25 فبراير 2015 الذكري السبعين لتأسيس حزب الامة السوداني

١-
***- غدآ الاربعاء ٢٥ فبراير ٢٠١٥ الذكري السبعين علي تاسيس حزب الامة السوداني، الذي بدأ نشاطه السياسي لاول مرة في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٥ بصورة علنية وفقآ للقوانين الانجليزية التي كانت سارية في البلاد واعطت السودانيين الحق في تاسيس الاحزاب السياسية.. الاتحادات.. النقابات والاندية الرياضية.

***- بعض المصادر التاريخية افادت ان حزب الامة قد تاسس في يوم ٢٨ فبراير ١٩٤٥، وليس يوم ٢٥…

٢-
***- ***- خلال فترة الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م بزغ نجم عبد الرحمن المهدي كزعيم سياسي ورجل مال. وبعد نهاية الحرب كان ضمن الوفد الذي سافر إلى بريطانيا بقيادة السيد علي الميرغني عام 1919 فكان أصغر أعضاء الوفد سنا. حينها أهدى الملك جورج الخامس سيف والده، رامزا إلى أنه هجر الجهاد بالسيف الذي دعا له والده، وقد التزم في خطته لنيل الاستقلال عبر الوسائل السلمية. ذلك التصرف نال النقد من الكثيرين الذين كانوا يحبذون مواجهة الاستعمار بالقوة.و اتهموه بالعمالة للإنجليز.

٣-
***- تقول بعض الروايات عن تاسيس الحزب ، ان الامام الراحل عبدالرحمن المهدي كان قد تقدم بطلب تاسيس حزب الامة للحاكم البريطاني في الخرطوم في شهر سبتمبر من عام ١٩٤٤. كان الامام عبدالرحمن يأمل ان يكون يوم ٢٦ يناير ١٩٤٥ هو يوم افتتاح المقر الرسمي للحزب علي شرف الذكري الستين عامآ علي تحرير الخرطوم عام ١٨٨٥. الا ان الحاكم البريطاني تعمد تاخير اصدار التصديق، واحتفظ بالطلب في مكتبه بالقصر حتي يوم ٢٥ فبراير ١٩٤٥.

٤-
***- ***- هناك رواية اخري تفيد، ان الحاكم البريطاني في الخرطوم هو الذي نصح الامام عبدالرحمن المهدي باستعجال تاسيس حزب قوي يقف في وجه مطامع الاحزاب المصرية التي تنادي وتطالب علانية جلاء القوات البريطانية من السودان، وذلك بهدف حث حكومة مصر علي بذل اقصي جهودها من اجل ضم السودان نهائيآ مع مصر بعيدآ عن التاج البريطاني!!

٥-
***- يعتبر حزب الامة من اقوي الاحزاب التي دعت الي الاستقلال التام عن مصر وبريطانيا. ولا تقبل الوحدة مع مصر. نشأ الحزب بزعامة الامام عبدالرحمن المهدي، وضم كافة الاحزاب الاستقلالية الصغيرة وهي:
(أ)-
حزب القوميين: برئاسة احمد يوسف هاشم عام ١٩٤٤،
(ب)-
حزب الاستقلال الجمهوري: بزعامة ميرغني حمزة، ١٩٥٤،
(ج)-
الحزب الجمهوري الاشتراكي، بقيادة ابراهيم بدري ١٩٥١،
(د)-
حزب السودان: برئاسة محمد احمد عمر، ١٩٥٢،
(هـ)-
حزب التحرر الوطني: بزعامة عمر الخليفة عبدالله التعايشي،١٩٥٧.

٦-
***- ظل حزب الامة يحمل شعار (السودان للسودانيين) علي غرار دعوة الحزب الوطني في مصر بزعامة مصطفي كامل (مصر للمصريين)، وكلا الدعوتين في الواقع نسبتها مصادر تاريخية الي الاحتلال البريطاني، حيث كان الجنرال البريطاني كرومر يشجع مثل هذه النعرات.

٧-
***- ظل حزب الأمة يحمل شعار (السودان للسودانيين)، وعندما تاسس الحزب قابلته الدوائر الحكومية بالترحاب والتشجيع، ومن ثم اصبح الحزب الوحيد المعترف به من قبل حكومة السودان وقتها. ويري باحثون سودانيون مثل النور دفع الله واخرون ان حزب الأمة (حزب طائفي) بالدرجة الاولي، لان جميع اعضائه وانصاره من اتباع الامام المهدي والذين عرفوا فيما بعد بالتعصب الشديد للامام عبدالرحمن المهدي أمنوا به بانه خلق ليكون زعيمآ، وبذلك فهو حزب طائفي في المقام الاول.

٨-
***- دعا الحزب في اعوام الاربعينيات وحتي عام 1955 الي الاستقلال التام عن التاج البريطاني والمصري وتشكيل حكومة قومية كاملة تستمد سلطاتها من برلمان سوداني منتخب انتخابآ نزيهآ وحرآ بواسطة الشعب، وفي نفس الوقت تكون حكومية قومية تهف الي المحافظة علي الصلات الطيبة مع بريطانيا ومصر.

٩-
***- بعد تاسيس حزب الأمة في فبراير 1945، تاسس بعده الحزب الشيوعي السوداني في اغسطس من نفس العام (1945)- اي بعد خمسة اشهر من تاسيس حزب الأمة- ، ما كان الامام عبدالرحمن المهدي يخفي كراهيته ومقته الشديد للااحزب الشيوعي الجديد، وقعت عدة اشتباكات واعتداءات علي اعضاء كثر من الحزب الشيوعي من قبل الانصار حزب الأمة، الانصار الذين كانوا دومآ ويعلنون في سنوات الاربعينيات والخمسينيات:( البلد بلدنا ونحن اسياد”ا”ه..لا شيوعية ولا الحاد الموت الموت للاوغاد)!!، كانت هذه الاعتداءات المسلحة تتم بموافقة من قبل الامام، الذي ما رايناه ولا مرة قد قام بتقديم النصح للمليشيا الانصارية الجنوح للسلم والهدوء!!

١٠-
***- ايضآ، ماكان الامام عبدالرحمن المهدي ويخفي كراهيته للسيد علي الميرغني زعيم طائفة الختمية، لا لشئ اخر غير ان الميرغني كان موالي لمصر يؤمن بوحدة وادي النيل (السودان ومصر حتة واحدة!!)، هي الفكرة التي لم ترق الامام عبدالرحمن وهاجمها دومآ بضراوة شديدة، رافضآ وجودها بين السودانيين، لم يكن علي الميرغني قد اسس وقتها اي حزب سياسي يدعو للوحدة مع مصر، المعروف عن حزب (الشعب الديمقراطي) الناطق بلسان حال الختمية، انه قد تاسس في يوم 27 يونيو 1956- اي بعد شهور من الاستقلال. لكن الميرغني كان دومآ يميل للمصريين حتي ولو علي حساب اي موضوع وطني!!

١١-
صدر كتاب توثيقي خطير اسمه: ( مصر والسودان: الإنفصـــال بالوثائق السرية البريطانية والأميريكية) – رقم ايداع الكتاب(: 93/10889-I.S.B.N:977-09-0185-7)، اسم المؤلف هو: (محسن محمد،). يسرد المؤلف قصة انفصال السودان عن مصر، وبداية ظهور الرفض السوداني القاطع الانضمام لدول (الكومنولث) البريطاني، ايضآ يسرد قصة رفض الاحزاب السودانية الوحدة مع مصر بعد خروج الاستعمار البريطاني التمسك بحق المصير.

***- هو كتاب يحوي علي معلومات في غاية الخطورة عن احداث وقعت في الفترة من عام 1945 – بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- وحتي عام 1955، وكيف ان الحكومة البريطانية قد مولت حزب الأمة بالاموال الكثيرة دعمآ لها حتي لا توافق علي وحدة وادي النيل مع مصر، ومن ناحية اخري كشف مؤلف الكتاب ايضآ عن اموال هائلة تقاضوها بعض كبار رؤساء الاحزاب السودانية من حكومة اللواء محمد نجيب رئيس جمهورية مصر وقتها من اجل ان يدعموا وحدة السودان مع مصر في دولة واحدة.

١٢-
***- تعرض حزب الأمة في عام 196 الي خلافات حادة بين قادته ادت الي انقسامه الي جناحين، الاول هو جناح الامام الهادي المهدي، والثاني جناح الصادق المهدي، وظلت هذه الانقسامات قائمة بحدة حتي توحدا مرة اخري في ابريل 1969. واستمر الحزب الموحد يزاول نشاطه السياسي كاحد الاحزاب السياسية الكبري في السودان الي ان تم حله بعد انقلاب مايو 1969، وعلي اثر انتفاضة 6 أبريل 1985 عاد الحزب للظهور كاقوي الاحزاب السياسية بزعامة الصادق المهدي، الذي دخل انتخابات عام 1986 ليفوز باغلبية مقاعد الجمعية التاسيسية ويتولي رئاسة الحكومة بالائتلاف مع الاحزاب الاخري، تارة مع الحزب الاتحاد الديمقراطي، وتارة مع الجبهة الاسلامية، ثم يعود للائتلاف مع من جديد مع الاتحاد الديمقراطي، ثم ينفصل عن الحزب الاتحادي، وخلال كل هذه الفترات كانا الفساد والغلاء قد انهكا الشعب ولم يهتم الصادق بمشكلة الجنوب وحروب جون قرنق فوقع انقلاب 30 يونيو.

١٣-
***- تعرض حزب الأمة في عام 196 الي خلافات حادة بين قادته ادت الي انقسامه الي جناحين، الاول هو جناح الامام الهادي المهدي، والثاني جناح الصادق المهدي، ظلت هذه الانقسامات قائمة بحدة حتي توحدا مرة اخري في ابريل 1969. واستمر الحزب الموحد يزاول نشاطه السياسي كاحد الاحزاب السياسية الكبري في السودان الي ان تم حله بعد انقلاب مايو 1969، وعلي اثر انتفاضة 6 أبريل 1985 عاد الحزب للظهور كاقوي الاحزاب السياسية بزعامة الصادق المهدي، الذي دخل انتخابات عام 1986 ليفوز باغلبية مقاعد الجمعية التاسيسية ويتولي رئاسة الحكومة بالائتلاف مع الاحزاب الاخري، تارة مع الحزب الاتحاد الديمقراطي، وتارة مع الجبهة الاسلامية، ثم يعود للائتلاف مع من جديد مع الاتحاد الديمقراطي، ثم ينفصل عن الحزب الاتحادي، وخلال كل هذه الفترات كانا الفساد والغلاء قد انهكا الشعب ولم يهتم الصادق بمشكلة الجنوب وحروب جون قرنق فوقع انقلاب 30 يونيو.

***- لا يهم المواطن السوداني بقليل او كثير ما يدور من خلافات داخل حزب الامة؟!!.. وان كانت مفتعلة ام حقآ حقيقية؟!!. لكن الشي الذي لا يقبله عقل اومنطق، ان يستمر هذا الخلاف طوال مدة ٤٩ عامآ بلا توقف (١٩٦٦- ٢٠١٥)!!.. ويدخل العام القادم- اذا استمر الحال علي ما عليه-..عامه الخمسين؟!!…

١٤-
***- حاليآ يمر حزب الامة باصعب فترة في تاريخه الطويل، يحاول الحزب الحاكم حل حزب الامة نهائيآ، وابقاه شبه “مجمد” بلا اي نشاطات حتي اشعار اخر..الصادق المهدي في الخارج لا ينوي الدخول.. الازمات الداخلية تعصف بالحزب ولا يقوي البت فيها..نساء بيت المهدي صبحن هن بلا منازع صاحبات الكلمة الاولي فيه… بعد هروب ولدي الصادق منه..وغياب الديكتاتور العجوز!!

١٥-
***- كل سنة وانتو ياناس القبة.. ومسجد د نوباوي بخير وعافية.

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حزب الأمة ولد ونشأ ولا يزال
    ملكية خاصة بأسرة المهدي
    *****************
    المصدر:- موقع الراكوبة-
    -11-19-2013-
    -النعمان حسن-
    ———–
    ١-
    ***- اكبر مفارقة لحزب الأمة انه نشا تحت رعاية أعدائه الصادق أول من خرج عن التجمع وقبل اتفاق الجنوب في تقرير مصيره الذي أدى للانفصال..إذا كان الحزب الوطني الاتحادي بمسمياته المختلفة يتحمل المسئولية الأكبر في الإخفاق الذي لازم السودان منذ الاستقلال فان حزب الأمة وان كان اقل مسئولية إلا انه بدون شك الشريك الأكبر في هذا الإخفاق مما يؤكد إن مستقبل الحزبية والديمقراطية في السودان ميئوس منه بوجود هذين الحزبين الكبيرين اللذان يهيمنان على الحكم الديمقراطي لافتقادهما المؤسسية الحزبية الديمقراطية التي تقف الطائفية والأحزاب العقائدية فى طريق بناء نظام ديمقراطي يقوم عليه نظام الحكم فى السودان يؤكد هذا العزلة التي تعانى منها هذه الأحزاب بمختلف مسمياتها سواء كانت في الحكم أو المعارضة الأمر الذي مكن الأنظمة العسكرية أن تهيمن على الحكم الوطني بمساعدة ومساندة الأحزاب التي تلتحف ثوب الديمقراطية زورا .

    ***- لهذا كان من الطبيعي أن تتحول هذه الأحزاب نفسها لآليات تمكن العسكر من إحكام قبضتهم على الحكم لهذا لم يشهد تاريخ السودان حكما عسكريا لا تشارك فيه هذه الأحزاب التي كان يفترض أن تلتزم جانب الديمقراطية وترفض التورط في أي علاقة مع دكتاتورية عسكرية تصادر حريات مخالفيهم الرأي.

    ***- لهذا فبقدر ما ترفض غالبية الشعب السودان النظام الدكتاتوري القابض على السلطة اليوم بقوة الانقلاب العسكري ملتحفا راية الحكم الإسلامي كما رفضت من قبل نوفمبر ومايو وبقدر ما تتطلع لرحيل هذا النظام اليوم قبل الغد إلا أنها في نفس الوقت لا تثق في أن تكون هذه الأحزاب البديل للنظام تحت راية ديمقراطية زائفة لهذا فان السودان في محنة حقيقية ما لم ينجح في خلق مؤسسات ديمقراطية بديلة لهذا الواقع لتحل محل النظام والأحزاب الحالية وإلا لكنا على موعد مع البيان رقم واحد مرات ومرات.

    ***- ولعل هذا هو من اكبر العوامل التي أتاحت للنظام أن يضرب الرقم القياسي في البقاء في السلطة بالرغم من إن الشعب صاحب أكثر من تجربة وسابقة في أن يقصى أنظمة دكتاتورية عسكرية بالنضال السلمي كما فعل في أكتوبر وابريل لهذا فهو ببحث ويطمع في قوة ثالثة تخرجه من هذا المأزق ا ولعل هذا هو رهان النظام الحالي في البقاء في السلطة وليس الرهان على استخدام القوة المفرطة والقمع فالقوة وحدها ما كانت لتحول دون انتفاضة الشعب لولا إن هذه الأحزاب وقياداتها قتلت فيه حافز التضحية.والدليل على ذلك انحسار التظاهرات ضد قرار رفع المحروقات بمجرد ما ظهرت الأحزاب في الصورة. إذن حزب الأمة هو الشريك الثاني المسئول عن هذا الإخفاق وان كان في الدرجة الثانية بعد الحزب الاتحادي الذي أولاه الشعب ثقته في أن يقود أول حكم وطني إلا انه فشل في صياغة دولة مؤسسات ديمقراطية.

    ٢-
    ***- لهذا تجئ وقفتي هذه المرة مع حزب الأمة أو بتعبير أدق أحزاب الأمة. هذا الحزب ولد ونشا ولا يزال وسيبقى ملكية خاصة لأسرة المهدي وإذا كان يشهد اليوم صراعات وانقسامات كما هو حال الأحزاب السودانية فانه صراع يختلف عن الأحزاب الأخرى لأنه صراع أطرافه أبناء الأسرة بعد أن انفرط عقدهم السياسي ولم يعودوا كيانا اسريا واحدا . ولعل اكبر مفارقة في هذا الحزب انه نشا تحت رعاية اكبر أعدائه وضمه حلف مع خصومه الذين خاض في مواجهتهم حروبا راح ضحاياها الآلاف من أنصاره.

    ٣-
    ***- مصدر الدهشة في هذه المفارقة إن هذا الحزب نشا تحت راية الإمام محمد احمد المهدي قائد الثورة التي عرفت بثورة المهدية والتي أشهرها الإمام في وجه الاستعمار الانجليزي والتي خاض فيها مريدوه وأنصاره حروبا ضاربة أهمها واخترها حرب شيكان وكرري كما إن اكبر ضحايا الانجليز المستعمرين للسودان كان غردون باشا الذي قتل على يد انصار الامام .فكيف إذن يمكن أن ينشا هذا الحزب تحت راية أبناء غردون وحليفا لأعدائه الانجليز.

    ٤-
    ***- ولعل من الغرائب التي يصعب فهمها أو تحتاج لتفسير إن هذه الطائفة وزعيمها السيد عبدالرحمن المهدي كانت اقرب لمصر والمصريين من السيد على الميرغني زعيم الطائفة المنافسة لهم وكان هذا واضحا في مؤتمر الخريجين عند بداية انعقاده ولكن انقلب الحال فجأة حيث أصبح السيد على الميرغني رجل الانجليز الذي يحمل لقب (السير) الذي أنعمت به عليه الحكومة الانجليزية ولم يناله السيد عبدالرحمن المهدي حيث أصبح السيد على رجل مصر في السودان بينما انقلب الحال ليصبح السيد عبدالرحمن المهدي رجل الانجليز الذين كانوا في حالة حرب مع والده الإمام ونظامه.

    ٥-
    ***- مفارقة يصعب تفسيرها إلا إنني شخصيا ومن باب الاجتهاد اعتقد إن طموحات السيد عبدالرحمن المهدي أن يصبح ملكا على السودان دفعت به نحو الانجليز لأنهم الأقرب في أن ينعموا عليه بالملك في السودان عضوا بالكمنولث وهو ما لا يتاح له من أي تحالف مع مصر ويا ليت من يملكون حقائق أكثر حول هذا الانقلاب الذي انتهى بتبادل المراكز بين السيدين أن يجلى الحقائق حول هذه الظاهرة الغريبة والتي انتهت بان تكون أسرة المهدي التي حاربت الانجليز هي الحليف الأول لهم وان تنشئ حزبا تحت كفالة ورعايتهم لهذا ارتبط هذا الحزب بدعوته للاستقلال تحت التاج البريطاني في مواجهة دعوة الاتحاديين لوحدة وأدى النيل وبهذا كان موقف الحزب في تناسق تام مع الانجليز الذين تبنوا دعوة الاستقلال لإجهاض الدعوة لوحدة وادي النيل والتي كانت أقوى أثرا وحظيت بتأييد اكبر.

    ٦-
    ***- ولعل اكبر خسارة لحقت بالسودان بسبب هذا التحالف إن مصر ولحرصها على وحدة السودان وعدم انفصال جنوبه أن اقترح الزعيم المصري صلاح سالم على الحكومة يومها أن تبعث مصر بمليون مزارع ليتم توطينهم في الجنوب وأنهم بانخراطهم في الحياة الاجتماعية سيغيروا من هوية الجنوب الزنجية عبر التزاوج مع الجنوبيين خاصة وإنهم لا يمانعون في ذلك كما هو حالنا نحن الشماليين ولقد شهدنا خلال وجودنا في مصر هذا الواقع حيث تزاوج اغلب اللاجئين الجنوبيين من مصريات ولو إن حكومة السودان قبلت هذا المقترح يومها لتغيرت هوية الجنوب ولسادت الثقافة العربية الجنوب ولما انتهى الآمر بالانفصال كما حدث اليوم إلا إن حزب الأمة شن حملة شعواء على هذا المقترح معللا موقفه بان هذا المقترح يحول السودان لمستعمرة لمصر وتجاوب معهم الحزب الاتحادي الذي توترت علاقاته بمصر مما فجر معركة إعلامية شرسة بين صلاح سالم والحكومة وبالطبع كان موقف حزب الأمة من المقترح يصب في مصالح الانجليز الذين يرفضون انصهار الجنوب مع العرب في السودان.

    ٧-
    ***- من هنا كانت نشأة حزب الأمة غريبة وهو ينشا تحت حضن الانجليز واذكر إنني سبق أن تعرضت لواقعة كشفت عنها مستندات الانجليز التي أفرج عنها بعد خمسين عاما حسب القانون وكان الأستاذ بشير محمد سعيد قد تحصل على الكثير منها وكان قبل رحيله يعد نفسه لإصدار مذكرات على ضوئها وقد اطلعت شخصيا على بعض منها عندما كنا في القاهرة حيث كشفت هذه المستندات على مخاطبة الإمام السيد الصديق عبدالرحمن المهدي للحاكم العام الانجليزي يطلب منه دعم الحكومة الانجليزية للحزب لمواجهة الحزب الوطني الاتحادي الذي تموله الحكومة المصرية وجاء رد الحكومة الانجليزية يومها أنها لا تملك التصرف في مال المواطن دافع الضريبة في مثل هذا الدعم واعتذرت عنها إلا إنها اقترحت دعم الحزب بطريق غير مباشر عن طريق المشاريع الزراعية.. إذن الخلفية التاريخية عن نشأة حزب الأمة غريبة الأطوار ومخالفة للمنطق.

    ٨-
    ***- جاءت بدايات الحزب متوافقة مع ذات الاتجاه الذي سارت عليه طائفة الختمية حيث إن زعامة الطائفتين بقيت بعيدة عن مراكز السلطة وانصرفت لرعاية قادة وطنيين من خارج الأسرتين ممثلين لهم في الحكم فكان أن قدم حزب الأمة قيادات وطنية من خارج البيت ممثلين له وعلى رأسهم عبدالله بك خليل و السيد محمد احمد محجوب والدكتور عبدالحليم محمد وبقى الإمام سواء في عهد السيد عبدالرحمن المهدي أو عندما آلت الإمامة للسيد الصديق بعيدة عن السلطة لان كلاهما لم يقحم نفسه في السلطة وهو نفس ما فعله السيد على الميرغني الذي رعى قيادات وطنية من خارج الطائفة في حزب الحركة الاتحادية بقيادة الشهيد إسماعيل الأزهري فكان الدكتور عبدالحليم محمد وعبدالله خليل و محمد احمد محجوب هما الواجهة السياسية والقيادية باسم الحزب .حتى إن أول من ترأس مجلس الوزراء باسم حزب الأمة كان عبدالله بك خليل ومن بعده ألت زعامة الحزب السياسية للسيد محمد احمد محجوب وهو من أكثر القيادات الوطنية صيتا وقبولا بل هو الذي مثل الحزب في رفع علم السودان بعد الاستقلال بجانب الأزهري ولم يقدم زعيم الطائفة نفسه لنيل هذا الشرف.كما حدث ذلك في الفترة الثانية من تاريخ الحزب كما سنرى.

    ٩-
    ***- جاءت رئاسة حزب الأمة لأول مرة للوزارة في إطار الحكومة الاتلافية التي ضمت الطائفتين في حلف مشترك بعد انقسام حزب الشعب الديمقراطي عن الحزب الوطني الاتحادي ليشهد السودان حكومة العدوين من الطائفتين وان اكتفت الطائفتان بان ترعيا الحكومة الاتلافية دون تقديم أي من السيدين عبدالرحمن أو الصديق لأخذ موقع في السلطة فكان أن تولى رئاسة الحكومة عبدالله بك خليل نيابة عن حزب الأمة ويبقي المحجوب بجانبه وزيرا للخارجية وليس بينهما اى من أبناء الأسرة.

    ١٠-
    ***- تلك أول مرحلة انتهت بنقطة سوداء في تاريخ الحزب حيث إن رئيس وزراء الحكومة الاتلافية عن حزب الأمة عبدالله خليل اسلم الحكم للجيش السوداني لما تكشف له إن حزبه سيفقد السلطة ديمقراطيا من داخل البرلمان وكان ذلك الإعلان عن دخول السودان في عصر الانقلابات العسكرية التي لازمته حتى اليوم حتى استأثر الحكم العسكري بأطول فترات الحكم. لهذا فالحزب يتحمل المسئولية التاريخية والأكبر في إقحام العسكر في السلطة والتي أصبحت ظاهرة عامة حتى اليوم.

    ١١-
    ***- ومع ذلك ارتبط حزب الأمة بمواقف أخرى مناهضة للديمقراطية:
    ففي الوقت الذي سلم فيه ممثل حزب الأمة في السلطة عبدالله خليل للجنرال عبود الذي أكد على هذه الواقعة في إفاداته الرسمية عن الانقلاب فى ذالك الوقت وبالرغم من إن السيد عبد الرحمن المهدي كان المبادر بإبراق الانقلاب بالتأييد مع السيد على فيما عرف ببيان السيدين وهو البيان الذي وصفه السيد محمداحمد محجوب في كتابه(الديمقراطية في الميزان) بأنه يعنى نهاية الديمقراطية وهذا ما حدث بالفعل إلا إن مفارقة هذا الحزب إن السيد الصديق وبالرغم من تأييد والده وزعيمه للانقلاب فقلد كان رافضا له بل ومشاركا في مناهضته.

    ١٢-
    ***- أما المواقف التي كانت غريبة والمناهضة للديمقراطية فان حزب الأمة الذي أعلن عن نفسه كحزب سياسي يشارك في الحراك السياسي في النصف الغول من الخمسينات انتهج الحزب أسلوب العنف لتحقيق تطلعاته مجهضا بذلك ثقافة الديمقراطية التي تقوم عليها أو يفترض أن تقوم عليها الأنظمة الديمقراطية فكان إن عابت بداياته ظاهرتان:

    1-
    ***- استخدامه للعنف فيما عرف بحوادث مارس الشهيرة فلقد سلك الحزب طريق الفتنة والقتل والدمار للتعبير عن رفضه لوحدة وادي النيل التي يتبناها غريمه الوطني الاتحادي والتي حظيت بالقبول من أغلبية جماهير الشعب السودان عبر صناديق الاقتراع وفجر تظاهرات دموية بالسلاح الأبيض اعتدى بها على الذين خرجوا لاستقبال اللواء محمد نجيب رئيس الحكومة المصرية والحليف الرسمي للوطني الاتحادي معلنا بهذا المسلك عدم إيمان حزبه بالديمقراطية التي تقوم على قبول قرار الأغلبية وهى الحالة العدائية التي صعد بها رفضه لمقترح صلاح سالم عن الجنوب

    ٢-
    ***- اشتهر الحزب بان قاعدته من الأنصار الذين يدينون بالولاء المطلق للإمام بالزى الموحد مما جعلهم اقرب شكلا بالقوات النظامية إلا إن المفارقة الأكبر أنهم تشبهوا بالقوات النظامية يحملون السلاح الأبيض بدلا عن البندقية في كل تجمعاتهم السياسية ويرفعونها مهددين بها مخالفيهم الرأي حتى أصبحت الحراب التي يلوحون بها وتهتز في أياديهم هتافا بديلا لهتافات الأحزاب الأخرى التي يرددونها بألسنتهم وكم من مرة تم استخدامهم لهذا السلاح في مواجهة مخالفيهم الرأي إلا إن هذه الظاهرة اختفت في المرحلة الثانية للحزب بعد أن انتشر الوعي وسط قواعد الأنصار واختفى هذا المشهد من الحراك السياسي إلا إن الأثر الذي خلفته تاريخيا يؤكد لأي مدى أن نشأة هذا الحزب قامت على العنف لحسم الخلافات المشروعة في النظام الديمقراطي.

    ١٣-
    هكذا كانت المرحلة الأولى لحزب الأمة نشأة وسلوكاً والتي انتهت برحيل الإمام الصديق عبدالرحمن المهدي لتبدأ مرحلة التحول الكبرى مرحلة الإمام الصادق الصديق والتي شكلت نقلة نوعية في تاريخ الحزب بل وتاريخ الديمقراطية حيث إنها الفترة التي شهدت تحول الحزب لملكية الأسرة لرغبة أبنائها في السلطة ولتمزق الحزب الصراعات التحى اشتعلت نيرانها بين أبناء الأسرة من أحفاد المهدي وهى الفترة التي أصبح السيد الصادق بطلها وصانع أحداثها بجانب السادة مبارك الفاضل وأبناء الإمام الهادي.

    ١٤-
    وكان مصدر الخلافات كما كشفت الأيام تزايد رغبة بعض أحفاد المهدي في السلطة الأمر الذي صعد الخلافات وسطهم حتى حول الإمامة لما للإمامة من ارتباط بالسلطة وكان أول المبادرين بهذه الخلافات نجل أخر إمام في عهد استقرار الطائفة السيد الصادق الذي تصاعدت الخلافات بينه وأعمامه السيدين الهادي واحمد المهدي وكان الخلاف سياسي إلا انه امتد للخلاف حول الإمامة لما لها من نفوذ سياسي لهذا رفض الصادق الاعتراف لعمه الهادي بالإمامة وأعلن نفسه إماما لتشهد قاعدة الأنصار لأول مرة إمامين متنازعين.

    ١٥-
    ***- يومها الصادق الذي لم يبلغ سن الثلاثين من العمر والذي تطلع لاستغلال الإمامة لزعامة الحزب سياسيا فلقد تمرد وخرج على ذلك التقليد الذي عرف به الحزب والذي يقوم على تقديم قادة سياسيين محنكين للتصدي للعمل السياسي باسم الحزب وكان أهمهم وأخرهم المهندس والقانوني الضليع السيد محمد احمد محجوب والذي احتفظ به الإمام الهادي واجهة لحزبه لما انشطر الحزب لجناحين وحزبين الأمة جناح الإمام والأمة جناح الصادق وقد تردد يومها إن الإمام الهادي نفسه لم يخف تطلعه للترشح لرئاسة الجمهورية متنازلا عن الترشح لرئاسة الحكومة للمحجوب ذلك القيادي المعروف على المستوى العالمي في الأمم المتحدة وكبرى المنظمات العالمية لما له من خبرة رائدة في السياسة إلا إن الصادق رفض للمحجوب أن يكون هو واجهة الحزب السياسية وقرر أن يحل هو بديلا له حتى يكون مرشح الحزب وممثله في السلطة ولم يكن الصادق يومها عندما أعلن هذه الحرب على المحجوب يتمتع بخبرة سياسية لأنه كان في مقتبل العمر ولم يمارس أي مسئولية سياسية أو وظيفية حتى على أدنى المستويات ولم يكن يملك يومها غير انتمائه الأسرى وانه نجل أخر إمام غير مختلف عليه السيد الصديق. كانت أولى خطوات الصادق دخول البرلمان الذي لم يكن من بين أعضائه ونوابه المنتخبين عن الحزب لعدم بلوغه السن القانونية ولكنه ما أن استحق التأهيل للترشح لعضوية البرلمان حتى أخلى له احد نواب الحزب موقعه للترشح مكانه ليحل نائبا بديلا له وبهذا اكتسب لأول مرة الصفة القانونية داخل البرلمان.

    ١٦-
    ***- استطاع الصادق أن يقود معاركه بحنكة حتى حسم الحزب جانح الإمام وقلص نفوذه للحد الأدنى في الحزب وهكذا أزاح المحجوب بكل خبراته عن واجهة حزب الأمة السياسية وليصبح بعد ذلك الرجل الأول في الحزب والأميز حتى في مواجهة الأحزاب التي نشأت تحت قيادة مخالفيه الرأي ى من أبناء الأسرة كأجنحة لحزب الأمة مخالفة له مما مكنه أن يكون صاحب أطول فترة في الحكم الوطني كرئيس للوزراء في فترة الحكم الوطني الديمقراطي وكانت أخر حكومة له هي التي أطاح بها انقلاب يونيو89 الحالي. كانت اكبر مفارقة في تاريخ السيد الصادق إن أول وظيفة حكومية له بل وأخر وظيفة له رئيساً لحكومة السودان عن حزب الأمة لأكثر من دورة رغما عن تعدد أجنحة حزبه وما شهده من انشقاقات إلا إنها لم تضعف من نفوذه الحزبي حيث تمتع بمساندة الأغلبية العظمى من الأنصار.

    ١٧-
    ***- ما يقرب من نصف قرن من الزمان أصبح الصادق الأكثر وجوداً وتأثيراً في الأحداث الوطنية بعد انهيار حزب الحركة الوطنية ورحيل قياداته وعلى رأسهم الشهيدين الأزهري ى والشريف حسين الهندي ورحيل الشهيدين عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ من الحزب الشيوعي حيث أصبح الميدان مباحا له ونسيبه الدكتور حسن الترابي زعيم الكتلة الإسلامية واللذان ظلا يتحالفان ويعتركان في الساحة السياسية كيفما يريد الطرفان.

    ١٨-
    ***- ولقد نجح الصادق في أن يحكم قبضته على حزب الأمة وان يجعل منه الأكثر تنظيما ووجودا بالرغم من الانقسامات الجانبية التي شهدها الحزب حتى أمكن له أن يحول الحزب من ملكية خاصة بآل المهدي لملكية خاصة لأسرة الصادق المهدي حيث إن الحزب الآن تحت سيطرته وأبنائه وبناته ساعده على ذلك إن بينهم من هم ناشطين سياسيا خاصة في الجانب النسوى وبصفة خاصة الدكتورة مريم الصادق المهدي والأستاذة رباح..لاشك إن فترات حكم الصادق المهدي للسودان هي الأكثر إخفاقا وذلك لعدم خبرته فئ فتراته الأولى في الحكم ولمواقفه المتضاربة والمتناقضة من الانقلابات و فترات حكم العسكر.

    ١٩-
    ***- ولقد عرف الصادق بأنه مسرف في إطلاق الوعود والأماني الخلب كما قال عنه الشريف زين العابدين الهندي في واحد من تصريحاته إلا إنها وعود لم يجد أي واحد منها طريقه ليترجم واقعا من اجل استقرار الحكم الوطني ولعل اخطر مرحلة شهدت اكبر إخفاقاته هي الفترة التي سبقت انقلاب الإسلاميين على حكومته لأنه كان من جهة مهتزا ومتخوفا من تأثير الكتلة على حزبه لأنه الأقرب إليه لهذا كان مهتزا أمام أهم حدث كان من الممكن أن يغير مستقبل السودان عندما نجح الاتحاديون يوم وقع الميرغني اتفاق الحزب الاتحادي مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور قرنق وكان أهم بنود الاتفاق لكي ينجح الحوار السلمي في تأسيس دولة سودانية موحدة لا يهيمن عليها عنصر أو جهوية أو دين أن يصدر قرار بإلغاء قوانين سبتمبر الإسلامية التي أصدرها النميرى وكان هذا الموقف قد وضعه في أصعب مواقفه مع حلفائه الإسلاميين ولأن إلغاء هذا القانون لا يتحقق إلا بقرار من البرلمان فلقد كان الصادق متخوفا من أن يفقد أصوات الإسلاميين حلفائه بالبرلمان بل وان يؤدى طرح هذا الأمر للتصويت في البرلمان من نجاح حزب الجبهة الإسلامية في استقطاب عدد من نوابه ويفقدونه أغلبيته البرلمانية التي تفقده رئاسة الوزارة لصالح الشريك الثالث الحزب الاتحادي لهذا كان في موقف معقد للغاية ومتضاربا مع مصالحه وطموحاته في الرئاسة لهذا كان رافضا عرض الأمر على البرلمان وان يصدر قرار الإلغاء من مجلس الوزراء ليتجنب انسلاخ نوابه عنه ولكن لان القانون لا يلغى ألا بقانون والقانون لا يصدر إلا عن البرلمان بصفته السلطة التشريعية لهذا كان الصادق أمام مأزق لما تحدد للبرلمان جلسة لمناقشة اتفاق الوحدة والسلام مع قرنق لهذا ولما انقضت الجبهة على الحكم بانقلاب في 89 وحالت دون انعقاد البرلمان كان هو سعيدا بهذا التطور حتى إن الاتهام لاحقه بأنه كان شريكا فيه وغير رافض له لأنه أنقذه من ذلك المأزق وقد دعم هذا الاتهام له ما كان بينه وبين الانقلاب من تقارب في بداياته حتى تردد إمكانية مشاركته يومها في الحكم إلا إن جبهة قوية داخل النظام رفضت مشاركته في الحكم لتباين وجهات النظر حوله من الانقلابيين وأيا كان موقع هذا الاتهام من الحقيقة فمن المؤكد إن السيد الصادق كان سعيدا بالانقلاب لأنه أخرجه من مأزق جلسة البرلمان في ذلك اليوم.

    ٢٠-
    ***- أما مواقف الصادق المهدي من الانقلابات خاصة انقلاب مايو 69 ويونيو 89 فلقد تضاربت مواقفه وتناقضت وتعارضت مع ديمقراطية حزبه حيث انه قاد المصالحة مع انقلاب مايو وانخرط في عضوية مكتبه السياسي وقد مكنت مصالحته التي شاركته فيها الجبهة الإسلامية من إن تخترق نظام مايو وتخطط للانقلاب إلا إن الصادق عاد ثانية معارضا لمايو وأما عن انقلاب الإنقاذ وهو ما تشهده وتقف عليه الساحة السياسية من تناقضات فالثابت انه اليوم متقلب المواقف وان حزبه في ظاهرة هي الأولى من نوعها يشارك في النظام بوجود ابنه على أعلى مستويات السلطة وبوجود ابنته الدكتورة مريم في ساحة المعارضين متقلبة أحواله من يوم ليوم لهذا فهو مشارك ومعارض صوريا . ويبقى أخر مواقفه وأخطرها انه كان أول زعيم وطني ورئيس حزب معارض ومشارك في التجمع الوطني يبادر ويلتقي قرنق في اجتماعات سرية من خلف ظهر التجمع ويعلن تأييده للاتفاق الذي أبرمته أمريكا بين فصيلي الحركة الشعبية والذي اعترف لهم بحق تقرير المصير بالرغم من توقيع الحزب على ميثاق التجمع الذي ينص على دولة مواطنة موحدة لا دينية أو جهوية مما عرضه لان تصدر قيادات التجمع بيانا صاخبا بإدانته ووصمه بخيانة وحدة الوطن قبل أن تتبعه هذه القيادات التي إدانته في ذات الخطوة التي مهدت الطريق لانفصال الجنوب لهذا كان هو الأكثر مسئولية في تمزيق الوطن حيث كان الأسبق في الاعتراف بحق الجنوب في تقرير المصير.

    ٢١-
    ***- وتبقى أخيرا مواقف الصادق وحزبه المتناقضة من الأوضاع في السودان تتحدث عن نفسها وتبقى الحقيقة الأكبر انه لا مستقبل لديمقراطية تقوم على أحزاب تمتلكها اسر بعينها ولا تعرف المؤسسية الديمقراطية وهكذا يبقى الحزبان الكبيران اكبر عثرة في بناء سودان ديمقراطي وسيبقى مسرحا للدكتاتورية العسكريةأو المدنية ما بقى الحزبان الطائفيان..

  2. من العمل العلني في زمن الانجليز..الي السري في زمن البشير:
    “الأمة” السوداني يجمد نشاطه ويقرر العمل “تحت الأرض”
    **********************
    المصدر:- صحيفة بربر-
    -التاريخ: 19 كانون2/يناير 2015-
    —————-
    ***- قرر حزب الأمة القومي المعارضة تجميد نشاطه طوعاً والعمل سراً، وذلك بعد طلب جهاز الأمن من مجلس الأحزاب حل وتجميد الحزب لتحالفه مع قوى الجبهة الثورية الرافعة للسلاح ضد النظام. أعلنت القوى المعارضة تضامنها مع حزب الأمة القومي بعد تلقيه إخطاراً من مجلس الأحزاب السودانية للرد على شكوى من جهاز الأمن والمخابرات تطالب بتجميد نشاط الحزب وحله، وهددت باللجوء إلى كل الخيارات حال صدور قرار بحل الحزب ومصادرة ممتلكاته . وقالت تقارير إن الحزب قرر طوعا النزول “تحت الأرض” لممارسة نشاطه السياسي، وأضافت أن المكتب السياسي للحزب اتخذ قراره نتيجة للظرف الاستثنائي الذي يواجهه، وبناء على اقتراح تقدم به رئيسه الصادق المهدي من مقر إقامته في القاهرة وبموجبه يكلف رئيس الحزب بتكوين “مؤسسات استثنائية”. ووقَّع 13 من ممثلي قوى التحالف على وثيقة “نداء السودان” الموقعة بين حزب الأمة ومنظمات المجتمع المدني مع “الجبهة الثورية” في أديس أبابا . ومن أبرز الموقعين سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد جلاء الأزهري، والقيادي في حزب البعث السوداني يحيى الحسين، وأحمد وهبي عن حركة (حق).

  3. اقتباس –
    4- هناك رواية اخري تفيد، ان الحاكم البريطاني في الخرطوم هو الذي نصح الامام عبدالرحمن المهدي باستعجال تاسيس حزب قوي يقف في وجه مطامع الاحزاب المصرية التي تنادي وتطالب علانية جلاء القوات البريطانية من السودان، وذلك بهدف حث حكومة مصر علي بذل اقصي جهودها من اجل ضم السودان نهائيآ مع مصر بعيدآ عن التاج البريطاني!!
    11هو كتاب يحوي علي معلومات في غاية الخطورة عن احداث وقعت في الفترة من عام 1945 – بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية- وحتي عام 1955، وكيف ان الحكومة البريطانية قد مولت حزب الأمة بالاموال الكثيرة دعمآ لها حتي لا توافق علي وحدة وادي النيل مع مصر، ومن ناحية اخري كشف مؤلف الكتاب ايضآ عن اموال هائلة تقاضوها بعض كبار رؤساء الاحزاب السودانية من حكومة اللواء محمد نجيب رئيس جمهورية مصر وقتها من اجل ان يدعموا وحدة السودان مع مصر في دولة واحدة-انتهى الاقتباس
    ****
    ونحن في 2015 ايهم كان اكثر ذكاءا وبعد نظر الاسطورة السيد عبدالرحمن المهدي الذى لم يهادن غطرسة وعجرفة المصريين الممتدة الى اليوم ام اوسيج الخدوية القوميين والشيوعيين والاخوان المسلمين-خدم الامبرالية المصرية- الاخرجوا السودان ما دائرة الوجود واضحى كم مهمل جنوب خط22 كما المح ميلان كانديرا- وانظر كتابات القدال المغرضة عن السيد عبدالرحمن.. كأن الولاء للانجليز جريمة..ولكن الولاء لمصر جريمة اكبر مسخ العلم والتعليم التاريخ واشعار وفصل الجنوب … والانلجيز احترمو السودانيين ومذكراتهم موجودة في جامعة درم..وريني المصرييم احترمو السودانيين بتين…
    الانجليز جابو ديموقراطية وست منستر والديموقراطية دايرة احزاب وليس تنظيمات او ايدولجيات كون يؤسسو حزب الامة العريق لابعادنا من المصريين المستهبلين والانتهازيين دي محمدة كبيرة والله وليس مذمة

    1)السودان في مخيلة النخبة المصرية والعربية
    ((اول خطوة لاستئصال شعب هي محو ذاكرته عبر تدمير كتبه وثقافته ثم تكلف شخص بكتابة كتاب جديد وبصنع هوية جديدة لهذا الشعب وقبل مرور وقت طويل سيكون هذا الشعب قد نسى من هم ومن كانوا وستكون الامم التي من حولهم بنسيانهم اسرع منهم))
    ميلان كانديرا
    وهذا فعلا ما صنعته مصر “الخديوية” بالسودان في صراعها ا من اجل الاستحواذ على اراضي السودان الذى استعمرته مع الاتراك في المرحلة الاولى 1821 ومع الانجليز في المرحلة الثانية 1898 على طريقة النملة التي قالت “انا والفيل هزينا الجسر”
    قام اوسيج الخديوية من قوميين عرب وشيوعيين”سودانيين” ثم اخيرا اخوان مسلمين بتشويه وعي الاجيال الحاضرة بتدمير المناهج السودانية ومسخ العلم والشعار والهوية السودانية وفصل الجنوب والحبل على الجرار من النخبة التي درست كلية غردون واسست مؤتمر الخريجين مرورا بالاستقلال الناقص بسبب هذا الفكر الوافد والعاطل ..ونحن في 2015 ولا زلنا مع نفس الناس- القوميين والشيوعيين والاخوان المسلمين-..والسؤال الموجه لهؤلاء وهم في ارزل العمر..توجد 100 فضائية مصرية الان هل تعترف النخبة الفكرية الثقافية السياسية المصرية بالاتي
    1- السودان دولة وحضارة لها 7000 سنة وليس بقعة جغرافية ظهرت في 1821 او جزء من مصر وفقا لاتفاقية 1899 ودستور حزب الوفد…؟؟
    2-يوجد في السودان فكر -محمود محمد طه وجون قرنق وثقافة ايضا غير المامبو السوداني ..
    3- توجد للسودانيين انجازات في دول الخليج واليمن واسهامات دستوريةايضا
    4- ان بضاعة مصر الناصرية والاخوان المسلمين بارت وكسدت في كل العالم وايضا الازهر ليس المؤسسة الوحيدة في العالم مسؤلة من الاسلام…
    5- ما راي المصريين المعاصرين في الثورة المهدية ؟ راي القديمين الموثق عارفنو
    6- هلى تستطيع مصر فتح فضائية حرة سودانية من مدينة الاعلام تدعم الديموقراطية والقوى الديموقراطية في السودان اسوة بالفضائيات التي فتحتها لايتام صدام من 2003
    7- هل فعلا مصر “ام الدنيا” ام الامر تضخيم ذات وتجهيل شعب واستصغار للاخرين؟ والدنيا فيه الهند والبرازيل والصين واليابان وكوريا الجنوبية العشرة الكبار الجدد بايهم اقتديتم اهتديتم…بدل الافق المسدود..مصر وتركيا من ناحية وايران من ناحية اخرى الذى علقت فيه الدول العربية من المحيط الى للخليج ما عدا تونس وسلطنة عمان
    8- هل هناك من يرى اني اسيء لمصر بهذه التساؤلات؟؟؟ ام مصر في حاجة لوعي جديد.. واعادة سياغة لنخبها السياسية المستهلكة… ولتجديد في كل شيء..حتى “الوعي المأزوم” الذى يطل علينا من الفضائيات المصرية والخليجية وتبدا اولا باحترام السودان والسودانيين.. وتضع حد للعلاقة الانتهازية “السايس والحصان” و المبتزلة عبر العصور .والشراكة الذكية والاعترف والاعتذار عن مخازي الماضي ..تجب ما قبلها ….كما فعلت اليابان الراقية والمهذبة للصين وكوريا عن ظلامات الماضي في الحرب العالمية الثانية ..اذا كانت عايزة تكون من الكبار فعلا…..العايز ببقى كبير ما ببقى كبير بالجعجعة الجوفاء والقعقعة الشديدة..في عصر العلم والمعلومات…
    ****
    والغريبة الحثالة “المنبتة “التي اتحكم السودان من اخوان مسلمين ومخلفات قوميين عرب بعد فصلو الجنوب عايزي يلغو حزب الامة ..ومصر تصرعلى تمشيط الانقاذ بي قملا وتكرر نفس الاخطاء التاريخية في حق السودان و السودانيين دون حياء

  4. القنبلة الموقوتة في حزب الأمة القومي:
    من هو خليفة الإمام الصادق المهدي؟!!
    ***********************
    المصدر:- جريدة المجهر السياسي-
    -16 – 07 – 2012-
    ——————-
    ١-
    مقدمة:
    ———–
    ***قضية الخلافة في المسرح السوداني صارت تمثل أولوية ظاهرة، وهواجس خطيرة، ومسألة طاغية في المجالس وأحاديث الشارع السياسي.. وها هو المؤتمر الوطني يتأهب لخلافة البشير بناءً على رغبته، بينما يتأطر بريق القضية في الاتحادي الأصل بصعود (الحسن) نجل مولانا محمد عثمان الميرغني إلى القمة. حزب الأمة القومي، بوصفه من الأحزاب الكبيرة، أصبح الآن يعاني من إفرازات قضية الخلافة والزعيم المنتظر الذي سيجلس على كرسي الإمام الصادق في المستقبل، فالشاهد أن تركيبة الحزب وخصائصه وأحواله الآنية جعلت من موضوع الخلافة قنبلة موقوتة وقضية صامتة وواقعاً مسكوتاً عنه..لا أحد ينكر أن الإمام الصادق ما زال بكامل عطائه السياسي وقواه العقلية والذهنية، غير أن قضية الخلافة مرتبطة بدوران ناموس الحياة والتحديق في الأفق البعيد.

    ***- توجهنا إلى البروفيسور حسن مكي الخبير الإستراتيجي، واللواء (م) فضل الله برمة نائب رئيس حزب الأمة القومي، والدكتور علي السيد القيادي بالاتحادي الأصل، والمحامية هالة عبد الحليم في سياق الحصول على الإجابة عن السؤال الصعب: من هو خليفة الإمام الصادق في المستقبل؟ فما قالوا، حيث شملت دائرة التنافس مبارك الفاض،ل وعبد الرحمن الصادق، والدكتورة مريم الصادق وقيادات من خارج بيت المهدي؟!!

    ٢-
    استبعاد مبارك الفاضل
    —————
    ***- الخلافة في القاموس السياسي مسألة طبيعية لا تثير الخوف والإحباط، بل إن الدراسة المتأنية والرؤية العميقة حول ملف الخلافة والقيادة المنتظرة تلعب دوراً إيجابياً في ضبط الاستقرار ومقابلة إشكاليات الفراغات. بالنظر إلى منافسة السيد مبارك الفاضل في خلافة الإمام الصادق، يلاحظ أن الرجل من الناحية التنظيمية لا يحوز على أي موقع في الهيكلة الحزبية خلال الوقت الراهن.

    ****- كان الإمام الصادق يريد عودة مبارك الفاضل للحزب الكبير في سياق الاغتسال من بعض الخطايا السياسية، لكن مبارك ضاق بالانتظار، فما كان منه إلا أن قام بترتيب عودته من خلال خطوة دراماتيكية ومشهد سينمائي مثير ليكون في رحاب حزب الإمام كأنه قد فرض نفسه على أخوته القدامى!!وجود مبارك الفاضل في ضفة الإمام الصادق مثل حالة الإنسان غير المرغوب فيه، فهو رجل بلا صلاحيات ولا مهام توكل إليه، علاوة على ذلك فإن دائرة التنسيق والتفاكر بينه والقيادات في الحزب مغلقة تماماً، فالشاهد أن مبارك يرتكز على قدرته على الصمود والجرأة حول بقائه في هذا المناخ الذي لا يطيقه!!

    ***- الحيثيات الطبيعية تؤكد أن الطريق سيكون وعراً وعسيراً على مبارك الفاضل في الوصول إلى دفة قيادة حزب الأمة القومي، فالرجل ما زالت تلاحقه وصمة الانشقاق ومخرجات مؤتمر سوبا عام 2001م والمشاركة في السلطة، فضلاً عن وجود الصراع الطاحن بينه و(أولاد) الإمام الصادق، وهؤلاء لن يسمحوا، من منطلقات وجدانية ورمزية، أن يتولى مبارك الفاضل وراثة والدهم الإمام الصادق!!

    ***- الصورة البليغة حول انحسار مساحة مبارك الفاضل في الخلافة تتأطر عندما يجزم الإمام (الصادق) بأن مبارك يسوق حزب الأمة إلى فوهة (الحطمة). وفي الإطار، ما زالت الجفوة العارمة بين الرجلين منقوشة في الأعصاب والأحاسيس، وها هو الإمام الصادق يقول بالصوت العالي: كلما اقترب مبارك من حزب الأمة القومي تقترب منه الزوابع. بل الإمام لم يتورع في القول إن مبارك الفاضل (غواصة وحركة شعبية)، ولا استطيع تعيينه نائباً للرئيس وأنا أشك في ولائه. وزاد قائلاً: السياسة أفقرتني أنا.. وأغنت مبارك الفاضل واسألوه من أين له هذا؟!!

    ٣-
    حظوظ الأمير عبد الرحمن الصادق
    ———————-
    ***- المسافة بين الأمير عبد الرحمن الصادق وخلافة والده محفوفة بالتأويلات والاستنتاجات والمربعات السحرية، والبعض يرى إمكانية قيادته للحزب الكبير في المستقبل، غير أن هؤلاء لا ينكرون صعوبة الخطوة وما قد تجده من صخب وضجيج وفوران في صفوف منسوبي حزب الأمة القومي، استناداً إلى خروج عبد الرحمن من الحزب ومشاركته في الحكومة. بينما ترى فئة أخرى أنه أصلاً زاهد في محراب السياسة، وأن عبد الرحمن له عشق جارف في فضاءات العسكرية لدرجة (التبتل)، وقد عاد إلى سلك الجيش بعد إعفائه من ذات السلطة قبل أكثر من عشرين عاماً!! وقد شق على الرجل التأقلم في مناخات الحزب، بل إن ذهابه لحضور الندوات السياسية في دار الأمة القومي كان أمراً عصيباً.

    ***- من جهته، يقول الدكتور علي السيد القيادي في الاتحادي الديمقراطي الأصل، إن الميول العسكرية الواضحة في تركيبة عبد الرحمن ستكون خصماً على أدواره السياسية عندما يصل الأمر إلى أن يكون رئيساً لحزب الأمة القومي في السنوات القادمة، وزاد بأن اختيار عبد الرحمن في منصب مساعد رئيس الجمهورية (مناورة) من السلطة لتحقيق أهداف آنية على صعيد المسرح السوداني، لكن ذلك لا يعني أن عبد الرحمن سياسي محترف.

    ***- ما الأستاذة هالة عبد الحليم رئيس حركة (حق)، فقد ذكرت أن حظوظ عبد الرحمن في خلاقة والده تكاد تكون ضعيفة من زاوية الحسابات المنطقية، فهو ينطلق من خصائص التركيز والتصميم في الأمور العسكرية والقتالية، ولا يمت للاحترافية السياسية بصلة!! والأمير عبد الرحمن شارك في عملية التخطيط والتنفيذ لخروج والده الشهير من البلاد في ديسمبر 1996م وانضمامه لقيادة العارضة، التي عرفت باسم (تهتدون)، في رحلة برية من أم درمان إلى أسمرا، وبعد ذلك أصبح أميراً لجيش الأمة. وهو الآن يضطلع بمهام مساعد رئيس الجمهورية، في خطوة تمثل قناعاته الشخصية بعد أن ذكر الإمام الصادق أن مشاركة نجله لا تعني الحزب في شيء، وأن الأمير عبد الرحمن ليس عضواً في المؤسسة الحزبية!!

    ٤-
    ***- كفة الدكتورة مريم
    كان السؤال الصعب أمامي: ماذا عن إمكانية صعود الدكتورة مريم الصادق إلى قمة خلافة والدها؟ وهل تسمح التقاليد (الأنصارية) بوجود امرأة مهما كانت فولاذية وقوية في الوصول إلى منصب رئيس حزب الأمة القومي؟
    بلا مواربة وتدليس، تركت قناعاتي الذاتية جنباً حول وجود الدكتورة مريم الصادق كرقم أساسي في معادلة الخلافة، ووجهت هذا السؤال إلى ثلاث شخصيات سياسية كبيرة تختلف في الأيديولوجيات والاتجاهات، وهم: البروفيسور حسن مكي المفكر والمحلل السياسي المعروف، واللواء (م) فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي والمحامية، هالة عبد الحليم رئيس تنظيم (حق)..يلتقط القفاز البروفيسور حسن مكي قائلاً: إن الدكتورة مريم الصادق مؤهلة لخلافة الإمام في ظل التغيرات المتسارعة والتطورات الهائلة التي سادت هذا العصر، حول القبول الواضح للزعامة النسوية، وأمامنا نماذج كثيرة حيّة في دول العالم الثالث قبل الدول الغربية، فضلاً عن ذلك فإن الدكتورة مريم نجحت في كسر الصورة النمطية عن المرأة السودانية في تحمل أعباء التكاليف العامة، والاضطلاع بمهام القضايا الوطنية. لا أرى أن التقاليد الأنصارية تقف في وجه الدكتورة مريم وتمنعها من الصعود إلى نهاية سلم القيادة السياسية وخلافة الإمام- يقول الدكتور حسن مكي- فالأنصارية مؤسسة دينية ذات ميكانيزم محدد لا تتدخل في أمور الحزب، واعتقد أن هنالك شخصيات منفتحة داخل هذا الكيان، وفي تقديري أن موازين القوة في الحزب خلال المستقبل من الراجح أن تكون في مصلحة الدكتورة مريم، استناداً للعطاء الدافق والحضور الكثيف، علاوة على مزايا وخصائص الإرث والبعد الرمزي!!

    ٦-
    ***- أما اللواء (م) فضل الله برمة فقد أوضح أن هنالك رؤية ثابتة للإمام الصادق المهدي، مفادها أنه لا يوجد صعود للقيادة في الحزب وكيان الأنصار عن طريق (التوريث) و(المجاملة)، حيث يكون معيار البذل والعطاء والمنافحة هو الوسيلة الناجعة للوصول إلى أعلى المراتب في المؤسستين، والشاهد أن حزبنا ديمقراطي النزعة يؤمن بالممارسة السياسية المسؤولة فكراً وعملاً، لذلك تجد كل الذين يشغلون وظائف في الحزب قد جاءوا من خلال بوابة الانتخابات الحرة والاختيار المباشر.
    الدكتورة مريم نالت أعلى الأصوات في الكلية الانتخابية، أما شقيقها الأصغر صديق الصادق فقد فاز عن جدارة في منطقة بحري، والدكتورة مريم ما دامت ترتكز على العطاء الدافق، وتعمل بالصدق والتفاني والتواضع في سياق خدمة القضية الوطنية ومبادئ حزب الأمة القومي، فهي جديرة بالقيادة- يقول فضل الله- ونسأل الله أن يكتب عمراً مديداً للإمام الصادق.

    ٧-
    هل هناك منافسون
    آخرون من البيت؟!
    ————
    ***- يقول الدكتور علي السيد القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل: من الناحية الواقعية لا يوجد منافس على خلافة الإمام الصادق من ذريته سوى الدكتورة مريم والأمير عبد الرحمن، والشاهد أن رباح تشارك في النشاط المعارض، علاوة على دورها الإعلامي في مكتب الإمام، والأمير صديق هو قيادي في الحزب ولا أشعر أنه من المنافسين للخلافة. وكذلك الأميران بشرى ومحمد أحمد، أما كريمات الإمام أم سلمه وزينب فهما في المكتب السياسي دون التطلع إلى الزعامة، بينما الدكتورة طاهرة والدكتورة رندا تعملان في المجال الإنساني والاجتماعي.

    ٨-
    الصادق المهدي.. هل اختار خليفته؟!
    ——————–
    ***- الإمام الصادق المهدي ظل على الدوام لا يفصح عن شخصية من يخلفه في قيادة حزب الأمة القومي، بل ظل يؤكد أنه لن يترك مسؤوليات الرئاسة في هذا المنعطف الخطير الذي يمر على صعيد الوطن والحزب. لذلك بدأت مسألة الخلافة على شاكلة صندوق مغلق لا يعرف أحد ماذا يوجد بداخله، في حين أن التأويلات والترشيحات لم تهدأ في محاولة لاكتشاف من الذي يجلس على كرسي الإمام في المستقبل.
    ويراهن الإمام الصادق على العطاء والكسب الذاتي كوسيلة حضارية ومعافاة للوصول إلى الدرجات الأعلى، لكن في هذا الخضم فتح السيد الصادق، كشخصية ملهمة، الطريق أمام كريماته لاكتساب القدرة والمنافسة الحرة أسوة مع أنجاله والعنصر الرجالي على صعيد بيت المهدي ومنسوبي الحزب. البعض يرى أن الإمام يقف مع (إكسير الأبوة) والميل الطبيعي لذريته في قضية الخلافة، بينما يلوح على لوازم الكفاءة وتحمل الصعاب الموجودة في مشوارهم السياسي. ومهما يكن، فإن الإمام لم يفصح بعد، لكن الإشارات والتكهنات تنطلق نحو ذريته سيما عندما أطلق قولته المشهورة في تأبين المرحوم محمد أزهري بأن النساء يحملن الإرث مثل الرجال في التكاليف العامة.

  5. (*- يعتبر حزب الامة من اقوي الاحزاب التي دعت الي الاستقلال التام عن مصر وبريطانيا. ولا تقبل الوحدة مع مصر. نشأ الحزب بزعامة الامام عبدالرحمن المهدي، وضم كافة الاحزاب الاستقلالية الصغيرة وهي:
    (أ)-
    حزب القوميين: برئاسة احمد يوسف هاشم عام ١٩٤٤،
    (ب)-
    حزب الاستقلال الجمهوري: بزعامة ميرغني حمزة، ١٩٥٤،
    (ج)-
    الحزب الجمهوري الاشتراكي، بقيادة ابراهيم بدري ١٩٥١،
    (د)-
    حزب السودان: برئاسة محمد احمد عمر، ١٩٥٢،
    (هـ)-
    حزب التحرر الوطني: بزعامة عمر الخليفة عبدالله التعايشي،١٩٥٧.)
    استاذي الكريم بكري الصائغ– لك الود والتحية— لاحظ ان الاحزاب القومية التي تفضلت انت بايرادها كانت كلها سودانية المنبت من البيئة السودانية وهو ما نود الرجوع اليه في تكوين الاحزاب بالسودان بدلا من الناصرية والبعثية.
    حزب الامة وغيره كما الاشياء التي تتخلق تمر بمراحل نمو كما الطفل ولو استمر النمو طبيعي ولم يتدخل الترابي لزعزعة حسب الامة ونميري لتاميم دائرة المهدي الزراعية لكان حزب الامة اليوم قائدا للديمقراطية بمدرسة متفردة ولكن لابد لليل ان ينجلي ويعود حزب الامة واحدا متماسكا مدرسة لحزبية منطلقاتها سودانية ونسأل الله العلي القدير ان يمتعكم بالصحة وطول العمر لتشهدوا تحقق ذلك ولك تقديري

  6. المناضل الثائر وشيخ المؤرخين (( ود الدهب)) يحلو ان اسميك بود الدهب وسؤالي خارج النص هل يستطيع ثعبان الجبهة الإسلامية الذي اظهر انه قلع قميص التنظيم العالمي للإخوان المسلين كما هو موضح بالرسم الكراكتيري الساخر بالراكوبة اليوم …في خداع أمريكا والدول العربيه ليحصل علي دعم مالي يمكنه علي التمسك بكرسي السلطة لفترة انتخابية اخري وماهي التنازلات التي قدمها النظام لدي زيارة غندور لامريكا في اعتفادك لك سلامي وتحياتي أيها الحبوب

  7. ما كان الامام عبدالرحمن المهدي يخفي كراهيته ومقته الشديد للااحزب الشيوعي الجديد، وقعت عدة اشتباكات واعتداءات علي اعضاء كثر من الحزب الشيوعي من قبل الانصار حزب الأمة، الانصار الذين كانوا دومآ ويعلنون في سنوات الاربعينيات والخمسينيات:( البلد بلدنا ونحن اسياد”ا”ه..لا شيوعية ولا الحاد الموت الموت للاوغاد).؟؟؟؟ . حسب علمي ان الامام عبدالرحمن كان من اقوي المناصرين لتأسيس احزاب سودانيه خالصه تناهض الاتحاد مع مصر لذلك كان هو من ساند ووقف مع تأسيس الحزب الشيوعي والدليل ان معظم مناشط الحزب الشيوعي كانت تتم من دار حزب الامه انذاك ومنها علي سبيل المثال استقبال وفد الحزب الشيوعي الصيني في دار الامام عبدالرحمن عندما هم سكرتير الحزب الشيوعي باستقبالهم في ظل ظروف حزبه فقام الامام عبدالرحمن بنصح الشيوعي باستقبالهم في داره لانهم ضيوف للسودان وليس للحزب الشيوعي وحده فوافق الاخير وكان الاستقبال والفعاليات التاريخيه للحزب الشيوعي انذاك..

  8. السيد بكرى الصائع ( بالعين وليس بالغين )
    هل من العدل ان تتحدث عن تاريخ حزب الامة خلال سبعين سنة ولا تجد فيه غير الاتهامات الممجوجة بولائه للانجليز وبكراهيته للشيوعيين ؟؟ الم تحدثك نفسك ولو لمرة واحدة بأن تكون منصفا وتتحدث عن دور الحزب فى الاستقلال ولا فى مقاومة نظام نميرى والبلاء الحسن فى الجزيرة ابا وودنوباوى ومعركة يوليو 76 ؟؟ هل من العدل ان تتجاهل الاف الشهداء الذين قدمهم الحزب خلال سبعين عاما وتتمسك بالقشور وسفاسف الامور مثل كراهية الامام عبد الرحمن للشيوعيين ؟
    اليس غريبا ان تتجاهل كل الانشطة السياسية والمبادرات والمواثيق التى تبناها الحزب خلال ال 25 سنة الماضية على الاقل ؟؟ الا يستحق ميثاق باريس – على سبيل المثال – برغم اهميته التى اضجعت منام الانقاذ الايستحق منك سطر واحد فى هذا السرد الاجوف ؟؟
    اين موقف رئيس الوزراء عبد الله خليل القوى تجاه مشكلة حلايب ؟؟
    اين النواحى الثقافية فى هذا المقال المتحامل ؟؟اين تشجيع الامام عبد الرحمن للشعراء والادباء والمطربين ..؟؟ اين دعم الامام عبدالرحمن للفرق الرياضية ؟؟ اين دعم الامام للتعليم واين مبادرة الامام عبدالرحمن لتشيع الزواج فيما عرف بيوم الاسرة او زواج الكورة ؟؟ اين الاسماء- من غير ابناء الانصار – التى ساعدها الامام عبد الرحمن فى مواصلة تعليمها ؟؟ هلا سألت المختصين فى المجال الادبى والرياضى والتعليمى ليحدثوك عن دور الامام ودعمه السخى ؟؟ هل سألت المعاصرين له ليحدثوك عن حلمه وسعة صدره ؟؟
    اختلف الناس كثيرا مع حزب الامةكحزب سياسى ولكنهم لم يختلفوا على خلق وتسامح الامام عبدالرحمن المهدى …
    انتهى الكلام المنطقى الى هذا الحد .. ارجو ان لا تحملنا عن البحث عن ما قدمه الامام الفاضل لاجدادك الذين ان عاشوا الى الان لتبرأوا منك ..فهذه من سفاسف الامور والتى اراك مغرما بها

  9. أخر اخبار “حزب الامة” في عيد ميلاده ال٧٠:
    عبدالرحمن (شعرة معاوية) بين النظام
    ووالده وقادة الامة تقاعسوا في “احداث سبتمبر”
    ******************************
    المصدر:- موقع -الراكوبة- التيار –
    02-25-2015 03:22 PM
    ———————-
    ***- تنبأ مبارك الفاضل بوقوع صدام بين النظام وحزب الأمة حال مغادرة عبد الرحمن الصادق القصر، وشبه عبد الرحمن بـ (شعرة معاوية) بين النظام ووالده، وانتقد الفاضل إشهار الصادق نبأ تقسيم ثروته؛ باعتبارها مسألة شخصية، وليست قضية سياسية، واتهم قادة الحزب بالتقاعس في “أحداث سبتمبر”، لكنه رفض وصف موقفهم بالخيانة وعاب الفاضل على الصادق اعتماده على الضغط الخارجي، والتزامه نهج المعارضة اللفظية، وقال مبارك- في حوار مع (التيار) ينشر لاحقا : أن علي عثمان سقط في فخ الإدارة الأمريكية بدارفور- كما حدث لصدام حسين في الكويت.

  10. الاخ بكرى (الصائع ) بالعين برضو وليس بالغين لزوم التأكيد
    لم تجاوب على الاسئلة المطروحة واظنك لن تجاوب عليها فان الحقد اعمى
    لو سلمنا جدلا بأفتراءاتك اللا متناهية عن الامام عبد الرحمن يبقى السؤال المنطقى والذى تحاول التهرب منه تارة بإدعاء رحابة الصدر واخرى بإدعاء العقلانية،،، والسؤال هو : – حسنا لقد آمنا بأن للامام عبد الرحمن وحفيده الصادق كل هذه الموبقات اين الايجابيات التى يمكن ان تنسب لهما او لحزبهما طوال ال70 سنة الماضية ؟؟
    كيف تنصب نفسك باحثا ومؤرخا – فى غفلة من الزمن – وتتجاهل اى اشراقة لكيان عاش 70 سنة ؟؟
    اكبر دليل على ان الانصار بعيدون عن العنف هو انك لازلت تسرح وتمرح امنا مطمئنا بالرغم من تجنيك وافتراءاتك المتواصلة ،،
    الانصار رموا باصواتهم فى صناديق القتراع لقائدهم الامام الصادق
    والانصار رموا ( سياطهم) وتركوا الساحة لكل صائع يقدل فيها ويقول ما يشاء فقد امن العقاب ومعروف ان من امن العقاب اساء الادب …
    ارجوا ان لا تجعل من نفسك ( عبدالله رجب ) اخر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..