الرسائل لمجموعات الأخبار وخلالها قد تظن أنك عندما تقوم بإرسال إحدى الرسائل لمجموعات الأخبار خدمة تجمع ما بين القوائم البريدية وقوائم المناقشة أنها بعد فترة تختفي في طي النسيان، ولكن واقع الأمر أنها تظل مخزنة في مكان ما.

ومن تلك الوسائل أيضًا أن يقوم متصفح الإنترنت الذي تستخدمه بتقديم العديد من المعلومات عنك أينما تذهب على صفحات الإنترنت، في كل مرة تقوم فيها بزيارة موقع ما فإن المتصفح يقدم إذا طلب منه نوع المتصفح واسم مزود الخدمة الخاص بك والذي يمكن استخدامه لمعرفة المدينة التي تقطن فيها.

أيضًا معلومات مثل ما هو آخر موقع قمت بزيارته قبل الولوج على الموقع، بل في كثير من الأحيان يمكن للموقع الحصول على بريدك الإلكتروني من خلال متصفحك دون علمك، وعادة ما تستخدم هذه المعلومات بواسطة مدير الموقع لمعرفة التوزيع الجغرافي لزائريه، وذلك للاستفادة منه في إظهار الإعلانات على الموقع طبقًا لموقع الزائر أو تبعًا لاهتماماته.

أما الـ”كوكيز” والتي ترسلها المواقع على صفحتك الخاصة فهي إما أن تكون في صورة أسطر مكونة من 265 حرفًا مشفرة يقوم بتخزينها موقع الويب على حاسبك لاحظ على حاسبك، والتي يمكن للموقع استدعاؤها فيما بعد.

وعادة ما تتكون هذه المعلومات من اسم الموقع متى كانت آخر زيارة لك للموقع؟ من أين قمت بهذه الزيارة؟ ما هي الصفحات التي دخلت عليه بالموقع في آخر زيارة لك؟ وكم من الوقت قضيت داخل كل صفحة؟ وكذا أى معلومات أخرى يريدها مدير الموقع.

وفى المرة التالية التي ستزور فيها نفس الموقع، فإنه سيكون باستطاعته أن يرى ما إذا كان لديك أي كوكيز وكذا استخدامها لو وجدت لتحديثها أو قراءتها.

ولا تعتبر الخصوصية الخاصة برسائل البريد الإلكتروني وسيلة حماية حيث إنه عندما تقوم بإرسال أي رسائل بريد إلكتروني لأحد الأشخاص لا تصل مباشرة إلى هذا الشخص بل تنتقل من حاسب إلى حاسب في رحلتها عبر الشبكة إلى أن تصل إلى هدفها المأمول، وهكذا يمكن لأي شخص بواسطة تجهيزات بسيطة اصطياد هذه الرسائل في أثناء مرورها عليه في رحلتها إلى المستقبل.

أما صندوق البريد الخاص بالشخص المرجو فيكون جزءا من نظام حماية خاص، وهو عبارة عن مساحة محتجزة له من الهارد ديسك الخاص بمزود الخدمة الذي يستخدمه هذا الشخص، مما يعني أن أيا من العاملين والموظفين داخل هذه الشركة أو على مزود الخدمة يمكنهم الاطلاع على هذه الرسالة طالما لم يقم الشخص المستهدف بالرسالة بسحبها من صندوق بريده (هارد ديسك الشركة) وجلبها للهارد ديسك الخاص به.

وبالطبع الأمر نفسه بالنسبة إلى الرسائل التي تصل إليك من الغير وتكون أيضا عرضة ومشاعا لجميع موظفي مزود الخدمة الخاص بك.

وعلى جوانب أكبر تكمن خطورة انتهاك الخصوصية في المجالات العسكرية وتعتبر من المسائل التي تهدد قوام وأمن الدول وتعرضها لأخطار جسيمة أكبر من الاحتلال.

ويقول اللواء صلاح الدين سليم الخبير الاستراتيجي بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة أنه مع تسارع طفرات التكنولوجيا تقلص دور الجواسيس الدوليين، الذين كانوا منتشرين أيام الحرب الباردة، واقتصر هذا الدور على حالات خاصة.

ويؤكد أن طرق التجسس في عصر الإنترنت تحولت إلى عمليات تجسس إلكترونية، واختراق لأنظمة وشبكات الدول، “فمعظم دول العالم تحتفظ بوثائقها السرية مخزنة بهيئة رقمية في مزودات سرية، بعد تشفيرها بمفاتيح تشفير عالية الأمان، وتضمن بذلك شبه استحالة كسر هذه الشفرة والاطلاع على فحوى هذه الوثائق”.

وتفيد تقارير عديدة، عن وجود محاولات من وكالات الاستخبارات العالمية، للتجسس على مستخدمي الإنترنت في العالم، مثل الكشف الذي تم منذ عدة أشهر، عن مفتاح وكالة الأمن القومي الأمريكية “إن اس أي” في أنظمة ويندوز.

(وكالة الصحافة العربية).

تعليق واحد

  1. والعجب مايسمي بالFaithbook (أفضل مايوصف به والعياذ بالله أنه قرأن الشباب الجديد) والذي وللأسف أصبح ملاذ قاتل لكثير من الشباب والشابات اللائي لهم كثير من الوقت الفاضي المستغل في أمور تافهة وبذلك تراهم يتبادلون ترهات وعبارات غير لائقة وبحن نية وأنا أتفق مع كاتب المقال أنه لاتوجد خصوصية علي الشبكة العنكبوتية وهنا لابد أن أؤكد أن من يتطلعون علي خصوصية الغير هم السيئين وليس العكس ولكن … هل نؤيد السذاجة والعفوية وحسن النوايا مقابل الطرف الأخر وأختم بقول المولي عز وجل: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق:17-18].
    في هذه الآية تذكير للمؤمنين برقابة الله عز وجل التي لا تتركه لحظة من اللحظات، ولا تغفل عنه في حال من الأحوال، حتى فيما يصدر عنه من أقوال، وما يخرج من فمه من كلمات؛ كل قول محسوب له أو عليه، وكل كلمة مرصودة في سجل أعماله: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:17-18]. يسجله الملكان في الدنيا ويوم القيامة ينكشف الحساب ويكون الجزاء .
    أرجو أن نكون جميعاً مخلصين النية لله عزوجل في كل ما نكتب وأنت نتوخى الحذر .. وأن نتقي الله عزوجل في كل حرف نقوم بكتابته.

  2. هنالك حكمة تقول ( قل لي ماذا تقرأ , اقل لك من أنت ) .
    هذه الحكمة تستخدم الآن – من قبل الذين يتجسسون بواسطة الإنترنت – للوصول إلى ( من أنت) .
    هنالك أشياء بسيطة يمكن أن يقوم بها مستخدم الإنترنت لحماية خصوصيته أثناء إستخدامه لشبكة الإنترنت منها على سبيل المثال:
    1- بعد أن تتصل بالإنترنت قم فوراً بتغيير عنوان خادم DNS الإفتراضي إلى عنوان خادم آخر خارج محيط القارة التي تعيش فيها مثلا إذا كنت تعيش في قارة أفريقيا , إستخدم عنوان خادم DNS موجود في قارة اسيا او اوروبا او امريكا مثلا , وإذا كنت تعيش في قارة أسيا , إستخدم عنوان خادم DNS خارج قارة اسيا وهكذا . يمكنك مثلا إذا كنت في افريقيا إستخدام خادم DNS لشركة قوقل وهو على النحو التالي:
    Primary DNS: 8.8.8.8
    Secondary DNS: 8.8.4.4
    وهنالك الكثير من خوادم (الدي ان اس) الأخرى التي تقدم خدمة الولوج إلى النطاقات .
    الفائدة من تغيير عنوان الخادم الإفتراضي الذي يتم تعيينه تلقائيا من قبل موفر خدمة الإنترنت لديك هو أن كل المواقع التي تقوم بزيارتها لن يكون بمقدور موفر خدمة الإنترنت لديك رصدها ومن ثم ارشفتها في مدخلات ملف السجلات وبالتالي يصعب معرفة نوعية المواقع التي تقوم بزيارتها.

    2- يمكنك أيضا تغيير رقم الآيبي الخاص بك وإستبداله برقم آخر , وهنالك الكثير من الطرق التي يمكنك إتباعها لتوليد رقم (وهمي ) على سبيل المثال : الإشتراك في خدمة VPN التي تؤمن لك رقم خاص بك في كل مرة تتصل فيها بالإنترنت , يمكنك الحصول على مثل هذه الخدمة مجانا إذا قمت بتحميل إحدى برامج ما يسمى بالهوت اسبوت Hot Spot أو يمكنك الحصول على هذه الخدمة بالمال إذا كنت ترغب في درجات عالية من الخصوصية.

    3- إذا لم تكن لديك المعرفة الكافية عن كيفية تهيئة ما سبق ذكره في الخطوتين ( 1 + 2 ) يمكنك بكل سهولة البحث في الإنترنت عن برامج التورينت بروكسي Torrent proxy , ستجد بالطبع كثير منها , كل ماعليك بعد تنزل أحد هذه البرامج هو أن تقوم بفحصها أولاً بواسطة برنامج فحص الفيروسات لديك للتاكد من خلوها من شفرات خبيثة ( لأن الملفات بواسطة شبكة الإنترنت ) قابلة للتلوث الفيروسي فهي حتى وإن كانت قد خرجت من مصدرها سليمة قد تصل إليك وفي جُعبتها الكثير من الفيروسات .
    بعد أن تقوم بتنزيل وفحص ملف برنامج التورينت بروكسي يمكنكبكل سهولة تنصيب البرنامج ومن ثم البدء في إستخدام الإنترنت بخصوصية تامة.
    هذه بعض الحلول عن تأمين خصوصية المستخدم عند إستخدام الإنترنت , أتمنى للجميع خصوصية تامة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..